قصه جميله
السلام عليكم ورجمة الله وبركاته
اسمحولي انقل لكم.......قصه اعجبتني لما لها من معاني كبيره .....والقصه على لسان راويها
...........................................
كنا بانتظر ابو حمد لنعرف المزيد عن رحلة المقناص.... خصوصا وهو صاحب فكرة القنص , وهو الوسيط بيننا وبين المرشد في كينيا. ورغم ان البعض منا , كان يفضل ان تكون رحلتنا ككل سنة.. شرق اسيا , خصوصا مع ما تتميز به شرق اسيا من اعتدال الجو والمظاهر السياحية الرائعة.. ولكن رغبة اكثرنا في تغيير الاتجاه هذه المرة الى "رحلة قنص" لكسر التكرار..
لا اخفيكم اذا قلت ان اكثرنا لم يسبق له ان حمل "سلاح" صيد باستثناء النبيطة "حتى نكون اكثر دقة"... اللهم ان بعضنا "تشرف بالساكتون" في مقتبل شبابه... ولكن في هذه السنين, ومع "تحذيرات وزارة الداخلية" عزف اكثرنا عن حمل السلاح ...
جاء ابو حمد اخيرا.. وكان يحمل "خرائط , وصور".... ولانني متأكد ان معلومات ابو حمد الجغرافية محدودة جدا... الا انني كنت من ضمن "المتحمسين" لمعرفة تفاصيل الرحلة ... رحلة الصيد... التي سنسبر من خلالها ادغال كينيا .. وقبل أن يجلس ابو حمد بادرناه بالسؤال المعتاد "كينيا فيها قبائل النمنم؟"... طبعا ابو حمد "افتى بسرعة "اننا نبعد عنهم مثل بعد الرياض عن بنما".. طبعا ابو حمد يجيب عن كل ما يمكن "ان يؤثر على الرحلة" بشيء من التطمين ...
ابوحمد وكعادته, اذا بدا الحديث "لا يسكت"... الله لا يضره "لسانه ثمانية سلندر تيربو".... وخصوصا اذا كان الجميع يجهل "ما يتحدث عنه" .. وطالما انه الوسيط بيننا وبين مرشدنا السياحي , فقد باضت له في القفص.. الكل سيصمت وهو المتحدث الوحيد .. وطبعا كان ابو حمد يستغل مثل هذه الظروف فتجده يتحدث "وفجأة" يطلب من احدنا "شاهي لو سمحت"... واذا مديت له الشاهي "ما ياخذ البيالة لانه "مشغول".. فيطلب منك "حطه على الارض ما تشوفني مشغول"..
وبدأ ابو حمد الحديث... أول ما نوصل المطار بنلقا داوود ينتظرنا وهو شايل لوحة عليها اسمي ... وبعدين بنروح على باص صغير لمخيمنا في .. "سنتريتا".... وكل واحد منا له خيمة .... وعلى فكرة, السلاح متوفر ..والرصاص بدون عد ولا حد.. يعني العب بيديك ورجليك ....وفيه معنا "احدعشر رجال"... كلهم تحت خدمتنا.
بدأت الرحلة .... وكانت الرحلة اكثر من رائعة .... كانت الطبيعة "هي جوهر الرحلة"... كل شيء مسموح لنا صيده الا "الآدمي"... ... واخوكم في الله ما صدق خبر ... بديت اطخ كل شي يتحرك .... اي شيء... مرة طخيت اسد .... بس الله فك الاسد .. ويوم سألوني الشباب ليش "تطخ على الاسد".... انا قلت لهم ... "هذا اسد, اتغدا به قبل ما يتعشى بي"....
في اليوم الثامن من الرحلة, كان مقرر لنا نروح لقرية اسمها "سارسبيل"........انا سألت مرشدنا السياحي "سار سبيل" والا "سلسبيل"...ورغم ان لغت مشردنا العربية لك عليها , الا انه اصر على ان اسمها "سارسبيل"...
القرية "سار سبيل" اسمها الاصلي "كانكواي"... ...... وقد كانت شبه "ميته" لا ناس ولا حيوانات.. ولا شيء".... ولكن اصبحت مشهورة بعد حفر بئر فيها .... خصوصا ان المياهـ الصالحة للشرب معدومة في المنطقة.
وصلنا "سار سبيل" بعد العصر.... وبدأنا نتجول فيها ...اكثر سكانها "مسلمين"....وفيها مسجد من طين "من شكله يتضح انه قديم" وملاصق للمسجد منزل صغير جدا.. عرفت انه للامام والمؤذن... وعلى بعد امتار من المسجد لاحظت وجود البئر القديمة ... جرني الفضول الى "تفقد البئر".... كانت البئر تذكرني بآبنارنا القديمة .... وملاصق لهذه البئر لاحظت وجود مغاسل خارجية ... ولكنني لاحظت وجود "حمامات غريبة"... كل حمام معلق فيه صنبور علوي مع وجود صنبور "اسفل"... الصنبور الاسفل للوضوء, ولكن الصنبور العلوي هل يعقل يكون للترويش؟؟... كل شيء جائز.
ارتفع صوت المؤذن .... وبدأ الناس بالوضوء... ودخلنا لصلاة المغرب ... وعندما قرأ الامام , لاحظت انه يتلوا "بلسان عربي مبين".. واضح انه يعرف اللغة العربية... بعد الصلاة ... التفت الامام , وبدأ يسألنا ... من اين انتم؟
فرح الامام عندما عرف اننا من السعودية .... سألناهـ عن القرية ... وعن البئر... ولماذا اطلق عليها "سار سبيل" بدلا من اسم "سلسبيل"؟
ابتسم الامام ... قال ان اسم القرية أصلا وكما هو في محاضر الدولة هو " كانكواي"... وكان فيها اجداده "اجداد الامام" فقط .... منزل او اثنين او ثلاثة... .. ولكن, بعد ان حضر احد اجداده وكان اسمه "هارون"... من السعودية, حفر بئر ... وسمى البئر باسم "بنت الشخص الذي كان يعمل عنده" ... وطبعا الابار عصب الحياة في هذه المنطقة ... فمن البئر, استطاع اباء الامام "تأجير المياه لتجار الماشية " علما انه سبيل لشرب الادمي .. ومن اجار تجار الماشية بنوا مسجد, ومنزل للمؤذن والامام.. وبنوا حمامات .... والغريب... ان الحمامات مصمة للاغتسال.. فالامام يشجع سكان القرية على كثرة الاتسال وخصوصا يوم الجمعة ... فمنها نظافة وصحة, ومنها تطبيقا للسنة النبوية... والاموال التي تزيد من اجار الماء... يستدعون طبيب في مواسم الامراض... ويدرسون عيالهم القرءان... ويرسلون من الفائض لبعض المناطق عشان يحفرون ابار فيها بس يشرف عليها احد المسلمين.
كان محفور على جدار البئر "سارة محمد سليمان ال****" ماء سبيل.
الاسم كان مطابق تماما لاسم "جد" زميلنا في الرحلة "محمد"...... فقد كان اسم جده هو "محمد سليمان ال****" ... ولكن للاسف, لا يوجد له عمه اسمها سارة .... لو كان له عمة اسمها سارة ... كان طردنا من القرية .. بس الله رحمنا....
تمت الرحلة .... ورجعنا للرياض.... وتقابلنا في الاستراحة ... فاسمعوا ماذا حصل لمحمد:
يقول محمد : بما أن والدي "متوفي رحمه الله" فقد كان عمي "سليمان" في مقام الوالد .... زرته وسلمت عليه ... وبدأت اسولف عليه تفاصيل الرحلة.. وفي ختام القصة رويت له قصة القرية "سار سبيل"... والاسم "سارة محمد سليمان".. وكيف كان الاسم مطابق تماما لاسم جدي... بس "سارة" ما ادري من وين جاي...وانا اروي لعمي القصة "لاحظت" دمعة محبوسة في عين عمي... سألته "عسى ما شر يا عم؟".......
عمي بنبرة حزينة : ابد وانا عمك ... من الفرح يمكن ... شف الدنيا وشلون صغيرة ان صدق ظني.... كان عند ابوي صبي اسمه هارون .. اشتغل عندنا اكثر من اربعة عشر سنة ..انا اعرف انه من افريقيا ... ... ... وكان لي اخت اسمها سارة .... توفيت الله يرحمها "وعمرها ثمان سنوات"..... وابوي اكثرنا حزن ... هارون ذيك السنة بيرجع لديرته ... واعتقد ان ابوي عطاه صدقة او شي... وهو الله يجزاه الخير ما ضيع الصدقة... حفر هالبير.. ان صدق ظني
خاتمة:
قيمة حفر البئر ..من خلال الاسعار التي تقدمها لجنة الاغاثة لا تتجاوز "تكاليف رحلة لشرق اسيا"... ولا اخفيكم سر.... لو ... اني ما سافرت لشرق اسيا سنة من السنين وتكفلت بحفر بئر كصدقة عن والدي رحمه الله ... كان يمكن تكون بذرة اولى لمدينة مثل "سار سبيل"...:s16:
|