صديقي "الموسوس" !!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،
كان لي صديق حميم فيه من الصفات الطيبة الشيء الكثير إلا أن له صفة أراها سيئة بل وتكاد تطيش ببقية الصفات الحسنة ؛ وتلوي بها ، وذلك أنه يخاف من العين خوف الأبرار من النار ؛ والعين حق ، ولكن صديقي بلغ به الشك غايته ، حتى أصبح يعتقد أن العين الحاسدة قد تسبق كلمة ما شاء الله تبارك الله ، وأن كل مرض أو وصب أو حادث سيارة أو خراب ـ أي شيء ـ هو بسبب العين والحسد ، وكل فعل أحمق أو خطأ فادح فهو بسبب أن الشخص مسحور ومعمول له عمل .. وفي أحد الأيام أتاني على استحياء وقال أريد منك خدمة جليلة ، ولن أنساها لك ما حييت ، وإنني لفي حرج منك شديد ، فقلت لا بأس عليك ، وأبشر بما تريد ؛ إن كان في المستطاع ، فلن نبخل عليك بالغالي ولا بالنفيس ، فقال مؤكدا ومكررا آمل ألا تغضب مني فقلت له الغضب بعيد والشيطان مدحور وتفضل بموضوعك فإنني لك منصت ، فقال لي صديقك فلان بن فلان أصاب والدي بعين حاسدة ، وإن أبي متعب ومريض بسبب عين فلان وأريدك أن تأتي لي بأثر من صديقك لعل والدي يشفى مما ألم به ، فقلت له وأنا أعلم أنه من أسرة فيها الشك من العين والحسد ضارب بأطنابه ، ومعشعش في مرابعهم ، ولا ينتزع منهم إلا كما ينتزع السفود من الصوف المبلول، وإنني لأعلم أن والده لا يوجد فيه شيء يفضل به الناس ليحسد فليس في غنى أو صحة زائدة أو أي شيء يلفت الانتباه ، ثم ماذا أقول لصديقي المشتبه به وكيف آخذ من الأثر .. وإنني لأعلم يقينا أن صديقي لا يعرف والده تمام المعرفة بل رآه في مجلس عزاء فثار الشك في الوالد الذي نقل مخاوفه إلى ولده العزيز ، المهم أنني وعدته خيرا وقلت سأنظر ماذا أستطيع أن أعمل.
ثم ذهبت بعد العشاء لشرب القهوة في "المهيّلة" مع العضو (أبو فهر) وهو على علم بالموضوع وبالأسرة المرتابة ، فقال الحل سهل على من سهله الله عليه ، فقلت عجل علي به فأشار إلى قارورة ماء في جلسة مجاورة قد غادر روادها قبل برهة لم يتبق فيها إلا عُشرها فقال خذ هذه القارورة وأعطها للموسوس ، فقلت إن محتواها قليل ، فقال هذه الشريحة لا يجدي معها سوى هذه الطريقة وكلما كان المحتوى قليل كلما ارتفعت درجة اليقين لديه.
فأخذت القارورة وأعطيتها صديقي وبعد يومين سألته ما فعل والدك فقال جزاك الله خيرا الوالد "قومة من نومة بعد أن سكبت الماء على ظهره ورأسه" أي أنه تماثل للشفاء : ) فتيقنت أن هؤلاء الناس يمرضون بالوهم والشك ويتشافون بالشك والوهم أيضا ، وأنهم سيئوا الظن بالناس ، قليلوا الثقة بالله عز وجل ، ألم تكن في أذكار الصباح والمساء تحصين ووقاية للمسلم من شر كل ذي شر.
وأود أن أشير بأنني أعلم أن طالب الأثر يعطى من الأثر ولكنني لما أعلمه عن القوم من شك مريب ووسوسة لم ينزل الله لها من سلطان بل تتعارض مع الثقة في الله وفي حفظه لعباده المؤمنين متى ما ذكروه وتلوا آية الكرسي والمعوذتين ..
فما رأيكم فيما قرأتم وما هو موقفكم من مثل هؤلاء الأشخاص ؟
أخوكم/ أبو خالد.
|