تحريم الاختلاط..ليس جديداً!
عن ابن جريج قال: أخبرني عطاء إذ مَنَع ابنُ هشام النساء الطواف مع الرجال، قال: كيف يمنعهن وقد طاف نساء النبي -صلى الله عليه وسلم- مع الرجال؟، قلت: أبعد الحجاب أو قبل؟، قال: إي لعمري لقد أدركته بعد الحجاب، قلت: كيف يخالطن الرجال؟، قال: لم يكنَّ يخالطنَ، كانت عائشة -رضي الله عنها- تطوف حجرةً من الرجال، لا تخالطهم، فقالت امرأةٌ: انطلقي نستلم يا أم المؤمنين، قالت: عنكِ، وأَبَتْ، وكنَّ يخرجن متنكرات بالليل، فيطفن مع الرجال، ولكنهن كنَّ إذا دخلن البيت قمن حتى يدخلن، وأخرج الرجال. [أخرجه البخاري برقم:1539]
كان السلطان طلب الشيخ علم الدين البلقيني، وفوض إليه قضاء الشام، فامتنع الشيخ وقال: "أنا أوثر أن أرى وجه السلطان في هذا الشهر مرة؛ على هذا"، فقال له السلطان: "قد بعث النبي صلى الله عليه وسلم معاذاً إلى اليمن فلم يعتذر بمثل هذا!"، فتعجب من حضر من استحضاره هذه القصة المناسبة.
لما ورد أبو ميمونة، القيروان، وعجب الناس من حفظه، بلغ أبا سعيد (خلف بن عمر) تقصيره بعلماء القيروان، وإضافته قلة الحفظ إليهم. فقال لأصحابه: "اعملوا على أن تجمعوا بيني وبينه لئلا يقول دخلت القيروان ولم أرَ بها عالما"ً. فما زالوا به، حتى أتوا به إلى أبي سعيد في مسجده. فسلم عليه. فألقى أبو ميمونة عليه نحواً من أربعين مسألة، من المستخرجة، والواضحة. فأجابه عنها أبو سعيد. ثم ألقى عليه أبو سعيد عشر مسائل من ديوان محمد بن سحنون، فأخطأ فيها، أبو ميمونة كلها، فعطف عليه أبو سعيد وقال له: "لا تغفل عن الدراسة، فإني أرى لك فَهماً. فإن واظبت، كنت شيئاً. فلما قام أبو ميمونة يخرج، لم يعرف الباب من الحيرة!" [ترتيب المدارك].
عن حفص بن حميد قال: سألت داود الطائي عن مسألة فقال داود: "أليس المحارب إذا أراد أن يلقى الحرب أليس يجمع له آلته فإذا أفنى عمره في جمع الآلة فمتى يحارب إن العلم آلة العمل فإذا أفنى عمره فيه فمتى يعمل؟".
بل إن شئت أن تراه قائمًا، أو راكعًا، أو ساجدًا، أو ذاكرًا، في أي ساعة من ليل أو نهار وجدته - صلى الله عليه وسلم - بأمر الله قائمًا، ولعبادة الله ملازمًا، فقد كان عمله - صلى الله عليه وسلم - ديمة.
يغتالني النُقَّاد أَحياناً:
يريدون القصيدةَ ذاتَها
والاستعارة ذاتها...
فإذا مَشَيتُ على طريقٍ جانبيّ شارداً
قالوا: لقد خان الطريقَ
وإن عثرتُ على بلاغة عُشبَةٍ
قالوا: تخلَّى عن عناد السنديان
وإن رأيتُ الورد أصفرَ في الربيع
تساءلوا: أَين الدمُ الوطنيُّ في أوراقهِ؟
وإذا كتبتُ: هي الفراشةُ أُختيَ الصغرى
على باب الحديقةِ
حرَّكوا المعنى بملعقة الحساء
وإن هَمَستُ: الأمُّ أمٌّ، حين تثكل طفلها
تذوي وتيبس كالعصا
قالوا: تزغرد في جنازته وترقُصُ
فالجنازة عُرْسُهُ...
وإذا نظرتُ الى السماء لكي أَرى
ما لا يُرَى
قالوا: تَعَالى الشعرُ عن أَغراضه...
يغتالني النُقّادُ أَحياناً
وأَنجو من قراءتهم،
وأشكرهم على سوء التفاهم
ثم أَبحثُ عن قصيدتيَ الجديدةْ!
عندما تحنّ إلى ذاتك المندسّة في دهاليز الوحدة , انظُر بعين الحب إلى الأوفياء , ستجِدُ شيئاً من نفسِك في ذواتِهم , فإن لم تجد شيئاً فلا تحرم نفسك من دمعةٍ عليها