قديم 03-21-2010, 05:44 PM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو

 
إحصائية العضو






اخر مواضيعي
 

الرحال الهذلي غير متواجد حالياً


افتراضي المســــــعودي

المسعودي [1]
يعتبر المسعودي علماً من إعلام الفكر العربي الإسلامي في عصر نضجه أي في القرن الرابع الهجري (العاشر للميلاد) . فهو واحد من أولئك الذين أحاطوا بالمعرفة إحاطة وافية، وتمثلها تمثلاً صحيحاً ، ثم دون نتيجة تلك الإحاطة وهذا التمثيل تدويناً شيقاً أنيقاً رتيباً بأسلوب سهل ممتع. وليست هذه الأمور كلها لتتاح لغير عبقري. والمسعودي واحد من عباقرة الفكر في ذلك الوقت.
وهو علي بن الحسين بن علي ، ويتصل نسبه بعبد الله بن مسعود، ومن هنا جاءت النسبة. ويقول ابن النديم صاحب الفهرست أن المسعودي من أهل المغرب[2]، بينما يضعه ابن شاكر الكتبي في عداد البغداديين[3] . ويتضح من تتبع هذه القضية أن أسرة المسعودي جاءت من المغرب، واستقرت ببغداد. ولكن لم يتضح بعد فيما إذا كان هو نفسه ولد في بغداد أم جاءها طفلاً. وعلى كل فمترجموه متفقون على أنه نشأ في بغداد، وهي في ذلك الوقت، مركز من مراكز العلم الكبرى، على أن الرجل لم يرد أن يقتصر تعلمه وتوصله إلى المعرفة على ما عند البغدادي. لذلك نراه يجوب الآفاق فيزور فارس والهند (الملتان) وسرنديب (سيلان) والصين ومدغشقر وعمان وديار الشام ومصر حيث استقر بالفسطاط سنة 345 وتوفي فيها في السنة التالية 346 ( 957 958 ) .
وقد كان المسعودي يسير في البلاد مفتح العين والأذن، طلعة العقل والفكر كثير التسآل. وبذلك أتيح له أن يدرك من أحوال هذه الدنيا وتطور شعوبها وشيعها ما لم يتح لكثيرين من معاصريه .
ونحن إذا أردنا أن نصنفه على نحو ما يصنف أهل العلم والفكر، لحرنا في أمره. فهو ليس رحالة ولا مؤرخاً ولا جغرافياً ولا فلكياً ولا طبيباً ولا محدثاً ولا فقيهاً ولكن كل هذه مجموعة معاً، مصقولة في بوتقة الاختبار، بعد أن أضفت عليها الرحلة وسعة الأفق وسعة الصدر الكثير من العمق في التكفير والدقة في التعبير.
وقد كتب المسعودي عشرات من الكتب ، لا تتسع هذه العجالة إلى الإحاطة بها كلها، حتى ولا عداً. ولذلك فإننا نجتزئ الآن بذكر الأهم منها.

[1]See Ziadeh, N.A "Diyar al Sham According to al-Msudi" in al-Masudi Milenary Gommerative Volume, Calcuta, 1960 pp 20 25 .

[2] ابن النديم ، " الفهرست " ، القاهرة ، المطبعة الرحمانية ، 1929 ص 219 .

[3] ( الكتبي، ابن شاكر ، " فوات الوفيات " ، القاهرة ، بولاق ، 1885 ، ص 55 .






التوقيع

بأبي أنت وأمي يارسول الله
رد مع اقتباس
قديم 03-21-2010, 05:46 PM   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو

 
إحصائية العضو






اخر مواضيعي
 

الرحال الهذلي غير متواجد حالياً


افتراضي رد: المســــــعودي

تابع
1. كتاب "أخبار الزمان ومن أباده الحدثان من الأهم الماضية والأجيال الخالية والممالك الدائرة"، وضعه المسعودي في ثلاثين مجلداً. والكتاب مفقود الآن. وليس منه سوى جزء واحد، هو الجزء الأول، موجود في مكتبة فينا. والظاهر من حجم الكتاب ومن إشارات المسعودي الكثيرة إليه في "مروج الذهب" "والتنبيه والإشراف" ، أنه كان تاريخاً مفصلاً. ولاشك أن فقدان هذا الكتاب خسارة كبيرة.
2. "الكتاب الأوسط" وهو أصغر من الكتاب السابق ذكره، ولعله مختصر له، وليس من اتفاق بعد بين الباحثين على مدى ما ضاع من هذا الكتاب، إذ أنه يوجد في المكتبة البودلية باكسفورد مخطوطة يظن أنها هذا الكتاب. وروي أن بعض المنقبين وجد أجزاء منه في مكاتب دمشق. لكن هذه القضية لم تحل بعد. ونحن بانتظار الدراسات الجديدة حول الموضوع.
3. "مروج الذهب ومعادن الجوهر"، وهذا كتاب في قسمين: أولهما وصف فيه المسعودي الخليقة وروى قصص الأنبياء باختصار، ثم انتقل إلى وصف الأرض والبحار والعجائب والغرائب وتاريخ الأمم القديمة وما كان لها من الأديان والعادات والمذاهب، وعرض للأيام والشهور والتقاويم وكل ما يتعلق بذلك من جزئيات وكليات. وخص القسم الثاني بتاريخ الإسلام من أواخر عهد الراشدين إلى أوائل خلافة المطيع لله العباسي. وهذا الكتاب كثير الفوائد التي قد لا توجد في سواه. وقد نقله المستشرق باربيه دي مينار إلى الفرنسية وطبع في باريس في تسعة مجلدات سنة 1872، ونقله إلى الانكليزية سبرنغر لكن طبع من هذه الترجمة جزء واحد فقط (لندن 1841) .
4. "التنبيه والإشراف" وهو المطبوع بليدن سنة 1893. وهذا الكتاب وصفه المسعودي نفسه بقوله" ... رأينا أن نتبع ذلك بكتاب سابع مختصر نترجمه بكتاب التنبيه والإشراف... نودعه لمعاً من ذكر الأفلاك وهيئاتها، والنجوم وتأثيراتها، والعناصر وتراكيبها، وكيفية أفعالها، والبيان عن قسمة الأزمنة، وفصول السنة، وما لكل فصل من المنازل والتنازع في المبتدأ به منها... الرياح ومهامها وأفعالها وتأثيراتها، والأرض وشكلها وما قيل في مدار مساحتها وعامرها وغامرها، والنواحي والآفاق وما يغلب عليها... " [1]
والمسعودي يعلل السبب الذي حمله على وضع كل من كتبه، ويبين عادة الغاية الأصلية من الكتاب. فتراه في مستهل "مروج الذهب" يعنون بابا باسم باب ذكر جوامع أغراض هذا الكتاب، يقول فيه "أما بعد فإنا صنفنا كتابنا في أخبار الزمان وقدمنا القول فيه في هيئة الأرض ومدنها وعجائبها وبحارها وأغوارها وجبالها وأنهارها... ثم أتبعنا ذلك بأخبار الملوك الغابرة والأمم الدائرة والقرون الخالية والطوائف البائدة.... ثم أتبعناه بكتابنا الأوسط في الأخبار على التاريخ... رأينا أجمال ما بسطناه، واختصار ما وسطناه، في كتاب لطيف نودعه لمع ما في ذينك الكتابين

[1] المسعودي، " التنبيه والإشراف" ليدن، بريل 1893 ص 5 .






رد مع اقتباس
قديم 03-21-2010, 05:48 PM   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو

 
إحصائية العضو






اخر مواضيعي
 

الرحال الهذلي غير متواجد حالياً


افتراضي رد: المســــــعودي

تابع
مما ضمناهما، وغير ذلك من أنواع العلوم وأخبار الأمم الماضية والإعصار الخالية مما لم يتقدم ذكره فيهما. " [1]
وفي مدخل كتابه "التنبيه والإشراف" يتحدث عن الغرض من هذا الكتاب، فيبدأ بذكر مؤلفاته إلى حين وضع التنبيه، ويحدد ما في كل منهما من أبحاث وفوائده ومواضيع، ثم يبين ما في الكتاب نفسه على نحو ما نقلناه قبلاً. ولولا خشية الإطالة لنقلنا ذلك كله، تبياناً لأسلوب المسعودي، وتوضيحاً لدقته في تحديد أبحاث مؤلفاته.
والمسعودي، مثل الكثيرين ممن تعلموا وألفوا وحدثوا وهم يتنقلون من مكان إلى آخر في العالم الإسلامي وخارجه، يرجو القارئ يعذره. فتراه يقول في مدخل مروج الذهب " على أنا نعتذر من تقصير أن كان، أو نتنصل من إغفال أن عرض لما قد شاب خواطرنا وعمر قلوبنا، من تقاذف الأسفار وقطع القفار، تارة على متن البحر وتارة على ظهر البر، مستعلمين بدائع الأمم بالمشاهدة، عارفين خواص الأقاليم بالمعاينة، كقطعنا بلاد السند والزنج والصين، وتقحمنا الشرق والغرب. فتارة بأقصى خراسان وتارة بوسائط أرمينية وأذربيجان... وطورا بالعراق وطوراً بالشام" [2]
ويتحدث المسعودي عن المؤرخين السابقين له في مدخل مروج الذهب، ثم ينتقي منهم البعض فيثني عليه مثل ابن قتيبة والطبري ونفطوية والصولي وقدامة ابن جعفر. [3] ولكنه لا يمتنع عن نقد الآخرين مثل الجرجاني إذ رأى في كتابة أنه " خرج إلى أخبار زعم أنها صحت عنده ولم يشاهدها... ثم ترقى إلى خليفة خليفة في التصنيف مضادة لرسم الأخبار والتواريخ وخروجاً عن جملة أهل التأليف. وهو وأن أحسن فيه ولم يخرجه عن معانيه، فإنه عيب لأنه خرج عن صناعته، وتكلف ما ليس من مهنته. " [4]
ولاشك في أن المسعودي كان قد تعرف إلى الأدب الجغرافي المعروف في أيامه، ومن هنا تأتي إشارته إلى مؤلفات في الجغرافية هي الآن مفقودة. ولكن مما لا ريب فيه أن المسعودي فتح آفاقاً جديدة لنفسه، على ما يبدو لمن يدرس "مروج الذهب ومعادن الجوهر"، وهو الذي وضع فيه المسعودي خلاصة اختباراته وتجاربه في الأسفار والرحلات. والكتاب يجمع بين دفتيه خلاصة وافية للمعرفة العلمية في عصره. ولعل المسعودي الوحيد الذي تحدث عن الشعوب والبلاد المجاورة لعالم الإسلام في تلك العصور. وقد عالج أكثر أموره معالجة صاحب البصيرة النيرة والملاحظة النقادة، لكنه لم يستطع أن يقصي عنه جميع الأساطير فقد ضمن كتابه الكثير منها. فمروج الذهب كتاب سياحة ومعرفة جغرافية وعمران وعلم وملاحظة وأخبار وأساطير، وهو يمثل أصدق تمثيل الحياة العقلية النشيطة المتطلعة إلى الوصول إلى الحقيقة والتي لم تتحرر تماماً من كل شيء غير حقيقي فقبلت أو على الأقل لم تنف بعض ما يبدو بعيداً عن المنطلق.
والمسعودي يصف الصعاب التي كان يلقاها في تنقلاته وصفاً دقيقاً. فقد قال: "وقد ركبت عدة من البحار كبحر الصين وبحر الروم والخزر والقلزم واليمن، وأصابتني فيها من الأهوال ما لا أحصيه كثرة. فلم أشاهد من بحر الزنج (المحيط الهندي شرقي إفريقية) وفيه السمك المعروف بالأوال، طول السمكة نحو من أربعمائة ذراع إلى الخمسمائة ذراع بالذراع العمري، وهو ذراع أهل ذلك البحر. والأغلب من هذا السمك أن طوله مائة ذراع. وربما بهذا البحر فيظهر طرف من جناحيه فيكون كالقلاع العظيم وهو الشراع. وربما يظهر رأسه وينفخ الصعداء في الماء، فيذهب الماء في الجو أكثر من ممر السهم. والمراكب تفزع منه بالليل والنهار تضرب له بالخشب والدباب لتنفر من ذلك. " [5]

[1] المسعودي، " مروج الذهب " ج 1 ص 2 5 .

[2] نفس المكان ج 1 ص 5 .

[3] نفس المكان ج 1 ص 15 18 .

[4] نفس المكان ج ص 19 20 .

[5] نفس المكان ج 1 ص 234 .






رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:19 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
الحقوق محفوظة لشبكة هذيل