رد: العقد الفريد ؟
أحمد بن محمد بن عبد ربه بن حبيب بن حُدير ابن سالم ، مولى هشام بن عبدالرحمن بن معاوية بن هشام بن عبدالملك بن مروان ، كنيته أبو عمر ، ولد سنة 246هـ وتوفي سنة 328هـ ، وهو من أهل الأندلس ، وكان من العلماء المكثرين من المحفوظات، والاطلاع على أخبار الناس ، وصنف كتابه العقد وهو من الكتب الممتعة حوى من كل شيء وله ديوان جيد ، ومن شعره :
يا ذا الذي خط العذار بوجهه ،، خطين هاجا لوعة وبلابلا
ما صح عندي أن لحظك صارم ،، حتى لبست بعارضيك حمائلا
...
قال المتنبئ للوليد بن عسال ألا أنشدني لمليح الأندلس ، يعني ابن عبد ربه ، فأنشده :
يا لؤلؤاً يسبي العقول أنيقا ،،، ورشاً بتقطيع القلوب رفيقا
ما إن رأيت ولا سمعت بمثله ،،، ورداً يعودُ من الحياء عقيقا
وإذا نظرت إلى محاسن وجهه ،،، أبصرت وجهك في سناه غريقا
يا من تقطّع خصْرُهُ من ردفه ،،، ما بالُ قلبك لا يكون رقيقا
فلما اكمل إنشاده استعادها منه ثم صفق بيديه وقال : يا ابن عبد ربه ، لقد يأتيك العراق حبواً.
..
ثم إن ابن عبد ربه أقلع آخر عمره عن صبوته ، وأخلص لله في توبته ، فاعتبر أشعاره التي قالها في الغزل واللهو ، وعمل على أعاريضها وقوافيها في الزهد ، وسماها الممحصات ، فمنها القطعة التي أولها : هلا ابتكرت لبينٍ أنت مبتكرُ
محصها بقوله :
يا قادراً ليس يعفو حين يقتدر ،،، ماذا الذي بعد شيب الرأسِ تنتظرُ؟
عاين بقلبك إن العين غافلةٌ ،،، عن الحقيقة واعلم أنها سقرُ
سوداء تزفر من غيظٍ إذا سعرت ،،، للظالمين فما تبقي ولا تذرُ
لو لم يكن لك غير الموت موعظةٌ ،،، لكان فيه عن اللذات مزدجرُ
أنت المقول له ما قلت مبتدئاً ،،، هلا ابتكرت لبينٍ أنت مبتكرُ
(المصدر معجم الأدباء "إرشاد الأريب إلى معرفة الأديب" المجلد الأول الصفحات من 609 إلى 617)
آمل أن تجد بغيتك أخي العزيز أبا خلود في هذه العجالة وإن أردت الاستفاضة والتوسع فترجمته في المصدر السابق وكذا في وفيات الأعيان لابن خلكان الجزء الأول من ص 32
تقبل مروري وتقديري ،،،
|