جرح قلبي

أنادي باالصحيح ويالعل الصدق يوحيني = واظن الصدق اصم ابكم عمى مايسمع ندايه

ودرست من التجارب في سنيني مايكفيني = لكن الله يكون بعون من مثلي وشروايه

وشاب الراس ياالهوجاس مماشافت العيني = جروح الناس اداويها وانا ماطحت في دوايه

ورزقي فوق خالقني ويطعمني ويكسيني = هذه مبداي يااهل الجود ماغيرت مبدايه

واعاتب جرح قلبي ليه قلبي مايعاتبني = الين امسيت هامش تشبه لموتي يامحيايه

متى ياالمعطي الرزاق ياالوهاب تعطيني = امل صادق ويمطر من صدوق النو منشايه

تسرحني مبكيني تضويني مبكيني = وكنك ماتحس ولاتشوف دموع مبكايه

وانا حاضر واناضر ليت تطلبني وتدعيني = مثل جدي وابويه فالولاء وزياده ولايه

وترا لن صابني ماصابني ماكان مخطيني = كتبلي في جبيني مثل ماتقراه في الايه

وعلى النسيان ماواساك قلبي لو تواسيني = وانا فاالله وثم فالوالي المحبوب رجوايه

وعساها في حسناتك وحسناتك في موازيني = اجر شاعر زرع حب الوطن للكل في مرايه

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أخي الغالي مهتاض.
لا أعرف هل من حقي أن أقول ما أراه كمتذوق إن ضايقك ما سأقول لك الحق في عدم الرد....قبل كل شي لو أن قصائدك لم ترق لي لن ألقي لها بالا ...
أولا لم اجد في شعرك معاني غير مسبوقة ...التميز في الشعر يعني أن تأتي بجديد...
ثانيا تقول ورزقي فوق خالقني ..لو انك قلت ورزقي بيد خالقني ألا تراه أصوب..
ثالثا وهي ثالثة الأثافي مثلما يقولون سؤالك لرب الأرباب لا يليق بمن تسأله بهذه الطريقة لابد ان يكون بخضوع وليست بسؤال إستفسار كأن أحدنا يكلم صديقه ..وهو مقدر الأقدار.
وأيضا تقول تسرحني مبكيني تضويني مبكيني هل تقصد الأقدرا التي هي بيد الله تفعل ذلك غن قصدت ذلك فهذا إعتراض على أقدار الله..
وتقول أنا فالله ثم فالوالي المحبوب رجوايه.. الله هو الوالي ..

لا أريد أن اطيل ....تذكر متذوق فقط...كلماتي تحتمل الصواب والخطأ..

لك بالغ تقديري..

الأخ مهتاض

أسمح لي بتحليل القصيدة لأن هناك أمر أريد الوقوف عليه قليلا :

بدأت في البيت الأول بالفعل ( أنادي ) لتصف لنا الموقف الذي كتب فيه القصيدة حيث أنك على حق ( بالصحيح ) وتنتظر إستماع الصدق لهذا النداء
ثم تقرر لنا أن الصدق لم يستجب لك وتبرر ذلك بـ ( أصم / أبكم ) وكانت هنا بداية البحث عن الصدق والتعب وراءه

ثم تأكد مواصلتك للبحث مع أنك عانيت الكثير ( درست من التجارب ...) ليكون التأكيد في الشطر الثاني مستعين بالله على البحث ( لكن الله ... )

ثم تصف لنا معاناتك مع هذا البحث ( وشاب الراس ..... ) ولكنك تؤكد لنا أن العيب ليس في إجتهادك ( جروح الناس أداويها وأنا ما طحت في أدوايه ) ولكنك ترى العيب في الصدق نفسه

لتأتي بعدها لتأكد إستمرارك ( هذه مبداي ... ) على نهجك في البحث متكلا على الله وعلمك بأن ما يصيبك إلا ما كتب لك ( ورزقي ..... )

وأتوقف هنا عند كلمتي ( يطعمني ويكسيني ) لأقول أن الأفضل أن تقول ( مطعمني ومكسيني ) لذكرك قبلهما بأسم فاعل ( خالقني ) فمن الأولى أنت تأتيان أيضا أسمي فاعل ولكن لعله خطأ مطبعي

ويتواصل بعدها حديثك لتصف لنا طريقتك في التعامل مع هذا الأمر ( وأعاتب جرح .... ) وأتوقف هنا مرة أخرى عند ( يعاتبني ) لأقول أنك وقعت في خطأ فني حيث أنك أقفت القافية في جميع الأبيات على ( ... يني ) ولكن في هذا الشطر أهملت الياء لتوقفها على ( ... بني ) وهذا خطأ فني قد يكون وقع منك سهواً ، ... وبعدها يطول العتاب بينك وبين الجرح أو الذات حتى تصل إلى مرحلة الوجود واللا وجود ( تشبه لموتي يامحيايه ) وكانت نهاية المقوامة العنيفة منك أن تصل إلى هذا الحال .

وهنا يتحول الخطاب من خطاب الذات والجرح إلى خطاب الله سبحانه وتعالى بصيغة السؤال ( متى يالمعطي ... ؟ ) وكل ما كنت تطلبه لخصته في صورة بلاغية أكثر من رائعة ( أمل صادق ويمطر من صدوق النو منشايه ) ليتضح لنا مبتغاك بأبسط الصور وأبلغها

وهنا أخي أتمنى أن تقف أنت معي على ما جاء بعد هذا البيت ، الخطاب وكما سبق أن ذكرنا موجه إلى الله سبحانه وتعالى فهل من الجائز القول ( تسرحني مبكيني ... ألخ ) والقول ( وكنك ما تحس ولا تشوف .... ) فهل الله سبحانه وتعالى تغيب عليه غائبة ؟؟ لإغن كان الخطاب هنا بالفعل موجه إلى الله سبحانه وتعالى فهذا خطأ ديني يجب التراجع عنه ، أما إن كان الخطاب موجه إلى غير الله سبحانه وتعالى فهذا خطأ فني حيث لم يعلم القارىء إلى أي جهة ينظر مع هذا الخطاب فيجب تداركه لما سببه من تحوّل في المعنى المقصود .

أخي العزيز لديك من الشاعرية والتكمن الشيء الكثير ويعلم الله أنني قد رأيت أخطاء فنية كثر في العديد من القصائد التي قرأتها ولكنني لم أتوقف عندها

أما ما دفعني للوقوف على قصيدتك بهذا الشكل هو أن الخطأ الفني الذي حدث قد أدخلنا في مسائل عقيدة فأتيت للوقوف لا لأنني عالم بالشعر أكثر منك ولكن لأنني تنبهت لأمر أردت أيضاحه لك

تقبلني بصدر رحب

وأعذرني على الإطالة