بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد :
فهذه قصيدة متواضعة .. نظمتها في الزميل العزيز .. والصديق الحميم .. الشاعر والناقد والأديب الأخ الأستاذ / رداد بن شبير بن عبدالله الكبكبي الهذلي ,
حيث آلمنا فراقه .. بعد أن صدرت حركة نقل المعلمين وكان من ضمنهم .. مخلفاً وراءه أجمل الذكريات وأسعد اللحظات التي قضيناها معاً ..
وبعد أن زاملنا في مدرسة أبي ذر الغفاري بالمشاش .. التابعة لمكتب التربية والتعليم بأضم .. التابع لمحافظة الليث التعليمية .. لمدة ست من السنوات ..
كانت مليئة بالعطاء .. وشاهدة من شواهد التاريخ لهذا الرجل .. الذي ترك بصماته واضحةً جليةً .. وليست على مستوى المدرسة فحسب ..
وإنما على مستوى مكتب التربية والتعليم بأضم .. حيث كانت له مشاركات عديدة في مسابقات الشعر والإلقاء والخطابة ..
وحصدت المدرسة العديد من الجوائز على يديه .
لقد كان محباً لمدرسته وطلابها .. حيث الكيان الذي ينتمي إليه .. معتزاً ومفتخراً بلغته لغة الضاد .. وقد كان طوال فترة بقائه
مشجعاً ومحفزاً للطلاب على حفظ المتون الأدبية والتنافس فيها .. حتى استطاع أن يغرس ذلك في نفوسهم ..
وقد أثمرت جهوده ببروز وتميز نماذج منهم في مجال الإلقاء الشعري والمسرحي والقصصي.. وهم لا يزالون في سن مبكرة .
ولما رأت التربية والتعليم تميزه وبروزه .. طلبوا منه إقامة دورات على مستوى المدارس , فلم يتردد في ذلك وقام بتنفيذ ما طلب منه بكل إخلاص وسرور .
ولم تقتصر مشاركاته على مجال التربية والتعليم فحسب بل شارك في كثير من احتفالات أهالي المنطقة بالعديد من القصائد في مناسبات مختلفة .
نسأل الله تعالى أن يوفقه أينما حل وأن يجزيه عن كل ما بذل خير الجزاء وأن يجمعنا به في الفردوس الأعلى من الجنة .
أما هذه القصيدة المتواضعة فما هي إلا تعبير عن بعض خلجات النفس وما يدور في الخاطر تجاه أخٍ حبيب بعد ابتعاده عنا وما هو عن القلب ببعيد ,
أهديها إليه عنوان محبة في الله :
ردادُ غادرت المشاش
هذا الفؤادُ يهزهُ الخفقـــــــــــــانُ * * * والطرفُ بعدَ رحيلِكم ســـهرانُ
ردادُ غادرت المشاشَ وخيمــــت * * * بقلوبنا يا صاحبي الأحـــــزانُ
ردادُ غادرت المشاشَ وحولنــــا * * * مما بنيت من العلا أركــــــــانُ
ذكراكُمُ في كلِّ علمٍ نــــــــــــــافعٍ * * * وبكلِّ مَكرُمَةٍ لها عُنـــــــــــوانُ
من للمحاسنِ والمكارمِ والعــــلا * * * ومحافلٍ كانت بكم تـــــــــزدانُ
من في مراسِمِنا سيُحيي حفلَنـــا * * * من للقصيدِ تحفُّهُ الألحــــــــانُ
بكت الخطابةُ والمنابرُ شــــاعراً * * * في الليثِ كان كأنَّهُ البركـــــانُ
يا لا ئميَّ على القصيدِ رويدَكـــم * * * إن الفؤادَ تهزُّهُ الأشجـــــــــانُ
وجحافلُ الشعرِِ الأبي يسوقهــــا * * * قلبٌ بحبِّ رفاقِهِ ولهـــــــــــانُ
إن الذي يبكيه شعري صــــاحبٌ * * * ومعلمٌ تسمو به الأوطــــــــــانُ
رجلٌ له في كلِّ شبرٍ حولَنـــــــــا * * * ذكرىً يفوحُ بطيبها الريحــــانُ
رجلٌ له في الصمتِ أروعُ حكمةٍ * * * وله إذا لزمَ الكلامُ لســـــــــــانُ
حرٌ أبيٌّ من سُلالةِ ســـــــــــــيدٍ * * * في قربه يستأنسُ الخِــــــــلانُ
فأبوهُ سيدُ كبكبٍ وخصــــــــــالُهُ * * * خيرُ الخِصالِ وللوفا عنـــــوانُ
ذاك الكريمُ شبيرُ سيدُ قومــــــــهِ * * * فخُرت به الأزمانُ والأوطــــانُ
ردادُ غادرتَ المشاشَ وحُـــرِّكت * * * بقلوبِ كلِّ صِحَابِك الأشجـــــانُ
قد كان وجهُك في ربيعِ لقائِنــــا * * * روضاً يفيضُ بحسنهِ الإحســانُ
طوتِ السنينُ سجلَّ وصلِكُمُ فـلا * * * أُنسٌ يصاحِبُنا ولا سُـــــــــلوانُ
عذري إليك فما استهانَ فراقَكــم * * * إلا الذي في قلبهِ نُكـــــــــــــرانُ
هذي مشاعرُنا إليك أسوقُهـــــــا * * * وبها من الألمِ الدفينِ بيـــــــــانُ
لكنَّ حبَّك في الفؤادِ مؤصَّـــــــــلٌ * * * هيهات أن تلهو بهِ الأزمــــــــانُ
وإليكم رابط تحميل القصيدة حيث قمت بتسجيلها وإنشادها صوتياً
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوكم