محاورات قديمه

هذه مجموعة محاورات للشاعر حاسن بن حسين الخثعمي المطرفي وقعت عليها في كتاب " روائع من التراث الشعبي " للاستاذ القدير حمود بن فرج بن احمد المطرفي الهذلي

جزا الله الاستاذ خيرا عن حفظها وروايتها وقد رغبت ان تتواجد مثل هذه الموروثات ضمن موقعنا العزيز وان يستمتع بقرائتها الجميع ويستفيد منها لما فيها من جزالة في الحبك والمعنى .

يذكر الكتاب ان الشاعر حاسن بن حسين الخثعمي المطرفي كان في زمنه من اشهر شعراء هذيل في المحاوره وانه كان دائما يخرج منتصرا من محاوراته ولعلكم بقربائتكم لمحاوراته تتأكدون من هذا.

في احد الايام كان في السيل مناسبة زواج وكانت تدوم ثلاثة ايام بلياليها كما هي عادة الاجداد سابقا وكان بها شاعر من احدى القبائل اسمه بنيّه وكان شاعرا كبيرا لم يستطع احد من الشعراء ان يقف معه مدة يومين من الفرح فجاء اناس منهم الى الشاعر حاسن المطرفي بالشرائع واخبروه فذهب معهم وبعد العشاء بدأت الملعبه فكان الشاعر بنيّه يبدع في صف ويرد على نفسه في الصف الاخر فجاء حاسن حتى وقف امامه وصاح بأعلى صوته ثم قال:
يابنيّه ترى ليلي وليلك طويل
والنجوم السواري في مراقيبها

خلها عدل لا بيني وبينك تميل
والحذر لا عصاة العز تومي بها

رد بنيّه:
والله اني عميلك ماش غيري عميل
لين يعرف خبيث الروح من طيبها

كل ما اقفى حصيل اقبل عليه حصيل
والجميله مع الشعار ودي بها

فقال حاسن مستفزا له :
ان تجمّلت حنا ودنا بالجميل
لاتسمّع حكايا الناس وتجيبها

انت يا العبد ما تعرف دروب الدليل
احترص فوق خشمك من مشاعيبها

رد بنيّه:
عبدكم عبد فالقوّاد ماله مثيل
والغنم كل ما سرحتها أضوي بها

كل ما غاب سيدي حطني له وكيل
وان بغت عمتي حاجه نوصي بها

فغضب حاسن فقال :
كل من وجهه اسود يا بنيّه رزيل
لو بدت لحيته وطوال اشانيبها

تخدم العم ما بين الرحى والصميل
تخدم الجاريه خدمة معازيبها

ثم غيروا القاف فقال بنيّه:
ابشر اني شربت السمن من كف زيد
وانت حاضر ولا كنك من اقرابها

ليت وانك بعيد ومدّرق سد حيد
ليش ما تقطع اذنك وش توحى بها

فرد حاسن :
سمنك اللي شربته من بنات السويد (1)
كم من ليلة قدّرت محلابها

انت تذكر لنا فالشام ذبّاح صيد
والبطاط الكبار تكسّر رقابها

(1) يقصد ببنات السويد الجواري السود وبعد رد حاسن سرى بنيّه ولم يحاوره .

ونزل بعض الروقه من قبيلة عتيبه قرب الشرائع بضواحي مكه فمر بهم الشاعر حاسن وجرت بينهم هذه المحاوره وكان يرغب في الزواج منهم فقال:
يا عتيبه عجلوا بالشاذليه
والذبيحه والعشا تلحق وراها

جيتكم ضاوي وابا منكم مطيه
لزموني حبلها واخذوا جزاها

فرد الروقي:
العشا يا مطرفي ماله قفيّه
والسميّه جيشها عيّا علاها

جيشنا ما يستوي عندك هنيّه
لو لزمتوا ذيلها صفت يداها

فقال حاسن:
اعطني لا ترتجع فالمثنويه
لزموني حبلها عندي دواها

لزموني مصبعه تصبح هديّه
والعلوم الثانيه ما بك غباها

ويقول لويحان الازوري في محاوره له مع حاسن:
الليله الليله نبا المطروق طرقٍ عسير
واللي معه جابةٍ فالمحتضر يقلط ويبدي بها

الملعبه حايره وان سيّروها بالمعاني تسير
مثل الذلول الاديب اللي تملل من مصاليبها

فرد حاسن:
عسّرت الامثال والامثال في بالي قليل وكثير
وانا اعرف العلم والشعار اكمل مطاليبها

انته تنوّى الاماره وانت لا كاتب ولا انته وزير
مالك ومال العلوم اللي من اول ما انت ضاري بها

فقال لويحان:
من هو نصى يا قبيله عقب منكر نكير
خلاك تنسى عباتك يوم طاحت ما انت داري بها

والله لخليك مثل اللي مع الامه مقيّد بصير
حتى ليا جات قاله وانت ما تقدر تغني بها

فرد حاسن:
يا سرع ما دارها الله فوق راسك بالفلك تستدير
والا استدارت عليك تقول انا اللي كيف اسوي بها

ان كان يا اللوح لك جنحان انا ليه جناحٍ واطير
وان كان رجلي انا رجلي يا رجال ابمشي بها

يقول حاسن لشاعر كبير اسمه رباح الصقري:
يا هل الملعبه من هو يعيّن رباح
قالوا انه رباح وجوه متربّحين

خلوا الجدر يبنى فوق ساسٍ صحاح
لا يجي في هذا السيسان بنيه بطين

فرد رباح:
مرحبا من هجوسٍ سدها ما يباح
لو يجي فوقها ستين فوق اربعين

من ورد جمّها يشرب زلالٍ قراح
جمّها يسقي التالين والاولين

فقال حاسن:
يوم جمّك رهي وشبك تلج الصياح
تطلب العفو مني كل حزه وحين

كنك المزري اللي كل ما قام طاح
كنك اللي فأحسن المحسنين

فرد رباح:
عام الاول بنيّه حط فوقك وشاح
ما استحى من هذيل اللي صحنها رزين

غير دبرة حزام اللي ركبها سفاح
لين سمعوا بها الحيّين والميّتين

فقال حاسن:
كل صقري وصانع يستحق النكاح
لين راحوا لك الله سفلة السافلين

تكذب الله يعز الحاضرين الفلاح
كل من عزه الله يلعن الكاذبين

فصارت الملعبه صفين صف يكذبه وصف يلعنه وهذا مما يدل على ذكاء الشاعر فجاء رباح الى حاسن يطلب الحق فقال له حاسن هذا لعب وما عندي في اللعب حقان اما ان تلعب او تسري فسرى عنه رباح وتركه

جمعت احدى المحاورات الشاعر حاسن المطرفي بشاعر كبير يدعى سهل الروقي فدفع حاسن لرجلين منهم مبلغا من المال ليعرف عيوبه فأخبراه انه امير ربعه الا انه في العيد وجد راعية عند اغنامها فافترشها :

فقال حاسن :
يا سهل وش حصل يوم العرب قيفين
ربعكم فالمعايد وش حصل فيها

يوم ظلا المناطح فالمعز والضين
يوم ظلت تناطح في مفاليها

فرد سهل منكرا:
ما حصل غير خير وكل علمٍ زين
لعب وافراح قاصيها ودانيها

والحذر قد حضر من كل عينٍ وعين
والظليمه تراها هدم راعيها

فقال حاسن مستشهدا بالشاهدين:
احمد الله كلامي مثبته باثنين
والحقايق على ما سار اضويها

يوم راحت عدايلكم نصيب سعين
كل تلعه طويله سال واديها

فعلم سهل بانكشاف امره

رأى الشاعر لافي الحربي حاسن المطرفي بهيئةٍ لم تعجبه فقال من هذا ؟ وكان لافي يسمع به فقط فقيل هذا حاسن فجرت بينهما هذه المحاوره وفيها اثبت له حاسن ان الرجل مخبر وليس مظهر:

قال لافي:
يوم ان ثوبك ما يجي ضافي
كراء المواسم وين تغدونه

الراس قاشع والقدم حافي
والذيل دايم ما تلفونه

فرد حاسن:
ان كان شفت الذيل يا لافي
ما غير ابا ربعك يشوفونه

نبا الكراء للخاطر الافي
يوم ان خاطركم تسرّونه

فقال لافي وقد سمع مايكره:
انته علامك تكشف الخافي
وانا استره وانتم تبدونه

ان كان هذا العلم له قافي
والله لكيل اللي تكيلونه

فرد حاسن:
ان مكيالك يجي وافي
نعطيك فالمكيال مثمونه

وان كان فيه وفيه ينعافي
ما نقبله وانتم تغشونه

فقال لفي طالبا السلامه:
يا الله يا كافي ويا عافي
تفك من هالعود وجنونه

ياطا العبش والشوك متعافي
والمسلمين ازروا يردونه

فرد حاسن:
العود ما هو منك مختافي
يمشي على هونه على هونه

وان طال ميقافك وميقافي
كلٍّ لزم حده وقانونه

يقول الصانع عبد الحروب:
يوم الحرب في صبره ينادي
وينك ما فزعت مع السميّه

انته مدّرق ولاّ انت بادي
ولا ما عليك من الزريّه

فقال حاسن:
سدّوني بني عمي وألادي
خلوكم مع الديره شعيّه

اكلي يا صقور ويا حنادي
وارهي فوق زادك يا عليّه

جرت هذه المحاوره بين خاسن ومستور بن كريع الحارثي وكان الحارثي قد طلق امرأته وتزوجت أخر فأنجبت ولدا لستة اشهر فقالوا نظن ان الولد لك يا مستور فتحاكموا للقاضي وصح الولد للرجل الاخر

فقال حاسن:
انا اوحيت يا مستور يمّك دعيّه
هنيّ من عرف هي جد ولا ظليمه

يقولون يوم اطلقت حبل المطيه
عليها شدادٍ روحت به غنيمه

ولاحظ هنا دفن المعنى خلف البيت

رد الحارثي:
هذا العلم يا حاسن رموا به عليّه
رموا به عليّ اهل الحكا والنميمه

يعدون علمٍ فيّ ما هوب فيّه
وانا من رجال اهل معزه وشيمه

فقال حاسن:
انا اقيّس انك ما معك مخبريّه
وبعض الركايب بالطبايع غشيمه

يقولون ميلة قوم ما هي صريّه
بدت منها اماريّه واثرها قديمه

فرد مستور:
لك الله لو جاها السبب من يديّه
لجود رسنها لين تصبح سليمه

لكن انها راحت عريّه بريّه
ولاني من اللي يظلمون البهيمه

نزل رجل عتيبي على اخر هذلي فقام باكرامه وارتحل لنجد ففقده اهله واتهموا الهذلي به فسجن وبعد اشهر عاد العتيبي لاهله واطلق الهذلي فقال الشاعر لويحان الازوري في هذه الحادثه:
جملنا راح عند هذيل واصبح جرته ميثار
جمانا ضاع مل بين البهيته واليمانيّه

ترى من يجحده مخطي وانا عندي عليه انوار
ثبت راس الجمل وارهت عتابه بالمحقيّه

فرد حاسن:
جملكم ضاع واللي ضيعيه من ميتين النار
رقد عن حروته ما يرقد الا طافي الضيّه

تبلاني تبالك سايرٍ بين العرب ما سار
ترى دعواك حيث تروح تقفاها دعاويّه

فقال لويحان:
انا محسب هذيل اهل المفاكر تذبح الخطار
تراها سالفه ومخالفه يا اهل الشهاميّه

تعذّر عن رجالٍ ما يهابون الخوي والجار
ولاني من رجالٍ تقبل ايمان الحراميّه

فرد حاسن:
ترى الزله على مثلك كبيره والعرب حضار
تعد الزور وانته ما ثبت لك راس ماليّه

علومك فارغه من يوم حطيت اليمين يسار
كما اللي يوم ثارت بندقه ما عقبت سيّه

فقال لويحان:
قهرتك بالله الرب العظيم الواحد القهار
يحطك في يدي لين اختلص فاللي حصل فيّه

واذكرك العلوم اللي تسويها طوال قصار
تمشيها وهي ما هي على العربان ممشيّه

فرد حاسن:
ترى الحاكم ليا منه جبرني ما عليه عار
اطيع امره كما ان الناس تحت الحكم مرعيّه

اخذناكم زمان الجاهليه في خفا وجهار
واخذنا اللي نباه من الفقارا والغناويه

فتدخل لافي الحربي وقال للويحان:
علامك يوم تزهق فوق حاسن كملة الشعار
يعرف الحق ما هو من رياجيلٍ خطاويّه

ليا جيناه انا وياك نلقى عنده المسعار
يحط الوحد ثنتين والثنتين مثنيّه

فقال لويحان:
تبا تمدح بها حاسن كمنّك لك معه مخشار
عليكم الله اكبر كل ابوكم يا السحرتيّه

زمان الجاهليه تقعدون الدرب للزوار
وربعك يا الهذيلي ياكلون الحوته النيّه

فرد حاسن:
وحنا ناكل الحوته وربعك ياكلون الفار
ليا صدن الك واحد كنك الا صدت قمريّه

تعشى انته وضيفك والبقيه فالمتوع اسوار
يسد اهل المراح وما بقي عند اللفاويّه

وبهذه المحاوره ينتهي ما ذكر من محاورات للشاعر في هذا الكتاب مع رجائي من الأخوة الاعضاء ان كل من وجد منكم شيء ولو يسير من موروث اجدادنا سواء في المحاورة او الشعر او غيرهما ان يضيفه الى الموقع ليستفيد منه الاعضاء عامة وكذلك الزوار من غير الاعضاء خصوصا ان هذا الموقع ما انشء الا لتوثيق تاريخنا ومورثنا وربطه بمستقلبنا هذا وتقبلوا تحياتي .

[align=center]اخوي هشام

الف الف شكر لك على المجهود الذي بذلته

في سبيل جمع هذه المحاورات الاكثر من رائعه

للشاعر الكبير حاسن المطرفي

اشكرك من الاعماق واتمنى لك التوفيق[/align]

شاعر كبير حاسن لا يستهان به كان شايل عصاة هذيل في وقته رحمه الله

وكذلك ابنه جميل ولكنه لم يعش طويلا كأبيه


مشكور يا هشام وبيض الله وجهك وجهد قوي

الله يبيض وجهك اختيار رائع لاحد عمالقة هذيل

[align=center]بارك الله فيك اخي هشام

نقل موفق ومجهود تشكر عليه

ورحم الله الشاعر حاسن المطرفي[/align]

	المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هشام الهذلي

	مع رجائي من الأخوة الاعضاء ان كل من وجد منكم شيء ولو يسير من موروث اجدادنا سواء في المحاورة او الشعر او غيرهما ان يضيفه الى الموقع ليستفيد منه الاعضاء عامة وكذلك الزوار من غير الاعضاء خصوصا ان هذا الموقع ما انشء الا لتوثيق تاريخنا ومورثنا وربطه بمستقلبنا هذا وتقبلوا تحياتي .

يعطيك العافيه ياهشام على المجهود

وبيض الله وجهك

والشاعر حاسن المطرفي رحمه الله يستحق ان

نذكر محاوراته قدر المستطاع فهو جوهره من جواهر

هذيل في شعر المحاوره

:012:

اولا : اشكركم جميعا على المرور .

ثانيا : انا ماتعبت في جمع هذه المحاورات الحقيقه وجدتها كلها في الكتاب اللي سبق ان ذكرت اسمه واذا كان فيه انسان يستحق الشكر فاعتقادي انه الاستاذ القدير حمود بن فرج المطرفي الله يعطيه العافيه .

ثالثا : صدقت اخوي سلطان بالنسبه فيما قلته عن ابن الشاعر واسمه جميل والحقيقه وجدت له محاوره واحده في الكتاب وانشاء الله اني راح انقلها للموقع وبالفعل كلامك في محله شاعرية جميل لا يستهان بها وانا من خلال قرائتي لمحاورته تبين لي من وجهة نظري المتواضعه حقيقة ماذكرته واتمنى اذا كان عندك او عند اي احد من الاخوان محاورات له ان يضيفها للموقع للاستفادة منها والتمتع بها ......ومشكورين مره ثانيه على المرور .