عايد بن محمد
عايد بن محمد الفزرا الهذيلي
من هذيل البقوم اشتهر بالكرم والشعر والشجاعة ومعرفة القبايل
وبالنزوح الى الديار البعيدة شمال وجنوب وله شهرة فائقة وقد ذكر
في عدة مؤلفات وله قصائد مشهورة تتناقلها الاجيال وخوال ابوه الصملة من سبيع وخواله السودة ايضاَ من سبيع اهل رنية وخاله
باليد الشيخ الفديع بن باحص من اشهر شيوخ القبائل وقد
عاش حسب الاحداث الوارد ذكره فيها قبل مايقارب 300سنة ومن قصصه انه جاور خوال ابيه الصملة من سبيع ووجد عندهم كعادتهم
الكرم والجود وطيب الجيرة فسبيع مدلهة الغريب واهل المثلوثة والاجواد تعطى حقوقها اخذ عندهم فترة ليست بالقصيرة وفي يومِ
من الايام صب قبلانه شخص اسمه نايف وعائد انسان كثير الحساسية
مما اغضبه وقرر ان يذهب لخاله بن باحص
وقال هذه القصيدة
ياراكبٍ أللي ما شقر خفهـا الحيـف=ولا وقـع الرقـاّع فيهـا عـمـادي
عجت ربيع ثم عجت بهـا الصيـف=ومعدي عنها الجمـل فـي الهـدادي
سر جعل تمسي (نايف) بالتواصيف=ثم أخبـروا (نايـف) بصبـة ورادي
صملانـي أللـي مدهـلٍ للمناكيـف=اللـي لدسميـن الشـوارب مـرادي
أصتبها (ناصر) عسى فرقه الهيـف=وحامت على معزاه شهب الحنـادي
لعـل تأكلهـا النسـور المهايـيـف=ومضيعة عنـد أول العصـر هـادي
هو جزانـي يـوم فرقـا المواليـف=أشتلت أبوه وجيت بـه وش عـادي يالآد (صامل) يالفهود المواقيـف=أللـي ليـا رز الشليـل المـنـادي
فرد شاعرهم بقوله
نايف حلف لي بالذي عبد ماشيف= ماصب قبلان الهذيلي عمادي
ياجارنا اللي شاهرِ بالتواصيف= ترثة هذيل اهل الشيم والعوادي
ذهب الى خواله السودة وكان كثير الابل والعبيد ونزل في احد الاودية
وذهب ليطلب الجيرة والقصرة من خاله بن باحص الذي لايعرفه الا بالاسم نظراَ لبعد ديرته عنه
فلما اقبل على بيت خاله اخذوا يرحبون حياك الله ياضيف فقلط عندهم
وبعد ماشرب فنجان القهوة الاول وكان عايد رجل مفوه ويوحي مظهره
بأنه شخصِ ذو شأن يالأمير
انا من عوانيك هذيل البقوم بعيد دار ومودي اخبار وحاديني الدهر الجبار
ابيك تنزلني في الشعيب وتوردني على القليب والزمك بالحق المصيب
فقال ونعم وحياك وابشر بطلبك بس بعد مانقوم بواجبك فأراد عايد ان
يفحص اخلاق خاله وقوة تحمله لما يسمع عنه من القبائل من اشادة
منقطعة النظير يابن باحص ماتبيع علي معاميلك والله ماقط شفت لي
معاميلِ مثلها مع شيوخ العرب فقال ان باحص ماهيب للبيع والا انت تستاهل نبي نقهوي فيها مثلك وشرواك فسأل بن باحص عايد وقال
ياهذيلي عينت بناخي عايد اسمع القبايل يمدحونه وانا والله ما اعرفه
الا وهو ورع فقال عايد بناخيك الله لايردي لنا نصيب ماطلع على الهقوة قال ابن باحص لاحول ولاقوة الا بالله بنيخينا بالعادة مايتوعون فلما تغدى
استأذن بدون ان يعزمهم ولا يبدي اي اهتمام بذلك فلما قفى من عندهم قال احدهم من شدة الغضب انت وراك ما تكلمت على قلبل
الحيا هذا الذي يسوم معاميلك ويسب بناخيك اللي مال القبايل هرجةِ
الافي كرمه وطيبه قال بن باحص سومته لمعاميلي طيّب وعاشقِ له
طيّب وسبه لبناخي ماهوب ناقصِ منه وانا والله اني اشك ان الرجال
هذا وده يمتحني ويبيّح بسدي لسببِ ماعرفته فلما اخذوا شوي الا
وعايد راجعِ لهم فقال عايد ياشيخ انا معي غفلة بكرة والله ان غداكم
عندي قال بن باحص الله يعينك فلما اصبحوا ذهبوا الى عايد واستقبلهم استقبال ادهشهم ورأوا ابله وعبيده ورأوا بيته الذي
ادهشهم لأنهم كانوا يتوقعون انه انسان من عرض خلق الله فلما رأوا
معاميله بغدادية من النوع الذي لايوجد الا عند الحكام آنذاك قال بن
باحص ماشاء الله عليك ياجارنا تسوم معاميلي ومعاميلك اطيب
وذابحِ حاشي وانا ذابحِ لك طلي قال عايد المعاميل مثل ماشفت
والحاشي انت وربعك كل واحد يستاهل حاشي وامس ياشيخ سومتي لمعاميلك غلط انا في غلط مثل ابوي الله يرحمه بس ابوي
شاعر ولا غلط يتخارج وانا ماني بشاعر ولا اعرف اتخارج مثل ابوي
قال بن باحص علمنا بسوالف ابوك ونشيده
قال عايد ابويه مرة ورد له على عد بإله فضرب شخص ناقته وقال اقلع
عنا ناقة الهذيلي هذا ابو عطاير وعطاير ابوي ماغير الهيل والزعفران يوم
يقهوي مثلكم وشرواكم فعرفوا مغزى كلامه وقال بن باحص اكيد ابوك
رد له قصيدة وش قال
قال عايد على لسان ابوه
يالخايب انا ماتعطرت بارواح..اكود ريح الهيل والزعفراني
ريح العويدي في دلالي ليا فاح...ومخالطه ريح الزباد العماني
كم مسنحاني على الهرج جراح...يدق في الاجواد والحيل واني
قطير بيتي غاليِ لين ينزاح...وادعيه للكرمة واجيه ان دعاني
وقطيرتي ما اكثر عليها التسناح...وان غاب واليها عليها اماني
وربعي هذيل مربحة كل مصلاح..شراية الغالي كبار الصياني
وان نهارِ منه الارياق نشاح..يروون حد مرهفات السناني
قالوا ونعم ابك انت وابوك لكن انت ما علمتنا باسمك ولا اسم ابوك
وهذا ماهوبحقنا عليك ياعوانيك قال انا بناخيكم اللي تنشدون عنه
عايد بن محمد الفزرا وقام وسلم عليهم وعاش معهم يقال تسع
سنوات حتى تذكر ربعه يوماَ من الايام والذي جعله يتأخر هو شدة حبه
لخواله ومالقي عندهم من تقدير واكرام الله يرحمهم يقول عند ماقرر
الرجعة
ياراكبِ ثنتين مثل القوايد...مثل النعام الربد وان حق راميه
تسرح من الثمدين والنشر قايد...والصبح ضلع هذيل سبارهن فيه
ودي بهم من فوق حمراَ تحايد..وبالكف مسلوبِ على شف راميه
اما قصيدته في الدلة وقد نالت من الشهرة النصيب الكبير
يقول
ياالله في نوِّ مزونه رويه...ياخذ ثمان اوجاب والوبل همال
يسقي من الشعبة الى الجابريه..على ديار هذيل ماضين الافعال
على ديار اهل الوفا والحميه...واهل النقا واهل الطرايف والامثال
واهل الشوايع واليدين النديه..وكلامِ احلى من لبن در الابهال
اللي مجالسهم لها قابليه..مجالسِ ماجابت القيل والقال
الطيب فيهم ورثةِ جاهليه...الله خلقهم للظفر والتبهلال
وعند الهذيلي دلةِ عجرفيه...فنجالها يسوى ثلاثين فنجال
واللي مكذبيني فيبدي عليه...مادام راسي حي ماغطه الجال
يلقى الشحم والجود في المعسريه....والعزوة اللي شوفها يشرح البال
|