العودة   ::{ مجالس قبيلة هذيل }:: موقع يهتم بتراث القبيلة ومفاخرها > المجالس العامة > مجلس التاريخ والقبائل العربية
 

إضافة رد
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
 
قديم 02-17-2007, 08:07 PM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو

 
الصورة الرمزية ابو سعد
 

 

 
إحصائية العضو






اخر مواضيعي
 

ابو سعد غير متواجد حالياً


افتراضي الأحلاف بين قبائل العرب القديمة - مفهومها و انواعها ( بحث موثق )

إنه من المعروف أن الحلف أمر شائع بين القبائل منذ القدم، وقد تناوله علماء التاريخ والأنساب، سواء أكانوا المتقدمين منهم كالكلبي، وابن حزم، والهجري وغيرهم، أو المتأخرين منهم كالنويري، والمقريزي، والقلقشندي، وغيرهم، بل وحتى المعاصرين في المؤلفات الحديثة تعرضوا لذكره.
وفي هذا البحث سأتحدث عن ماهية الحلف في القبائل القديمة، وبعض من أنواعه وصوره، وأسبابه ودوافعه، مع أمثلة عليه.
تعريف الحلف:
قال الجوهري في الصحاح: (والحلف بالكسر: العهد يكون بين القوم، وقد حالفه أي عاهده، وتحالفوا أي تعاهدوا) انتهى.
وقال الفيروزبادي في القاموس المحيط: (والحلف بالكسر: العهد بين القوم والصداقة، والصديق يحلف لصاحبه ألا يغدر به، والجمع أحلاف) انتهى.
وفي المعجم الوسيط: (حالفه محالفة وحِلافاً: عاهده، ويُقال حالف بينهما: آخى) وفي موضع آخر في المعجم: (الحِلف المعاهدة على التعاضد والتساعد والاتفاق، والجمع أحلاف).
وقال أيضاً: (الحليف، المتعاهد على التناصر، والجمع أحلاف)
مع ملاحظة ما ذكر في معاجم اللغة عن معنى الحلف نجد أن كلمة الحلف يدور معناها بين: المعاهدة والصداقة، والنصرة والحماية، والتعاضد والتساعد والاتفاق، وما في هذه المعاني.
فنستطيع أن نقول بأن معنى الحِلف اللغوي تقريباً هو: التعاهد والاتفاق على التعاضد والتناصر والحماية، هذا في مصطلح أهل اللغة. (1)
أما معنى الحِلف في مصطلح المؤرخين والنسابين فليس هناك معنى محدد، ولكن نستطيع أن نقول - من خلال استقراء ما كتبه النسّابون والإخباريّون عن الحلف - بأن الحلف هو: أنظمة وعهود اجتماعية وسياسية تجمع بين عشيرتين، أو قبيلتين فأكثر يلتزمون فيها بينهم على التعاضد والتناصر والحماية... وقد تزيد هذه العلاقة حتى يصبح المتحالفون قبيلة واحدة، وكياناً واحداً (أي ليس حلفاً مؤقتاً فقط)، كما سيتضح ذلك عند الكلام عن أنواع الحلف وصوره.
إلا أن التعريف السابق ربما يتناسب مع بعض أنواع الأحلاف أكثر من أنواع أخرى، كما سيأتي ذلك في أنواع الأحلاف وصوره وأقسامه.
وعند الرجوع إلى كتب المعاجم مرة أخرى، نجد أن العرب كانوا يطلقون اسم (الحليفان) على بني أسد وطيء، وكانوا يطلقون نفس الاسم أيضاً على أسد وفزارة (أو غطفان) - كما سيأتي في أنواع الأحلاف - ويطلقون مصطلح (الأحلاف) على ستة بطون من قريش وهي: عبد الدار، وكعب، وجمح، وسهم، ومخزوم، وعدي، كما أطلق أيضاً مصطلح (الأحلاف) على قوم من ثقيف.... وغيرهم أيضاً. (2)
- أنواع الحلف:
من يستقرئ ويرصد الأحلاف القديمة بين العرب يجد أنها أنواع بينها اختلاف، ومن خلال ذلك نستطيع تقسيم أنواع الأحلاف تقسيماً اجتهادياً إلى:
1 - حلف مؤقت (وربما يتكرر):
الهدف منه هو النصرة والاحتماء والاستعانة لمصلحة مشتركة بين الحليفين، كخوض حرب مثلاً أو غير ذلك، فإذا انتهى الحدث انتهى الحلف بانتهاء الحدث، وقد يتكرر ذلك عند تكرار هذا الحدث (مثلاً قد يتكرر عند حصول أكثر من حرب لنفس القبائل المتحالفة)، فمعنى ذلك أن هذا النوع من الأحلاف إنما هو لسبب معيّن مؤقت وليس حلفاً كاملاً سواء تكرر هذا السبب أم كان مجرد حادثة منفردة، ومن أمثلة ذلك أن العرب تسمى طيء وأسد بالحليفين، وأطلق هذا اللفظ على أسد وغطفان أو فزارة، وفيهم قال زهير بن أبي سلمى:


ألا أبلغ الأحلاف عنّي رسالة

وذبيان هل أقسمتم كل مقسم

وقال:


تداركتما الأحلاف قد ثل عرشها

وذبيان قد زلت بأقدامها النعل (3)

فلنلحظ في هذا الحلف أنه لم تدخل قبيلة تحت مسمى قبيلة أخرى، وإنما أُطلق لفظ يشمل القبيلتين بسبب التآزر بينهما، لمصلحة معينة ومحددة تشترك فيها القبائل المتحالفة وربما يتكرر.
2 - حلف كامل (قبائل وكيانات تكوّنت من الأحلاف):
كأن تجتمع عدة قبائل وأفخاذ لا يجمعها جد واحد، بل ربما يصل الأمر أن يكون بعضها قحطانية، وبعضها عدنانية، فتجتمع في اسم جديد، وكيان جديد مؤلف من عدة قبائل مختلفة لا يجمعها جد واحد، والغالب في هذه الأحلاف أن يكون سبب حلفها، هو اجتماعها في مكان واحد، أو اشتراكها في أحداث ووقائع معيَّنة، بل قد تُسمى على هذا المكان أو على صفته، ونلحظ على هذا النوع أنه غير مربوط بواقعة مؤقتة وينتهي (كالحلف المؤقت).ومثال ذلك قبائل: تنوخ، والعتق، وغسان، فهذه القبائل قائمة على الأحلاف لا يجمعها جد واحد، قال ابن حزم (وجميع قبائل العرب فهي راجعة إلى أب واحد حاشى ثلاث قبائل وهي تنوخ والعتق وغسان)، وقال بعد الكلام عن هذه القبائل (فهم من بطون شتى) (4)، ويقصد بقوله جميع القبائل راجعة إلى أب واحد أي في الجملة والغالب، وإلا قد يدخل بعض القبائل أفخاذ من قبائل أخرى، ولكنها في جملتها ترجع إلى أب واحد، بخلاف هذه القبائل الثلاث فإنها مجتمعة من عدة بطون من قبائل شتى كوّنت هذه الكيانات.
3 - دخول فخذ أو عشيرة أو فرد في قبيلة أخرى:
وهذا النوع الأكثر حصولاً من أنواع الأحلاف، وفي هذا النوع يُعتبر الفرع الذي دخل في القبيلة (سواء كان هذا الفرع فخذاً، أو عشيرة، أو أسرة، أو شخصاً) جزءاً لا يتجزأ من القبيلة التي دخل فيها، فيتسمى باسمها وينضوي تحت إمرتها، ويحارب معها مثله مثل من ينتسب أصالة إلى هذه القبيلة، وقد يحصل بعد زمن أن يرجع هذا الفخذ، أو العشيرة إلى محاولة الانتساب إلى نسبه الأصلي لأسباب مختلفة.
وأمثلة هذا النوع كثيرة جداً في كتب النسب، فلما تحدث ابن حزم عن ذرية الإخوة أسلم ومالك وملكان أبناء أفصى بن عامر بن قمعة بن إلياس بن مضر، قال وهؤلاء الثلاثة ممن تخزَّع، يعني دخلوا في خزاعة (5)، ولما تحدث عن بني وادعة بن عمرو مزيقياء بن عامر ماء السماء بن حارثة الغطريف بن امرئ القيس بن ثعلبة بن مازن بن الأزد (وهم أبناء عمومة للأوس والخزرج) ذكر أنهم دخلوا في همدان (6)... وغير ذلك كثير جداً في كتب النسب ويصعب استقصاؤه.
من أسباب الحلف:
الحلف ينشأ غالباً لأسباب سياسية كاختلاف التكوينات والقوى في المنطقة، أو لأسباب اجتماعية كضعف القبيلة، أو قلتها، أو هجرة أغلبها من المنطقة، أو لسبب جغرافي مثل الجوار، فمن تلك الأسباب:
1 - عند قيام قبيلة أو عشيرة بحرب قبيلة أكبر منها، أو ردّهم فإنهم قد يضطرون إلى الاعتضاد والتقوّي بعشائر أخرى لمواجهة هذه الحرب، وقد يستمر هذا الحلف، وقد ينتهي بانتهاء الحدث، وقد يحصل ذلك من الطرفين، ومن الأمثلة على هذا السبب كحلف مؤقت ما حصل يوم الهذيل عندما أغار الهذيل بن هبيرة التغلبي على ضبَّة والرّباب فأنجدهما بنو سعد بن زيد مناة بن تميم، فقال سلامة بن جندل:


وتغلب إذ حربها لافح

تشب وتسعر نيرانها

غداة أتانا صريخ الرباب

ولم يكُ يصلح خذلانها

صريخ لضبّة يوم الهذيل

وضبّة تردف نسوانها

تداركهم والضحى غدوة

خناذيذ تشعل أعطانها

بأسد من الفزر غلب الرّقاب

مصاليت لم يُخش إدهانها (7)

وقد دعا عمرو بن معد يكرب الزبيدي إلى تجمع بطون مذحج لمواجهة بطون معد بن عدنان، عندما قال:


وأود ناصري وبنو زبيد

ومن بالخيف من حكم بن سعد

لعمرك لو تجرّد من مراد

عرانين على دهم وجُرد

ومن عنس مغامرة طحون

مدربة ومن علة بن جلد

ومن سعدٍ كتائب معلمات

على ما كان من قرب وبعد

ومن جنب مجنّبة ضروب

لهام القوم بالأبطال تردي

وتجمع مذحجّ فيرأسوني

لأبرأتُ المناهل من صعد(8)

المثالان السابقان ينطبقان على الأحلاف المؤقتة التي حصلت بسبب الاستعداد لحصول حرب، وغير هذه الأمثلة كثير، وقد يكون حلفا خندف وشبابة مثال على ذلك أيضاً فهما حلفان أُسسا بسبب توازن القوى وهي أحلاف مؤقتة لسبب معين.
2 - عند هزيمة قبيلة أو كيان قبلي في حرب أو حروب متوالية، فقد تحصل هزيمة قاصمة تحمل هذه القبيلة المهزومة إلى الرحيل فيبقى منهم بقية ضعيفة تحتاج إلى الاحتماء والتقوّي فتضطر إلى الدخول في قبيلة أكبر منها.
وقد تدخل قبيلة أو عشيرة في قبيلة أخرى اتقاء لسطوتها وإغارتها، كأن تغير قبيلة أو كيان قوي على مناطق تعيش فيها قبائل ضعيفة لا تستطيع مقاومتها، فتنضوي تحت لوائها، وتأتمر بإمرتها لكفّ ضررها عليهم، ولا شك أن في هذا الأمر مصلحة للقبيلة القويّة، لأن دخول هؤلاء وغيرهم في كيانهم سيكثر من عددهم وسيزيد من قوتهم.
قال البكريّ (فلما رأت القبائل ما وقع بينها من الاختلاف والفرقة، وتنافس الناس في الماء والكلأ، والتماسهم المعيش في المتسع، وغلبة بعضهم بعضاً على البلاد والمعاش، واستضعاف القوي الضعيف، انضم الذليل منهم إلى العزيز، وحالف القليل منهم الكثير، وتباين القوم في ديارهم ومحالهم، وانتشر كل قوم فيما يليهم) (9)
3 - قد يحصل الحلف لسبب جغرافي واقتصادي في آن واحد، وذلك عند نزول عدة عشائر، أو أفخاذ على منطقة واحدة فتجمعهم المنطقة فيتكوَّن كيان باسم جديد.. مثال ذلك أحلاف تنوخ وغسّان وغيرهما، فقد تحدث ابن حزم عن سبب تسمية قبيلة تنوخ فقال (سموا تنوخاً لأن التنوخ الإقامة، فتحالفوا على الإقامة بموضعهم بالشام، وهم من بطون شتى) وقال عن غسّان (طوائف نزلوا بماء يقال له غسّان فنسبوا إليه) (10)
ومن ذلك أيضاً هجرة القبيلة أو العشيرة من مكان إلى مكان، ونزولها في مكان تسيطر عليه قبيلة أخرى فيحصل بينهم التداخل والحلف، ويشابه ذلك أيضاً الجوار قد يكون سبباً للحلف.
4 - قلة عدد العشيرة أو القبيلة في ظل تلك العصور القاسية التي تعتمد فيها بعض القبائل على الحرب والسلب، فلا شك أن قلة عددها سيجعلها تذوب في كيانات أخرى، ويحصل هذا كثيراً بين أبناء العمومة القريبين، فتجد الإخوة إذا اشتهر فيهم رجل قد يُنسب إليه فيما بعد أبناء إخوته لشهرته ولقلة عدد ذرية إخوته كما هو الحال في البراجم من بني تميم، وهم ذرية عمرو والظليم وقيس وكلفة وغالب أبناء حنظلة (جد البطن) بن مالك بن زيد مناة بن تميم، ذرية هؤلاء الخمسة كانوا قلة، فقال لهم رجل منهم وهو: حارثة بن عامر بن عمرو بن حنظلة (أيتها القبائل التي ذهب عددها تعالوا فلنجتمع، فنكن كبراجم كفي هذه)، ففعلوا فسُموا البراجم، وهم مع بني عبد الله بن دارم بن مالك بن حنظلة. (11)
5 - قد يحصل خلاف داخلي بين القبيلة الواحدة يُلجئ أغلب القبيلة إلى طرد القسم الآخر من نفس القبيلة، مما يجعلها تنتقل عن المكان وتحالف كياناً آخر، وهذا الخلاف قد يحصل لأسباب كثيرة، إما لسبب دم أو مصاهرة لقبيلة أقل منهم شأناً، أو امتهان بعضهم لمهنة أقل مما اعتادوا عليه، أو شحناء أو غير ذلك.
كما أن القسمين قد يكونان متقاربين في العدد والقوة، وقد يكونان غير متكافئين، بل قد يحصل أن رجلاً واحداً فقط تغضب عليه قبيلته، فيخرج منها لسبب من الأسباب السابقة، أو غيرها فيدخل في قبيلة أخرى، فيكون بذلك جداً لأسرة أو عشيرة، وكتب الأوائل مليئة بأخبار الخلاف والتنازع بين أبناء القبيلة الواحدة كحرب البسوس، وداحس والغبراء ويوم البُعاث وغيرها من الأيام الشهيرة.
ومن ذلك أيضاً ما ذكره البكريّ عن تكاثر بطون جرم ونهد القضاعيتين وفصائلهم فتلاحقوا واقتتلوا وتفرقوا وتشتت أمرهم ووقع الشر بينهم، ثم قال (فلحقت نهد بن زيد ببني الحارث بن كعب - من مذحج -، فحالفوهم وجامعوهم، ولحقت جرم بن ربان ببني زبيد - من مذحج - فحالفوهم وصاروا معهم، فنسبت كل قبيلة مع حلفائها، يغزون معهم ويحاربون من حاربهم). (12)
هذه من أبرز الأسباب.. هناك غيرها أيضاً وأتوقع أن استقصاء كل الأسباب يحتاج إلى مزيد من العناية، ولكن هذه إشارات ولفتات حول مفهوم الحلف وأنواعه وأسبابه، مع أملي أن يكون هناك مزيد من الاهتمام من الإخوة الباحثين حول هذه الموضوعات الهامة من تاريخ العرب وتراثهم القديم، والله المستعان.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


(1) انظر مادة ح ل ف في: الصحاح للجوهري، القاموس المحيط، المعجم الوسيط.
(2) انظر الصحاح للجوهري، القاموس المحيط مادة ح ل ف
(3) الصحاح للجوهري مادة ح ل ف
(4) جمهرة أنساب العرب لابن حزم، دار المعارف، تحقيق عبد السلام هارون 2-461، 462 .
(5) جمهرة أنساب العرب لابن حزم 1-240 .
(6) الجمهرة لابن حزم 2-331 .
(7) ديوان سلامة بن جندل
(8) شعر عمرو بن معد يكرب، جمع وتحقيق مطاع الطرابيشي ص 78، 79 والأسماء المذكورة في الأبيات بطون من مذحج.
(9) معجم ما استعجم للبكري، دار الكتب العلميّة، تحقيق جمال طلبة 1-51 .
(10) جمهرة أنساب العرب لابن حزم 2-462 .
(11) جمهرة النسب للكلبي، عالم الكتب، تحقيق ناجي حسن 1-194 .
(12) معجم ما استعجم للبكري 1-41










تحياتي ,,,






رد مع اقتباس
قديم 02-17-2007, 08:09 PM   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو

 
الصورة الرمزية ابو سعد
 

 

 
إحصائية العضو






اخر مواضيعي
 

ابو سعد غير متواجد حالياً


افتراضي رد: الأحلاف بين قبائل العرب القديمة - مفهومها و انواعها ( بحث موثق )

جمع العناصر فيما بين العرب من الحماية والناصر


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى أله وصحبه أجمعين ، أخواني الكرام هذا بحث حول ما قيل في ديوان العرب وما ورد في أخبارهم عن تناصر القبائل بعضها ببعض ، أو تناصر أفخاذ وبطون القبيلة الواحدة بعضها ببعض ، أو تناصر أفراد الفخذ الواحد وحماية أبناء هذه القبيلة لقبيلتهم .

مع ملاحظة أني لا أقصد من هذا البحث أن هذا هو المطلوب والمفترض الأن ، بل المقصود من هذا البحث إعطاء القارىء تصور عن وضع القبيلة قديما في الجاهلية وتناصر أبنائها وحمايتهم لها ، أو تناصر أفخاذ وبطون القبيلة الواحدة فيما بينهم أو طلب النصرة من قبيلة الى قبيلة أخرى وحمايتها لها ، وما ورد في هذا الموضوع

أما ونحن قد من الله علينا بنعمة الأسلام فلاشك أن المسلم ينصر أخاه المسلم ( بالحق وليس بالباطل ) أيا كان عربيا أو أعجميا ، والعلاقة التي تربطنا علاقة عقيدة أكثر من كونها مجرد علاقة لغة وعرق ودم .

إلا أن الأنصاف والأعتدال مطلوب ، وليس هناك شيء يمنع من الأستمرار على العادات والتقاليد العربية الأصيلة الموافقة لما جاء في الأسلام مثل الغيرة والشجاعة والكرم والفروسية وغيرها من العادات النبيلة إذا وضعت في مكانها الصحيح ، وعكس ذلك نبذ كل عادة عربية جاهلية مخالفة لما في عقيدة الأسلام وشريعته

ولبداية الموضوع أقول :


أولا : دوافع الحماية والتناصر :

إن سلوك الجاهلي الصريح وشعوره يرتبطان ارتباطاً كبيراً بنسبه الأبوي، فهو يرى :

أ - أن قومه جبال يأوي إليها ، وبهم يمتنع من الضيم والظلم الذي يعانيه من قبائل أخرى وفي ذلك يقول لبيد بن ربيعة :

إنّي امرؤٌ منعَت أَرومَةُ عامِرٍ

ضَيمي، وَقد جَنفت عليَّ خُصومُ


جَهَدوا العداوةَ كلَّها فَأَصَدَّها

عني مناكِبُ عِزّها مَعلُومُ

( أنظر شرح ديوان لبيد ص 132 )

ب - وهو يرى أنه يستمد من قومه القوة الموصلة الى الأمجاد ، وفي ذلك يقول دريد بن الصمّة القشيري :

ولكِنّي كَررتُ بفضلِ قَومِي

فجُدتُ بِنِعمَةٍ وحَويتُ باعَا
( أنظر أنظر ديوان دريد ص 92 ، والباع هنا : الشرف )

ج - وهو يهدد الأعداء بقومه ويحتمي بهم من الأعداء والخصوم ، إذا توعده أو هدده أحد من قبيلة أخرى ، وفي ذلك يقول بشر بن أبي خازم وقد توعده أوس بن حارثة الطائي :

أتُوعِدُني بِقومِك يا بنَ سُعدى

وذلكَ مِن مُلِمّاتِ الخُطوبِ


وحولي مِن بَني أَسَدٍ حُلولٌ

مُبِنّ بَينَ شُبّانٍ وشيبِ
( أنظر ديوان بشر ص 21 ، والمبنّ أي : المقيم )

د - كما أن تناصر أبناء النسب الأبوي يشعرهم بالأمان .

وغالبا ما تطلب القبيلة التناصر من أبنائها وأفخاذها وبطونها أو من أبناء عمومتها من قبائل أخرى حين تعتدي عليها أو تغير عليها قبيلة أخرى ، أو حين الأقتراب من حرب ، أو حين حصول مظلمة من قبيلة ضدها أو غير ذلك من الملمات والخطوب

ثانياً : إفتخار العرب قديما بالنصرة :

- فقد كان الجاهليون يفخر بعضهم بنجدة بعض ، وحرصوا على إذاعة أخبار تناصرهم والافتخار بها .

ففي يوم الهذيل ، أغار الهذيل بن هبيرة التغلبي على ضبة والرّباب ، فأنجدهما بنو سعد بن زيد مناة ( من بني تميم ) - وضبة والرّباب وسعد بن زيد مناة أبناء عمومة يلتقون في أد بن طابخة - فقال في ذلك سلامة بن جندل :

وتغلبُ، إذ حربُها لاقحٌ

تُشَبّ، وتُسعرُ نيرانُها


غداةَ أتانا صريخُ الرِّبابِ

ولم يكُ يصلحُ خِذلانُها


صريخٌ لِضّبةَ يوم الهُذَيلِ

وضبّةُ تُردفُ نِسوانُها


تَداركَهم، والضحّى غدوةٌ

خَناذيدُ تُشعلُ أعطانُها


بأسدٍ من الفِزر غُلبِ الرّقابِ

مصاليتَ لم يُخشَ إدهانُها

أنظر ( ديوان سلامة بن جندل ) ويقصد بالفزر بنو سعد بن زيد مناة بن تميم .

ومن ذلك أيضا ، أن بني سُليم وادعت بني سهم الهذليين، ثم أراد السلميون أن يغزو بني لحيان الهذليين، فجمع معقل بن خويلد السهمي لبني لحيان ألف رجل من بني سهم، فقالت بنو سليم لمعقل: أتريد أن تنصر بني لحيان علينا، وبيننا وبينكم ما قد علمتم؟ فقال لهم معقل: وهل يُسلم القومُ بني عمّهم؟ إنْ تقصِروا عنهم فنحن ماكُنا عليه، وإن تقاتِلوهم لا نخذلهم، فانصرف القوم عنهم، وقال في ذلك معقل :

تقول سليمٌ سالمونا وحاربوا

هذيلاً ولم تطمع بذلك مطمعا


فأمّا بنو لحيانَ فاعلم بأنّهُم

بنو عمّنا من يرمِهِم يَرمِنا معا


بنو عَمّنا جاءوا فَحلّوا جنابنا

فمن ساءَه فسيء أن نتجمعا


وإن خُذُوليهم على أن أمِدّهُم

بألفِ إذا ما حاولوا النصرَ أَقرَعَا


أخونا ومن أخاهُ مُحَارِباً

يَذَرهُ لمرّ الحادثاتِ بِأَجرعَا

( أنظر شرح أشعار الهذليين 1/375-376 )


- ويفخر الشعراء بقيام قبيلتهم وحدها بالأعباء الملقاة عليها وعلى أبناء عمومتها ، فعندما قام بنو أسد بن خزيمة بأعباء إمتلاك المراعي ، وكفوا بني كنانة بن خزيمة ذلك ، إفتخر بذلك بشر بن أبي خازم الأسدي فقال :

فَأَبلِغ إن عَرضتَ بِهِم رَسُولاً

كِنانةَ قومنَا في حيثُ صارُوا


كَفَينا مَن تغيّبَ واستبَحنا

سنامَ الأرضِ إذ قحِطَ القِطَارُ

أنظر ( ديوان بشر بن أبي خازم ص 73 )

- وجاء في الشعر الجاهلي أيضا ، افتخار التجمعات القبلية الصغيرة بنصرة أصولها القبلية الكبرى. ومن ذلك فخر عمرو بن شأس الأسدي بأنّ رهطه بني سعد بن ثعلبة قد قاموا بأعباء الدفاع عن القبيلة كلّها ( بنو أسد ) ، وذلك في قوله :

بني أسَدٍ هل تعلمونَ بلاءَنا

إذا كان يومٌ ذا كواكبَ أشنعا


إذا كانتِ الحُوّ الطِوالُ كأنّما

كساها السّلاحُ الأُرجُوانَ المُضّلعا


نذودُ الملوكَ عنكمُ وتذودُنا

إلى الموتِ حتى تضبعُوا ثم نضبعَا


وغسّانَ حتى أسلمت سرواتُنا

عدّياً وكانَ الموتُ في حيثُ أوقَعا


ومن حُجرٍ قد أَمكنتكُم رمَاحُنا

وقد سَارَ حَولاً في معَدّ وأوضعَا


وكائن رَدَدنا عنكمُ من مُتوّجٍ

يجيءُ أمام الألفِ يردي مقَنعَا


ضرَبنا يديهِ بالسُيوفِ ورأسَهُ

غداةَ الوغَى في النّقع حتى تكنّعَا

أنظر ( شعر بن شأس ص 36 - 38 ) ، وعدي هو بن أخي الحارث بن أبي شمر الغساني .

- وللنقطة السابقة نفسها كانت رابطة القبيلة الواحدة ( النسب الأبوي ) تسهم في وجود
تجمعات قبلية أبوية كبيرة تقف في وجه الأخطار المحدقة بها، وهي تجمعات تشمل جماعات قبلية أصغر منها، ولا تلغيها، ومن الشعراء الذين حملوا لواء الدعوة إلى مثل تلك التجمعات عمرو بن معد يكرب الزبيدي في قوله داعياً إلى تجمع بطون مذحج لمواجهة بني مَعَدّ بن عدنان :

وأَودٌ ناصري وبنو زُبَيدٍ

ومَن بالخيفِ مِن حَكمِ بنِ سَعدِ


لعَمرُكَ لو تجرّدُ مِن مُرادٍ

عرانينٌ عَلى دُهمٍ وجُردِ


ومِن عنسٍ مُغامِرةٌ طحُونٌ

مُدرّبةٌ ومِن عُلةَ بنِ جَلدِ


ومِن سعدٍ كتائِبُ مُعلِماتٌ

على ما كانَ من قربٍ وبُعدِ

ومِن جنبٍ مُجنّبةٌ ضروبٌ

لهامِ القومِ بالأبطالِ تُردي

وتُجمع مذحِجٌ فيرئّسُوني

لأَبرأتُ المناهِلَ من معد

أنظر ( شعر عمر بن معدي كرب ص 78 - 79 ) والأسماء المذكورة في الأبيات بطون من مذحج .

- ولم تكن نصرة الجاهلي بسيفه فقط بل كان الشعراء منهم ينصرون قومهم بألسنتهم أيضا وفي ذلك يقول بشامة بن الغدير مفتخرا بأنه غضب لفرعي مضر : خندف وقيس :

ولقد غضِبتُ لِخندفٍ وَلِقيسِهَا

لمّا ونى عن نَصرِها خُذالُها


دافَعتُ عن أَعراضِها فمنَعتُها

ولديَّ في أمثالِها أمثالُها

إنّي امرؤٌ أسِمُ القصائِدَ للعِدَى

إنّ القصائِدَ شرّها أَغفالُها

أنظر ( شرح ديوان الحماسة 1 / 393 - 394 )

ثالثاً : الخلافات والمناصرة :

كانت الخلافات بين أبناء النسب الأبوي تتراجع أمام واجب المناصرة؛ فهذا الربيع بن زياد العبسيّ يتغاضى عن خلافه مع قيس بن زهير العبسي، فيأتى إليه، ويعاقده على حرب بني ذبيان إذ قتلوا مالك بن زهير، وفي ذلك يقول الربيع:

فإن تكُ حربكُم أمست عواناً

فإنّي لم أكُن ممّن جناها

ولكن ولدُ سودةَ أرّثوها

وحشُّوا نارها لمَن اصطلاها

فإنّي غيرُ خاذلكم ولكن

سأسعَى الآنَ إذ بلغَت مَداها

أنظر ( العقد الفريد لابن عبد ربه 5/153 ) وولد سودة : هم أبناء بدر بن عمرو الفزاري

وهذا صخر الغيّ الهذليّ أغار على بني المصطلق من خزاعة، فأحاطوا به،وجرحوه جرحاً مميتاً، فاستبطأ أصحابه، وتذكر بطون هذيل، وبينه وبين بعضها عداوة، كبني كبير، في أشعار منها :

لو أنّ أَصحابي بِنُو مُعاوِيه

أَهلُ جنُوب نخلةَ الشّاميَه

ورهطُ دُهمانَ ورهطُ عاديَه

ومِن كَبيرٍ نفَرٌ زبَانِيَه


لبُزِلَت حَولِي عُرُوقٌ آنيَه

ما ترَكُوني للذئابِ العَاوُه

أنظر ( شرح أشعار الهذليين 1 / 280 )


رابعاً : جحود المنتصَر لهم :

كان أبناء القبائل العربيّة يؤلمهم جحود المنتصرِ لهم، فيسارعون إلى بيان فضل النصرة كقول عمار بن الكاهن الصموتي الكلابي يمنّ على ابن عمه عقيل بن الطفيل، ويلومه على جحوده، وكان عمار ساعد عقيلا على النجاة يوم النُتَأة ، يقول :

منَعتُ عقيلاً والرماحُ تنُوشُني

جَهَاراً فما أَثنى علَيَّ عقيلُ


فلو قالَ خَيراً أو ثنَاءُ حَمِدتُهُ

وقلتُ: ابنُ عمٍّ قد جَزَى وخليلُ


فلولا ابتِغَائي الحمدَ قاظَت نِساؤُهُ

أيامى وفي أجوافِهِنَّ غليلُ


لَقاظَ أسيراً أو لَجرَّت عِظامَهُ

إلى الغارِ دَرماءُ اليدينِ ذَؤولُ

أنظر ( أنظر أشعار العامريين الجاهليين ص 83 ) ويوم النتأة لعبس على بني عامر بن صعصعة .


خامساً : الخذلان :

كان خذلان بعض أبناء النسب الأبوي بعضهم الآخر أمراً معيباً، وموهناً لقوى الجماعة الأبوية، فالعربي الصريح يعزّ بابن عمّه، ويذلّ به، وفي ذلك يقول طرفة :

وأعلمُ عِلماً ليسَ بالظنِّ أنّهُ

إذا ذَلّ مولَى المرءِ فهوَ ذلِيلُ

( أنظر ديوان طرفة ص 84 )

وأظهر طرفة استياءه من قومه إذا أسلموه لعمرو بن هند، ولم يخفّوا إلى نصرته، ورضوا بذل التخلّي عن ابن عمّهم، في قوله :

أَسلمَنِي قومي وَلَم يَغضَبُوا

لِسَوءَةٍ حَلت بِهِم فادِحَه
أنظر ( ديوان طرفة ص 118 )

ويشبه ذلك قول يزيد بن قنافة الطائي، وقد تخَلّى عنه ابن عمّه حاتم :

لَعَمرِي وما عَمري عَليَّ بِهَيّنٍ

لَبِئسَ الفَتَى المدعُوّ بالليلِ حاتِمُ

انظر ( شرح ديوان الحماسة 3/ 1464 )

وذكر القالي في كتابه نيل الأمالي أن ثلاثة نفر من بني مازن خرجوا ليغيروا على بني أسد فقُتل واحد وجُرح آخر، ونجا الثالث متخلّياً عن رفيقه الجريح،وأتى قومه فأخبرهم أن رفيقيه قد قُتلا، ثم برأ الجريح ، وجاء القوم، فانسلّ الكذوب، فقال الجريح، وهو أوفى بن مطر المازني، أبياتاً يؤنّب فيها ابن عمّه، ومنها قوله :

فلَيتَك لم تَكُ مِن مَازنٍ

ولَيتَكَ في الرِّحمِ لم تُحمَلِ


ولَيتَ سِنانَكِ صِنّارةٌ

وليت رُمَيحَكَ مِن مِغزَلِ

أنظر ( نيل الأمالي للقالي ص 91 )

وقد اشتهرت أبيات قريط بن أنيف العنبري الذي ساءه ألاّ يغضب قومه له وقد استباح بنو ذهل بن شيبان إبله، فراح يفخر ببني مازن، وهم من أبناء عمومة قومه، نكاية ببني العنبر، قومه، وبعثا لهم على الانتقام. يقول قريط :
لَوْ كُنتُ مِن مَازِنٍ لم تَستَبِح إِبِلي

بَنُو اللّقِيطَةِ مِن ذُهلِ بن شَيبَانا


إذاً لَقامَ بِنَصرِي مَعشَرٌ خُشنٌ

عند الحفيظةِ إن ذُو لَوثةٍ لاَنَا


قَومٌ إذا الشَّرُ أبدَى نَاجذيهِ لهُم

طاروا إليهِ زرَافاتٍ ووُحدَانا


لا يَسألونَ أخاهُم حِينَ يَندبُهُم

في النّائِباتِ على ما قالَ بُرهَانا


لكِنَّ قَومِي وإن كانوا ذَوي عدَدٍ

ليسُوا مِنَ الشّر في شيءٍ وإن هَانا

يَجرُونَ من ظُلمِ أهلِ الظُلمِ مَغفِرَةً

ومِن إِسَاءةِ أهلِ السُّوءِ إحسَانا


كأَنَّ رَبّكَ لم يَخلُق لِخَشيتِهِ

سِوَاهُمُ مِن جَميعِ الناسِ إنسَانَا

أنظر ( شرح ديوان الحماسة 1 / 23 - 31 )

إن الجماعات الأبوية تستاء من تخاذل أبناء عمّها مثلما يستاء الفرد الصريح من تخاذل أبناء عمه، ومن إلحاقهم الضرر به، ففي يوم التحاليق يوم لبكر على تغلب) صبرت بكر كلها، وتقاعس بنو يشكر وبنو لجيم وبنو ذهل البكريون فهجاهم بذلك سعد بن مالك البكري ( أنظر الأغاني للأصفهاني 5 / 57 ) .

سادساً : الوشاية :

والأدهى من الخذلان الوشاية بأبناء العم، ومهادنة الأعداء، أو مساعدتهم، فمن الوشاية قول الخرنق لعبد عمرو حين وشى بأخيها طرفة إلى عمرو بن هند :

أرى عَبدَ عَمروٍ قد أشَاطَ ابنَ عمِّهِ

وأَنضَجَهُ في غَلي قِدرٍ وما يدري

أنظر ( ديوان الخرنق بنت بدر ص 54 )

ومن مهادنة الأعداء قول قيس بن عاصم المنقري التميمي يذكر سكوت بني يربوع من بني تميم عن غزو الحوفزان، الحارث بن شريك الشيباني لأبناء عمومتهم :

جزى الله يَربوعاً بأَسوَأ سَعيها

إذا ذُكِرَت في النائِباتِ أمورُها


وَيَومَ جَدودٍ قَد فضحتُم أباكُمُ

وَسَالمُتمُ، والخَيلُ تَدمَى نُحورُها

أنظر ( النقائض 1 / 146 )

وكذلك من ممالأة الأعداء ومساعدتهم قول حاتم الطائي يخاطب بني جديلة الطائيين :

متى تَبغِ وُدّاً مِن جديلةَ تَلقَهُ

مع الشَّنء منه باقيا مُتَأثّرا


فإلاّ يُعادُونا جهارا تُلاقِهِم

لأعدائنا رِدءاً دَليلاً وَمُنذِرَا

أنظر ( ديوان حاتم الطائي ص 257 )

سابعا : الأخذ بالثأر :

كان الأخذ بالثأر من الدلالات البارزة على تناصر أبناء النسب الأبوي في الجاهلية . وهم يرون في ذلك العصر أن للثأر في المجتمع القبلي بعض المنافع لأنه يكبح من جماح بعض الحمقى الذين تسيرهم شهوات القتل والقسوة ، وإدراك الثأر عندهم يدفع الخزي عن قبيلة القتيل، فحين قتل نعيم بن عتاب عمرو بن واقد الرّياحيّ، وكان لقوم نعيم ثأر عند عتاب، قال نُعيم :

ما زلتُ أرميهم بِثغرَهِ

وَفارِسِهِ حَتى ثَأَرتُ ابنَ واقِدِ


أُحاذِرُ أن يُخزَى قَبيلي وَيُؤثرُوا

وَهُم أُسرَتي الدُّنيا وأقرَبُ والدي

( أنظر نقائض جرير والفرزدق لأبي عبيدة 1 / 73 )

والثأر عندهم واجب على أقرب الناس للقتيل فقيس بن الخطيم ثأر لأبيه وجده بنفسه، لأن ذلك الثأر مسؤوليته، في ذلك يقول:

ثَأَرتُ عَدِياً والخَطيمَ فَلَم أضِع

ولايَةَ أَشياءٍ جُعِلتُ إزاءَها

أنظر ( ديوان قيس بن الخطيم ص 43 )

ومثال أخر على ذلك ، في يوم الغدير حارب دريد بن الصمة الجشمي غطفان طلباً بثأر أخيه، فقال:

فتلنا بِعَبدِ اللهِ خَيرَ لِدَاتهِ

وخَيرَ شَبابِ الناسِ لو ضُمَّ أجمعَا


ذؤابَ بنَ أسماءِ بنِ زيدِ بنِ قاربٍ

منِيَّتهُ أَجرَى إليها وَأوضَعَا

أنظر ( ديوان دريد ص 91 )

وعندهم أن تحمّل أقرب الناس إلى القتيل واجب الثأر له لا يمنع مشاركة الأباعد من الأقرباء في إدراك الثأر، ففي يوم الغدير أيضاً ثأر دريد بن الصمة لأخيه كما ثأر لبني سُليم أبناء عمومة قبيلته هوزان، وفي ذلك يقول دريد:

فَأبلغ سُليماً وَألفَافَها

وقد يَعطِفُ النّسَبُ الأكبَرُ


بِأنّي ثَأرتُ بإخوانِكم

وَكُنتُ كأنّي بِها مُخفِرُ

صَبَحنا فَزارَةَ سُمرَ القنا

فَمَهلاً فَزارَةُ لا تَضجَرُوا

أنظر ( ديوان دريد ص 78 )


ونجد أيضا إعلان عبد هند بن زيد التغلبي أنّه يحمل نفسه مسؤولية الدفاع عن قبيلته حتى آخر رمق فيه. يقول عبد هند :

ألا لَيتَ شِعري مِن بَني الجَونِ مَالِكٍ

إذا متُّ مَن يَحمِي ذِمَارَهُمُ بَعدي

سَأَحمِيهُمُ ما دُمت حَيّاً وإن أَمُت

يَقُومُوا على قَبرِ امرئٍ فاجِعِ الفَقدِ

أنظر ( الوحشيات لأبي تمام الطائي ص 19 )

ومن العجيب والطريف أنه قد عزّ على بشر بن أبي خازم أن يموت ولما يشف قلبه من أعداء قبيلته، فأفصح بذلك عن إحساس عميق بالمسؤولية تجاه أقاربه في قوله :

فَعزّ عَليّ أن عَجِلَ المنايا

ولما ألق كَعباً أو كِلاَبَا

ولما ألقَ خَيلاً من نُمَيرٍ

تَضِبُّ لِثَاتُها تَرجُو النّهَابَا


ولمّا تلتبس خيلٌ بِخَيلٍ

فَيَطّعِنُوا ويَضطرِبُوا اضطرابَا

أنظر ( ديوان بشر ص 28 ، 29 )

نحمد الله سبحانه وتعالى على ما أنعم الله به علينا بعبادته بعقيدة سمحة صافية والبعد عن الحكم بتحاكم الجاهلية ، ومن رأى ما كان عليه العرب قبل الأسلام من تطاحن وعصبية جاهلية ، أدرك أن الأسلام دين عظيم غيّر معالم التاريخ بل والبشريّة

ثامناً : الصراعات الداخلية :

إن حاجة أبناء الجماعة الأبوية في العصر الجاهلي إلى التناصر حَبّب إليهم تجَنّب الصراعات الداخلية، وقد عبر عن تلك الحاجة، وعن الرغبة في تجنب تلك الصراعات أوس بن حجر في قوله :

يا راكباً إمّا عَرَضتَ فَبَلّغَن

يزيدَ بنَ عَبدِ اللهِ ما أنا قائِلُ

فقومُكَ لا تَجهَل عليهم ولا تكن

لَهُم هَرِشاً تغتابُهُم وتُقاتِلُ

وما يَنهضُ البازي بغَيرِ جَناحِهِ

ولا يَحمِلُ الماشِينَ إلاّ الحوامِلُ


ولا سابقٌ إلا بساقٍ سَليمةٍ

ولا باطشٌ ما لم تُعِنهُ الأنامِلُ

أنظر ( ديوان أوس ص 99 )

ولذلك تخوّفّ أبناء القبيلة الواحدة في ذلك العصر من تفرّق جماعتهم، وضعف قواهم بالصراعات الداخلية، ومن ذلك التخوف قول قيس بن الخطيم :

فَقُلتُ لها: قَومي أخافُ عَليهِمُ

تَباغِيَهُم، لأيُبهِكُم ما أحاذِرُ


فلا أَعرِفَنكُم بَعدَ عِزُّ وثَروةٍ

يُقالُ: ألا تِلكَ النّبيتُ عَسَاكِرُ


فلا تَجعَلُوا حَرباتِكُم في نُحورِكُم

كما شَدَّ ألواحَ الرّتاجِ المَسَامِر

أنظر ( ديوان قيس ص 208 ، 209 )

ولذلك كان التخوف من تفرق أبناء القبيلة الواحدة يدفع المنتمين إليها من التغاضي عن ظلم بعضهم بعضاً أحياناً؛ فقد تغاضى مرّة بن همّام الشيباني عن جرأة ابن عمّه عليه إبقاءً على وحدة العشيرة، وتجنّبا لايقاع الشرّ بينها، وفي ذلك يقول مُرّة :

يا عَوفُ وَيحَكَ فِيمَ تأخُذُ صِرمتي؟

ولَكُنتُ أسرَحُها أمامَكَ عُزَّبا


تا للهِ لَولا أَن تشَاءَى أَهلُنا

-وَلَشرُّ ما قال امرؤُ أنّ يكذِبا-

لَبعَثتُ في عُرضِ الصُّرَاخِ مُفَاضَةً

وَعلَوتُ أَجرَدَ كالعَسِيبِ مُشَذّبا

أنظر ( شرح إختيارت المفضل 3 / 1305 )

ولكن العصر الجاهلي شهد صراعات مريرة وطاحنة بين جماعات تنتمي إلى نسب أبوي واحد، كحرب البسوس، وداحس والغبراء، وبُعَاث، فكان المتنوّرون من صرحاء النسب يميلون إلى فَضّ الخلافات الحاصلة بين أقاربهم، مُتعظين بمن سبقهم، فحين سعى دريد بن الصمة الجشمي في الصلح بين العباس بن مرداس وخفاف بن ندبة السُلميين، قال دريد مخاطباً بني سُليم وهم إخوة قومه هوازن :

سُليمُ بنَ منصورٍ أَلَمّا تُخَبّرُوا

بما كان مِن حَربَي كُلَيبٍ ودَاحِسِ


وما كان في حَربِ اليَحَابرِ مٍن دَمٍ

مُباحٍ وجَدعٍ مُؤلمٍ للِمَعاطِيسِ


وما كانَ في حَربَي سُلِيمٍ وَقَبلَهُم

بحَربِ بُعَاثٍ من هَلاكِ الفَوارِسِ


تَسافَهَتِ الأحلامُ فيها جَهَالَةً

وأضرِمَ فيها كلُّ رَطبٍ ويَابسِ

فَكفُّوا خُفَافاً عن سَفاهَةِ رَأيهِ

وَصَاحِبَهُ العبَّاسَ قَبلَ الدَّهارِسِ

وإلاّ فَأنتم مِثلُ مَن كانَ قَبلكم

وَمَن يَعقِلُ الأمثالَ غيرُ الأكايسِ

أنظر ( ديوان دريد ص 88 )

ودعوات التصالح بين أبناء العمومة المتخاصمين لم تصدر عن ضعف بل كانت وليدة قناعات بأهميتها وضرورتها، ولذلك لا نجد في الدعوة إلى التصالح استخذاء ولا استجداء بل نجد في الغالب إظهار القدرة على الحرب إن كان لا بدّ منها. ولا شك أن إظهار المقدرة الحربية هو ضمان لقيام علاقات متكافئة، تراعي مصالح الأطراف المتحاربة.

لقد أدرك العقلاء من صرحاء النسب في ذلك العصر أن تقاتل أبناء العمّ يضعف جماعتهم الأبوية، فكانوا يتردّدون في الإقدام على قتل أبناء عمومتهم، ومن الشعر الدال على ذلك قول الحارث بن وَعْلَةَ الذهليّ :

قَومِي هُمُ قَتلُوا، أمَيمَ، أخِي

فإذا رَميتَ يُصِيبُني سَهمِي


فَلَئِن عَفَوتُ لأعفُوَن جَلَلاً

وَلَئِن سَطَوتُ لأُوهِنَن عَظمِي

أنظر ( شرح ديوان الحماسة 1 / 204 )

وبسبب الأضرار الجسيمة التي ألحقتها الصراعات بين أبناء النسب الواحد، توجه العقلاء جهة الإصلاح بين المتحاربين، وحقن الدماء، ولقي ذلك التوجه قبولاً حسناً، وآية ذلك افتخارُ المصلحين بتوجهاتهم السليمة، وقصدُ الشعراء لهم بالمديح، وممن افتخر بمساعيه السلمية معاوية بن مالك العامري، وقد أصلح بين بطون بني كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة، في قوله:

رَأبتُ الصّدعَ مِن كَعبٍ فَأَودى

وكانَ الصّدعُ لا يَعِدُ ارتِئابا


فأمسَى كَعبُها كَعباً وكانت

مِنَ الشّنآنِ قد دُعِيَت كِعابا

وتغنى الشعراء بمدح الذين يصلحون بين الأقارب المتحاربين؛ فحين أصلح الحارث بن عوف وهرم بن سنان المرّيَّيْن بين عبس وذبيان وقف زهير بن أبي سلمى كثيراً من شعره على مدحهما، ومن ذلك قوله :

سَعَى سَاعياً غَيظِ بنِ مُرّةَ بَعدَما

تَبَزّلَ ما بينَ العَشيرةِ بالدّمِ

فأقسَمتُ بالبيتِ الذي طافَ حَولَهُ

رجالٌ بَنوهُ مِن قُريشٍ وَجُرهُمِ

يَميناً لَنِعمَ الّسّيدانِ وُجدُتُما

على كل حالٍ من سَحيلٍ وَمُبرَمِ

تَداركتُما عَبساً وذُبيانَ بَعدَمَا

تفانَوا ودَقُّوا بينهم عِطرَ مَنشِمِ

عَظِيمينِ في عُليا مَعَدّ وغيرِها

ومَن يَستَبح كَنزاً مٍن المجدِ يَعظُمِ

أنظر ( أشعار الجاهليين ص 53 )

ولحرصهم على وأد الخلافات كانوا يتصنعون الحلم أحياناً فيما بينهم، ومنهم حاتم الطائي الذي يقول :

تَحلّم على الأدنَينَ واستَبقِ وُدّهُم

ولن تستطيع الحِلمَ حَتى تَحَلما

أنظر ( ديوان شعر حاتم ص 223 )

ويفتخر بأنه يقابل السيئة بالحسنة، فيقول :

وَعَوراءَ أَهداها امرُؤٌ مِن عَشِيرتي

إليّ، وما بي أن أكونَ لها أهلا

وأَجزيِهِ بالحُسنَى إذا هي زُجِّيَت

إليَّ، ولا أجزي بِسَيِّئةٍ مِثلا

أنظر ( المصدر السابق ص 299 )

وسلوك الحلم ليس ذلاً ولا ضعفاً بل وليد إحساس بعمق العلاقة بين أبناء الجماعة الواحدة، وبحاجة بعضها إلى بعضها الآخر، وبتساويهم في المنزلة؛ فحاتم الذي أكثر من الفخر بالتغاضي عن هفوات أبناء عمومته كان يشعر بتساوي أبناء الجماعة الواحدة في المنزلة إذ يقول :

إذا أنا لم أرَ ابنَ العَمِّ فَوقِي

فإنّي لا أرَى ابنَ العَمِّ دُوني

أنظر ( المصدر السابق ص 276 )

و حاتم الطائي من خلال شعره يمتلك إحساساً عالياً بالمسؤولية تجاه أقاربه، فكانت رغبته في الإصلاح بين أبناء جماعته سبباً في موقف جلب له الذّمّ من بعض أقاربه؛ فقد اعتزل حاتم قومه في حرب الفساد التي قسمت قومه إلى حزبين متصارعين هما: جديلة، و الغوث، وارتحل حاتم عن قومه، وأقام في غيرهم، فهجاه بذلك زيد الخيل الطائي ، ولكن حاتم لم يأبه لذلك؛ فموقفه نابع من تصوره لعاقبة الحروب بين الأقارب، ولاعتقاده بأن نصرة الأقارب ليست واجبة إن كان القريب طالب النصرة ظالماً، وفي ذلك يقول :

وَأَغفِرُ إن زَلّت بِمَولايَ نَعلُهُ

ولا خَيرَ في المَولَى إذا كان يُقرَفُ


سأنْصُرهُ إِن كان للحقّ تابِعاً

وإن جَارَ لم يَكثُر عليه التّعطُّفُ

أنظر ( المصدر السابق ص 213 )

إتضح بذلك أنّ الانتماء إلى النسب الأبوي الواحد في العصر الجاهلي من خلال شعرهم وأدبهم يوجب على المنتمين إليه التناصر، ويدفعهم إلى تجنب الصراعات الداخلية؛ فهي تضعف قواهم، وتعوق قدرتهم على مجابهة أخطار مجتمعهم القبلي المتصارع من أجل حياة أفضل، والإنسان الجاهلي الصريح يشعر بالطمأنينة إذ يحتمي بنسبه الأبوي، وتتولد عنده القدرة على أن يكون واثقاً بنفسه، ومستعداً للقتال إلى جانب عصبته مثلما هي مستعدة لمثل ذلك، ولكن بعض الصرحاء سَعَوا إلى إطفاء نيران الحروب، ولم يتسرّعوا إلى نصرة أقاربهم إن كانوا ظالمين لغيرهم.

اللهم لك الحمد والشكر على نعمة الأسلام هذا الدين العظيم الذي وحّد أبناء هذه العقيدة في مشارق الأرض ومغاربها لعبادته وحده دون سواه .

مراجع البحث

1 - بحث ( الأنتماء في الشعر الجاهلي ) للدكتور فاروق أحمد اسليم .

2 - شرح ديوان لبيد بن ربيعة العامريّ ، تحقيق د . إحسان عبّاس .

3 - ديوان الخرنّق بنت بدر ، رواية أبي عمرو بن العلاء ، شرح وتحقيق يسري عبدالغني عبد الله .
4 - ( الأغاني ) ، لأبي الفرج الأصفهاني .

5 - الوحشيات لأبي تمّام الطائي ، تحقيق عبدالعزيز الميمني .

6 - ديوان بشر بن أبي خازم الأسدي ، تحقيق د عزة حسن .

7 - شرح ديوان الحماسة للمرزوقي ، نشر أحمد أمين وعبدالسلام هارون

8 - أشعار العامريين الجاهليين ، د عبدالكريم يعقوب .

9 - شعر عمر بن معد يكرب الزبيدي ، جمع وتحقيق مطاع الطرابيشي .

10 - شرح اختيارات المفضل الضبي ، للخطيب التبريزي ، تحقيق د فخر الدين قباوة

11 - شرح أشعار الهذليين للسكري ، تحقيق عبد الستار أحمد فراج .

12 - العقد الفريد لابن عبد ربه الأندلسي .

13 - نيل الأمالي للقالي .

14 - ديوان طرفة بن العبد ، شرح الأعلم الشمنتري ، تحقيق درية الخطيب ، لطفي الصقال .

وهناك مراجع أخرى ، وهي مذكورة أثناء ثنايا البحث ، فكلما ذكرت عبارة أو أبياتاً حاولت أن أرجعها الى مصدرها قدر الأمكان

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته





منقول من منتديات بني زيد










تحياتي ,,,






رد مع اقتباس
قديم 02-17-2007, 09:25 PM   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
أبو رواد

 
إحصائية العضو






اخر مواضيعي
 

سلطان السويهري غير متواجد حالياً


افتراضي رد: الأحلاف بين قبائل العرب القديمة - مفهومها و انواعها ( بحث موثق )

جهد طيب على النقل يابو سعد

موضوع جميل يصلح أن يكون بحثا في باباه تمت طباعته لأقرأه على مهل ولي عليه تعقيب آخر


مشكور والله يعطيك العافيه






رد مع اقتباس
قديم 02-17-2007, 10:06 PM   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
عـادل الدعـدي

 
الصورة الرمزية فـتى هذيل
 

 

 
إحصائية العضو







اخر مواضيعي
 

فـتى هذيل غير متواجد حالياً


افتراضي رد: الأحلاف بين قبائل العرب القديمة - مفهومها و انواعها ( بحث موثق )

بيض الله وجهك ياأبو سعد على هذا النقل المتميز.

والحمد لله على نعمة الإسلام .






التوقيع

[flash=http://www.m5zn.com/uploads/2011/3/27/embed/03271114033587nh0ho9zu1rck.swf]WIDTH=500 HEIGHT=350[/flash]


ســـلــمـــت يامــــــ الذيب ــخاوي
رد مع اقتباس
قديم 02-17-2007, 11:26 PM   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو

 
الصورة الرمزية قناص الساحل
 

 

 
إحصائية العضو






اخر مواضيعي
 

قناص الساحل غير متواجد حالياً


افتراضي رد: الأحلاف بين قبائل العرب القديمة - مفهومها و انواعها ( بحث موثق )

[align=center]مشكور اخوي ابو سعد



على هذا النقل المميز وحقيقة موضوع شيق ويجبرك


على القراءة بارك الله فيك اخي
[/align]






التوقيع

رد مع اقتباس
قديم 02-18-2007, 02:31 AM   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو

 
الصورة الرمزية ابو سعد
 

 

 
إحصائية العضو






اخر مواضيعي
 

ابو سعد غير متواجد حالياً


افتراضي رد: الأحلاف بين قبائل العرب القديمة - مفهومها و انواعها ( بحث موثق )

الأخ الفاضل سلطان السويهري



شكرا لك على المرور و التعقيب و في إنتظار عودتك للموضوع و إبداء ملاحظاتك عليه




-------------------------------------------




الأخ الفاضل فتى هذيل



مرورك اسعدني يا عزيزي ... و الله يبيض وجهك







-------------------------------------



ابن العم قناص الساحل




اشكرك جزيل الشكر على المرور ... و المميز هو ردك الجميل يا غالي












تحياتي ,,,






رد مع اقتباس
قديم 02-18-2007, 12:05 PM   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو

 
إحصائية العضو






اخر مواضيعي
 

نجــ هذلي ــد غير متواجد حالياً


افتراضي رد: الأحلاف بين قبائل العرب القديمة - مفهومها و انواعها ( بحث موثق )

موضوع شيق وجميل



لايسعني الا ان اقول جهد مميز تستحق عليه الثناء






رد مع اقتباس
قديم 02-18-2007, 12:23 PM   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو

 
الصورة الرمزية فارس الدهما
 

 

 
إحصائية العضو






اخر مواضيعي
 

فارس الدهما غير متواجد حالياً


افتراضي رد: الأحلاف بين قبائل العرب القديمة - مفهومها و انواعها ( بحث موثق )

تسلم يمينك يابوسعد والله يعطيك العافيه






رد مع اقتباس
قديم 02-18-2007, 05:16 PM   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو

 
الصورة الرمزية ابو سعد
 

 

 
إحصائية العضو






اخر مواضيعي
 

ابو سعد غير متواجد حالياً


افتراضي رد: الأحلاف بين قبائل العرب القديمة - مفهومها و انواعها ( بحث موثق )

الأخ الفاضل نجــ هذلي ــد



الأجمل مرورك الكريم على الموضوع و تعليقك ... شكراً لك




-------------------------



الأخ الفاضل فارس الدهما




و يمينك يا عزيزي ... شكراً لك على المرور و التعقيب








تحياتي ,,,






رد مع اقتباس
قديم 02-18-2007, 07:27 PM   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو

 
إحصائية العضو






اخر مواضيعي
 

سلطان الندوي غير متواجد حالياً


افتراضي رد: الأحلاف بين قبائل العرب القديمة - مفهومها و انواعها ( بحث موثق )

بارك الله فيك ياابوسعد

والذيب مايهرول عبث

وانت ماتنقل موضوع اي كلام

ويعطيك الف عافية






التوقيع

________________________________

>>>السؤال مفتاح المعرفة <<<

رد مع اقتباس
قديم 02-19-2007, 12:04 PM   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
كاسب الطيب
موقوف
 
إحصائية العضو






اخر مواضيعي
 

كاسب الطيب غير متواجد حالياً


افتراضي رد: الأحلاف بين قبائل العرب القديمة - مفهومها و انواعها ( بحث موثق )

تسلم يمينك يابوسعد والله يعطيك العافيه






رد مع اقتباس
قديم 02-20-2007, 03:43 AM   رقم المشاركة : 12
معلومات العضو

 
الصورة الرمزية ابو سعد
 

 

 
إحصائية العضو






اخر مواضيعي
 

ابو سعد غير متواجد حالياً


افتراضي رد: الأحلاف بين قبائل العرب القديمة - مفهومها و انواعها ( بحث موثق )

الأخ الفاضل سلطان الندوي


شكرا لك على المرور ... و على كلمات الثناء ... و هدفنا هو الفائده ولا شيء غيرها




-----------------------------------




ابن العم كاسب الطيب


شكراً لك على المرور ... و الله يعافينا و يعافيك ان شاء الله











تحياتي ,,,






رد مع اقتباس
قديم 06-24-2007, 09:55 AM   رقم المشاركة : 13
معلومات العضو

 
الصورة الرمزية الرفاعي الجهني
 

 

 
إحصائية العضو






اخر مواضيعي
 

الرفاعي الجهني غير متواجد حالياً


افتراضي رد: الأحلاف بين قبائل العرب القديمة - مفهومها و انواعها ( بحث موثق )

بيض الله وجهك يابو سعد


صراحة موضوع مكلف






رد مع اقتباس
قديم 08-24-2007, 07:41 AM   رقم المشاركة : 14
معلومات العضو

 
إحصائية العضو






اخر مواضيعي
 

اليعربي غير متواجد حالياً


افتراضي رد: الأحلاف بين قبائل العرب القديمة - مفهومها و انواعها ( بحث موثق )

شكرا لأبي سعد على هذا الموضوع المتميز
والذي كان عن احلاف العرب في الجاهلية
ولكن السؤال ماذا عن طقوس وعادات وانواع تلك الاحلاف؟؟
وهل كانت مثل تلك الاحلاف يعمل بها حتى العهد القريب؟؟
ياريت نعرف هذا الجانب المهم وشكر






رد مع اقتباس
قديم 08-29-2007, 05:55 PM   رقم المشاركة : 15
معلومات العضو

 
الصورة الرمزية ابو سعد
 

 

 
إحصائية العضو






اخر مواضيعي
 

ابو سعد غير متواجد حالياً


افتراضي رد: الأحلاف بين قبائل العرب القديمة - مفهومها و انواعها ( بحث موثق )

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اليعربي مشاهدة المشاركة
شكرا لأبي سعد على هذا الموضوع المتميز
والذي كان عن احلاف العرب في الجاهلية
ولكن السؤال ماذا عن طقوس وعادات وانواع تلك الاحلاف؟؟
وهل كانت مثل تلك الاحلاف يعمل بها حتى العهد القريب؟؟
ياريت نعرف هذا الجانب المهم وشكر
العفو اخوي اليعربي ... واشكرك على المرور و المشاركه

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الرفاعي الجهني مشاهدة المشاركة
بيض الله وجهك يابو سعد


صراحة موضوع مكلف

أخوي الرفاعي ... ويبيض وجهك ان شاء الله ... و اشكرك على المرور









تحياتي ,,,






رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:17 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
الحقوق محفوظة لشبكة هذيل