قصة أبو بكر الصديق
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد للـه رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق أجمعين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:
كان أبو بكر من وجهاء قريش وأشرافهم وأحد رؤسائم وكان تاجراً وكان محبباُ إلى الناس، لعلمه وحسن مجالسته، ولم يشرب الخمر ولم يسجد لصنم. فكان من خيار الناس في الجاهلية وفي الإسلام وقد أسلم ولم يتلثم، وكان أول من أسلم من الرجال الأحرار وقد عاهد النبي على نصرته بكل مايملك، وقال النبي صلى الله عليه وسلم فيه((أرحم أمتي بأمتي أبو بكر))
وحمل هم الدعوة مع النبي صلى الله عليه وسلم فأسلم على يديه صفوة من خير الخلق في الإسلم. ولما اجتمع كفار قريش على النبي صلى الله عليه وسلم عند الكعبة أقبل عليهم وفرقهم عنه وفال لهم: أتقتلون رجلاُ أن يقول((ربي اللـه)) فأقبلوا عليه وأوسعوه ضرباُ
ثم كانت هجرنه مع النبي صلى الله علىه وسلم فكان ثاني اثنين، وهذا شرف وفضل لم ينله أحد غيره رضاالله عنه. ولما مرض النبي صلى الله عليه وسلم قال في خطبته الأخيرة:(( إن أمن الناس علي في صحبته وماله أبو بكر، ولو كنت متخذاًخليلاً غير ربي لاتخذت أبا بكر ولكن أخوة الإسلام ومودته، لايبقين في المسجد باب إلا باب أبي بكر)). ولما عجز النبي صلى عليه وسلم عن الخروج للصلاة بالناس أمر يؤم الناس أبو بكر.
ولما مات النبي صلى الله غليه وسلم ذهل الصحابة كلهم إلا هو وقال كلمته الشهيرة:( أيها الناس من كان يعبد محمداً فإن محمداً قد مات ومن يعبداللـه فإن اللـه حي لايموت). وقرأ ((وما محمد إلارسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أوقتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين))
ولما تولى الخلافة كان خير خليقة لرسول اللـه صلى الله عليه وسلم، ولما مرض مرض الموت أمر أن يردإلى بيت المال كل ما زاد على ماله منذ ولي الخلافة، ورعا منه رضى الله عنه فبكى عمر رضى الله عنه وقال:( رحمة اللـه على أبي بكر، لقد أتعب من بعده تعباًشديداً).
فنسأل اللـه أن يصلح أعمالنا ويتجاوز عن سيئاتنا ويهدي بالنا لنكون من أهل الفردوس الأعلى مع الأنبياء والصديقين والشهداء والصالحين إنه ولي ذلك والقادر عليه، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
|