.....( خطورة الكلام في النسب ).....
بسم الله , والحمد لله , والصلاة والسلام على رسول الله , صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن والاه , وبـعـد .إن مما يأسف له في وقتنا الحاضر أن ينبري للتأليف من ليس أهلاً له ولا يحسن أساسيات البحث
وأركانه ودوافعه التي من أجلها قام بالبحث والتأليف ثم يخفى على هؤلاء المتعالمين أن لكل بحث هدف
فإن كان هذا الهدف مشروعاً ويتيقن صاحبه أنه يعود على الناس بالخير والصلاح والعلم فإني أرجو أن
يؤجر عليه حتى ولو كان البحث ناقص الشروط والأركان , وضعيف الأسلوب والبيان , وإن كان
الهدف يحقق بعض المصالح ويعود ببعض الضرر على الغير فالقاعدة الشرعية تقول( درء المفاسد
مقدم على جلب المصالح ). وياليتنا نتأمل هذه القاعدة فنعملها في مجال الدعوة والتأليف والبحث
وجميع شئون حياتنا بمعنى أنك تعرض عملك أيّاً كان على هذه القاعدة بكل أمانة وصدق وعدل فتظهر
لك النتيجة ثم لاننسى أن الله أمر نبيه وهو أكمل الخلق وأعلم الناس بأن يشاور أهل الرأي والحكمة
والمشورة قال تعالى( وشاورهم في الأمر) وقال
سبحانه ( وأمرهم شورى بينهم) فقد تظهر لك بعد
المشورة أن تتوقف عن البحث والتأليف في مثل هذه الموضوعات التي تبحثوها
من المجالات التي يتحسس منها الناس علم النسب فهو يمس جوهرهم وينال معدنهم ويتحدث عن
أصلهم فليس فيه مجال للإجتهاد وإعمال الرأي ,
لمثل هذا الأمر بين نبينا عليه الصلاة والسلام في الحديث( أربع في أمتي من أمر الجاهلية لايتركوهن :
الفخر في الأحساب والطعن في الأنساب والاستسقاء بالنجوم والنياحة) رواه مسلم عن أبي مالك
الأشعري . وفي الحديث ( أربع في أمتي من أمر الجاهلية لم يدعهن الناس : الطعن في الأنساب ,
والنياحة على الميت والأنواء , والإعداء جرب بعير فأجرب مائة بعير فمن أجرب البعير الأول) فإعمال
الرأي في مثل هذا العلم بدون دليل ولا حجة يؤدي إلى إحدى أمرين : )
1 ) الطعن في الأنساب 2) أو الافتخار
بالأحساب. وكلا الأمرين مذموم ومن كبائر الذنوب
|