الأشعار ، أم الأناشيد الإسلامية ؟؟؟؟؟؟؟
الحمد لله الواحد القهار ، وأشهد أن لا إله إلا الله العزيز الغفار، تفضل علينا بالهداية إلى توحيد العبادة بلا استكبار ،وأشهد أن محمد عبده ورسوله القائل: " أنا سيد ولد آدم ولا فخر" أي ولا افتخار ،صلى الله عليه ما تعاقب الليل والنهار ، وما ذكره الذاكرون الأبرار ، وعلى آله الطبين الأطهار ، وعلى المهاجرين والأنصار ، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم القرارأما بعد :
قال صلى الله عليه وسلم : ( الحلال بين والحرام بين ، وبينهما أمور مشتبهات ، لا يعلمهن كثير من الناس ) ، فمما يدور بين أوساط الناس ، وأصبح أمرا مشتبها وبه التباس ، أهو حرام أم هو ممن يقال فيه : لا بأس ، ألا وإنها الأناشيد التي يطلق عليها " الإسلامية " ، وهي بعيدة عن هذا اللقب كبعد الحقائق عن الوهمية ، فقد طغت على الأسماع ، حتى أصبح القرآن قليل الإستماع ، وقد خرجت عن المألوف ، فأصبح الرجال يحبونها مع الدفوف ، بل حتى والتصفيق بضرب الكفوف ، فهل هذه الأناشيد التي في حاضرنا يستحسنها حسان ؟!، أو يحب خطابها الخطاب؟! ، أو يسعد ابن مسعود ؟ّ ،كلا ولا ، فكيف إذا بمن نطق بالوحي وتكلم ، محمد صلى الله عليه وسلم ،( فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه ،ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام ، كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يرتع فيه ، ألا وإن لكل ملك حمى ألا وإن حمى الله محارمه،) فمن تساهل بالأمور المشتبهات ، وقع في الأمور المحرمات ،( ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد القلب كله ألا وهي القلب ) ، فالقلب ملك الأعضاء وهو السلطان ، قال أحد السلف : لو كانت لي دعوة مستجابة لجعلتها للسلطان ، لأن بصلاحه يصلح من تحت يده من بني الإنسان ، فأصلح قلبك لتصلح رعيته ، فجنب أُخي قلبك القلب ، وكن صاحب عقل ولب ، فالأشعار والقصائد في أصلها مباحة ، ولست أقصد التي الآن بالساحة ، ولكنها التي من بعض المحذورات خالية ، جمعتها لكم جمعني الله بكم في جنة عالية ، فالدين النصيحة فأسوقها لكم في السطور التالية :
(1) أن لا تعتبر وسيلة للدعوة ، فإن اتخذت وسيلة للدعوة فهي بدعة .
(2) أن لا تكون جماعية .
(3) أن لا تكون ديدنا بأن تطغى على سماع القرآن : (وقال الرسول يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا ) .
(4) أن تخلوا من الخلفيات الموسيقية وآلات اللهو والمعازف و(الدف) إلا للنساء في المناسبات والأفراح المشروعة .
(5) خلوّها أيضا من المؤثرات الصوتية : هي أصوات معازف وموسيقى لم تتكون من الآلات الموسيقية والمعازف، وإنما تكونت من جهاز (الكمبيوتر)، أو من حنجرة شخص مع المضخمات والآلات فتخرج كأصوات الموسيقى، كالضرب على المكروفانات ليخرج صوت كصوت الطبل. والعبرة بنتيجة الصوت وليس بالآلة أو بالطريقة.
(6) خلوّها من الإيقاعات وهي أصوات يتم التلاعب بها عن طريق الكبيوتر كالآهات .
(7) أن يكون القصد من الإنشاد إذهاب الكلل ، والمنافحة الدين والرسول صلى الله عليه وسلم .
(8) أن لا يكون فيها حث على تضييع فرض أو نهي عن معروف ، أو نشر فساد .
(9) أن يكون المقصود النشيد وليس الطرب به والتلذذ والإنتشاء.
(10) أن تكون على وجه الحداء والجرز ، والابتعاد عن مشابهة ألحان الأغاني ، وهذا واقع والله المستعان .
(11) أن لا يكون فيها مشابهة لأفعال أهل الأغاني والمجون كهز الرؤوس والأيادي والتمايل والتصفير والضرب بالأرجل .
(12) أن لا يكون فيها وصف مفاتن ومحاسن تهيج الطباع .
(13) أن لا يكون الإلقاء رقيقا تشبها بالنساء .
(14) أن لا تكون بأصوات رقيقة فاتنة كأصوات النساء و المردان .
(15) أن لا تكون مصدر الوعظ ، دون الكتاب والسنة .
(16) خلوّها من التصفيق .
(17) أنت تكون خالية من الغلو كما هي حال قصائد وأناشيد الصوفية .
(18) أن لا تسمى أناشيد إسلامية بل قصائد وأشعار .
وإليكم أيها الأحبة الفضلاء ، ما قاله العلماء :
العلامة محمد ناصر الدين الألباني
الأناشيد الإسلامية من خصوصيات الصوفيين
س/ ما حكم ما يسمى بالاناشيد الإسلامية؟
ج/ فالذي أراه بالنسبة لهذه الاناشيد الإسلامية التي تسمى بالأناشيد الدينية و كانت من قبل من خصوصيات الصوفيين، وكان كثير من الشباب المؤمن ينكر ما فيها من الغلو في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم والاستغاثة به من دون الله تبارك وتعالى، ثم حدثت أناشيد جديدة، في اعتقادي متطورة من تلك الأناشيد القديمة، وفيها تعديل لا بأس به، من حيث الابتعاد عن تلك الشركيات والوثنيات التي كانت في الأناشيد القديمة.
كل باحث في كتاب الله وفي حديث الرسول صلى الله عليه وسلم وفي ما كان عليه السلف الصالح لا يجد مطلقا هذا الذي يسمونه بالأناشيد الدينية ولو أنها عدلت عن الأناشيد القديمة التي كان فيها الغلو في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم، فحسبنا أن نتخذ دليلا في إنكار هذه الأناشيد التي بدأت تنتشر بين الشباب بدعوى أنها ليس فيها مخالفة للشريعة، حسبنا في الاستدلال على ذلك أمران اثنان:
الأول: وهو أن هذه الأناشيد لم تكن من هدي سلفنا الصالح رضي الله عنهم.
الثاني: وهو في الواقع فيها ألمس وفيما أشهد، خطير أيضا ذلك لأننا بد انا نرى الشباب المسلم يلتهي بهذه الأناشيد الدينية وتغنون بها كما يقال قديما(هجيراه)دائما وأبدا، وصرفهم ذلك عن الإعتناء بتلاوة القران وذكر الله والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم حسب ما جاء في الأحاديث الصحيحة(تغنوا بالقران وتعاهدوه، فوالذي نفس محمد بيده أنه لأشد تفلتاً من صدور الرجال من الإبل من عقله).
فضيلة الشيخ العلامة محمد بن عثيمين رحمه الله
الإنشاد الإسلامي مبتدع
س/ هل يجوز للرجال الإنشاد الجماعي؟ و هل يجوز مع الإشاد الضرب بالدف لهم؟ و هل الإنشاد جائز في غير الأعياد و الأفراح؟
ج/ الإنشاد الإسلامي إنشاد مبتدع، يشبه ما بتدعته الصوفية، و لهذا ينبغي العدول إلى مواعظ الكتاب و السنة/ اللهم إلا أن يكون في مواطن الحرب ليستعان به على الإقدام، و الجهاد في سبيل الله تعالى فهذا حسن. و إذا اجتمع معه الدف كان أبعد عن الصواب.
فضيلة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله
الواجب الحذر من هذه الأناشيد و منع بيعها و تداولها
قال الشيخ حفظه الله:
ومما ينبغي التنبه عليه ما كثر تداوله بين الشباب المتدينيين من أشرطة مسجل عليها بأصوات جماعية يسمونها الأناشيد الإسلامية، و هي نوع من الاغاني و ربما تكون بأصوات فاتنة و تباع في معارض التسجيلات مع أشرطة تسجيل القرآن و المحاضرات الدينية. و تسمية هذه الأناشيد بأنها (أناشيد إسلامية) تسمية خاطئة، لأن الإسلام لم يشرع لنا الأناشيد و إنما شرع لنا ذكر الله، و تلاوة القرآن و العلم النافع.
أما الأناشيد الإسلامية فهي من دين الصوفية المبتدعة، الذين اتخذوا دينهم لهواً و لعبا، و اتخاذ الاناشيد من الدين فيه تشبه بالنصارى، الذين جعلوا دينهم بالترانيم الجماعية و النغمات المطربة. فالواجب الحذر من من هذه الأناشيد، و منع بيعها و تداولها، علاوة على ما قد تشتمل عليه هذه الأناشيد من تهييج الفتنة بالحماس المتهور، و التحريش بين المسلمين.
و قد يستدل من يروج هذه الاناشيد بأن النبي صلى الله عليه و سلم كانت تنشد عنده الأشعار و كان يستمع إليها و يقرها، و الجواب على ذلك:
أن الأشعار التي تنشد عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ليست تنشد بأصوات جماعية على شكل أغاني، و لا تسمى اناشيد إسلامية و إنما هي أشعار عربية، تشتمل على الحكم و الأمثال، ووصف الشجاعة و الكرم. و كان الصحابة رضوان الله عليهم ينشدونها أفرادا لأجل ما فيها من هذه المعاني، و ينشدون بعض الأشعار وقت العمل المتعب كالبناء، و السير في الليل في السفر، فيدل هذا على إباحة هذا النوع من إنشاد في مثل هذه الحالات الخاصة، لا أن يتخذ فناً من فنون التربية و الدعوة كما هو الواقع الآن، حيث يلقن الطلاب هذه الاناشيد، و يقال عنها (أناشيد إسلامية) أو (أناشيد دينية)، و هذا ابتداع في الدين، و هو من دين الصوفية المبتدعة، فهم الذين عرف عنهم اتخاذ الأناشيد ديناً.
فالواجب التنبه لهذه الدسائس، و منع بيع هذه الأشرطة، لأن الشر يبدأ يسيراً ثم يتطور و يكثر إذا لم يبادر بإزالته عند حدوثه.
ليس هناك ما يسمى بالأناشيد الإسلامية في كتب السلف
س/ فضيلة الشيخ كثر الحديث عن الأناشيد الإسلامية، و هناك من أفتى بجوازها و هناك من قال إنها بديل للأشرطة الغنائية، فما رأي فضيلتكم؟
ج/ هذه التسمية غير صحيحة وهي تسمية حادثة فليس هناك ما يسمى بالأناشيد الإسلامية في كتب السلف و من يعتقد بقولهم من أهل العلم، و المعروف أن الصوفية هم الذين يتخذون الأناشيد ديناً لهم، و هو ما يسمونه السماع.
و في وقتنا لما كثرت الأحزاب و الجماعات صار لكل جماعة أناشيد حماسية، قد يسمونا بالأناشيد الإسلامية، وهذه التسمية لا صحة لها، و عليه فلا يجوز اتخاذ هذه الأناشيد و لا ترويجها بين الناس، و بالله التوفيق.
يقول عليه الصلاة والسلام : ( دع ما يريبك إلى ما لا يريبك ) ، فيا محبي سماع القرآن وتلاوته ، أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير ، فرحم الله امرئ عرف الحلال فاتبعه ، وعرف الحرام والمشتبه فاجتنبه ، ورحم الله ابن القيم حينما قال : حب القرآن وحب ألحان الغنى *** في قلب عبد ليس يجتمعان ، ومن كان لديه المزيد ، فلا يبلخن علينا فإننا نريد ، هذا والله تعالى أعلم ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
التوقيع |
[blink][grade="FF4500 4B0082 0000FF 000000 F4A460"](( عليك بآثار من سلف وإن رفضك الناس ، وإياك وآراء الرجال وإن زخرفوه لك بالقول ))[/grade][/blink] |
|