رد: خاص للشعراءءء فقط ....................
الأخ العزيز أبو بسام
السلام عليكم ورحمة الله
لا شك أن النقد هو عملة مكونة من وجهين ؛ الوجه الأول إظهار المحاسن , والوجه الثاني تبيين العيوب . والناقد لا يشترط أن يكون شاعرا .
والناقد لابد أن يتوفر فيه شيئين مهمين هما : النظرة الثاقبة , والعلم بالنقد
وبالنسبة لي فقد أستفيد من رأي النقاد , وقد لا ألقي لهم بالا , فقد يكون ما قال عنه النقاد بأنه خطأ في زمن يكون صوابا في أزمان أخرى
فأبو الطيب المتنبي كان إذا سأله النقاد عن بيت أو معنى يقول لهم :" نحن علينا القول , وأنتم عليكم التأويل "
وكان يقول القصيدة ويترك النقاد يصولون ويجولون في نقدها وهو قرير العين , وفي ذلك يقول :
أنام ملء عيوني عن شواردها ..... ويسهر الخلق جراها ويختصم
والناقد قد يتأثر بعوامل نفسية معينة فيسقطها على نقده , وبالتالي لا يتسم نقده بالنزاهة
ولعلي أذكر مثالا واقعيا لذلك ,
فكلنا قرأ نقد النابغة لحسان رضي الله عنه في سوق عكاظ عندما قال حسان :
لنا الجفنات الغر يلمعن في الضحى ..... وأسيافنا يقطرن من نجدة دما
فقام النابغة بتخطيء حسان في كل كلمة , وحكم على أبياته بالرداءة
وأرى أن النابغة هنا متأثر بعوامل نفسية منها : أنه ذهب للمدينة وألقى بعض قصائده فاكتشفوا فيها أخطاء واضحة فاضحة فقال مقولته الشهيرة " دخلت المدينة وفي شعري ضعف , وخرجت منها وأنا أشعر الناس "
ففي نقده لشعر حسان في سوق عكاظ كان متأثرا بذلك الموقف .
وبعد ذلك مضت قرون عديدة وكانوا يرون أن النابغة مصيب في نقده لحسان , حتى جاء الباقلاني فأثبت صحة ما قال حسان , وأن النابغة مخطئ فيما ذهب إليه
ثم جاء المستشرقون فطبلوا لقول النابغة , وجعلوا قول النابغة حجة على حسان , وتجاهلو ما قاله الباقلاني , ومقصدهم من ذلك الطعن في شاعر الرسول صلى الله عليه وسلم .
والأدهى والأمر أن نقد النابغة لحسان يدرس في مناهجنا مفردا بدون ذكر رأي الباقلاني فيما قال النابغة
والمدارس النقدية نستطيع أن نقسمها إلى قسمين :
1- النقد القديم ( وهو ما كان ينتهجه النقاد في العصر الجاهلي والإسلامي والأموي والعباسي )
2- النقد الحديث:
وقد تعددت مدارسه فمنها : البنيوية والتفكيكية , واللغوية , والنفسية , والاجتماعية ,والتأريخية
وظهرت نظريات حديثة مثل موت المؤلف وغيرها
آمل أنني قدمت صورة واضحة
ولكم مني خالص الود
التوقيع |
وأنسى الذي قد كنت فيه هجرتها
كما قد تنسّي لبّ شاربها الخمرُ |
|