الخصائص اللغوية لقبيلة هذيل ...
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هناك كتاب للدكتور أحمد علم الدين الجندي ....يتحدث فيه عن الخصائص اللغوية لقبيلة هذيل ...
أحببت أن أطرحه هنا ليعلق عليه أهل الإختصاص ...ويضيف إليه من كان لديه معلومة أو إضافة تثري الموضوع ...
وسوف أقوم بتجزئته حتى يتسنى للجميع المتابعة والتعليق :
القضية : تبدل الهمزة من الواو جوازًا في موضوعين :
أحدهما: إذا كانت مضمومة ضمًّا لازمًا غير مشددة، كوُجوه، وأُجوه، ووُقوت، وأقوت في جمع: " وقت " و " وجه ".
ثانيهما: إذا كانت مكسورة في أول الكلام، كإشاح، وإفادة، وإسادة. في: وِشَاح، وَوِفادة، وَوِسادة .
البحث والدراسة
يقول سيبويه في باب ما كانت الواو فيه أولاً، وكانت فاء: " اعلم أن هذه الواو إذا كانت مضمومة فأنت بالخيار إن شئت تركتها على حالها، وإن شئت أبدلت الهمزة مكانها وذلك نحو قولهم في: وُلِدَ: أُلِدَ، وفي: وجُوه: أُجوه " (1).
ثم يقول سيبويه بعد ذلك: " ولكن ناسًا كثيرًا يجرون الواو إذا كانت مكسورة مجرى المضمومة فيهمزون الواو المكسورة إذا كانت أولاً فمن ذلك قولهم: إسادة وإعاء " فسيبويه لم يعز الظاهرة لقبيل معين من العرب، كما أهملت مصادر كثيرة في التراث عزو الظاهرة(2)، ولكن الظاهرة عزيت إلى هذيل في مصادر أخرى منها: جمهرة ابن دريد، حيث يقول: "هذيل تقول: إشاح في معنى وشاح"(3) وفي مكان آخر من الجمهرة (4)يقول: "وإسادة في وِسادة لغة هذلية "، كما عزيت إلى هذيل في الإبدال (5)لابن السكيت حين يحكى عن الفراء قوله: وتقول هذيــل
ـــــــــــــــــ
(*) درسته اللجنة في الدورة السابعة والأربعين ( 1980 1981م ).
( ) الكتاب 4/330 تحقيق الأستاذ عبد السلام هارون .
(2) انظر: سر الصناعة 104 لابن جني، والمنصف 1/229، والكامل للمبرد مع رغبة الآمل 1/95، 3/239، وإصلاح المنطق 159 فما بعدها لابن السكيت، والمخصص 4/74، وشرح الشافية 3/76.
(3) الجمهرة 2/161.
(4) 2/267.
(5) 57 تحقيق هنـز .
للوقاء: إقاء، وللوعاء: إعاء، وللوضاء: إضاء، ويقال: وِشاح وإشاح، ووسادة وإسادة، وولدة وإلدة، كما عزيت إلى هذيل في مقدمة كتاب المباني(1) وذلك عند قوله تعالى: إذا الرسل أقتت بضم الهمز، والأصل وقتت. ويقول أبو حيان عند قوله تعالى: قبل وعاء أخيه (2): "وذلك مطرد في لغة هذيل يبدلون من الواو المكسورة الواقعة أولاً همزة " (3). وعزيت إلى هذيل في حاشية الصبان على كتاب الأشموني (4).
ومما سبق نرى أن الظاهرة مهملة العزو حينًا، أو معزوة إلى قبيلة هذيل حينًا آخر، ولكن يطالعنا ابن منظور بقول مخالف لما سبق حيث يقول: وِقاط وإقاط. الهمزة بدل من الواو، ولغة تميم في جمعه: الإقاط مثل: إشاح . يصيِّرون كل واو تجيء على هذا المثال ألفًا (5).
مناقشة نسبة الظاهرة ومكانها
وأمام هذا كان لابد من بحث مستفيض في شواهد الظاهرة والتعرف على مكانها في الجزيرة العربية وقبائلها يوم ظعنت وحين أقامت، وإليك ما يلي :
1- يقول مالك بن خالد الخناعي:
أحمى الصريمة أحدان(6)الرجال له صيد ومستمع بالليل هجّاسُ(7)
( أُحدان في وحدان )
2- وقال البريق الخناعي:
أبا معقل إن كنت أُشِّحتَ حُلَّةً أبا معقل فانظر بنبلك مَن ترمي (8)
ـــــــــــــــ
( ) 23تحقيق المستشرق آرثر جفري .
(2) آية 76 من يوسف .
(3) البحر المحيط 5/332.
(4) ج 4 ص 296 ط أولى 1947.
(5) اللسان ( وقط ).
(6) أحدان جمع واحد، وهو الرجل المتقدم في بأس أو علم كأنه لا مثل له .
(7) ديوان الهذليين 3/4 ، ومقدمتان في علوم القرآن 223 .
(8) ديوان الهذليين 3/65 .
يتبع .......................إن شاء الله .
|