رد: القتل لجنيدي وجملات وسجن زوجاته 12عام
الخميس, 12 نوفمبر 2009
ابتسام المبارك - المدينة المنورة
أسدل الستار على قضية المتهم جنيدي وشقيقته جملات بعد خطفهما الطفلة راضية وإخفائها بمنزلهم قبل أربعة أعوام وإحالة القضية إلى هيئة التحقيق والادعاء العام للنظر في القضية والحكم فيها من عدة قضاة في المحكمة العامة بالمدينة المنورة وصدور الحكم بالسجن 12سنة لجملات والإعدام حدا بالسيف لأخيها وشريكها في الجريمة محمد جنيدي. وبذلك تنفس إبراهيم الضمراني، زوج الخاطفة جملات، ووالد ابنتيها (رقية11سنة وفاطمة12سنة) الصعداء قبل أيام من قدومه للمدينة المنورة، بمتابعة لقضيته من السفارة المصرية وإمارة منطقة المدينة المنورة لاستلام ابنتيه المخطوفتين قبل سبع سنوات من طليقته (جملات جنيدي) التي تحايلت بتزوير أوراقهما الرسمية والهرب بهما إلى المملكة لتستقر بالمدينة المنورة وتسكن مع أخيها (محمد جنيدي) وتمتهن البيع في المنطقة المركزية ببسطة للملابس.
وتمارس أنواع النصب والاحتيال والسرقات المتكررة بعد اعترافها بما قامت به وضبط أدوات نشل حادة كانت تستخدمها في مزاولة سرقتها. وفي ظروف عصيبة ومحزنة توجه إبراهيم الضمراني إلى قرية أطفال طيبة مكان تواجد ابنتيه (رقية وفاطمة) بعد إحالتهما من هيئة التحقيق والادعاء العام لتوفير الأجواء الاجتماعية المناسبة لهما ريثما تنتهي مجريات التحقيق، وطرق الضمراني باب الجمعية وبيده صك شرعي يثبت أبوته للطفلتين يخوله باستلامهما صادر من المحكمة الشرعية بالمدينة المنورة .
(تهيئتهما نفسياً)
مديرة جمعية أطفال طيبة (صبيحة زيود) كانت في استقبال والد رقية وفاطمة وكانت حريصة على تهيئة الطفلتين نفسيا ومعنويا لاستقبال والدهما قبل وصوله والذي رفضت رقية مقابلته في البداية خوفا أن لايكون والدها الحقيقي لا سيما بعد ما عايشتاه مع خالهم ووالدتهم من ظروف مشتتة بعيدة عن الحقيقة والتعامل الصادق. ولكن حرقة والدها ودموعه الحارة في تلك اللحظة دفعت رقية إلى أحضانه التي حرمت منها سنوات هي وأختها فاطمة حتى نسيتا وجهه وأصبحتا لا تريان في الحياة غير وجوه ألفتاها في مساحة محدودة تملي عليهما واجبات الحياة الغريبة. كما وصفتها مديرة الجمعية التي شرحت لنا بعض الطقوس الخرافية العجيبة التي كانت تعيشهما رقية وفاطمة وطفلي خالهما جنيدي (نوح 11سنة وهمام 10سنوات) في ظل استغراب من الجميع حيث كانوا جميعهم شديدو الخوف قليلو الاختلاط بأقرانهم من الأطفال وقد تشبعوا باعتقادات فيها من الخرافة والدجل ما يحيرهم ما يؤكد أن بيئتهم البدائية أثرت فيهم بخزعبلات دينية بعيدة عن الشرع الصحيح فعندما كان يقرأ أحدهم (قل هو الله احد) لا يذكر اسم الله بل يقول (الإله) ويصر على قراءتها بهذه الصيغة علاوة على إصرار فاطمة ورقية رغم صغر سنهما على لبس عباءتين فوق بعضهما وغطوتان على الوجه ولا أخفيك أن أطفال القرية في البداية كانوا يخافونهم من شدة انقباضهم وصفرة وجوههم وهذا بسبب بقائهم في أجواء منزلية لا تدخلها الشمس. إضافة إلى خوفهم الشديد من الصور والتلفزيون والسيارة، وجميعهم لا يقرؤون ولا يكتبون وبعد فترة وجيزة بدأت رقية وفاطمة وهمام ونوح بالانخراط مع مجموعات الأطفال بالقرية وأصبحوا يتأقلمون مع جميع التعليمات اليومية وأصبح لديهم أصدقاء ومعلمة خاصة تهتم بتعليمهم القراءة والكتابة وحفظوا بحمد الله قصار السور وجودوا قراءتها.
(الاميرة نهى اهتمت بحالتهم)
وأشارت مديرة الجمعية إلى اهتمام صاحبة السمو الملكي الأميرة نهى بنت عبد المحسن بحالة الأطفال والتوصية بالتعامل معهم بأحسن معاملة وتوفير جميع احتياجاتهم من الملبس والمأكل والهدايا القيمة كجزء من استقرارهم النفسي حيث تجاوزت رقية وفاطمة وأبناء خالهما ما علق في نفوسهم وأذهانهم من عقائد غير صحيحة اكتسبوها من محيطهم الأسري الذي عج بالأفكار المسممة والتصرفات غير المسؤولة والخطرة دفعت ثمنها والدتهما وخالهما لأن من زرع الشر لا يحصد إلا الشر .
(لقاء محزن)
واكدت صبيحة أن لقاء الضمراني ببناته كان محزنا وابكى الجميع وكانت رقية وفاطمة قبل مغادرة الجمعية قد سجلتا أرقام هواتف الجمعية للتواصل مع صديقاتهما ومعلماتهما .. أما نوح وهمام تمنيا مرافقتهما للعيش مع أهلهم هناك بعد أن أكد الضمراني وجود مساعٍ لاستلام أبناء المتهم جنيدي من قبل عمهما في جمهورية مصر خاصة بعد سماعهم صدور الحكم على المتهمين (جنيدي وجملات).
(غير راض عن الحكم)
ومن جهة أخرى عبر إبراهيم الضمراني زوج جملات عن عدم رضاه بالحكم الذي صدر على طليقته وقال كنت أتوقع لها القصاص وتعزيرها كونها فعلت مصائب جسيمة بعيدة عن الإنسانية والخوف من الله وحرمتني سنوات من ابنتيّ وغررت بالطفلة المسكينة راضية وجعلتها طعما لأخيها المجرم جنيدي ليعتدي على عرضها ويسلبها طفولتها البريئة والحمد لله أن المحكمة حكمت بقصاصه لإنصاف الحق وجعله عبرة لكل من تسول له نفسه الاعتداء على عباد الله .
|