وصية أب لابنه
الأب هو: ابو اسحاق بن مسعود الألبيري - من إلبيره في قرطبه .
يفصل فيها خبرة حياته .................فلا تفوتكم
[poem=font="arial,5,#0000ff,bold,normal" bkcolor="" bkimage="" border="double,4,#48d1cc" type=0 line=1 align=center use=ex num="0,"]
تفت فـؤادك الأيام فتا 000000 وتنحت جسمك الساعات نحتا
وتدعوك المنون دعاء صدق 0000 ألا يا صاح أنت أريد أنتا
أراك تحب عرسا ذات خـدر 0000000 أبتَّ طلاقها الأكياس بتا
تنام الدهر ويحك في غطيط 0000 بها حتى إذا مت انتبهتا
فكم ذا أنت مخـدوع وحـت 000000 متى لا ترعوي عنها وحتى
أبا بكر دعوتك لو أجبتا 0000 إلى ما فيه حظك لو عقلتا
إلى عـلم تكون به إماما 0000 مطاعاً إن نهيت وإن أمرتا
ويجلو ما بعينك من غشاها 0000 ويهديك الطرق إذا ضللتا
وتحمل منه في ناديك تاجا 0000 ويكسوك الجمال إذا عريتا
ينالك نفعه ما دمت حيــا 00000 ويبقى ذكره لك إن ذهبتا
هو العضب المهند ليس ينبو 0000 تصيب به مقاتل من أردتا
وكنز لا تخاف عليه لصا 0000 خفيف الحمل يوجد حيث كنتا
يزيد بكثرة الإنفاق منه 0000 وينقص إن به كفا شــددتا
فلو قد ذقت من حلواه طعما 0000 لآثرت التعلم واجتهدتا
ولم يشغلك عنه هوى مطاعٌ 0000 ولا دنيا بزخرفها فـُتنتا
ولا ألهاك عنه أنيـق روضٍ 00000 ولا دنيا بزينتها كلفتا
فقوت الروح أرواح المعاني 000 وليس بأن طعمت ولا شربتا
فواظبه وخذ بالجــد فيه 0000 فإن أعطاكه الله انتفعتا
وإن أعطيت فيه طويل باعٍ 0000 وقال الناس إنك قد علمتا
فلا تأمن سـؤال الله عنه 00000 بتوبيخ : علمتَ فما عملتا
فرأس العلم تقوى الله حقا 000 وليس بأن يقال لقد رأستا
وأفضـل ثوبك الإحسان لكـن 0000 نرى ثوب الإساءة قد لبستا
اذا ما لم يفدك العلم خيرا000 فخير منه أن لو قد جهلتا
وإن ألقاك فهمك فـي مهاو 0000 فـليتك ثم ليتك ما فهمتا
ستجني من ثمار العجز جهلا 000 وتصغر في العيون إذا كبرتا
وتُفقد إن جهلت وأنت باق 0000 وتوجـد إن علمت ولو فُقدتا
وتذكر قولتي لك بعد حين 000000 إذا حقا بها يوما عملتا
وإن أهملتها ونبذت نصحا 000000 وملت إلى حطام قد جمعتا
فسوف تعض من ندم عليها 0000 وما تغني الندامة إن ندمتا
إذاأبصرت صحبك في سماء 0000 قد ارتفعوا عليك وقد سفلتا
فراجعها ودع عنك الهوينى 000 فما بالبطء تدرك ما طلبتا
ولا تختَل بمالك والهُ عنه 00000 فليس المال إلا ما عـلمتا
وليس لجاهل في الناس مغن 00000 ولو مُلك العراق له تأتا
سـينطق عـنك علمك في ملاءٍ 0000 ويكتب عنك يوما إن كتمتا
وما يغنيك تشييد المباني 000 إذا بالجهل نفسك قد هدمتا
جعلت المال فوق العلم جهلا 000لعمرك في القضية ما عدلتا
وبينهما بنص الوحــي بون 0000 سـتعلمه إذا طـــه قرأتا
لئن رفع الغـني لواء مال 0000 لأنت لواء علمك قد رفعـتا
لئن جلس الغني على الحشايا000 لأنت على الكواكب قد جلستا
وإن ركـب الجياد مسـومات 00000 لأنت مناهـج التقوى ركبتا
ومهما افتض أبكارالغواني 0000 فكم بكر من الحِكم افتضضتا
وليس يضـرك الإقـتار شيئا 0000 إذا ما أنت ربك قـد عرفتا
فـماذا عنده لك من جـميل 00000 إذا بفناء طاعـته أنخـتا
فقابل بالقبول لنصح قولي 00000 فإن أعرضت عنه فقد خسرتا
وإن راعيته قولا وفعلا 0000 وتاجرت الإله به ربحتا
فليست هذه الدنيا بشيءٍ 0000 تسوؤك حقبة وتسر وقتا
وغايتها إذا فكرت فيها 0000 كفيئك أو كحلمك إذ حلُمتا
سجنتَ بها وأنت لها محب 0000 فكيف تحب ما فيه سجنتا
وتطعمك الطعام وعن قريب 0000 ستطعم منك ما فيها طعمتا
وتعرى إن لبست بها ثيابا 0000 وتكسى إن ملابسها خلعتا
وتشهد كل يوم دفن خل 0000 كأنك لا تراد لما شهدتا
ولم تخلق لتعمرها ولكن 0000 لتعبرها فجد لما خلقتا
وإن هدمت فزدها أنت هدما 0000 وحصن أمر دينك ما استطعتا
ولا تحزن على ما فات منها 0000 إذا ما أنت في أخراك فزتا
فليس بنافع ما نلت منها 0000 من الفاني إذا الباقي حرمتا
ولا تضحك مع السفهاء يوما 0000 فإنك سوف تبكي إن ضحكتا
ومن لك بالسرور وأنت رهن 0000 وما تدري أتُفدى أم غللتا
وسل من ربك التوفيق فيها 0000 وأخلص في السؤال إذا سألتا
وناد إذا سجدت له اعترافا 0000 بما نادا ذو النون ابن متى
ولازم بابه قرعا عساه 0000 سيفتح بابه لك إن قرعتا
وأكثر ذكره في الأرض دأبا 0000 لتُذكر في السماء إذا ذكرتا
ولا تقل الصبا فيه امتهال0000 ونكر كم صغير قد دفنتا
وقل يا ناصحي بل أنت أولى 0000 بنصحك لو لفعلك قد نظرتا
تقطعني على التفريط لوما 0000 وبالتفريط دهرك قد قطعتا
وفي صغري تخوفني المنايا 0000 وما تدري بحالك حيث شختا
وكنت مع الصبا أهدى سبيلا 0000 فما لك بعد شيبك قد نكثتا
وها أنا لم أخض بحر الخطايا 0000 كما قد خضته حتى غرقتا
ولم أشرب حُميا أم دفرٍ 0000 وأنت شربتها حتى سكرتا
ولم أنشأ بعصر فيه نفع 0000 وأنت نشأت فيه وما انتفعتا
ولم أحلل بواد فيه ظلم 0000 وأنت حللت فيه وانتهكتا
لقد صاحبتَ أعلاما كبارا 0000 ولم أرك اقتديت بمن صحبتا
وناداك الكتاب فلم تجبه 0000 ونبهك المشيب فما انتبهتا
ويقبح بالفتى فعل التصابي 0000 وأقبح منه شيخ قد تفتا
ونفسك ذم لا تذمم سواها 0000 لعيب فهي أجدر من ذممتا
وأنت أحق بالتفنيد من 0000 ولو كنت اللبيب لما نطقتا
ولو بكت الدما عيناك خوفا 0000 لذنبك لم أقل لك قد أمنتا
ومن لك بالأمان وأنت عبد 0000 أُمرت فما ائتمرت ولا أطعتا
ثقلت من الذنوب ولست تخشى 0000 لجهلك أن تخف إذا وزنتا
وتشفق للمصر على المعاصي 0000 وترحمه ونفسك ما رحمتا
رجعت القهقرى وخبطت عشوى 0000 لعمرك لو وصلت لما رجعتا
ولو وافيت ربك دون ذنب 0000 ونوقشت الحساب إذاً هلكتا
ولم يظلمك في عمل ولكن 0000 عسير أن تقوم بما حملتا
ولو قد جئت يوم الحشر فردا 0000 وأبصرت المنازل فيه شتى
لأعظمت الندامة فيه لهفا 0000 على ما في حيتك قد أضعتا
تفر من الهجير وتتقيه 0000 فهلا من جهنم قد فررتا
ولست تطيق أهونها عذابا 0000 ولو كنت الحديد به لذبتا
ولا تنكر فإن الأمر جد 0000 وليس كما حسبت ولا ظننتا
أبا بكر كشفت أقل عيبي 0000 وأكثره ومعظمه سترتا
فقل ما شئت في من المخازي 0000 وضاعفها فإنك قد صدقتا
ومهما عبتني فلفرط علمي 0000 بباطنه كأنك قد مدحتا
فلا ترض المعايب فهو عار 0000 عظيم يورث المحبوب مقتا
وتهوي بالوجيه من الثريا 0000 ويبدله مكان الفوق تحتا
كما الطاعات تبلك الدراري 0000 وتجعلك القريب وإن بعدتا
وتنشر عنك في الدنيا جميلا 0000 وتلقى البر فيها حيث شئتا
وتمشي في مناكبها عزيزا 0000 وتجني الحمد فيما قد غرستا
وأنت ان لم تُعرف بعيبٍ 0000 ولا دنست ثوبك مذ نشأتا
ولا سابقت في ميدان زورٍ 0000 ولا أوضعتَ فيه ولا خببتا
فإن لم تنأ عنه نشبت فيه 0000 ومن لك بالخلاص إذا نشبتا
تدنس ما تطهر منك حتى 0000 كأنك قبل ذلك ما طهرتا
وصرت أسير ذنبك في وثاق 0000 وكيف لك الفكاك وقد أُسرتا
فخف أبناء جنسك واخش منهم 0000 كما تخشى الضراغم والسبنتا (1)
وخالطهم وزايلهم حِذارا 0000 وكن كالسامري إذا لُمستا
وإن جهلوا عليك فقل سلام 0000 لعلك سوف تسلم إن فعلتا
ومن لك بالسلامة في زمان 0000 تنال العصم إلا إن عصمتا
ولا تلبث بحي فيه ضيمٌ 0000 يميت القلب إلا إن كُبلتا
وغرب فالتغرب فيه خير 0000 وشرق إن بريقك قد شرقتا
فليس الزهد في الدنيا خمولا 0000 لأنت بها الأمير إذا زهدتا
ولو فوق الأمير تكون فيها 0000 سموا وارتفاعا كنت أنتا
فإن فارقتها وخرجت منها 0000 إلى دار السلام فقد سلمتا
وإن أكرمتها ونظرت فيها 0000 لإكرام فنفسك قد أهنتا
جمعتُ لك النصائح فامتثلها 0000 حياتك فهي أفضل ما امتثلتا
وطولتُ العتاب وزدت فيه 0000 لأنك في البطالة قد أطلتا
ولا يغررك تقصيري وسهوي 0000 وخذ بوصيتي لك إن رشدتا
وقد أردفتها تسعا حسانا 0000 وكانت قبل ذا مائة وستا
وصلى على تمام الرسل ربي 0000 وعترته الكريمة ما ذكرتا [/poem]
1- السَّبَنتَا : النمر
|