إشتيار العسل عند الشعراء الهذليين ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بحث تحت المجهر للإضافة والإطلاع ...
العنوان :
إشتيار العسل عند الشعراء الهذليين :
د. عالي بن سرحان القرشي
أستاذ مشارك - قسم اللغة العربية
كلية المعلمين بالطائف
ملخص البحث
شهر الهذليون باشتيار العسل ، وقد وقف شعرهم القديم عنده، واتخذه الشعراء
حكاية جاءت مقترنة بتذوق ثغر المرأة ، وقد ظهر في تلك الحكاية موقع مكان العسل في
الجبال العالية، في صخور يصعب الوصول إليها ، مما هيأ لهذا الشعر إظهار المغامرة ، وانتصار
الإرادة.
ولقد رأى البحث أن حكاية الاشتيار تأتي في سياقات ثلاثة : إما مع ثغر المرأة ،
وإما معه مقترنًا بحكاية الخمر ، وإما مجردًا عنه مقترنًا بالبطولة والكرم.
وحاول البحث أن يفسر اتصال الحكاية بسياقاته ، مما قبل الاشتيار من الأطلال ،
والصرم، والاستسلام للحب،وما بعده من الافتخار بنيل العزيز اللذيذ أو التسامي في الحب،
أو ذكر عوادي الزمن والصبر لها . حيث كشف عن ظلال ذلك في النص سياقا ولغة ،
فأشار إلى صور الموت وارتباطها بخلاء الديار ، وفجيعة الوقوف ،وفقد الحب ، وانتصار
الإرادة ،وأشار إلى سريان لغة الموت في هذه الحكاية ، وحاول أن يفسر ورود هذه الحكاية
بضمير الغائب، وعدم مصاحبة هذه الحكاية لرحلة الشاعر على ظهر الن اقة ، وما يرتبط ذه
الرحلة من حكاية ثور الوحش أو بقرته أو حمار الوحش أو النعام.
لقد شهرت هذيل باشتيار العسل ، وتغنى شعراؤها ببذل الجهد في الوصول
إلى أصفاه، وقدم شعرهم لنا حركة خاصة بذلك العالم المقترن بالتضحية واللذة . وقد
أورد ابن قتيبة من ذلك قدرًا منس وبًا لعدد من الشعراء ، وأكثر ما ذكره كان لشعراء
( هذيل . ولم يخرج عنهم إلا بذكر المسيب بن علس والنابغة الجعدي.( ١
ووقف على ذلك أحمد كمال زكي ، فقال، (نجد بعض شعر هذيل حاف ً لا
ذا الاش تيار منصرف ًا له ، حر ي صًا على تسجيل ما يدور حوله من مخاطر
ومتاعب) ( ٢)، وو قفت نورة الشملان على ذلك عند أبي ذؤيب مبينة أن منظر اشتيار
العسل من المناظر المألوفة في بيئة الشاعر، فلا عجب أن يتأمل النحل ويسجل
حركاته، ويصور المش تار، ويترجم أحساسي سه وهو يهم بتسلق الجبل والحصول
( على ما يريد. ( ٣
أما محمد بن سليمان السديس ، فو قف على ذلك في بحثه الموسوم ب
(وصف اشتيار العسل في بضعة نصوص من شعر هذيل ) ( ٤) ، مبينا أن هذا الموضوع
مثال ناصع الإيحاء بأثر المحيط الجغرافي وبتفاعل الشاعر مع مجتمعه ، ومع مظاهر
( الطبيعة. ( ٥
وقد عرض الدكتور محمد أحمد بريري لاشتيار العسل في كتابه "الأسلوبية
والتقاليد الشعرية دراسة في شعر الهذليين " في الفصل المعنون ب "الخمر والمرأة " وقد
شغل بمقترنات العسل من الخمر والماء والمرأة، وبدلالات اللغة التي تترامى ما بين هذه
الأمور، وتتواشج.
ونبه إلى أن إضافة عنصر عسل النحل واشتياره إلى موضوع الخمر وثغر
المحبوبة ليس مما تقنع فيه أي قراءة جادة بالمعنى المباشر الذي يفسر ذلك الغرض بأنه
وصف لطيب ثغر المحبوبة ( ٦) . وعلى الرغم من تأكيده على أن ورورد حكاية
الاشتيار ليس استطرادًا وأن مافي النص الشعري من هذه المقترنات عالم متصل لا
تنفصل فيه المرأة عن الخمر أو العسل ( ٧)، إلا أنه لم يعن بسبب تنوع حكاية الاشتيار
في هذه المشاهد واختلاف بنية كل نص عن النص الآخر.
يتبع............................
|