ظهور السفياني في بلاد الشام ..!
يا رب إن عظمت ذنوبي كثرةً
فلقد علمت بأن عفوك أعظمُ
قال مسلمة بن عبدالملك : دخلت على عمر بن عبد العزيز أعوده في مرضه
فإذا عليه قميص وسخ..
فقلت لفاطمة بنت عبد الملك -زوجة عمر-: يا فاطمة اغسلي قميص أمير المؤمنين . قالت: نفعل إن شاء الله.
ثم عدت فإذا القميص على حاله ..
فقلت: يا فاطمة ألم آمركم أن تغسلوا قميص أمير المؤمنين؟!
قالت: والله ما له قميص غيره .
لا يطمح المؤمن العاقل في تحمل مسؤولية المسلمين لأنه يعلم أنه حينها سيكن هو فقط المسؤول ..
ولا يسر المؤمن العاقل أن يرى المسلمين يتجرعون الظلم من شخصٍ نصّب نفسه مسؤولاً عنهم ..
في هذا الزمان أصبح الحرام حلالاً والحلال حراماً بأمر الحكام وفتيا علماء الحكم وصار الدفاع عن الحاكم الجائر جهاد
وقتل الشعب المستضعف من الحاكم حمايةً للمسلمين ..!
في هذا الزمان أصبحت شعارات الممانعة ممانعة حقيقية ووقوفاً على الجبهة حتى وإن كان المقتول فيها جمعٌ غفير من المسلمين
والقاتل هو نفسه من رفع شعارات الممانعة والمتفرج من على المدرج إسرائيل التي قال فيها الممانع أنها عدوه الأول في الشرق الأوسط ..!
أغتصبت العراق من الإمريكان ومن إيران فلم يتوعد مفتي سوريا الغرب بهجماتٍ استشهادية ..!
ولما ثار المسلمون في وجه حاكمٍ طغى
تجاهل المفتي هذه الثورة الشعبية السورية البحتة وجعلها هجوماً من الغرب على سوريا باستخدام عملاء لها في الداخل
فتوعد الغرب بهجماتٍ استشهادية في حال تم الحال على ما هو عليه ..!
وإني إن كنت أعلم أن الحكومة السورية ومن يواليها لا يملكون الشجاعة إلا في سوريا وعلى الشعب السوري ..
فقط إلا أن هذه التهديدات قد تُجرِّم المستضعفين وتخونهم وتبرئ الطاغية وحاشيته عند السوريين أنفسهم ..!
قيل : لا تسعد الأمة إلا بثلاث : حاكم عادل وعالم ناصح وعامل مخلص
قبل سقوط بغداد تداول البعض أحاديث ضعيفة فيها أنه في آخر الزمان سيخرج من شمال الجزيرة حاكم ظالم
يقال له : السفياني .
سوف يحكم العراق والشام وبعض الجزيرة ولا يقتله وينتصر عليه إلا المهدي وصوروا رئيس العراق الراحل صدام حسين كما لو كان هو ذا السفياني ..!
فما هم قائلون بعد أن استشهد صدام حسين وبعد أن نطق الشهادتين ..؟!
قُتل معمر القذافي بعد أن بطش وبشار وعلي عبدالله صالح لا زالا أحياءً يبطشون
والبعض الساذج يصور ثورة الشام ببداية ظهور السفياني المزعوم في الأحاديث الضعيفة معتلة الأسناد
ليبرر أخطاء بشار ويُحذر من نتائج سقوط حكمه
وليبعث في قلوب الثوار في الشام اليأس الذي ظلت تبعثه دائماً تلك الأحاديث الموضوعة
فمتى سنتعلم يا أمةً ضحكت من جهلها الأمم
في آخر خطبة خطبها عمر بن عبد العزيز من منبر الجامع الكبير في دمشق قال:
إنكم لم تخلقوا عبثاً ولن تتركوا سدى ..
وإن لكم معاداً ينزل الله فيه للفصل بين عباده
فقد خاب وخسر من خرج من رحمة الله التي وسعت كل شيء وحُرم جنة عرضها السموات والأرض.
ألا ترون أنكم في أسلاب الهالكين وسيرثها بعدكم الباقون ..؟!
كذلك حتى ترد إلى خير الوارثين وفي كل يوم تشيعون غادياً ورائحاً إلى الله قد قضى نحبه وانقضى أجله ..
فتودعونه وتدعونه في صدع من الأرض غير موسد ولا ممهد قد خلع الأسباب ..
وفارق الأحباب ..
وسكن التراب ..
وواجه الحساب ..
غنياً عما خلف ..
فقيراً إلى ما أسلف ..
فاتقوا الله عباد الله قبل نزول الموت وانقضاء مواقيته ..
وأني لأقول لكم هذه المقالة وما أعلم عند أحد من الذنوب أكثر مما أعلم عندي ..
ولكن أستغفر الله وأتوب إليه.
ثم رفع طرف ردائه وبكى حتى شهق ثم نزل فما عاد إلى المنبر بعدها حتى توفي .
المثير للبحث أنه عندما توفي عمر بن عبدالعزيز لم يكن في سجنه رجلٌ واحد ..!
رحم الله أمير المؤمنين عمر بن عبدالعزيز
,
,
,
بقلمي
الشيناني
التوقيع |
ليـتـهم يــدرون ..
إن المــجــد كــايــد
سهل نطقه..
لكن..
الصعب اعتلاءه
,
,
,
|
|