أبو القاسم الشابي
ولد أبو القاسم الشابي في 24 فبراير سنة 1909م في بلدة الشابية في تونس ، وكان والده الشيخ محمد بن أبي القاسم رجلا متعلما متدينا يعمل قاضيا شرعيا،وفي هذه البيئة تفتح وعي الشاعر على الحياة لأول مرة،ولم تحدث للشاعر في حياته حوادث ذات أهمية وتأثير حتى مات والده سنة 1929م وكان أبو القاسم حينذاك في العشرين
من عمره،حيث كان عليه أن يعول أسرته الخاصة حيث كان متزوجا حينها الى جانب اعالته لعائلة ابيه المتوفى.
وقد ترك ذلك تأثيره في شعره حيث يقول:
وأود أن أحيا بفكرة شاعر فأرى الوجود يضيق عن أحلامي
الا اذا قطعت أسبابي مع الدنيا و عشت لوحدتي و ظلامي
لكنني لاأستطيع، فان لي أما يصد حنانها أوهامي
وصغار اخوان يرون سلامهم في الكائنات معلقا بسلامي
فقدوا الأب الحاني فكنت لضعفهم كهفا يصد غوائل الأيام
هجمت بي الدنيا على أهوالها وخضمها الرحب العميق الطامي
فتحطمت نفسي على شطآنه و تأججت في جوه آلامي
على أن هذه لم تكن مأساته الوحيدة فقد أصيب بمرض تضخم القلب قبل العشرين وظل يعاني هذا المرض و يقاسي آلامه الشديدة حتى كان يضع الثلج على صدره لفترات طويلة ، وظل هذا المرض يحطم جسده شيئا فشيئا حتى قضى عليه وهو ابن الخامسة و العشرين. وقد صبغ هذا المرض حياة الشابي بالحزن واثر في شعره حيث امتلأ بالحديث عن قلبه الجريح الذي يهدده الموت كل لحظة ومنها :
ثم ماذا هذا أنا في الدنيا بعيدا عن لهوها و غناها
في ظلام الفناء أدفن أيامي و لا أستطيع حتى بكاها
وزهر الحياة تهوي بصمت محزن مضجر على قدميا
جف سحر الحياة يا قلبي الباكي فهيا نجرب الموت هيا
توفي ابو القاسم الشابي سنة 1934م.