بحوث . . . في هجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة

هجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة

تعتبر هجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة فاتحة خير للبشرية ولذا أعتبرها الخليفة عمر بن الخطاب والصحابة رضوان الله عليهم بداية التاريخ الهجري، وقد اختصرت الموضوع وقسمته إلى ثلاثة أبحاث كالتالي :

البحث الأول : أسباب الهجرة :

أولاً : الابتلاء والاضطهاد :

منذ أن أعلن الرسول صلى الله عليه وسلم الدعوة ظل يتعرض لشتى أنواع المضايقات هو ومن أسلم معه . لذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفكر دائماً في طلب الحماية خارج مكة. وعندما استعصت عليه كانت الهجرة للحبشة ثم الطائف وأخيرا هجرته إلى المدينة .
ومما يؤكد أن الابتلاء والاضطهاد كانا سببا من أسباب الهجرة قول بلال رضي الله عنه ( . . . . اللهم العن شيبة بن ربيعة وعتبة بن ربيعة وأمية بن خلف، كما أخرجونا من أرضنا إلى أرض الوباء . . . ) وذكر ابن إسحاق أن من أسباب الهجرة تعذيب المسلمين .

ثانياً : وجود حماية للدعوة في المدينة المنورة :

يُفهم ذلك من شروط بيعة العقبة الثانية من حديث جابر عند البخاري ومسلم وابن إسحاق قال جابر ( قلنا يا رسول الله علام نبايعك ؟ ) قال : . . . وعلى أن تنصروني إذا قدمت إليكم، وتمنعوني مما تمنعون منه أنفسكم وأزواجكم وأبناءكم ، ولكم الجنة ) وهذا لفظ الإمام أحمد .

ثالثاً : مخافة الفتنة في الدين :

وذلك واضح من قول عائشة رضي الله عنها عندما سئلت عن الهجرة : ( كان المؤمنون يفر أحدهم بدينه إلى الله تعالى وإلى رسوله مخافة أن يفتن عليه . . . )

رابعاً : الإذن للمسلمين بالقتال :

ذكر ابن إسحاق وقال إن الآيات ( أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ 39  الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيراً وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ  ) الحج. هي أول آيات أنزلت إذن له بالحرب لمن بغى عليهم. وقد أفاضت الأحاديث في فضل الهجرة والمهاجرين لأن الإسلام لا تقوم له قائمة إلا بدولة تحميه، ولا يتصور وجود دولة بدون أرض تقوم عليها ورعية تسمع وتطيع لحاكمها .


البحث الثاني : هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم إلى المدينة :

وشرح تفاصيل هجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم يطول وهذا شئ من الاختصار :

أولاً : تآمر كفار قريش :

عندما علم المشركون بما تم بين الرسول صلى الله عليه وسلم والأنصار في العقبة الثانية ، وعندما رأوا المسلمين يهاجرون إلى المدينة زرافات ووحدانا، خشوا من تجمع المسلمين بالمدينة وخروج الرسول صلى الله عليه وسلم إليهم ليقودهم نحو تحقيق ما يريد. ولذا قرروا التخلص من رأس هذا الكيان الجديد .
ففي يوم الخميس 26 / 2 / 14 من البعثة عقد زعماء قريش اجتماعا في دار الندوة ليتشاوروا في أنجح الوسائل للتخلص من الرسول صلى الله عليه وسلم . قال تعالي ( وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ ) الأنفال30 .
وكان من بين الحاضرين إبليس في صورة رجل من أهل نجد فكلما اقترحوا اقتراحا فنده إبليس حتى وافق مع رأي أبو جهل بأن يأخذوا من كل قبيلة شابا فيضربون جميعا بأسيافهم محمدا صلى الله عليه وسلم ضربة رجل واحد وبذلك لا يقدر بنو عبد مناف على حرب قومهم جميعا، فيرضون بالدية .

ثانياً : الإذن بالهجرة والتخطيط لها ثم الشروع فيها :

أتى جبريل عليه السلام رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخبره بأمر اجتماع الكفار، وأمره بعدم المبيت على فراشه هذه الليلة، والهجرة، فذهب رسول الله إلى أبو بكر وأخذا في وضع خطة الهجرة ( كما ذكرها البخاري وابن إسحاق ) وهي كالتالي :

1 ـ أن يخرجا ليلا إلى غار ثور في الجهة الجنوبية الغربية من مكة، وفي هذا تمويه على الكفار، لأن أنظارهم ستتجه
للبحث عن الرسول صلى الله عليه وسلم في الجهة الشمالية ــ جهة المدينة .
2 ـ أن يمكثا في الغار لمدة ثلاثة أيام حتى يخف الطلب عنهما .
3 ـ واستأجرا دليلا ماهرا عارفاً بمسالك طرق الصحراء، ليقودهما إلى المدينة، وهو عبدالله بن أرقد الديلي، وكان
مشركا . واستكتماه الخبر. واتفقا معه على أن يلحق بهما في غار ثور بعد ثلاثة أيام. ودفعا إليه بالراحلتين اللتين
اشتراهما أبوبكر، وكان يعلفهما لهذا اليوم .
4 ـ وأمر أبوبكر ابنه عبدالله أن يتسمع لهما في النهار، فيأتيهما به بالليل في الغار، ثم يرجع إلى مكة في السحر ليصبح
مع قريش .
5 ـ وأمر مولاه عامر بن فهيرة أن يرعى غنمه نهاراً ثم يريحها عليهما في الغار إذا أمسى ليطعما من ألبانها ويذبحا
منها للأكل ويزيل بها أثار أقدام عبدالله بن أبو بكر .
6 ـ وأمر أسماء أن تأتيهما من الطعام بما يصلحهما في كل مساء.
7 ـ وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بن عمه علي بن أبي طالب رضي الله عنه بأن يتخلف بعده بمكة لكي يؤدي الودائع التي
عنده لأهلها .
8 ـ وكذالك أمره أن ينام على فراشة وذلك للتمويه .

نجحت خطة رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحبه أبوبكر رضي الله عنه وكان رد كفار قريش عنيفا فقد أخذ علي رضي الله عنه وعُـذب، وذهب أبو جهل إلى دار أبوبكر رضي الله عنه وسأل عنه فردت عليه أسماء رضي الله عنها بأنها لا تعلم فلطمها لطمه طرح منها قرطها، ووضعت قريش الطرق تحت المراقبة الدقيقة، واستأجرت قصاصين الآثار، ومنحة الجوائز لمن يأتي برسول الله صلى الله عليه وسلم وأبوبكر رضي الله عنه .
وفي هجرته للمدينة حصلت لرسول الله صلى الله عليه وسلم عـدة حوادث كظل الصخرة، وسراقة بن مالك، والشاة الجدباء، وأوسا بن عبدالله الأسلمي، وإسلام سبعين بيتا من قبيلة أسلم .
ثم وصل رسول صلى الله عليه وسلم وصاحبه أبوبكر رضي الله عنه إلى المدينة يوم الاثنين 2 / 3 / 14 من البعثة . (( ومن هذا اليوم يبدأ التاريخ الهجري فيصبح 1 / 1 / 1 هـ . )) .


البحث الثالث : بعض الدروس المستفادة من أحداث
الهجرة :

1 ــ أوضح الرسول صلى الله عليه وسلم في خطبة له أيام فتح مكة. أن لا هجرة بعد فتح مكة ولكن جهاد ونية. وبقي حكمها من
بلاد الكفر إلى بلاد الإسلام واجبا إلى يوم القيامة.
2 ــ استخدم الرسول صلى الله عليه وسلم كل الأسباب والوسائل المادية التي يهتدي إليها العقل البشري وإنما هذا تشريع للأمة
ليتأسى الناس به، فيأخذوا بالأسباب في كل أعمالهم .
3 ــ جواز خداع العدو وذلك عندما نام علي رضي الله عنه في فراش النبي صلى الله عليه وسلم وهي منقبة عظيمة تدل على إيمانه
وشجاعته رضي الله عنه .
4 ــ وصل أبوبكر رضي الله عنه منزلة لم يصل إليها أحد في صحبة الرسول صلى الله عليه وسلم خير البشر على الإطلاق قال تعالي
 ( إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُواْ ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا
فَأَنزَلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُواْ السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللّهُ عَزِيزٌ
حَكِيمٌ ) التوبة40 .
5 ــ أن الدعوة إلى الله تحتاج إلى الصبر فلا تيأس من الناقدين والمثبطين للدعوة فقد كان الناس أغلبهم ضد رسول الله
صلى الله عليه وسلم بدليل الآية السابقة .
6 ــ جواز الاستعانة بغير المسلمين بشرط أن يكونوا من أهل الثقة .
7 ــ إن الدور الذي قام به الشباب مثل علي وأبناء أبي بكر رضي الله عنه يعد دورا نموذجيا رائدا لشباب الإسلام .

بقلم / احب ان اتعلم

يعطيك العافيه أخوي

وجزاك الله خير

السلام عليكم ورحمةالله وبركاته

جزاك الله خير،ووفقك الله.

مشكور أخوي على الجهد الرائع
يعطيك العافية

...

×?°احب ان اتعلم×?°

بارك الله فيك اخي الكريم

وبميزان حسناتك ان شاء الله.
...

الله يجزاك يالف خير على ها الموضوع الي صراحه تشكر عليه

يعطيك العافيه أخوي

اشكر الأخوة على مرورهم

ذيب الفيافي

ابو هذيل

عناد المطرفي

مسك

رامي السعيدي

الساهر



وادعوا الله ان يوفق الجميع لما يحبه ويرضاه

بارك الله فيك