تفرق مضر
قال أبو عبيد البكري في كتابه معجم ما استعجم: فلم تزل مضر بن نزار بعد خروج ربيعة من تهامة مقيمة في منازلها، منتهامة وما والاها، حتى تباينت قبائلهم، وكثر عددهم وفصائلهم، وضاقت بلادهم عنهم،فطلبوا المتسع والمعاش، وتتبعوا الكلأ والماء، وتنافسوا في المحال والمنازل، وبغيبعضهم على بعض، فأقتتلوا، فظهرت خندف على قيس.
قال: فظعنت قيس من تهامة طالعين إلىبلاد نجد، إلا قبائل منهم، فأنحازت إلى أطراف الغور من تهامة.
قلت: ومن تلك القبائل القيسية التي أنحازت إلى أطراف الغور من تهامة قبيلة فهم القيسية والتي تسكن جذم وما حولها في أطراف الغور من تهامة،
وهناك قبائل قيسية لم ترحل من ديارها بتهامة ومنهم قبيلة عبس والتي تسكن حلية (ربوع العين) وأبناء عمومتهم بني ذبيان في المرقبان بين السراة وتهامة. انتهى
ثم تنافست أولادمدركة وطابخة ابني الياس بن مضر في المنازل، وتضايقوا فيها، ووقعت بينهم حرب، فظهرتمدركة على طابخة، فظعنت طابخة من تهامة، وخرجوا إلى ظواهر نجد والحجاز.
وانحازت مزينة بن إياد بن طابخة إلى جبال رضوى وقدس وآراة وما صاقبها من أرضالحجاز.
وظهرت تميم بن مر بن أد بن طابخة، وضبة بن أد بن طابخة، وعكل بن أد، إلىبلاد نجد وصحاريها، فحلوا منازل بكر وتغلب، التي كانوا ينزلونها في الحرب التي كانت بينهم.
قلت: فذكر قبائل الرباب التي هاجرت من تهامة وهي تميم وضبة وعكل ومزينة ولم يذكر ثور أطحل ممن رحل من منازلهم بتهامة ولم يذكر المنازل التي رحلوا إليها وسكنوها مما يدل على أنهم لم يرحلوا من تهامة ديارهم الأصلية،
وقد تفرقت قبيلة ثور كما تفرقت قبائل طابخة, فمنهم من دخل في تميم وانتسبوا إليه وهم ليس من نفس تميم بل أبناء عمومتهم، ومنهم من دخل بالحلف في سبيع ثم انتسبوا فيهم، ولم يتبقى سوى القليل من قبيلة ثور أطحل وهم (لحمة) الثورة التي تقطن في مركز حقال جنوب مكة المكرمة، شمال شرق محافظة الليث وهم يلقبون بأطحل والطحال إلى هذا الوقت الحاضر، والله أعلم
تنبيه: هناك بيوت من هذيل نزلوا بجوار لحمة الثورة بحقال في منطقة تسمى " الفحو" وهم من بني جابر وتحالفوا معهم.