القهوة العربية
[color=#0000FF]مقدمه :-نحدثكم في هذا الموضوع عن القهوة العربية هذا المشروب الذي نبتت شجيراته على تراب الجزيرة العربيةالمعطاءالتي عرفها العالم قديماً وحديثاً بإنسانها الفذ الكريم فقد كانت في العصور القديمة أرض الطيوب والعطور ، ثم أرض اللبان ، ثم أرض القهوة العربية وأخيراً أرض النفط في الوقت الحاضر. هذه الأرض الخيرة التي كانت تشد إليها الرحال على مر العصور والأجيال ، ومن المنتجات التي انتشرت من هذه الجزيرة ( القهوة العربية ) هذا المشروب الذي أصبح مشهوراً في كافة المعمورة وأصبح يسمى بأسماء كثيرة في دول العالم حالياً ولكن نجد أن أكثر التسميات مشتقة من كلمة ( قهوة ) ، فنجدهم يسمونها ( كوفي ) و( كافا ) وغيرها من المسميات التي تشتق من إسمها العربي المعروف .
تاريخ القهوة العربية :-لعل بداية اكتشاف القهوة لم يتحدد تماماً بيوم أو شهر أو سنه معينه ، حيث كانت كغيرها من الأشياء التي يتم اكتشافها أو العثور عليها بواسطة فئة معينة من الناس ممن لايلقون بالاً لما يكتشفون وتحدث الأساطير عن أول من اكتشف القهوة فتقول :-
1- أن الرعاة العرب لاحظوا أن أغنامهم كانت تأكل من ثمرة معينة فيبدو عليها نشاط غريب وقد أقبل الرعاة ذات مرة على هذه الثمار يتذوقونها فلم يستسيغوا طعمها ، فألقوا بها في النار فكانت تفوح منها رائحة ذكية عبقة فعمدوا بعد ذلك إلى شرب ماء هذه الحبوب بعد غليها .
2- أن الأخبار قد وردت علينا من مصر أوائل هذا القرن ( 960هـ ) بأنه شاع في اليمن شراب يقال له ( القهوة ) وتستعمله مشايخ الصوفية للإستعانة به على السهر في الأذكار وذلك في عهد الشريف ( بركات بن محمد بن حسن بن عجلان ).
3- وتذكر الأساطير أن بعض الرعاة هم الذين اكتشفوا شجيرة البن كما ذكرنا سابقاً وأول مااستعملت في الجزيرة العربية ويقال أن مفتياً من عدن عمم استعمال البن بين مرافقيه بعد أن لاحظ أنه يطرد النعاس ليسهل عليهم إقامة الصلوات ليلاً .
مما سبق يتبين أن القهوة بدأ استعمالها في القرن التاسع عشر الهجري وبدأ استعمالها لفئة معينة من الناس ثم توسع استعمالها شيئاً فشيئاً حتى أصبحت على ماهي عليه الآن من الإنتشار .
زراعة القهوة :-
تتكون زراعة البن من مرحلتين الأولى تبدأ بزراعة البذور التي تغرس في الأراضي وتنتهي بعد أن تبلغ شجيرات البن نحو سنة من العمر حينئذ تنقل هذه الشجيرات من مراكز الإستنبات إلى المزارع الواسعة بكميات معقولة .
ويبلغ ارتفاع شجرة القهوة من ( 4 8 ) أمتار وهي دائمة الخضرة وتنمو في مناطق الهضاب والمرتفعات وهي لاتتحمل الصقيع ولاالحرارة المرتفعة .
تركيب القهوة :-تحتوي القهوة على نوعين من المواد المنبهة الخفيفة وهما ( الكافيين ) و ( الثيوبرومين ) ويوجد الكافيين بنسبة ( 1 1.5 % ) ومن مزاياه أنه منبه للأعصاب ويمتاز بأنه لايحدث أي تأثير مهبط عقب شربه ، أما الثيوبرومين فيوجد بنسبة ضئيلة وهو مدر للبول .
ومادة الكافيين مادة منشطة للقلب وتساعد على عدد ضرباته كما أنه ينشط المعدة ويحملها على إفراز المزيد من العصارات الهضمية .
لماذا سميت ( بالشاذلية ) ؟
الجواب :- سميت بذلك نسبةً إلى أول من قدمت له هذه القهوة وهو ( علي بن عمر الشاذلي ) و ( أبو الحسن بن علي بن عمر الشاذلي ) حيث أنهما أول من قام بشرب القهوة بعد غليها وقام بتقديمها لخاصته وأصحابه ، حيث كان قبل هذا الشخص كانوا يقومون بمضغ حبوب القهوة فقط .
رأي الناس في القهوة :-إن إنتشار القهوة لم يتم دون حرب شعواء أعلنت على شاربيها من قبل رجال الدين المسلمين الذين رأو ماتحدثه من تنبه وقالوا بأنها لابد أن تحرم تحريم المسكر وقد أجمعت الدوائر الدينية التي قادت هذه الحملة على إعتبار القهوة محرمة كالخمر وظلت سنوات طويلة وهم محرمينها ويحاربون شاربيها حتى أصبحت لاتشرب إلا بالخفاء ، حتى أتى بعد ذلك من المشايخ الأجلاء من قام بتحليلها .
ومن أسباب نفور الناس منها في بداية عهدها أنها فتحت البيوت حيث يجتمع الرجال والنساء على هذه القهوة والإستماع للموسيقى ولعب الشطرنج وكانت تدار مثل الخمر وفي بعض المقاهي والبيوت أصبحت تخلط مع الخمر ، حتى أصدر بعض الحكام والأمراء قرارات بمنع القهوة وإغلاق جميع بيوتهاووضعت العسس لمراقبة البيوت وتكسير أواني القهوة التي يجدونها في بعض البيوت المخالفة للقرار.
إنتشار القهوة :بعد أن أبطل شرب القهوة فترة من الزمن عاد الناس مرة أخرى لشربها وأخذوا يشربونها حتى في المسجد الحرام واعتبروه مشروب ضيافة وترحيب ، ثم انتقلت عادة شرب القهوة إلى مصر في العقد الأول من القرن العاشر الهجري بعد أن إنتشرت في مكة المكرمة والمدينة المنورة والمدن العربية الأخرى .
مكانة القهوة في الأقطار العربية :للقهوة العربية مكانة خاصة في الأقطار العربية منذ أن بدأ استعمالها قبل حوالي ( خمسة قرون مضت ) وأصبح جميع طبقات المجتمع يعتبرها من الأساسيات لديه حتى الفقير المعدم ، ثم أشتهرت القهوة بعد ذلك وخاصة بعد القرن الثالث عشر الهجري حيث بدأ الشعراء يطرونها في أشعارهم ويتفاخرون بها حيث اعتبروها واجهة الكرم العربي الأولى والتي يباشر بها الكريم ضيوفه قبل تقديم أي قرى لهم وقد تبارى الرجال الكرماء بتقديمها لضيوفهم وزائريهم وكانوا إذا مدحوا صاحب القهوة يمدحون ببعض الألفاض التي يفخر بها الرجال مثل :
( فلان عنده معنى ) أو (عنده أوله شبة نار ) أو ( صاحب دلال ) وكلها تعني أن لديه مكان يجتمع فيه الضيوف لشرب القهوة ويدل على كرمه .
وبلغت قيمة القهوة أنها كانت نقطة تحد للفرسان فيما بينهم ، فإذا أرادوا أن يتحدوا فارساً من الفرسان يصب فنجان من القهوة ويوضع في مكان بارز في وسط المجلس المكتظ بالرجال ويقال ( هذا فنجان الفارس الفلاني أو الأمير الفلاني ) فإذا تجرأ فارس من الفرسان أو غيرهم من سائر الناس الموجودين بالمجلس وأخذ الفنجان وشرب القهوة فإن عليه أن يبارز هذا الفارس ليأسره أو يقتله .
وبلغ من قيمة القهوة أن يقدم الفنجان الأول للأمير أو عقيد القوم والثاني لأقدم الفرسان الشجعان وأبرزهم والثالث للكريم المضياف .
وكان الشخص الذي يأتي بأفعال مخزية أو بخيلاً أو رديئاً يقال له (( معقب الفنجان ) أي الذي يتعداه الفنجان ولايصب له وهذا يعتبر عيباً ولايعد من حسبة الرجال وفي ذلك يقول أحد الشعراء :-
تقصر عن الفنجان يازيد أياديك ...................... لاصار ماتدي الدرك عن بناخيك
هذا ولازالت القهوة العربية هي رمز الكرم والجود وقد ذكرها كثير من الشعراء في قصائدهم بل أنهم نظموا فيها قصائد طويلة في أوصاف القهوة وطريقة تحضيرها تعج بها كتب الشعر الشعبي والمؤلفات .
هذا غيض من فيض عما عرف عن القهوة العربية وقد قمت باختصار شديد لهذه المعلومات حتى لاأطيل عليكم وهذه المعلومات قرأتها في كتاب ( القهوة العربية وماقيل فيها من الشعر )من تأليف / عبدالرحمن بن زيد السويداء جزاه الله كل خير وهو كتاب جداً ممتع يتحدث عن القهوة العربية وماقيل فيها من شعر شعبي وفصيح ، أحببت أن أنقله لكم مختصراً أرجوا أن ينال إعجابكم
وسلامة تسلمكم !!!!!!!![/color]
التوقيع |
بسم الله
والحمدلله
ولاإله إلا الله
واللــه أكـــــــبـــر
ولاحول ولاقوة إلا بالله |
|