رد: صفوف المحاورة والشعراء
سأتعمق قليلاً في الموضوع
عند وجود أي تجمع أو حشد جماهيري منافس لحشد آخر تجد فيه فوضى وعدم عقلانية وميل إلى العنف وهذه نجدها في جماهير كرة القدم في الملعب وبعد الخروج وممكن أن نتصوره أيضاً لو كان هناك جيش عسكري بدون قائد فستسود الفوضى وعدم العقلانية ,, وهنا يبرز دور القائد فوظيفة القائد هو السيطرة على المجموعة وتوجيه طاقتها في الطريق الصحيح وتوظيف إمكانياتها لخدمة الهدف المراد.
ودور شاعر المحاورة هو دور القائد الذي يستطيع التحكم في عواطف الصفوف من خلفة وعدم الانسياق وراء التفاهات وإضحاك الجمهور وتهييج فئة معينة من الصفوف تريد السب والشتم والتهكم,, فرغبة هذه الفئة لاتبرر أبداً للشاعر الخروج عن الخطوط الحمراء التي يجب أن لايتعداها.
وهناك نقطة تستحق الذكر وهي أن من يعجز عن الرد بردود قوية من حيث المعنى وجودة السبك وجزالة اللفظ حتماً أنه سيلجأ إلى الحيلة الأخرى وقد تكون من غير طلب الجمهور ولكن هروباً من المحاورة التي لايجيدها.
ففي كلا الحالتين سواء كان بطلب الجمهور أم تهرباً من الشاعر عن الرد القوي يظل الشاعر هو المسؤول أولاً وأخيراً.
وهناك ميزتان يجب أن تتوفر في أي شاعر وهي حسن الخلق واحترام الغير والبعد عن العصبية المذمومة وثانياً التمكن في الشعر ,, ومن يتحلى بهاتين الصفتين أنا متأكد أنه لن يلجأ إلى أساليب التكم والسخرية.
|