محاورة بين جميل بن حاسن المطرفي و( بنيّه)
هذه المحاورة جرت بين الشاعر جميل بن حاسن بن عويّد الخثعمي المطر في الهذلي وبين الشاعر بنيّه
من خلال قراءتها والتمعن في أبياتها يتضح للقارئ الكريم مدى الفطنة والذكاء وسرعة البديهة لدى
الأوائل وكيف كان الشاعر القديم يحاول إرباك خصمه ويختبر قوة شاعريته من خلال البدع والرد
لا أطيل عليكم المحاورة هذه ( القاف) الغاز ( غبايا) كما يسميها البعض من أولها إلى آخرها
كانت البداية من الشاعر جميل:
وش غـرسـةٍ بـالـزيـن مـرويـّه متنكسٍ راسها والعرق فوقاني
إن جـيـتـهـا فــي سابـح الـفيّـه وفـي ســدّهــا منـتـه بـبـردانـي
فالغرسه ( الشجرة) التي يسأل عنها ليست كالأشجار المعروفة بل هي عكسها فمن المعروف أن الأشجار
تروى بالماء وهذه بالزين ( الجمال) وكذلك تأتي رؤوس الأشجار إلى أعلى وعروقها إلى أسفل وهذه على النقيض منها حيث أن رأسها متنكس ( إلى أسفل) والعرق فوقاني (إلى أعلى) ثم يأتي في البيت الثاني بالكلام الواقعي لإيهام الخصم ... فيرد عليه بنيّه بكل تمكن موضحًا تلك الشجرة :
يـاسـرع ما جـيـتك بالامـاريـّه مـن خـاطـري والـبال نـشـطـاني
ما ركّـبت فـي وجـه قـمريـّه لـحـيـه عـلى ذربيـن الأيـمـــاني
جميل :
وش بـنـت تـركـب بـنـت فـوقـيّه مـن فـوقـهـم مامـور سـودانـي
وش بـنـت تـاكـل كـل وشـويـّه لا ضرس ولاش جـما ونـيـبـاني
بنيّه :
عـمامةٍ مـن فـرع طـاقـيـّه وعـقالهــا ضافـي ويـزهــانـي
عـيـنٍ تـعـأيـن بـالـنظـرفـيّه ويـمـتك أنــا لـديـت الأعـيانـي
جميل :
أنـشـدك وش خـمس طرقيّه ما تـطّـرق كـافـر ونـصــرانـــــي
ثـنـتـين منهـن تـدخل الضيّه والا ثـلاث بـليـــل ظـلمــــانــــــي
هنا يحل اللغز بنيّه في بيت واحد ويقلب الدور على جميل وكأن لسان حاله يقول ( هو بس أنت اللي تجيب الألغاز وأنا أحلها لا ذلحين جا دوري)
بنيّه :
فرض وجب ليلي وعصريّه فرض الصلاه وماني بغلطاني
أنـشدك وش ثـنـتـين مثـنيّه ..................................
جميل :
هـذيـك الأربع فـيكم وفـيـّه مـروبـعـه عـيـنـيـن واذانــــي
لا والـله ألا رحـت يـابـنـيّه بـعـت الجـمل ياعـبد بحصاني
يعني ( أنا من اليوم أبدع فالالغاز أبا أعجزك وذلحين تبا تعجزني)
بنيّه :
أنـشدك وش بكره هلاليّه تـاكل عرب من قاصي ودانـي
وأنشدك وش تمر الحساويّه يلحق ويسبق فروخ الطير شيهياني
جميل :
يـاعـلهـا فالـك ضـحاويّه يــاولـد الكـندره و الاكـفانــي
مشـوّكٍ فـي بـطن هـنديّه بـارود ويقـفـا النـار دخـانـــي
|