درر الكلام
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :-
** يبكي ويمسح دموعة **
عن ابي معشر قال : رأيت عون بن عبد الله في مجلس ابي
حازم يبكي ويمسح وجهة بدموعة فقيل لة : لم تمسح وجهك بدموعك ؟
قال : بلغني انة لا تصيب دموع الانسان مكانا من جسدة الا حرم الله عز
وجل ذلك المكان على النار .
{ العتق الاصغر والعتق الاكبر }
عن " السري " رحمة الله تعالى قال : دخلت سوق النخاسين ، فرأيت جارية ينادى عليها بالبرأة من
العيوب فاشتريتها بعشرة دنانير ، فلما انصرفت بها الى المنزل عرضت عليها الطعام .
فقالت لي : والله يا سيدي ما رأيت احدا في دارنا اكل نهارا قط ، ( اي كانوا يواظبون على الصيام )
قال : فخرجت ، فلما كان العشاء اتيتها بطعام فأكلت منة قليلا ، ثم قالت : يا مولاي هل بقيت لك خدمة ؟
قلت : لا .
قالت : " دعني لخدمة مولاي الاكبر " .
قلت : وأي كرامة .
فانصرفت الى بيت تصلي فية ، وصليت انا العشاء الآخرة ورقدت ، فلما مضى من الليل الثلث ضربت الباب
علي .
فقلت لها : ماذا تريدين ؟ .
قالت : يا مولاي أما لك حظ من الليل ؟
قلت : لا .إ فمضت ، فلما مضى النصف منة ضربت علي الباب وقالت : يا مولاي ، قام المتهجدون الى وردهم
قلت : يا جارية ..... أنا بالليل خشبة ( أي جثة هامدة ) وبالنهار جلبة ( اي كثير السعي ) فلما بقي من الليل الثلث
الاخير : ضربت علي الباب ضربا عنيفا .
وقالت : أما دعاك الشوق الى مناجاة الملك ، قم لنفسك وخذ مكانا فقد سبقك الخدام .
فهاج مني كلامها خاطرا .
وقمت فاسبغت الوضوء وركعت ركعات ، ثم تحسست اليها فوجدتها ساجدة وهي تقول : " بحبك الا غفرت لي "
فقلت لها : يا جارية .. ومن أين علمت انة يحبك ؟ .
قالت : لولا محبتة ما انامك واقامني
فقلت : اذهبي فانت حرة لوجة الله العظيم .. فدعت ثم خرجت وهي تقول : " هذا العتق الاصغر بقي العتق الاكبر " ( اي النار ) .
" اللهم زدنا منة "
كان رسول الله صلى الله علية وسلم اذا أكل طعاما قال :<< اللهم بارك لنا فية وأطعمنا خيرا منة >> .
أما اذا شرب لبنا -اي حليبا - قال : اللهم بارك لنا فية وزدنا منة . وذلك لأنة كلما رأى اللبن تذكر ذلك
اللبن الذي شربة ليلة الاسراء : فقال لة جبريل لقد أصبت الفطرة ، فأصاب الله بك امتك .
ولهذا كان النبي صلى الله علية وسلم يتأول لمن شرب اللبن في المنام بأنة ( العلم ) ولهذا كان يطلب الزيادة
لأن الله قد أمرة قائلا : " وقل رب زدني علما " .
<< حال الشيخ ابن تيمية في السجن >>
وصف ابن القيم في كتابة ( الوابل الصيب ) حال الشيخ ابن تيمية وحال نفسة في السجن فيقول : " قال لي مرة : ما يصنع أعدائي بي ؟
أنا جنتي وبستاني في صدري ، اينما رحت فهي معي لا تفارقني ، ان حبسي خلوة ، وقتلي شهادة ، واخراجي من بلدي سياحة إإ.. وهل
نفس بهذة المواصفات الا النفس المطمئنة الحرة التي قال فيها الشاعر :
اذا كانت النفوس كبارا ** تعبت في مرادها الاجسام
ويقول ابن القيم الجوزية :" قال ذات مرة : المحبوس من حبس قلبة عن ربة والمأسور من أسرة هواة . ولما دخل القلعة وصار من داخل أسوارها
نظر الية وقال : فضرب بينهم بسور لة باب باطنة فية الرحمة وظاهرة من قبلة العذاب .
وعلم الله ما رايت احدا اطيب عيشا منة قط مع ما كان فية من ضيق العيش وخلاف الرفاهية والنعيم ، ومع ماكان فية من الحبس والتهديد والارجاف ،
وهو مع كل ذلك أطيب الناس عيشا وأشرحهم صدرا واقواهم قلبا واسرهم نفسا ، تلوح نضرة النعيم على وجهة " .
"" ماذا فعل الله بك ؟ ""
ذكر المؤرخون ان سيبوية رئي بالمنام بعدما مات .
فقيل : ماذا فعل الله بك ؟ قال : غفر لي ..إ
لانني لما كتبت اسم الله قلت : هو اعرف المعارف
لا يعرف .
التوقيع |
( لا إله إلا الله سبحانك إني كنت من الظالمين ) |
|