يوم ذي نجب
بسم الله الرحمن الرحيم
(( يوم ذو نجب))
لتميم على ملك كندة حسان بن كبشة
وكان من حديث يوم ذي نجب أن بني عامر بن صعصعة من هوازن لما أصابوا من تميم ما أصابوا يوم جبلة رجوا أن يستأصلوهم فكاتبوا حسان بن كبشة الكندي، وكان ملكاً من ملوك كندة، وهو حسان بن معاوية بن حجر، فدعوه إلى أن يغزو معهم بني حنظلة من تميم، فأخبروه أنهم قد قتلوا فرسانهم ورؤساءهم، فأقبل معهم بصنائعه ومن كان معه.
فلما أتى بني حنظلة خبرُ مسيرهم قال لهم عَمرو بن عَمرو: يا بني مالك! أنه لا طاقة لكم بهذا الملك وما معه من العدد فانتقلوا مكانكم، وكانوا في أعالي الوادي مما يلي مجيء القوم، وكانت بنو يربوع بأسفله، فتحولت بنو مالك حتى نزلت خلف بني يربوع، وصارت بنو يربوع تلي الملك.
فلما رأوا ما صنع بنو مالك استعدوا وتقدموا إلى طريق الملك. فلما كان وجه الصبح وصل ابن كبشه فيمن معه وقد استعد القوم فاقتتلوا.
فلما رآهم بنو مالك وصبرهم في القتال ساروا إليهم وشهدوا معهم القتال فاقتتلوا ملياً ، فضرب حُشيش بن نمران الرياحي بن كبشة الملك على رأسه فصرعه، فمات ، وقُتل عُبيدة بن مالك بن جعفر ، وانهزم طُفيل بن مالك على فرسه قُرزُل ، وقُتل عمرو بن الأحوص بن جعفر، وكان رئيس عامر، وانهزمت بنو عامر وصنائع ابن كبشة. قال جرير في الإسلام يذكر اليوم بذي نجب:
بذي نجب ذدنا وواكل مالك
اخا لم يكن عند الطغان بواكل
وكان يوم ذي نجب بعد يوم جبلة بسنة، وبقي الأحوص بعد ابنه عمرو يسيراً وهلك أسفاً عليه.
قال أبو عبيدة :
فلما أتى بني حنظلة مسيرة إليهم ( حسان بن كبشة الكندي) قال عمرو بن عمرو بن عُدس :
يا بني مالك ، لا طاقة لكم بهذا الملك ومن معه من العدد، فخفوا من مكانكم هذا ، ودعوا بني يربوع، فإنهم حي مصرم نكُد، فإن ظهر الملك عليهم سالمتم، فبقية الحرب، وإن ظهرت يربوع عليهم كنتم مع أخوتكم.
وقال جرير في الإسلام يذكر خذلان بني مالك أياهم، وانتقالهم من موضعهم الذي كانوا فيه :
ونحن الذائدون اذا طعنتم
عن الحي المصبح والسوام
ونازلنا ابن كبشه قد علمتم
وذا القرنين وابن ابي قطام
وقال جري ايضا:
ونازلنا الملوم بذات كهف
وقد خضبت من العق العوالي
نعد المقربات بكل ثغر
ونصدق عند معترك النزالي
لقد ضرب ابن كبشه اذا لحقنا
حشيش حيث تفليه الفوالي
وقال اوس بن غلفاء :
فأجر يزيد مذموما وانزع
علي علي بأنفك كالخطام
وانك من هجاء بني تميم
كمزداد الغرام الي الغرام
هم منوا عليك فلم تثبهم
قتيلا غير شتم او خصام
وهم ضربوك ذات الرأس حتي
بدت ام الفراخ من العظام
وفي شعر يزيد بن الصعق :
الا ابلغ لديك بني تميم
بأيه ذكرهم حب الطعام
اجارتها اسد ثم غابت
بذات الصرم منها او سنام
وقد رد عليه أوس بن غلفاء في شعره السابق.
وقال ضمرة بن ضمرة بن جابر، ليزيد بن الصعق ، وهما عند بعض الملوك:
نحن سراة الجيش يوم النجبه
يوم ضربناك فويق الرقه
شهيدُ ذاك طارق بن حصبة
وهذه رواية ياقوت :
نجبٌ : والنجب قُشور الشجر، ولا يقال لما لأن من قشور الأغصان نجبٌ، والقطعة نجبة:
موضع كانت فيه وقعة لبني تميم على بني عامر بن صعصعة، دعتْ بنو عامر حسان بن معاوية بن آكل المرار الكندي وهو ابن كبشة امرأة من بني عامر بن صعصعة بعد وقعة جبلة بحول إلى غزو بني حنظلة وهونوا أمرهم عليه فساروا إليهم في جمع وثروة وقد استعد بنو يربوع لهم ووقعت الحرب فقُتل ابن كبشة الملك وأسر يزيد بن الصعق وغيره من وجود بني عامر ومن تبعهم؛ فقال سُحيم ابن وُثيل الرياحي:
ونحن ضربنا هامة ابن خويلد
يزيد وضربنا عبيدة بالدم
بذي نجب اذ نحن دون حريما
علي كل جياش الاجاري مرحم
وقيل : بفتح النون والجيم معاً، ذو نجب وادٍ قرب ماوان في ديار بني محارب .
قال أبو الأحوص الرياحي :
لو ادركته الخيل والخيل تدعي
بذي نجب ما اقرنت واجلت
|