السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
(( زجــــــ على وشك الغرق ــــــــاجة ))
مدخل {
إذا إنكسر الصبر وحل القهر .. فأنظر إلى ذلك البدر
وتأكد أن ما أصابك هو القدر .. وأرسم على وجهك نور القمر
أين أنت أيها الإنسان هايم في عالم كئيب .. تصارع الحزن ولا تجيب .. وتتساءل هل من مجيب ..!!
أين أنت من نفسك التي نسيتها وسط أحزانك ومتاعبك .. لماذا في كل مرة تؤكد لنفسك أنك لا تستحقها ..!!
لماذا تهرب من شواطي الأمل .. وتلبس ثوب اليأس والفشل .. لماذا تعيش حياة العاجز الكهل ..!!
الا ترى كيف الحياة تدور .. وكيف تمتلي القبور .. فكل ما في الحياة دروس وعبر .. فكيف تغضب وتثور ..؟؟
موضوعي اليوم بقلم جرب الإجتياح في يوم ولم يأبه بالرياح .. قلم متواضع في حضرة شموخكم .. قلمي الذي يرجف
عندما يحاكيكم .. عله يليق بمعاليكم ..عل كلماتي تكون ضمادا لجروح الكثيرين اللذين يصارعون بين الغرق والنجاة..!!
ولكن قد يقول أحدكم .. وهل الكلمات تشفي الجروح .. وسأقول لهم وهل الجروح تبقى ولا تروح ..؟؟
بكل تأكيد أن الزجاجة التي توشك على الغرق اذا تركتها كما هيا ستنجرف يوما ما مع التيارات البحرية .. ومد هنا
وجذر هناك .. وزجاجة تغوص في الأعماق وتبقى هامدة في سكون البحر المخيف .
كلنا نشعر في يوما من الأيام أننا بحاجة إلى من يمد يد العون إلينا ليشاركنا همومنا ويساعدنا للخروج بجزء من الحلول
التي تطفي بعضا من النيران الهائجة في دفاتر الأيام التي عذبها ذلك الرماد المتطاير من النار المشتعلة .. وكلنا لا يخلو
من الهموم .. ولكن البؤس ليس حلا أخيرا .. والإستسلام ليس هو طوق النجاة الذي يخرج تلك الزجاجة من الغرق
فالحياة إما أن تعيشها بواقعية أو أن تتعايش مع صدماتها بعاطفة جامحة .. تسرق السعادة شيئا فشيئا من حياتك .
ربما يخونني قلمي في هذا اليوم وأنا اكتب عن مشكلة كبرى تواجه الكثيرون فينا .. وربما واجهتني تلك المشاعر
في يوم من الأيام .. مشكلة البــــــوح والهمس الذي يخترق جدار الصمت فالكثير منا يعتبر مشاكله خصوصية مطلقة
لا يمكن الإفصاح بها .. ولكن أحيانا يكون الكتمان أقوى من تحمل الإنسان وأحيانا كثيرة تصبح قلوبنا مستودعا للهموم
كيف نقاومها بمفردنا .. وكيف نواجه تراكمات الحياة وتقلبات السنين .. لابد من انيس لابد من صديق صادق يمسك
بأيدينا ويرشدنا إلى الطريق الصحيح .. ومن المؤكد أن المتلقي أو المستمع لن يعيش التجربة بقدر ما يعيشها صاحبها
ولكن من يدري فقد يكون الحل مسخرا من الله بين يدي هذا أو ذاك .. ربما تملك هي او هو حلول لمعادلاتك الصعبة
ربما يكون البعض قادرا على فك الرموز المشفرة في حياتك التي أنهكت حياتك .. فلا تجعل الراية البيضاء ترفع في وجه
اليأس وأحرقها بيدك .. أحرق الراية المرفوعة عبثا وأصنع راية جديدة اسمها راية التحدي والإصرار وقبل كل هذا
(( أعقلها وتـــــــوكل ))
فمن توكل على الله فهو حسبه .. ومن كان مع الله كان الله معه .. هذا شعاري في الحياة لا يغيره زمان ولا تزحزحها
مشكلة عابرة .. وقناعاتي بنيتها من تجاربي .. لذلك ابنيها انت من تجاربك .. وتسلح دوما وابدا بهذه الجملة /
فيما رواه أبو داود وأحمد وابن ماجه وغيرهم، ولفظ أبي داود موقوفاً على عبادة بن الصامت : يا بني: إنك لن تجد طعم
حقيقة الإيمان حتى تعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك، وما أخطأك لم يكن ليصيبك .
فالحياة ليست كلها جميلة وليست كلها تعيسة .. فيها من المرارة ما يثقل الحمول على الإنسان ولكن هي حياة فانية
لا خير فيها .. فلا تنزعج كثيرا من دنياك حتى لو قست عليك الأيام يوما ما .. وتشبثت بك المشاكل من كل صوب
بل إصنع من مشاكلك إبتسامة حقيقية .. تقف حاجزا أمام صمتك الذي اعتاد أن يحتضن الهموم وينام عليها ويصحى
عليها .. قابلها بالإبتسامة والأمل .. وتأكد أنك لن تبقى لوحدك ولن تدوم مشاكلك بفضل الله وبمنه علينا .. لذلك بدل
إنهزامك وإنكسارك بثقة تمنحها لنفسك .. ثقة تجسدها لمن حوليك .. ثقة يهبك الله إياها فكن واثقا في رب قادر ما بين
طرفة عين وإنتباهتها أن يغير من حال إلى حال .. ربنا الله عز وجل يغير شعوب بأكملها يغير الكون كله .. رب العرش
العظيم فعال لما يريد .. فماذا بالله عليك هذا كله وكل ما في الكون الرحيب أمام مشكلتك ..؟!؟!
لا شيء طبعا .. فقط أنظر أمام ما يحصل في العالم من كوارث وانظر إلى حال الناس هنا وهناك .. أنت تحزن لمشاكلك
الخاصة التي تؤرقك وتعذبك وهناك من يحزن لمشاكل بلد بأكمله .. مستعمرة مدمرة يقتلون فيها الأبرياء ليلا ونهارا
صواريخ تنسف كل مدينة ودمار يرعب كل سكان المدينة .. وآخرون لا يجدون لقمة يأكلونها حتى أصبح العظم واللحم
واحد .. يموتون بالمجاعة ويأكلون التراب أحيانا .. ونحن ما زلنا نكتئب ونحزن على حالنا .. أمانة عليكم ماذا يفعل
هؤلاء .. اليست هذه مشاكل ومعاناة وقهر وموت على ارض الحياة .. اليست هذه الزجاجة التي تعاني من الغرق في
الهموم .. السنا بحاجة إلى إعادة النظر قليلا في مشاعرنا .. لنستشعر قليلا أن هناك في هذه الدنيا الواسعة لا يوجد
من هو يعيش بلا مشاكل وهموم .. ولكن الله قادر على كل شيء فلا تنسوا ذكر الله ابدا وكما قال الله تعالى
(( الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللًّهِ الا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ )) سورة الرعد
مخرج }
لا تعتقد أنك وحيدا في دنياك .. فالروح والقلب بين يداك
انظر وتمعن في بكلتا عيناك .. ستجدني حتما امسك بيمناك
واجعل همومك وأحزانك لسواك .. واترك عطورك تفوح من شذاك
وخير الكلام .. الصلاة والسلام على اشرف الأنبياء وخاتم المرسلين