عندما نكون في المطار بانتظار قادمين و في وداع مغادرين..
نتأمل في الوجوه.. في التعابير.. والمشاعر
المشاعر التي نحاول أن نقرأها بطريقتنا ونؤلف حولها أكثر من فكرة بناء علىما يوحيه لنا المشهد وما يوصله إليه عقلنا القاصر عن علم الغيب . لكنه أمر أقرب مايكون لفضول يدعنا نتساءل ولأننا نستحي من أن نسأل فضولاً فلا هم أناس نعرفهم ولاالمواقف تخصنا فيتولى عقلنا الباطن عنّا عناء إجابة التساؤلات بخيالات يبنيها حولكل مشهد دون شك بعضها يصيب مهما كان قليلاً وأغلبها يخيب..
الفراق يحمل في طياته أكثر من معنى ومفهوم
فهناك من نفارقهم ونفوسنا تتقطع ألماً وقلوبنا تبكي دماً ربما شاركتهاعيوننا دموعها. لفراقهم.. لاننا لا نعلم هل سنلقاهم في غدنا.. وربما لن نلقاهمأبداً..
هناك من نفارقهم وقلوبنا تتراقص طرباً لرحيلهم وأعيننا تلمع فرحاً لخلاصنامنهم.. ونتمنى من أعماقنا أن لا يعودوا أبداً..
كذلك في اللقاء.. نلتقي البعض بكل الشوق والحب والرغبة في أن نسكنهم فيأحداق عيوننا وبين شغاف قلوبنا وهناك من نلتقيهم وفي أعماقناألفصرخة ما عادوا.. وتبكي قلوبنا يوماً إلتقيناهم فيه..
ظروف الحياة.. وظروف علاقتنا بهم.. هي التي تحدد تلك المشاعر..
نرى في بعض الأحيان هناك من يصل فيتلقفه المستقبلون بالأحضان ودموع الفرح تلمع في أعينهم.. وأحياناً تنفجر بعض النساء بزغاريد الفرح والبهجة التي لم أرهاهذه المرة ومرت بي عدة مرات سابقة.. ربما لأنهن غارقات في النوم في أسرتهن وربماكان النعاس يغالب من خرجت منهن للمطار..
البعض الآخر يستقبل بدموع الحزن والألم وقراءة الفاتحة لفقد عزيز هناك دفنوه وعادوا بدونه أو حضروا للعزاء فيه بعدما مات هنا
البعض يصل متوجساً مترقباً يبحث في وجوه المستقبلين عمن يتوقع أن يجدهم فيجدهم فتهدأ نفسه إستبشاراً وأماناً بوجودهم.. وربما تنحى جانباًبإنتظارهم ونظرة إنكسار وترقب تلوح في عينيه الحائرة.
البعض ينطلق بثقة مغادراً لسيارة أجرة إلى هدفه .. دون إنتظار لأحد..
في أعماق كل هؤلاء ألف حكاية وحكاية عن سبب قدومهم وسبب رحيلهم منذالبداية أصلاً.. يبقى نبض عرق الفضول في بعض الحالات التي تنتابنا ونتمنى وقتهالنعلم سر بعض الحالات التي نراها ونتمنى لو نجد في أعماقنا المبرر للسؤالوالمعرفة.. ولكنها تبقى مجهولة لنا نحن البشر.. ومعلومة في علم الله..
..