[imgr]http://img690.imageshack.us/img690/7237/15a571.jpg[/imgr]
يتبعنا الطموح منذ صغرنا، نسير بحذوه رحلة العمر في هذه الدنيا، التي ما هي إلاّ خليط من طموحات ورغبات عديدة تتداخل فيما بينها لتشكل الهدف من الحياة، والسير فيها ما هو إلاّ عبور مسافات بين الطموح وتحقيقه، بين الأهداف والوصول إليها، فالطموحات هي التي تدفعنا لتحقيق شيء ما، نعتقد أنه هدفنا في الوجود، ويتسع الطموح ويضيق حسب مكيال الهمّة، القليل من الناس حباهم الله بهمم عالية لإنتاج الطموح في دواخلهم، منهم من يظنّ أنه وصل إلى حدّ طموحاته، ومنهم من لم يصل الصفر بعد، ومنهم من يؤزّه مهماز النجاح ومنهم من ينتظر.
والطموح عادة ما يكون حسب المطموح فيه، وقال صلى الله عليه وسلم: (لو تعلّق قلب أحدكم بالثريا لنالها)، وأعتقد أنه ليس بشرط أن تحقق كلّ طموحاتك في وقتك الحالي، والغاية أن تسعى للتحقيق، وما لا يدرك كلّه لا يترك جلّه.
هنالك من يحرّكه طموحه، وهنالك من يحرّكه طموح غيره، وآخر لا تحرّك فيه الطموحات ساكناً، وقد تجد من ليس لديه أي طموح، يظلّ على هذه الحالة فترة من الزمن، فيستيقظ فجأة، ويأتيه نشاط غريب لتحقيق كلّ طموحاته دفعة واحدة، فقد يصحو طموح الشخص بكلمة سمعها من شخص ما، أو بجملة قرأها في مكان ما.
من الأفضل أن يكون هنالك تناسب ما بين مقدراتك وبين ما تطمح له، وأن تطمح على قدر ما يتوفر لك من إمكانيات، حتى لا تضيع زمنك وجهدك في طموح الطريق إليه طويل، إن لم يكن مستحيل، وهذه ليست دعوة لانكسار العزيمة، بل هي نظرة عقلانية للطموح.
البعض يعتقد أن الطموح هو أن تصبح غنيّا وذو مال، ولكن حسب رأيي أعتقد أن الطموحات هي أشياء معنوية وليس مادية، والمال هو مجرّد أداة للوصول إلى الطموح وليس هو الغاية في حدّ ذاته، وأحياناً قد يتحقق الطموح بلا مال، أو بأقلّ القليل منه، ومعظم العظماء الذين وضعوا بصماتهم في التاريخ والعلم لم يكونوا أغنياء