وصف الشد والنزول في ديار ال خالد من هذيل في ايام مضت
اليكم أيها القراء حفظكم الله ورعاكم والى طرق الخير هداكم ،هذا الوصف الوصيف ،للشد والترحال في فصل الخريف، لأهلنا وذوينا عندما يجدب الشفا،وتتجه الأنظار ناحية تهامة،حيث نبدأبقولهم"اذا بقبق البق ظهر الحجازي...........يجينا للحم الجفار الجوازي".ولا يظهر البق (حشرة صغيرة مليئة بالدم) الا في الخريف.هنا يفكر كل شفوي في الشد للهروب من البرد .فيتفق أبناء القبيلة على حماية الديرة .اذ أنها في هذا الوقت ذات لون أصفر يخيل للناظر اليها من بعيد كأن دخان يغطيها من جدبها وندرة الأعشاب .فيبدأ رب الأسرة بالاستعداد للرحيل.فيسقي بعيره ويزوده بالعلف حتى لا يصيبه الصلف.وتضع الأم ملابسها المرقعة ذات اللون الأزرق والأسود في عيبتها(مصنوعة من الجلد).وفي الصباح الباكر،يحمدون ربهم حمد الشاكر،ويتناولون القهوة مع السكر .اما الأم فتعجن وتصنع الملة ثم تضعها في خرقة تخفي منها كل بقعة.
ويقرب الأب الجمل ويضع عليه العدة ويشده شدا .
تقوم الأم بخلط كبار الأغنام مع صغارها فتسمع لها ثغاء ذو ترددات مختلفة يشبه أصوات الموسيقى لأن الأصوات منها ما هو حاد ومنها ما هو غليظ.
أما الكلاب (أكرمكم الله ) فتسمع نباحها من مسافات بعيدة مضافاً اليه الصدى المرتد من الأوكار والكهوف فيشكل ضجيجاً هائلاً.
ينطلق الجميع كأنه موكب ،الأب يحمل بندقية قداحي وليست عدنية،
وفي الطريق يصطف لهم أهل الديرة. ما بين مودع ومتفرج،
فيقولون لهم: الله يقبلكم....الله يقبلكم
فيردون: ومن يقول.
يسير هذا الموكب الصغير المكون من أسرة وقائدها الى جهة الغرب غالباً،
الى تهامة حيث المرعى والكلأ الذي يندر له مثيل،فهذا القراص ، وهذا الحوار وهذه الغمائر
تمتع نواظرهم .. وهذا المرابع(منازل) قد هيأت نفسها وأكتست بالأعشاب مثل الثفل والنجم والحشائش الصغيرة وكأن لسان حالها يقول هلموا الي هلموا الي.
يختار الأب بخبرته الطويلة منزلاً قريباً من معين الماء .
يدله على ذلك الطير.فهو يسمع نعيق الغراب القادم من جهة المعين وأصوات العصافير والوجات(نوع من انواع الطيور).
يلوح الأب لأبنائه مشيراً الى جهة الماء سوف ننزل هنا.
ولكن بعد عناء التعب لابد لهم منراحة ،فيعمدون الى صخرة كبيرة فيتفيأوا ظلالها.
ويحطون عن بعيرهم ويقلون أغنامهم ويأكلون ملتهم التي أعدتها الزوجة.
الأب يضع طرفاً من مصدعه (ثوب أحمر) على وجهه لينال قسطاً من الراحة.اما الابناء والام فيراقبون أغنامهم خوفاً عليها من سعين(الذئب).
وعندما يصلهم ظل الجبل الوقع غربهم يواصلون المسير الى منزلهم مروعين لأغنامهم(التراويع ألحان تقولها النساء بصوت عال وتألفها الأغنام وتستأنس بها كما تستأنس الابل بالحداء).
عند وصولهم لمنزلهم وكان الليل أسدل ظلامه يحطون عن بعيرهم ويبحثون عن حظيرة لأغنامهم
فان لم توجد حك الأب رأسه ، وأخذ فأسه ،وهجم على أقرب شجرة شوك (سيال- ضهيان - طمخي-...)وقطع من أطرافها وأحاط بها غنمه فمنها تأكل ومنها تمنعها من الخروج .
وبعد أن زمن معين يخرج الإبن لقضاء حاجته فيسمع صوت...يا الله انها سبعة أصوات..أووو سبع ذئاب
الابن: سمعت سبعة عواءات يا أبي؟
الأب: خلني أسمع....لا ذئب واحد...ولكنه يقصبن (يغير صوته سبع مرات وبترددات مختلفة)
الأم: أهيا ...شلاع....أهيا عدوان.....أهيا عقار (أسماء كلابهم التي تحرس أغنامهم)
تنطلق الكلاب فتسمع لها ضجيجاً يملأ الأودية وكأنها صوت الدحة اللي يلعبها حبايبنا أهل الشمال
للامانه منقوووووووووووووووووووووو وول
|