قصيدة زهير بن أبي سلمى رضي الله عنه
قصة القصيدة أن كعب بن زهير كان يشتم رسول الله كثيرا فأهدر الرسول صلى الله عليه وسلم دمه فضاق زهير بحاله وذات يوم دخل مسجد رسول الله ملثما فعرفه الصحابة فأرادوا قتله فقال لهم أريد أن أقول قصيدة لرسول الله ومن ثم افعلوا بي ما يحلوا لكم وأصبح ينشد الأبيات وعندما سمعه صلى الله عليه وسلم وضع بردته على كتف كعب بن زهير وبذلك أسلم كعب بن زهير رضي الله عنه وهذه هي الأبيات
[poem=font="Simplified Arabic,4,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
بانت سعاد فقلبي اليوم متبول =متيم إثرها لم يفد مكبول
وما سعاد غداة البين إذ رحلوا=إلا أغن غضيض الطرف مكحول
هيفاء مقبلة عجزاء مدبرة=لا يشتكي قصر منها ولا طول
تجلو عوارض ذي ظلم إذا ابتسمت=كأنه منهل بالراح معلول
شجت بذي شبم من ماء محينة =صاف بأبطح أضحى وهو مشمول
تنفي الرياح القذى عنه وأفرطه =من صوب سارية بيض يعاليل
أكرم بها خلة لو أنها صدقت =موعودها أولو أن النصح مقبول
لكنها خلة قد سيط من دمها =فجع وولع واخلاف وتبديل
فما تدوم على حال تكون بها=كما تلون في أثوابها الغول
ولا تمسك بالوعد الذي زعمت=إلا كما يمسك الماء الغرابيل
فلا يغرنك ما منت وما وعدت=إن الأماني والأحلام تضليل
كانت مواعيد عرقوب لها مثلا=وما مواعيدها إلا الأباطيل
أرجو وآمل أن تدنو مودتها =وما إخال لدينا منها تنويل
أمست سعاد بأرض ما يبلغها =إلا العتاق النجيبات المراسيل
ولن يبلغها إلا غدا فرة=لها على الأين إرقال وتبغيل
من كان نضاخة الذفرى إذا عرقت =عرضتها طامس الأعلام مجهول
ترمي الغيوب بعيني مفرد لهق =إذا توقدت الحزاز والميل
ضخم مقلدها عبل مقيدها =في خلقها عن نبات الفحل تفضيل
غلباء وجناء علكوم مذكرة =في دفها سعة قدامها ميل
وجلدها من أطوم لا يؤيسه =طلع بضاحية المتنين مهزول
حرف أخوها أبوها من مهجنة =وعمها خالها قوداء شمليل
يمشي القراد عليها ثم يزلقه =منها لبان وأقرب زهاليل
عيرانه قذفت بالنحض عن عرض =مرفقها عن نبات الزور مفتول
كأنما فات عينيها ومذبحها =من خطمها ومن اللحيين برطيل
تمر مثل عسيب النحل ذا خصل =في غارز لم تخونه الأحاليل
قنواء في حريتها للبصير بها =عتق مبين وفي الخدين تسهيل
تخدي على يسيرات وهي لاهية =ذوابل مسهن الأرض تحليل
سمر العجايات يتركن الحصى زيما =لم يقهن رؤوس الأكم تنعيل
كأن أوب ذراعيها إذا عرقت =وقد تلفع بالقول العساقيل
يوما يظل بها الحرباء مصطخدا =كأن ضاحية الشمس مملول
وقال للقوم حاديهم وقد جعلت =ورق الجنادب كضن الحصى قيلوا
شد النهار ذراعا عيطل نصف =قامت فجاوبها نكد مثاكيل
نواحة رخوة الضبعين ليس لها =لما نعيى بكرها الناعون معقول
تقر البان بكفيها ومدرعها=مشقق عن تراقيها رعابيل
تسعى الوشاة جنابيها قولهم=إنك يا ابن أبي سلمى لمقتول
وقال كل خليل كنت آمله =لا أهنيك إني عنك مشغول
فقلت خلوا سبيلي لا أبا لكم =فكل ما قدر الرحمن مفعول
كل ابن أنثى وإن طالت سلامته =يوما على آلة حدباء محمول
أنبئت رسول الله أوعدني=والعفو عند رسول الله مقبول
فقد أتيت رسول الله أوعدني =والعفو عند رسول الله مأمول
مهلا هداك الذي أعطاك نافلة ال=قرآن فيها مواعيظ وتفصيل
لا تأخذي بأقوال الوثاة ولم =أذنب وإن كثرت فيّ الأقاويل
لقد أقوم مقاما لو يقوم به=أدى ويسمع ما لو يسمع الفيل
لظل يرعد إلا أن يكون له=من الرسول بإذن الله تنويل
حتى وضعت يميني لا أنازعه =في كف ذي نقمات قيله الفيل
لذاك أهيب عندي إذا أكلمه=وقيل إنك منسوب ومسؤول
من خادر من ليوث الأسد مسكنه =من بطن عثر غيل دونه غيل
يغدو فيلحم ضرغامين عيشهما=لحم من القوم معفور خراديل
لا يفرحون إذا نالت رماحهم =قوما وليسوا مجازيعا إذا نيلو
يمشون مشي الجمال الزهر بعضهم=ضرب إذا عرد السود القناديل
لا يقطع الطعن إلا في نحورهم=وما لهم عن حياض الموت تهليل[/poem]
آخر تعديل سلطان السويهري يوم 05-14-2006 في 02:17 PM.
|