من اليابان لشارع الحج : )

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،
أخبرني أحد الأصدقاء أن المسؤول المكلف باستلام الشوارع من الشركات المنفذة في اليابان لا يستلم الشارع بعد سفلتته إلاّ بعد أن يضع كأسا من الماء على سطح السيارة ويسير متمهلا فإذا سقط الكأس وانسكب الماء فثمة خلل في استواء الشارع وميزانه ، والعهدة على الراوي
وبغض النظر عن مصداقية الخبر إلا أن معناه صحيحٌ ،ودلالاته وكنايته عن الحرص التام عند إستلام المشاريع من المقاولين لافت للنظر .. لذا أحببت أن تشاركوني التعليق على هذا الخبر ، وخاصة إذا شاهدنا شارعا كــ (شارع الحج) في مكة المكرمة ، الذي واكبته منذ افتتاحه قديما وحتى الآن وعلى مدى عدة عقود لم يستقر وضعه ولم ينعم مستخدموه به ؛ بدون بالمنغصات ، وكلما أُصلح أُفسد مباشرة فهذا مقاول يحفر ثم يردم ردما سيئا ، وذاك مقاول آخر ينتظر فراغ الأول بفارغ الصبر لكي ينقض على الشارع وينقض غزل من سبقه ويجعله أنكاثا ، وكلما سألت عن هذه الحفر وتلك المطبات ، قيل لك هذه طبقة إسفلتية مؤقتة ، أنتظر فقط بارك الله فيك ، وظللنا على البنج عشرات السنين وكلما بدأنا نستفيق ونستفيد من الشارع أتت الشركات بقضها وقضيضها ، وفلذات "دركتراتها وبوكليناتها" لتنخر عظام الشارع الهزيل والذي أصابه الكساح والشلل الرباعي من هؤلاء المقاولين الذين يفسدون أكثر مما يصلحون ، ويتعاملون مع المناقصات الحكومية كتعامل اللئيم مع اليتيم، ونعود مرة أخرى لإبرة معتبرة من البنج قبل أن نفيق ، ونستقل الطريق ، ويظل الشارع بحفره وتشققاته شاهدا على الإبداع ، ولا سيما وأن فتحات تصريف السيول به أعلى من مستوى الشارع ، فلم توضع في موضعها الصحيح ،فأصبحت عاطلة عن تصريف السيول بالطريقة المثلى ومع هذه البطالة ذهبت لتبحث لها عن عمل وقدمت ملفها للبلدية وتم تعيينها بوظيفة مطب مساعد لتتكامل مع فريق العمل الفذ (الحفر و المطبات ) في خدمة إتلاف السيارات ، وإرهاق أصحابها بمصاريف الصيانة وقطع الغيار !! .
بالنسبة لي فقد "اشتريت نافوخي" ولا أشتري إلا "جيب" ، فلا شوارعنا ستصلح ..
ولن أحرص على شراء السيارات الفارهة ، ثم ألقي بها في التهلكة ، وأظل أراجع بها ورش العظام : )
تحياتي وتقديري للجميع ،،،