معنى الحذاء والكلب.. بين ثقافتنا وثقافة الغرب
سوق عكاظ...
معنى الحذاء والكلب.. بين ثقافتنا وثقافة الغرب
لا شك أن الصحافي العراقي، منتظر الزيدي، بقذفه حذاءه على الرئيس بوش، قد اختار أبلغ ما في العرف العراقي والثقافة العربية الموروثة من معاني الإهانة والإساءة للخصم. فمثل هذا النوع من التعبير عن الغضب أو الانتقام، أضراره عند العرب معنوية كما هو معروف، وإن كان مجرد رمي الحذاء على الخصم، أو ضرب خياله الصامت به، كما فعل العراقيون المبتهجون بسقوط نظام صدام حسين، حينما شرعوا في ضرب صوره بالأحذية في شوارع العراق، ثم شاهدنا هذا الأسلوب في التعبير وقد تبرع به ذلك الصحافي العراقي حينما رمى فردتي حذائه على بوش، مرددا نعته إياه بالكلب. إن الحذاء والكلب، لا يعنيان في عقلية وثقافة الغرب ما يعنيانه عندنا نحن لسان الضاد، حيث نرى لديهم من يجلس وهو رافع على مكتبه رجليه منتعلا حذاءه دون اكتراث بمن حوله. أما الكلاب لديهم فلها الكثير من الاهتمام والعناية الفائقة كما هو معروف، مما جعل الكلب في بلاد الغرب كواحد من الأسرة في الرعاية والعناية، حتى بلغ بالبعض منهم أن أوصى بثروته بعد وفاته لكلبه. ومن الاهتمام البالغ للكلب في الغرب ما قاله أحد رؤساء أمريكا السابقين بعد نهاية ولايته حينما ذكر أن همه الوحيد أن يرى كلبه مرتاحا وقد اعتاد على سكنه الجديد خارج البيت الأبيض. لهذا فإن الحذاء والكلب وحتى الحمار - أكرمكم الله - لا تعنى لديهم الإهانة أو الانتقاص من الكرامة، فالحمار في أمريكا لمن لا يعلم؛ شعار ورمز الحزب الديمقراطي الذي ينتمي إليه الرئيس الجديد أوباما. في كل الأحوال، فقد حصل رمي الحذاء على بوش، ولكن ذلك في ثقافة بلاد الغرب لا يعتبر أكثر من رمي قبعة أو قفازات.
عبد الله رمضان العمري
التوقيع |
مع الشكر والتقدير |
|