في صيف 2010 كانت الإجازة في مدينة عتيقة وصلت من العمر عتيا ذكرت في سفر ((أرميا)) على إن أمنا ((حواء)) بها مدفونة واتخذتها ((قريش)) معبر وميناء لبضاعتها في الجاهلية وأصبحت ثغراً لدولة الإسلام وأصبحت مدينة عصرية بشكل غير جذاب مظهرا ولكن جذاب في تصريف العرب وتجاربهم فهي تدخل ضمن (( أهل السر وليس الظاهر)) فأصبحت مدينة تتجاذبها وتتلهف عليها عيون كثير من الطرق والمشايخ والمطاوعة والايدلوجيات والحركات والأفكار والمشاريع بل لو قلنا إن كثير من هذه الأشياء وبهرجتها وأنوارها وظلامها خرجت من رحم هذه المدينة (( العتيقة)) لما كذبنا في هذا المعنى بها المسجد الذي خرج ((الشيخ الفلاني)) الذي تتجمع في حلقته اليومية أكثر من ثلاثمائة طالب يومياً وأكثر من ألفين طالب في الحلقة الأسبوعية وبها ((الأمير)) الذي تجتمع به سيما الشجاعة والكرم والفروسية والفن والطيب والدهاء والوداعة والفروسية الذي تستحق يده حمل حسام (( يماني أجرب)) في فروسية عربية معدية وإن ضاقت السبل فهي مواصفات أميرها من قديم. فهي معروفة منذ قديم الزمن في عهد الخلافة الراشدة أوفي الأموية أوفي العباسية أو في العثمانية أو في الهاشمية أو في السعودية لن هذه المدينة ((غير)) فهي تدخل ضمن نطاق خفي وحمى أقوى من عرين ((الأسد)) فهي تدخل ضمن حدود الرب في قوله (( وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آَمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آَمَنَ مِنْهُمْ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ قَالَ وَمَنْ كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلًا ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَى عَذَابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ )) سورة البقرة الآية ( 126) وتتشرف إن تكون تابعاً لهذا الحد والإطار . مدينة تضرب لها أمهات ((الأزد)) و(( حضرموت))أكباد الأبل وتحرق لها مازوت الموتر ((السيارة)) من مواطنها القديمة والحديثة وكبودهن حرقا في خطف هذه المدينة أبناءهم وسحرها الحلال عليهم فتراهم يحرقون البخور ويرقون أبناءهم بالرقى الشرعية فيجدون أبناءهم أصحاء ما بهم ما يعتقدن فيذهبون عند المشعوذين والدجالين ويتحزبن ويذهبن عند حقوق الإنسان والمرأة في دعوة باطلة على هذه المدينة وكأن أحدهن لم تفطن لقوله عز من قائل (( قُلْ أَرَأَيْتُم مَّا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ أَرُونِي مَاذَا خَلَقُوا مِنَ الْأَرْضِ أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّمَاوَاتِ اِئْتُونِي بِكِتَابٍ مِّن قَبْلِ هَذَا أَوْ أَثَارَةٍ مِّنْ عِلْمٍ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ * وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّن يَدْعُو مِن دُونِ اللَّهِ مَن لَّا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَومِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَن دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ * وَإِذَا حُشِرَ النَّاسُ كَانُوا لَهُمْ أَعْدَاء وَكَانُوا بِعِبَادَتِهِمْ كَافِرِين )) (الأحقاف / 4-6) والأخرى قامت ترجز بقول الشاعر:
ياركب يا قصادي تسوى شيوخ الأمم
فرج طريق البادي وتقفاه بالخدم
(( فالشاه ما تضحك على النعجة))
،فذا عرفنها حق المعرفة ووجدنا منها طيب وكرامة وجدتهن متحنقفات داجات في أسواقها ومتجمعات في مجالس نساء هذه المدينة منذ قديم الزمن في عادة عربية جاهلية قديمة، وأصبحت أسواقها ومولاتها تجهز بهن ((خفراتهن)) و((زقراتهن)) للزهبة والعرس وهن الذي بهن الحنق والحقد على إن أبناءهن كيف إن خطفتهم هذه المدينة!! حتى تكاد من حشائهن ومن في مودتهن تلتهب (( نواكة يمانية )) يخايلنها (( جهاد)) فينطقن عن سوية برضا أو بغير رضا لبناتهن (( من هنا شبكتك وزهبتك يا عروسة و الشنطة اللى جهزت أمك بتجهزك)) تنفع حملة تسويقية- فأعطين هذه المدينة مفاتيح النصر والفلاح والرفعة وهن اللي يتغنجن ببقاعهن وملا فعهن وأمانتهن وأموالهن ويغمزن ويلمزن ويهمسن في مجالسهن (( أيش لك بربع ( ياأبوي) )) فلم تنصرف أمورهم في مواطنهم وفي بلدانهم التليدة بسبب سيل أو حمى أو حرب قبائل أو هجرة أو تجارة أو عولمة من يومهم كذا((ههههه)) مع العلم إنه دخل في عصيدتها أهل ((نجد ))و((القصيم)) فتجدهن مسكينات عند ((باطرفي)) و ((رميزان)) و ((فيضي)) و((العقيل)) . مدينة ترفع ملوك وتسقط ملوك ترفع سياسات وتخفض سياسات. مدينة بها زهوف وسموم ((تهامة))، وبعد مرمى (( الحجاز)) ،وكثر رمل ((يبرين)) ولها من نسائم (الشام) عبق ومن ريح (اليمن) نفس، مدينة بها ((أنثربولوجيا)) الجزيرة العربية منذ القدم ولها من الأصالة والعصرنة الشيء الكثير مع تفضيل سياسة ((الأحزاب)) فهي معربة بعون الله مسلمة ، بها بيرق (الشام) يعقد بالخير في ماضي وحاضر ومستقبل وأعلم إنه سيعقد بأشكال وألوان إن صلح مقصدها وارتفع أو فسد فكأنها مع (الشام) لها تؤامة. مدينة لها مسحة ((تصوف)) فهي مدينة تفخر بأن ثلاث مذاهب من أهل ((السنة والجماعة)) موالك ، شوافع، حنابلة-مرت عليها وزكت على تكاياها وزواياه ومساجدها من دروس الفقه والأخلاق وستبقى بقوة الله وإخلاص رجالها اللى إن يرث الأرض ومن عليها. وبما إن طبيعتها تؤمن بتصريف قدرة الله فهي تؤمن بالمعادلة الإلهية في قوله عزوجل ((وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا (16) )) سورة ((الأسراء)) فتجد مسحة تواضع ولطف وحلى متوارث من البسطاء إلى التجار في هذه المدينة (( العتيقة)). وإن أتيت لشدة هذه المدينة وقوتها فهي مدينة متداخل فيها الشيء في كل شيء سبحان الله- فتجد (( التحزب)) في قبائلها وعوائلها وأبناء الحارة حتى غدى لهم مصطلح (( الحونشية)) عنوان ، وإن جئت للتجار وتجارتهم تجد بها مسحة جبابرة (( سبأ)) وستيرة (( حضرموت)) وبساطة ((الأحزاب)) مع العلم بأن التجارة والتجار يصنعون في هذه المدينة ببركة (( الشيخ)) وخدمة الشرع المعظم ولا ثبت أو إن استمرت تجارة هذا (( التاجر)) إن حاد عن هذا المسار مهما بلغ من ذروة وسلطان وهذه الظاهرة توجد في هذه المدينة فقط في الجزيرة وعبر التاريخ وفي مختلف الأنظمة السياسية والاقتصادية فقد ثبت وشهد أصحاب الأمانتين مسفرها وستيرها- الأزد وحضرموت- إن التجارة في هذه المدينة (( العتيقة )) لها في سر (( الإيلاف)) القديم- لو استفاد العرب من مسار الإيلاف القديم سيستفيدون دنيا وآخرة- وإن أقوى التجار من جمع الأمانة والأخلاق والتصوف وسر التجارة القديم مع مهارات التجارة الحديثة. فقد راحت تجارة كثير منهم لو كانوا ((سادة)) و((اشراف)) وأحترق كرتهم في هذه المدينة حينما خونوا مع سلوم هذه المدينة ((العتيقة)) ولو إن لهم سر أو لهم نواد ب(( باريس)) و (( لندن)) والسب بسيط هو ما ذكر أنف إنها تدخل في النطاق المخفي والمحمي. أما نواديها ودواوينها فكثيرة وكل يحمل اتجاه ويكفي بها (( القلعة))و((العميد))-الأهلي والإتحاد- فهما قصتان بحد ذاتهما.
أما ما يسمى (( هوية المدينة)) وهندستها (( الاجتماعية )) فله شخصية مميزة لهذه المدينة التي تفرضه طواعية ومن غير إتاوة فقد تشاهد رجل من (( الهند)) و((السند)) لم يقضي مكوثه فيها ثلاث أو أربع سنوات وقد انطلقت لسانه بلهجتها المميزة وهذا غير موجود في بقاع أخرى هذا الكلام وحضارتنا العربية الإسلامية في الحضيض ولغتنا مستهان بها من أبنائها - فغدت عمار وزين مناظر وخضار جبال ((السراة)) وأصبحت في العقيدة كنونية ((القحطاني)) في اتهامه ل (( الأشاعرة)) في إن حلولهم على أي دار دمار لها فجادت عمار على شدة فشكراًً أيتها (( المدينة العجوز)) شكراً ((بلاد الرخا والشدة)) شكراً ((جدة)) .
سبحانك اللهم وبحمدك أستغفرك وأتوب إليك
اللهم صلى على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليم كثيراً طيباً مبارك فيه