قصيدة لقريبة الهذلية
قال المَعَرِّي*...
"وما كان مثلنا في هذه الجولة إلا بيتي "الهذلية" اللذين في آخر الرائية- وإن شئت فقل: الرواية، فإن الوجهين جائزان- وأنا أذكر الأبيات لأنها تشابه الذي نحن فيه من قلة الماء ونكوز المعين
قالت "قريبة الهذلية":
أَلــم تَـرنـا عَــزَّنــا مـاؤنـــــــا == سِنينَ فظَــلْنـا نَــكـدُّ البئـــارا
فلما غــزا المـاءُ أَوطـانَـــــه == وجفَّ الثِّمادُ فصارتْ حِـرَارا
وعَجَّتْ إِلى ربِّها في السـماءِ == رؤوسُ العِضَاهِ تناجي السِّرارا
وفـتَّــحـت الأَرضُ أَفـواهَـهــا == عجيجَ الجِمال ورَدْن الجِفـارا
لَبِسنـا لـدى وطــــن ٍ مَــــــرَّةً == عــــلـى ذاك أَثـؤُبـنـا والإِزارا
وقلنا أَعِيـروا الــنَّـدى حَقَّـــهُ == وصبرَ الحِفاظِ ومُوتوا خيـارا
فـإن النـدى لَعَسَــــــى مَــــــرَّةً == يَرُدُّ إِلى أَهلِه مـا استــــعـارا
فبينَـا نوطِّـنُ أَحسابـنــــــــــا؛ == أَضاءَ لنا عارضٌ فاســتنـارا
وأَقبل يزحفُ زحفَ الكسيـر == سياقَ الرِّعَاءِ البِطاءَ العـشارا
ترى البرقَ يضحَـكُ حافاتِــه == خلالَ الغمامِ ويـــبكـي مـرارا
كأَنـا أَضـاءَتْ لنــــا حُـــــرّةٌ == تأَزَّرُ طـوراً وتلقـى الإِزارا
فلمَّا ظنَنَّـا بـأَنء لا نجـــــاءَ == وأَلا يكـــونَ قـــرارٌ قـــــرارا
أَشـارَ لـه آمِـرٌ فـوقَــــــــــه == هَــلُمَّ، فــأَمَّ إِلـى مـا أَشــــارا
مــــــنــــــــــقــــــ ـــــــــــــــــول
|