فكرت بالدنيا وفيضت مكتوم .
ما حان بليحان صدرى وحامي
ما قدر الباري علـى العبـد مقسـوم
يسلـم و يرضـى بالقـدر و السـلامِ
شاهدت بالدنيا غيارات وحلوم
وعجايب بأحوال سام وحامِ
كم دولة صالت وزالت لها حوم
أخبارهم وأذكارهم كالحلامِ
و العمر له حـد بـالأوراق مرسـوم
و الـرزق مضمـون حسابـه تمـامِ
ومن خاطب الجاهل جهل منه ملزوم
حده لما ياطا الخطأ بالخطامي
ومن شاف عيب الناس بالعين معلوم
مغراً وعن عيبه عمى العين عامي
هيهات من يسلم من الشوم واللوم
رضى الناس فيها غايةٍ ما ترامي
ما ذكر مخلوق عن العيب معصوم
ا لا الذي ظلل عليه الغمامي
كم واحدٍ حده طغا الجهل والزوم
لما شرب بالكره كأس الحمامِ
وكم ساري في تالي الليل منجوم
يصبح بضحضاح بعيد المضامي
وكم جاهدٍ يغرى برايه وهو دوم
يخوض في جهله غزير الحمامي
ولا عاد ينفع ميت القلب تعلوم
تاه بعمى رايه قليل الرحامي
من يبذل المعروف بالنذل مليوم
خاب وخسر من ياعضه بالملامي
أحذرك خلان الرخا عدهم قوم
خلان من دامت نعيمه ودامي
ألى أدبرت دنياك عدوك معدوم
مرّوك ما ردوا عليك السلامي
وأعنز ألى ما حدك الدهر مضيوم
عدٍ يصدر حاميات الضوامي
وكم جامع مال وهو منه محروم
سلِّط على ماله عيال الحرامي
وأبصر بحالاتك ترى العجل مذموم
ما ساعف الله من غشمها شمامي
والمكر وأثار المعاصي لها شوم
وأخطأ الخطا خلط الحلال بحرامي
و نفسك و طيب الخيم معطى و محروم
وهايـب تعطـى النفـوس الـكـرامِ
و إدر العقوبة عن دعاء كل مظلـوم
عينـه تنـام و خالقـه مـا يـنـامِ
و لا تكترب يا ساهـر بـات مهمـوم
ترى الفـرج عنـد اكتـراب الحـزامِ
ما الشر ميعاد و لا الصبـر معـدوم
و الله جعـل للصابـريـن احـتـرامِ
و حلاة ما فاتك من الدهـر مدمـوم
فالبحـث للغايـة يـزيـد انـضـرامِ
فالحلم هو و الصبر له حـد و يمـوم
بحال و حال لـو غضـب مـا يـلامِ
خل النمر و الحـر و الهـر و البـوم
كـل ينـزل لـه مـحـل و مـقـامِ
إياك عرض الغافـل الغـار مسمـوم
و حلم عن الجاهـل و بـذل السـلامِ
و البحث يظهر مضمر عنـك مكتـوم
و عند الجـدال يبيـن خافـي العـلامِ
و زلة قريبك دمحها مـا بهـا لـوم
إلى عاد مالـه فـي مقامـك مـرامِ
والفرق ما بين المحبين معدوم
والمزح يرث بالقلوب الندامي
إفهم لما سطر على الطـرس مختـوم
على النبـي منـي صـلاة و سـلامِ