الجدب والمحل في حياة أهل البادية
مشاركة في ديوانيه الشيخ ابوحمدان التراثيه والتي تتحدث عن الباديه وعن روعة الحياة فيها وجمالياتها
وكما هو الحال فكما ان هناك الجوانب الجميله في تلك الحياه لا شك ان هناك جوانب اّخرى جوانب قاسيه وشديده امتحان حقيقي لقوة النفس البدويه وتزكيتها
ومن هنا نتكلم الليله عن احدى تلك الجوانب وهو الجدب او كما يقولون المحل او الدهر
مر على اهل الباديه سنين جدب ومحل كما مرت عليهم سنين رفاه وخير
لكن وللاسف المحل والجدب هما الغالبين على حياة البدو
ولكن من اهم السنين التي مرت على البدو في الجزيره العربيه عموما هي سنة صلهام والتي وقعت مابين عامي 1076 و 1078 هـ فقد نقلت الينا الكتب والروايات ان ذلك الجدب اكل الاخضر واليابس فقد روي ان الناس في مكه المكرمه باعت اطفالها من اجل مد شعير او مد قمح في جده اكل اللحم البشري علانيه
ومن شدة الامر فقد كان الناس يدفنون موتاهم سرا او في بيوتهم خشية أن يؤكلل موتاهم
ومن هنا انقل لكم سالفة لا اعلم مدى صحتها لكن توارثها الرواة جيلا بعد جيل
يروى ان رجلا من اهل الباديه خرج ذات ليله من ليالي دهر صلهام ليبحث عن اي شئ يؤكل حيا او ميتا وبينما هو يسير اذا بامرأه تحمل كيسا مضرجا بالدم وبيدها الاخرى فأس فبادرته بقولها ( هل انت جائع ؟ ) فأشار لها بالفعل فقالت ( عليك ان تأتي بالحطب وانا اجهز العشاء ) فبادر الرجل مسرعا لجمع الحطب فيقول ( ذهبت مسرعا لجمع الحطب وعندما جمعت الكثير منه اتيت مهرولا لمكان جلوسها فماذا وجدت ؟ لقد وجدتها قد افرغتالكيس الذي معها فأذا بلحم حديث الذبح فأشعلت النار بجوارها فما ان ارتفع لسن النار حتى لمحت ان من بين اللحم رأس طفل بشري صغير السن فتملكني الهلع والخوف الشديدين فقلت لها ماهذا يا امرأه ؟؟؟؟؟؟
قالت هذا الطفل وجدته تائها في الصحراء وكان على شفا الموت فذبحته بهذه الفأس فهل تريد ان تأكل ام لا
فقلت لها لا والف لا
فذهبت من ذلك الموقع خوفا على نفسي منها وهربا من الحال المقزز
وبعد اعوام ذهبت الى احد الاسواق المعروفه فوجدت تلك المرأه فما ان رأتني حتى بادرتني واستحلفتني بالله ان لا اخبر احدا بهذه القصه ) انتهت
وقد ارتفع هذا البلاء والدهر عن المسلمين في عام 1079 هـ بعد سقوط الامطار وخصب الارض ورخصت الاسعار وسميت تلك السنه سنة (دلهام)
وهنا اذكر لكم اعزائي نقلا عن المؤرخ بن عيسى اسماء وتواريخ السنين التي مرت على اجزاء من الجزيره العربيه
- سنة 1032 الوقت العظيم ( سنة جلدان ) .
ـ سنة 1039 الخصب العظيم ( سنة ديدبا ) .
ـ سنة 1097 ( سنة البطين ودويغر ) .
- سنة 1047هـ وقع القحط العظيم المسمى (بلادان) وسميت هذه السنة بسنة بلادان.
وفيها جاءت قافلة إلى نجد، فلم تجد في العارض تمراً، وما اكتالت إلا من الخرج.
- سنة 1065هـ قحط شديد سمي (هبران). وفيها أكل الناس الميتة والجلود البالية بعد حرقها، ومات كثير من الناس جوعاً.
- سنة 1066هـ، ولم تذكر تفصيلات عنهاو تسمى ( سنة الحجر )
- سنة 1067 هـ سنة ( رجعان هبران ) و هي سنة خصب أنهى جدب هبران .
- سنة 1076هـ القحط والغلاء العظيم المسمى (صلهام).
- سنة 1079هـ كثرت الأمطار وأخصبت الأرض و انتهى جدب صلهام وسمي أهل نجد هذه السنة (دلهام ) أو ( رجعان صلهام).
- سنة 1085هـ القحط العظيم المسمى (جرمان). وفيها أكلت الميتة .
- سنة 1086هـ القحط العظيم المسمى (جرادان) وفيها كثر الجراد والمطر، ولكن الغلاء ظل مستمراً فيها، وتسمى أيضاً (ربيع الصحن).
- سنة 1100هـ، وفيها كثر المطر والبرد جمد فيه المطر على عسبان النخيل والخوص وأهداب عيون الإبل و تسمى ( سنة سليسل ) .
- سنة 1114هـ القحط والبلاء العظيم المسمى (سمدان) سمد فيه أهل الحجاز وأكثر البوادي.
- سنة 1116هـ غرقت مدينة عنيزة من السيل وتسمى هذه السنة بـ(غرقة السليمي) وهو رجل أعمى دخل السيل في بيته وأغرقه فمات.
- سنة 1122هـ، وفيها كثر الجدب و الجراد وفي السنة التي بعدها و تسمى ( سنة الدبا ) .
- سنة 1135هـ في هذه السنة بدأ القحط والغلاء المسمى (سحي) وقد استمر ثلاث سنوات يقول المؤرخ النجدي عن سنوات سحي ما ملخصه..
(.. وعم القحط والغلاء الشام واليمن ونجد وهلك جملة من البوادي وغارت الآبار وجلا أهل سدير للزبير والبصرة اوالكويت ،
وجلا كثير من أهل نجد إلى العراق والأحساء وهلك كثير من بوادي حرب والعمارات من عنزة وبني خالد وغيرهم وقال شاعر من سدير:
غدا الناس أثلاثـاً فثلـث شريـدة
يلاوي صليب البين عار وجائـع
وثلث إلى بطن الثرى دفن ميـت
وثلث إلى الأرياف في جال وناجع
وعدم الزاد في الحرمين واشتد الغلا في الحجاز ونجد وعدمت الأقوات وأكلت جيف الحمير ومات كثير من الناس جوعاً...).
- سنة 1137هـ، وسميت ( سنة الذرة ) لأن بلدان نجد بها فاض ماؤها، فزرعوا الذرة في كل مكان.
- سنة 1139هـ كثرت الأمطار والسيول ورخصت الأسعار و انتهى جدب سحي وسميت هذه السنة (رجعان سحي).
- سنة 1154هـ و تسمى سنة ( قرادان ) و هي سنة جدب وغلاء
- سنة 1155هـو هي سنة خصب ، وفيها جاء لمنطقة الخرج سيل خربها و تسمى سنة ( خيران ) .
- سنة 1160هـ بدأ القحط المسمى (شيته) وفيها قحط وغلاء استمر عامين بعدها ، واشتد عام 1163 هـ .
- سنة 1165هـ نزل الغيث وأخصبت الأرض ورخصت الأسعار وسميت هذه السنة (رجعان شيته).
سنة 1169هـ، وفيها بكّر مطر الوسمي، وكثرت السيول و تسمى سنة ( مطرب ) .
- سنة 1181هـ أول القحط والغلاء العظيم المسمى (سوقه) مات فيه خلائق كثيرة جوعاً ووباءً ،
وجلا كثير من أهل نجد إلى البصرة والزبير والأحساء.وذكر المؤرخ عبد الله البسام في كتابه (تحفة المشتاق في أخبار نجد والحجاز والعراق)
أنها وقعت سنة1181هـ و قيل 1179 هـ ولكن في آخرها نزل الحيا وسمياً مبكراً.
- سنة 1186هـ طاعون عظيم ظهر في بغداد والبصرة وعم العراق كله ، هلك فيه خلائق كثيرة جوعاً ووباءً
ولم يبق من أهل البصرة إلا القليل أحصي من مات فيه من أهل البصرة وضواحيها فبلغوا ثلاثمائة وخمسين ألفاً
ويقال أن هذا العدد هم من مات بالطاعون من أهل العراق في تلك السنة أما في مدينة الزبير وحدها فمات نحو ستة الآف شخص ، وسميت السنة ( بسنة الطاعون ) .
- سنة 1197هـ القحط والغلاء العظيم المسمى (دولاب) أو ( دالوب ) استمر ثلاث سنوات.
- سنة 1200هـ نزل الغيث ورخصت الأسعار وسميت السنة بـ(رجعان دالوب ).
- سنة 1208هـ، وفيها حل ربيع عظيم و تسمى ( سنة مواسي ) .
آخر تعديل أبو حمدان يوم 03-28-2009 في 11:47 PM.
|