الله يسعدك ياابو خالد
الردود على موضوعك تحفزني للرد
لكن نحترم التخصص
الذي يظهر ان العمل الإداري في المنتدى أشغلك
والآن تفرغت لنا وللكتابة
تحياتي لك أيها الشهم
ولم يلبث أن سمع أصواتا وجلبة في فناء المدرسة وأقدام تصعد درجات المدرسة متوثبة ، فهب مسرعا إلى الباب ظانا أن الوكيل نسيه مفتوحا عند مغادرته ، وأن هؤلاء إنما هم شباب الحي العابثون أتتهم فرصة العبث على طبق من ذهب ، وهم الناقمون على المدرسة ، الحانقون على المعلمين .. ، فلما وصل الفناء وجد المكان خلاءاً ، والباب مقفلاً ، فتذكر ما كان يسمعه من أحاديث لقدامى المعلمين ، عن الجن والعفاريت التي اتخذت المدرسة موطنا ، ومرتعا ومسرحا ، وما يصدرونه من أصوات وضجيج .. ، لكنه تمالك نفسه وقرأ المعوذتين ، وأردفها بآية الكرسي ، وعلم أنه في حصن حصين من رب العالمين ، ثم ما لبثت الأصوات أن عادت ، وبدأت في الاقتراب شيئا فشيئا ، وقد كان دخولهم إلى المدرسة فوجا واحدا وكأنه على موعد طائرة، وأن ليلهم في مبتداه ، فهذا صوت إسعاف ، وهذا صوت سيارة الشرطة وميكرفونها يصدر منه كلام بصوت عال غير مفهوم ، وهذه أم تخاصم ثلاثة من أبنائها ، وقد أعيتها الحيل في ضبطهم كما يبدو من صوتها ، وهذه أبواب تضرب ، وهذه أرجل تذرع الدرج جيئة وذهابا ، وهناك هزات ورجفات تأتي عبر السقف ، وظل المعلم صامدا حتى الواحدة ليلا موعد إنتهاء مهمته ، فغادر المدرسة وأوصد أبوابها عن الإنس.
هذا ماكان يُحدثنا عنه اجدادنا رحمهم الله فقد حصل مثل هذه القصه قصص لاتعد ولاتحصى الله يخارجنا منها