ارتقاب غائب.
أيها القريب مني كظل ..
البعيد عني كذكرى طفولية موغلة في القدم ..
أو كنجم يَمـِضُ في سماء سحيقة ..
أيها المسافر بعجل ..
أيها الراحل بخفوت أقض مضجعي ..
في قافلة الزمن العابرة ..
التي نأت في المسير .. وشطت في النجعة ..
راحلة إلى جزرٍ مجهولة .. وبقاعٍ نائية ..
في بحار متلاطمة .. وعواصف مزمجرة ..
*****
***
**
أنت يا من امتطيت صهوة البعد ..
وسللت سيف الاغتراب ..
وانتضيت الترحال سلاحاً..
ألا تحن لوطن كنت فيه ذات ألقٍ مليكاً متوجاً ..
ألا تذكر طيوفاً طالما ألفتها ..
وأنفساً غابت عن مشهدك مرغمة ..
وقد كانت بؤرة اهتمامك .. وجذوة حديثك ..
ونصـْباً شاخصاً يعلو أشجان نفسٍ منهكة ..
كم تضوعتها طيوباً تفوح بشذاك الآسر ..
وعبيرك الفواح .. المنداح مسكاً فتيقاً ..
*****
***
**
ولكنني أيها الأنين البهيج .. والعذاب النضير ..
وإن جفت أغصان ربيعك ترحالاً .. وذبلت ورودي ارتقاباً ..
فلا زلت أسمع ترانيمك في فجر الأمل ..
وأنت تعزف بقيثارتك الصادحة .. عزفاًً هستيرياً ..
منفرداً .. أوهى لحون حزني .. وجنود صبري ..
*****
***
**
سأرتقب القافلة .. وأشرئب بعنقي لها ..
هافيةٌ نفسي لتباشيرها .. واندياح أَرَقِي بها ..
والتقاء فراشي بزهورها .. وضيائي بنورها ..
أخوكم : الفارس حزين الطلعة
آخر تعديل حامد السالمي يوم 08-23-2008 في 08:56 PM.
|