الشعر الجاهلي تفسيراً لبعض غريب القرآن ومجازه
أن معرفة لغات القبائل معين كبير على فهم العربية ولغة القرآن الكريم خاصة، فقد روي عن عمر بن الخطاب أنه قال على المنبر: ما تقولون فيها؟ يقصد كلمة التخوّف في قوله تعالى: (أو يأخذهم على تخوف) فسكتوا، فقام شيخ من هذيل، فقال: هذه لغتنا، التخوّف التنقُّص، فقال: هل تعرف العرب ذلك في أشعارها؟، فقال: نعم، قال شاعرنا أبو كبير:
تخوَّف الرحلُ منها تامكاً قرِدا كما تخوَّف عود النَّبَعة السَّفَنُ
فقال عمر: عليكم بديوانكم لا تضلوا، قالوا: وما ديواننا؟ قال شعر الجاهلية، فإن فيه تفسير كتابكم ومعاني كلامك). وبهذا وضع عمر أساساً لدرس العربية هو الاتجاه إلى ألسنة القبائل في الشعر الجاهلي وكلام العرب، وروي قريب من هذا عن ابن عباس الذي كان ذا مذهب معروف في تفسير القرآن الكريم بالشعر، وهو القائل: (إذا سألتموني عن غريب القرآن، فالتمسوه في الشعر، فإن الشعر ديوان العرب)
ومن الأمثلة على مذهبه أن نافع بن الأزرق سأله عن قوله تعالى: (لا ترجون لله وقاراً) ، فقال: لا تخشون لله عظمة، واستشهد بقول أبي ذؤيب الهذلي:
إذا لسعته النحل، لم يرج لسعها وحالفها في بيت نوب عوامل
التوقيع |
والنفس راغبة اذا رغّبتها - - - -واذا تُرد الى قليل تقنع
أبي ذؤيب الهذلي |
|