أخواني في مجالس هذيل التاريخ والأمجاد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في يوم الخميس الموافق 23/11/143هـ صحونا الصباح الباكر وإذا بالأجواء ربيعية والسماء ملبدة بالغيوم والجو يطالبنا بالخروج من بين جدران البيوت ويقول لنا ( مايقعد في البيت اليوم إلا الكسول )
أجواء ربيعية خلابة وضواحي مكة أكتست بالعشب وأصبحت وكأنها بسط خضراء مدها الله سبحانه وتعالى في أماكن متفرقه من مكة المكرمة .
وبعد إتصالات لم تدم طويلاً قررنا الخروج والإستمتاع بتلك الأجواء الرائعة والمناظر الخلابة وكان برفقتي أخي وابن عمتي وحبيب الكل ( فتى هذيل ) ووالدي واخوتي وبعض الأقارب ، طبعاً الرحلة كانت عائلية
إتجهنا هذه المرة لمكان جديد ومكان له تاريخ جميل جداً وخاصة لأخينا ( فتى هذيل ) لذلك أسميت هذا الموضوع بإسم ( مكشات فتى هذيل ) وسوف ابين لكم ماسبب هذه التسمية لاحقاً وستكون مفاجأة جميلة .
وصلنا للمكان المقصود ووجدناه مكاناً رائعاً بكل ماتحمله الكلمة من معنى ربيع غطى الجبال والأودية ومناظر خلابة تسحر العيون ، أترككم مع الصور لكي تتحدث عن المكان :
الربيع
من زاويه أخرى
جانب آخر من مسيل الوادي
وهنا صورة للجبال وقد أكتست تماماً من الحيا ومن نبات ( القبه ) و( اللصيق ) و ( حليب الجبل ) و( الأيدمانه ) و (العشرق ) وغيرها الكثير من النباتات البرية التي أعطت للجبل حله خضراء جميلة
ولاننسى إخضرار نبات ( البشام ) و ( السلم ) و ( البكا ) و ( اشجار السمر )وبعض أشجار ( النبع ) وهي من النباتات المعمرة :
هنا وقفت متأملاً لتلك المناظر الجميلة أمام شجرة ( السمرة ) الخضراء والتي جذبني جمالها وكان فتى هذيل لي بالمرصاد بعدسة الجوال فما كان مني إلا الإذعان لإلتقاط هذه الصورة >>> لكن شغله عندي في الصور القادمه
حتى فتى هذيل أعجب بجمال هذه الشجرة وخضرتها ووافقه الإعجاب إبني ( حمدان ) وهاهما يقفان أمام تلك الشجرة
ثم يتنحى إبني ( حمدان ) إلى مكان قريب وفي منظر ربيعي خلاب لألتقط له هذه الصورة :
وهذا منظر من بعيد لمجموعة من رفقاء المكشات وهم يتبادلون أطراف الحديت في ظل شجرة وارفة الظلال مستمتعين بجمال المكان وروعته
والآن سوف أنقلكم لمكان المفاجأة التي وعدتكم بها وهو مكان قريب جداً من مكان المكشات الرئيسي ولاأخفيكم سراً بأن هذا المكان هو أساساً سبب إختيارنا لهذا الموقع بالذات منذ أن خططنا للرحلة .
لكن أقول لكم أنزلوا شوي خلونا نبعد عن عين ( فتى هذيل ) والله إني خايف إنه يزعل لكن بكيفه يزعل وإلا يرضى
التاريخ لابد أن يسير ولاني مخلي تصويري يروح على الفاضي وأنا تعبان عليه
ههههههههههههههههههههههههه ههههههه
المفاجأة يالربع هي :
قبل حوالي ( 26 ) عاماً من الآن وفي هذه الغرف الشعبية التي ترونها تلوح من بعيد في الصورة التالية كان الحدث العجيب والرائع ويازينه من حدث ألا وهو مولد ( فتى هذيل ) ومسقط رأسه
كيف لا وهذا الحدث أخرج لنا رجل تعجز الكلمات أن توفيه حقه رجل منذ نعومة أظفاره وهو يتمتع بجميع مقومات الرجولة والشهامة والعلوم الغانمه
جزا الله هذا المكان ألف خير الذي عرفنا بفتى هذيل
مسقط راس عادل من بعيد
ونقترب اكثر وأكثر من المكان وندخل داخل حوش المنزل بصراحة المكان قدييييم جداً ولعلمكم المباني هذه بنيت قبل مولد فتى هذيل بسنوات طويله قد يصل عمر هذه المباني لأكثر من ( 35 ) عاماً تقريباً
وهذه صورة للغرف الشعبيه من داخل الحوش والتي ولد فتى هذيل في إحدى هاتين الغرفتين
وهذه الغرفة التي ولد ( فتى هذيل ) فيها ومسقط رأسه
هنا بالضبط وفي هذه الزاوية من الغرفه سقط راس فتى هذيل حسب ماأفادت به مصادر مؤكده لاتقبل الشك قبل حوالي ( 26) عاماً
لله درك من زاوية >>> لابد أن تأخذ هذه الصورة وتعمل لها برواز يافتى هذيل هههههههههههههه
وقفه على الإطلال
هنا في هذه الصور نرى فتى هذيل وهو يتأمل بقية الأطلال ويتفقد المكان ولسان حاله يردد مقاله الشاعر ( العامري ) في شيلة رائعة من شيلات أهل الجنوب يقول :
ابن عامر يقول ياديرتي لك بقلبي ذكريات
أتذكرك يادارا سكناك فـي وقتـا مضـى
كان لاجيت في قرية وفي كل دار القى ونيس
اما ذا اليوم لامدراج فيها ولاصوتـا يهلـي
موحشة توحش القلب الذي مايرق ولايليـن
يوم اللد النظر فيها تحدر دموعي من عيوني
كنها تشتكي وتقول يارب فين النـاس فيـن
قمت انادي بها يادار يادار وين اهلك وربعك
قالت قفوا ومن جا بعدهم هاجروني وافلحـوا
كنها مقبره من بعد ضلت بزول الناس حيـه
احتداها زمان الفن والكيـف حتـى ماتهـا
وسمعته يتمتم بهذه الأبيات :
اني وقفت بباب الدار اسالها
عن الحبيب الذي قد كان لي فيها
فماوجدت بها طيفا يكلمني
سوي نواح حمام في اعاليها
يادار اين احبتي لقد رحلو ا
وياترى اي ارض خيمو فيها
قالت قبيل العشاء شدو رواحلهم
وخلفوني على الاطناب ابكيها
ثم بعد ذلك خرجنا من المكان وعند وصولنا لباب ذلك البيت الشعبي المليئ بالذكريات وقف فتى هذيل يعيد النظر لذلك المنزل القديم وكأنه يودعه ولسان حاله يردد :
من ها هنا..
بدأت حكاية منزل نزل الأحبة في فناه
وفي رباه..
غنوا أناشيد الطفولة والصبا
وفي سماه..
لمعت نجوم صفائهم في منتهاه
فهموا به معنى الحياه
ببراءة الأطفال شبوا..
عقدوا العهود على الوفاء
هي ثلة قد أورثت في الأرض طهرا والسماء
لفّتهمُ(و) بيض الليالي..
بضيائها القمري أنستهم حكايات الشقاء
وتلت عليهم آية في الحب بين الأوفياء
ثم انتهى..
صمت يغلف كل ركن في المكان
كم غردت تلك البلابل حولهم
فتوقفت عند النهاية عينها..
حزنت وما عرفت بأسرار الحياة
اليوم يأتيها السرور وينجلي
وغدا تصاحبها الهموم بنبرة للحزن تقتلع القلوب
اليوم أشرف ينقضي
وغدا لناظره قريب
غاب الأحبة كلهم عما قريب
ما عاد يذكرهم ويحفظ ودهم...
إلا انا..
أو هذه الاطلال حين أجيئها
قد صرت منها بعضها
نبكي سويا ما مضى من ذكريات
ونرتل الأيات حينا بعد حين
ونجدد العهد القديم
ما أروع الأطلال تحفظ عهدها
والناس أغلبها ذئاب
ما أروع الأطلال تبكي اهلها
والأهل تضحك كالذئاب
ما أروع الأطلال لا تنسى فصول حكايتي
وتغيظ حين تقصها كل الذئاب
ثم غادرنا المكان تماماً وعدنا لصحبنا الكرام في المكشات وبقينا في تلك الأجواء الربيعية إلى أن أسدل الليل ستاره على المكان ثم عدنا لمنازلنا بعد أن قضينا يوماً جميلاً
لاابالغ إذا قلت بأنه من أفضل الأيام التي مرت بي
استانسنا بتلك الرحلة وأعدنا ذكريات الماضي الجميل في اجواء لايمكن وصفها
عسى الله أين يديم علينا وعليكم الأنس والسعادة
ملاحظة :
هذا الموقع الآن يقع في حرم جامعة أم القرى بالعابدية
في المنطقة الواقعة بين العوالي ومقر الجامعة على يمين الطالع للطائف الكر جنوب مكة المكرمة
وهي منطقة قد سورتها الجامعة قبل عدة سنوات وأصبحت محمية رائعة جداً
إلاأنها في السنوات القليلة الماضية فتحت الشبك للمتنزهين
وقد لاحظت خلال مكشاتنا الأخير أنهم ينون قفلها مرة أخرى نظراً لقيام مشاريع جديدة للجامعه قريب من مكان المكشات والمحمية الطبيعية
بصراحة منطقة جميلة ورائعة ولكن الجامعة سوف تستغل المكان بمشاريعها الجديدة .
وإلى تقارير قادمه إن شاء الله
اترركم في رعاية الله وحفظه
واستر ماواجهت يافتى هذيل