رد: بكاء اليتيم..
أخي في الله الأستاذ ماجد العبيدي ، تحية وتقدير لشخصك النبيل ، وموضوعك القيم ، الذي حثثت فيه على البر والإحسان إلى اليتيم ، وهو منجم للحسنات ، وكنز للقربات ، ومن الأمور التي حثتنا عليها شريعتنا الغراء ، قال عز من قائل :
( يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلْ مَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ ) سورة البقرة الآية 215 .
وقال جل وعلى : وقال تعالى :( وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالاً فَخُورًا) سورة النساء الآية 36 .
وقال حبيبي وقرة عيني رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما رواه سهل بن سعد رضي الله قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :( أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا وأشار بالسبابة والوسطى وفرج بينهما ) رواه البخاري قال الحافظ ابن حجر في شرح الحديث: [قال ابن بطال : حق على من سمع هذا الحديث أن يعمل به ليكون رفيق النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة ولا منزلة في الآخرة أفضل من ذلك]، ثم قال الحافظ ابن حجر: وفيه إشارة إلى أن بين درجة النبي صلى الله عليه وسلم، وكافل اليتيم قدر تفاوت ما بين السبابة والوسطى وهو نظير الحديث الآخر :( بعثت أنا والساعة كهاتين ) الحديث ].
وأود الإشارة إلى ما يلي :
الحديث الذي أوردته : (إن اليتيم إذا بكى اهتز لبكائه عرش الرحمن ... )
هذا الحديث درجته : منكر جدا -كما ذكر ذلك المحدث: الألباني - في السلسلة الضعيفة برقم: 5852
أما حديث : (من ضم يتيما فكان في نفقته، وكفاه مؤونته،كان له حجابا من النار يوم القيامة، ومن مسح برأس يتيم كان له بكل شعرة حسنة ...)
فهذا حديث موضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم كما ذكر ذلك المحدث ابن عدي ، في كتاب الكامل في الضعفاء - الصفحة أو الرقم: 4/221
أما حديث : (من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجا، و من كل ضيق مخرجا، ورزقه من حيث لا يحتسب .. )
فهذا الحديث ذكر علماء الحديث أن سنده ضعيفٌ منكرٌ ،وقد تفرّد به الحكم بن مصعب ، وهو مجهول ،
قليل الحديث جداً ، لا يجوز الاحتجاج به .
وقد اتفق العلماء على أن الأحاديث المنكرة لا يُعمل بها في فضائل الأعمال ، بخلاف الأحاديث الضعيفة التي يوجد
خلاف في الاستدلال بها من عدمه ، وفق ضوابط معينة لدى بعض العلماء الذين يجيزون الاستدلال بها في الفضائل.
تقبل مروري وتقديري ، وجزاك الله خيراً.
آخر تعديل حامد السالمي يوم 06-11-2009 في 10:38 PM.
|