قديم 12-03-2005, 04:18 PM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو

 
إحصائية العضو






اخر مواضيعي
 

القايد غير متواجد حالياً


التعجيز بين العازمي و المسعودي

[align=center]التعجيز بين المسعودي والعازمي !
حينما يتقابل شعراء المحاورة فلا همّ لأحدهم ـ في الغالب ـ إلا تعجيز خصمه ؛ لذلك نجدهم أحياناً يأتون بألحان صعبة وأحياناً يأتون بقواف متعددة وصعبة لا يستطيع غير المتمرّس أن يستمر فيها ، وأيضاً يأتون بألغاز قد يصعب حلها في نفس اللحظة لا لشيء إلا بسبب ضيق الوقت وربما رداءة توضيح اللغز من قائله .

والحقيقة أنه كلما خلت المحاروة من روح المحبة والنقاش والطرفة فالأفضل عدم الاستمرار فيها ، وقد رأينا وسمعنا كثيراً عن أبيات ألقاها شعراء أعجزت في الغالب الآخرين .
وسأتناول اليوم ( اللغز وتعدد القوافي ) بين شاعرين كبيرين ، شاعرٌ قديم وآخر حديث . ولكل منهما بصماته التي لا يمكن إغفالها أو تجاهلها . الشاعران ( عبد الله المسعودي و حبيّب العازمي ) .

إنّ الألغاز في المحاورة كلما كانت جيدة وواضحة العبارات كلما كانت أدعى للبقاء . فهذا ( المسعودي ) مثلاً لم يجد من الشعراء من يستطيع حل لغزه مع سلامة ألفاظه ووضوحها وتحديده الجامع المانع لمقصده ، حيث إن حل هذا اللغز لا يحتمل أكثر من شيء واحد يقول : ـ

أنشدك عن بنت ليا منك دخلـت بنصهـاتحماك من تسعين متسلح وتسعين أعزلي
تثنّت الأرماح عنهـا والمقـص يقصهـاأكبر من الناقة واقل شوي من راس الطلي

و ( العازمي ) جاء بلغز جميل ، وألفاظ جيدة لا تخلو من الطرافة والنكتة ، ولكنه لم يحدد المطلوب جيدا ؛ لذلك تضاربت الآراء حول حل اللغز يقول ( موال ) : ـ

أنشدك عن رجل راكبته مـرهوإن دخل في بطنها جت بظهره=وإن ركب في ظهرها ما تقدره=..

وقد أجاب ( ابن طمحي ) إجابة قريبة حين قال : ـ

هذي الخيمة وتبنى بالعمـد ,,,, يالله إنك لا تضيع لي جهد


ولكنّ ( حبيباً ) لم يعتمد هذه الإجابة ، والسبب كان لأن اللغز يحتمل أكثر من حلّ .

أما في مجال تعدد القوافي وتعجيزها فلكل من الشاعرين بصمة في ذلك ، ولكل منهما باع طويل فيه .

يقول ( المسعودي ) : ـ

سـلام رديـة عجـلوأبطى عليه لين أشوف=بين الصفوف=لكل جمع الحاضرين=أثني سلام
الشام مالي فيـه اهـلوان ليا جيت امعروف=ياهل الزروف=اللي عليها كاتبين=الدرب شام


صعب جدا أن تجد من يتقن الرد على كل قافية ، ففي كل بيت خمس قوافي(عجل ، أشوف ، الصفوف ، الحاضرين ، سلام )
( أهل ، معروف ، الزروف ، كاتبين ، شام ) . وفي الأبيات نجد تعجيزاً آخر يتمثل في أن الكلمة الأولى في كل بيت تكون هي النهاية في نفس البيت ( سلام سلام ،، شام .. شام ) .

وبنفس الأسلوب تقريباً يقول ( حبيب ) :ـ

ســار الـقـدم حـسـب الطـلـب والدرب عيّا لا يشاف=متى يشاف الدرب واللي فيه يسري كيف=سار
صـار اخـتـلاف فــي الـعـرب والسالفة فيها اختلاف=فيها اختلاف ومشكلة لكن مدري ويش=صار

ففي كل بيت ثلاث قوافي ( الطلب ، يشاف ، سار ) ( العرب ، اختلاف ، صار ) وفي الأبيات تعجيز بأن ينتهي كل بيت بأول كلمة ( سار .. سار ،، صار .. صار ) وفيه تعجيز بأن يكون بداية الشطر الثاني بالفاظ نهاية الشطر الأول ( عيّا لا يشاف .. متى يشاف ،،، فيها اختلاف .. فيها اختلاف ) .
عموماً يبقى هذان الشاعران رمزين كبيرين في مجال المحاورة وإنْ كان
( المسعودي ) رحل إلى رحمة الله ـ إن شاء الله ـ إلا أن ( حبيباً ) ما زال يبدع ويبدع ، وننتظر منه المزيد .


وسلامتكم

وتقبلوا تحياتي

مــــــــنـــــــقـــــــ ــول[/align]






رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:03 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
الحقوق محفوظة لشبكة هذيل