العودة   ::{ مجالس قبيلة هذيل }:: موقع يهتم بتراث القبيلة ومفاخرها > المجالس الخاصـــة > مجلس أمجاد و تاريخ هذيل > مجلس قبائل هذيل
 

مجلس قبائل هذيل للتعريف بقبائل هذيل وأنسابها

إضافة رد
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
 
قديم 03-20-2007, 09:45 PM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو

 
إحصائية العضو






اخر مواضيعي
 

الأمير المسعودي غير متواجد حالياً


افتراضي نسب هذيل بن مدركة بن الياس بن مضر للبلاذري

[align=justify]نسب هذيل بن مدركة بن الياس بن مضر
وولد هذيل بن مدركة: سعد بن هذيل ولحيان بن هذيل، بطن. وعميرة بن هذيل. وهرمة بن هذيل، وأمهم ليلى بنت مران بن بلي بن عمرو بن الحاف بن قضاعة.
فولد سعد بن هذيل: تميم بن سعد. وخناعة، بطن. وحريب بن سعد. ومنعة بن سعد. ورهم بن سعد. وغنم بن سعد. ورهام بن سعد. وريث بن سعد وهو عوف، وأمهم الفرعة بنت شقر بن الحارث بن تميم بن مرو. وجوية بن سعد. يقال إنهم دخلوا في عبس فالحطيئة الشاعر منهم.
فولد تميم بن سعد: الحارث بن تميم. ومعاوية بن تميم. وعوف بن تميم، أمهم الكنود بنت لحيان بن هذيل.
فولد الحارث بن تميم: عمرو بن الحارث. وكاهل بن الحارث، وأمهما هند بنت مازن بن كاهل بن أسد بن خزيمة.
فولد كاهل بن الحارث: صاهلة بن كاهل، بطن. وصبح بن كاهل، بطن. وكعب بن كاهل. فولد صاهلة بن كاهل مخزوم بن صاهلة. وخزيمة بن صاهلة، بطن، وقريم بن صاهلة. وملاص بن صاهلة.
فولد مخزوم بن صاهلة. فار بن مخزوم. وزبيد بن مخزوم. والحارث بن مخزوم. وحارثة بن مخزوم. فولد فار بن مخزوم: شمخ بن فار.
منهم: عبد الله بن مسعود بن غافل بن حبيب بن شمخ بن فار بن مخزوم بن صاهله بن كاهل بن حارث بن تميم بن سعد بن هذيل، وأمه أم عبد بنت عبد ود، من ولد قريم بن صاهلة. وأمها هند بنت عبد الحارث بن زهرة بن كلاب. وكان عبد الله بن مسعود يكنى أبا عبد الرحمن.
وقال الواقدي: كان إسلام عبد الله قبل دخول النبي صلى الله عليه وسلم دار الأرقم.
وقال الواقدي وأبو معشر: هاجر ابن مسعود إلى أرض الحبشة مرتين.
وقال محمد بن إسحاق: هاجر في المرة الثانية.
حدثني محمد بن سعد، ثنا محمد بن ربيعة الكلابي عن أبي عميس عن القاسم بن عبد الرحمن أن عبد الله بن مسعود أخذ في أرض الحبشة في شيء فرشا دينارين.

حدثني محمد بن سعد، ثنا عفان، ثنا حماد بن سلمة عن عاصم بن أبي النجود عن زر بن حبيش عن عبد الله بن مسعود قال: كنت غلاما يافعا أرعى غنما لعقبة بن أبي معيط فجاء النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وقد فرا من المشركين فقالا: يا غلام هل عندك من لبن ؟ فقلت: إني مؤتمن. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: هل عندك من جذعة لم ينز عليها الفحل ؟ قلت: نعم. فأتيته بها فاعتقلها النبي صلى الله عليه وسلم ومسح ضرعها ودعا فحفل الضرع، ثم أتاه أبو بكر بصخرة منقعرة فاحتلب فيها ثم شرب وأبو بكر ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للضرع: اقلص، فقلص، قال: ثم أتيته بعد ذلك فقلت: علمني هذا القول. فقال: إنك غلام معلم. قال فأخذت من فيه سبعين سورة لا ينازعني فيها أحد.
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ومحمد بن سعد، قالا: ثنا أبو نعيم، ثنا المسعودي.
وحدثني عمرو بن محمد الناقد، ثنا محمد بن عبيد عن المسعودي عن القاسم بن عبد الرحمن قال: كان أول من أفشى القرآن بمكة من في رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله بن مسعود.
حدثنا عفان بن مسلم، ثنا عبد الواحد بن زياد، ثنا الأعمش، أنبأ شقيق قال: خطبنا ابن مسعود فذكر كلاما ثم قال: على قراءة من تأمرونني أن أقرأ، على قراءة زيد ؟ فوالله الذي لا إله غيره لقد أخذت من في رسول الله صلى الله عليه وسلم بضعا وسبعين سورة وزيد غلام له ذؤابتان يلعب مع الغلمان. ثم قال: والذي لا إله إلا هو، لو أعلم أحدا اعلم بكتاب الله مني تبلغه الإبل لأتيته.
قال شقيق: فقعدت في حلق فيها أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فما سمعت أحدا منهم رد عليه ما قال.
حدثني الحسين بن علي بن الأسود، ثنا يحيى بن آدم، ثنا أبو بكر بن عياش عن عاصم عن زر عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أحب أن يقرأ القرآن رطبا أو قال غضا كما أنزل فليقرأ على قراءة ابن أم عبد أو كما يقرأ ابن أم عبد .
حدثنا عمرو الناقد وعبيد الله القواريري قالا: ثنا أبو معاوية محمد بن خازم، ثنا الأعمش عن ابراهيم عن علقمة قال: جاء رجل إلى عمر وهو لا يعرفه فقال: يا أمير المؤمنين جئتك من الكوفة وتركت بها رجلا يملي المصاحف عن ظهر قلبه، فغضب عمر، وقال: من هو ويحك؟. قال: عبد الله بن مسعود. قال: فذهب الغصب عن عمر ثم قال: ويحك والله ما أعلمه بقي أحد من الناس أحق بذلك منه. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من سره أن يقرأ القرآن رطبا كما أنزل فليقرأه على قراءة ابن أم عبد.
حدثنا زهير بن حرب أو خيثمة، ثنا جرير بن عبد الحميد الضبي عن الأعمش عن أبي وائل عن مسروق عن عبد الله بن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم سمعه يقول: استقرئوا القرآن من أربعة: من ابن أم عبد فبدأ به ومن أبي بن كعب، ومن سالم مولى أبي حذيفة، ومن معاذ بن جبل.
حدثني أبو بكر الأعين، ثنا أبو نعيم عن أبي الأحوص عن سعيد بن مسروق عن أبي الضحى عن عبد الله قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: إقرأ علي. فقلت: كيف أقرأ عليك القرآن وعليك أنزل ؟ فقال: إني أحب أن أسمعه من غيري، فقرأت عليه سورة النساء حتى بلغت: " فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد " قال: حسبك. ونظرت إليه وقد اغرورقت عيناه. فقال: من سره أن يقرأ القرآن غضا كما أنزل فليقرأه قراءة ابن أم عبد.
حدثني محمد بن حاتم بن ميمون المروزي، ثنا عبد الله بن نمير الهمداني، أنبأ الأعمش عن مسلم بن صبيح عن مسروق قال: لقد جالست أصحاب محمد فوجدتهم كالأخاذ فمنها: ما يروي الرجل، ومنها ما يروي الرجلين ومنها ما يروي العشرة، ومنها ما يروي المائة، ومنها ما يروي لو نزل به أهل الأرض لصدروا رواء فوجدت عبد الله بن مسعود أغزر تلك الأخاذ.
حدثنا سريج بن يونس، ثنا أبو معاوية الضرير، ثنا الأعمش عن ابراهيم قال: قال عبد الله: أخذت من فم رسول الله صلى الله عليه وسلم بضعا وسبعين سورة.

حدثنا عفان، ثنا عبد الواحد بن زياد ثنا سليمان الأعمش عن مالك بن الحارث عن أبي الأحوص قال: كان نفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في دار أبي موسى يعرضون مصحفا فقام عبد الله فخرج فقال أبو مسعود الأنصاري: هذا أعلم من بقي بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم فقال أبو موسى: إن يكن كذاك فلقد كان يؤذن له إذا حجبنا ويشهد إذا غبنا.
حدثني محمد بن سعد، ثنا يحيى بن عباد، ثنا حماد بن سلمة عن عاصم عن زر بن حبيش عن عبد الله بن مسعود قال: أخذت من فم رسول الله صلى الله عليه وسلم سبعين سورة لا ينازعني فيها أحد.
حدثني محمد بن سعد، ثنا عبيد الله بن موسى، أنبأ الحسن بن صالح عن مطرف، حدثني عامر عن مسروق قال: كان أصحاب الفتوى من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: علي، وعمر، وابن مسعود، وزيد بن ثابت، وأبي بن كعب، وأبو موسى الأشعري.
حدثنا عفان بن مسلم، ثنا وهيب بن خالد، أنبأ داود بن أبي هند عن عامر قال: كان مهاجر عبد الله بن مسعود إلى حمص فحدره عمر إلى الكوفة، وكتب إليهم: والله الذي لا إله إلا هو لقد آثرتكم بعبد الله بن مسعود على نفسي فخذوا عنه.
قالوا وبعث عمر عبد الله بن مسعود على قضاء أهل الكوفة وبيت مالهم، وفرض له ولعمار ولعثمان بن حنيف شاة: شطرها وسواقطها لعمار ولابن مسعود، ولعثمان الشطر الآخر.
المدائني عن الوقاصي عن الزهري قال: كان ابن مسعود يوافي عمر في كل موسم فيعرض عليه ما كان فيه فما رضيه أقام عليه وما نهاه عنه تركه. وجاء قوم فشكوه فلم يحفل بشكيتهم.
حدثني شجاع بن مخلد الفلاس، ثنا جرير بن عبد الحميد عن مغيرة قال: كانت دار ابن مسعود شبيهة بالمدينة فأحدث ولد له حدثا فأخربوها.
حدثني عمرو بن محمد الناقد، حدثني معاوية بن عمرو عن زائدة عن الأعمش عن شقيق عن عمرو بن ميسرة عن عبد الله بن مسعود قال: طول الصلاة وقصر الخطبة مئنة من فقه الرجل.
حدثنا خلف البزار، ثنا سلام الخراساني الطويل عن زيد العمي عن معاوية بن قرة عن ابن مسعود أنه كان يقرأ القرآن في كل جمعة مرة، وفي شهر رمضان في كل ثلاث ليال، وكان يكره النوم قبلها أو الحديث بعدها.
حدثني عمرو الناقد، ثنا أبو نعيم عن سفيان عن الأعمش عن عمارة بن عمير عن عبد الرحمن بن يزيد قال: كان ابن مسعود يعلمنا التشهد كما يعلمنا السورة من القرآن لا يخطيء بألف ولا واو.
حدثنا عبد الله بن صالح المقريء عن المسعودي عن سليمان بن ميناء عن نفيع مولى عبد الله قال: كان عبد الله بن مسعود من أجود الناس ثوبا أبيض وأطيب الناس ريحا.
وحدثني محمد بن سعد عن يزيد بن هارون عن المسعودي عن سليمان بن نفيع بمثله.
حدثنا ابن الشاذكوني عن أبي عامر العقدي، حدثني سفيان عن سليمان الأعمش عن ابراهيم، أخبرني من رأى في يد عبد الله خاتما من حديد.
حدثنا أبو نصر التمار، ثنا شريك عن جابر عن الشعبي قال: كان على خاتم ابن مسعود ذيبان بينهما الحمد لله.
حدثني أبو أيوب الرقي المعلم، ثنا عيسى بن يونس عن الأعمش عن ابراهيم قال: قال عبد الله: إياكم والمعاذير فإنه يخالطها الكذب.
وحدثني الحسن بن عثمان الزيادي عن اسماعيل بن مجالد عن بيان عن قيس بن أبي حازم أن ابن مسعود قال لسعد: رد المال الذي استسلفته من بيت المال فغضب سعد وقال: هل أنت إلا عبد من هذيل. فقال: وأنت ابن حمنه، فقام سعد فاستقبل القبلة فسأله ابن مسعود ألا يلعنه ولا يدعو عليه فلم يفعل.
حدثنا بكر بن الهيثم عن عبد الرزاق بن معمر قال: كان ابن مسعود يقول: لا يبلغ أحدكم حقيقة الإيمان حتى يدع المراء في الحق والكذب في المزاح والسفه عند الغضب، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، وما أخطأه لم يكن ليصيبه.
وروي عنه أنه قال: إياكم والمزاح فإن فيه التذابح.
وقال الواقدي: لما هاجر ابن مسعود من مكة إلى المدينة نزل على معاذ بن جبل، ويقال على سعد بن خيثمة، وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين معاذ.
حدثني علي بن عبد الله المديني، ثنا سفيان بن عينية عن عمرو بن دينار عن يحيى بن جعدة قال: لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة قال بنو عبد مناف بن زهرة: نكب عنا ابن أم عبد، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فلم بعثت إذا، إن الله لا يقدس قوما لا يعطون الضعيف منهم حقه.

وقال الواقدي: خط رسول الله صلى الله عليه وسلم لابن مسعود عند المسجد.
قالوا: وشهد عبد الله بدرا وضرب عنق أبي جهل بعد أن أثبته ابنا عفراء، وشهد أيضا أحدا والخندق وجميع المشاهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم. وروي عن ابن مسعود في قول الله عز وجل: " الذين استجابوا لله والرسول " قال: كنا ثمانية عشر رجلا.
حدثني محمد بن سعد عن الواقدي عن عبد الله بن جعفر عن رجل عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة قال: كان عبد الله بن مسعود صاحب سواد رسول الله صلى الله عليه وسلم يعني سره، وصاحب وساده وسواكه ونعليه وطهوره، وهذا في السفر.
حدثني محمد بن سعد والحسين بن علي بن الأسود قالا: ثنا عبيد الله بن موسى عن المسعودي عن عبد الملك بن عمير عن أبي مليح قال: كان عبد الله يستر النبي صلى الله عليه وسلم إذا اغتسل ويوقظه إذا نام ويمشي معه على الأرض وحشا، يعني وحده.
حدثني عمرو الناقد، ثنا أبو نعيم عن المسعودي عن القاسم بن عبد الرحمن قال: كان عبد الله يلبس رسول الله نعليه، ويمشي أمامه بالعصا، فإذا جلس في مجلسه نزع نعليه فأدخلهما في ذراعه، وأعطاه العصا، فإذا أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقوم ألبسه نعليه، ثم مشى بالعصا أمامه حتى يدخل الحجرة قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وحدثني محمد بن سعد، ثنا أبو نعيم عن المسعودي عن عياش العامري عن عبد الله بن شداد بن الهاد أن عبد الله بن مسعود كان صاحب السواد والوسادة.
حدثني محمد بن سعد، ثنا عبد الله بن ادريس قال: سمعت الحسن بن عبيد الله النخعي يذكر عن ابراهيم عن عبد الرحمن بن يزيد عن عبد الله قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذنك علي أن يرفع الحجاب وتسمع سوادي، حتى أنهاك.
وحدثني محمد بن سعد، ثنا عفان، أنبأ شعبة، ثنا أبو اسحاق قال: قال أبو موسى الأشعري: لقد أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وما أرى ابن مسعود إلا من أهله.
حدثني عمرو بن محمد، ثنا أبو معاوية، أنبأ الأعمش عن ابراهيم عن علقمة قال: كان عبد الله يشبه بالنبي صلى الله عليه وسلم في هديه وسمته. قال: وكان علقمة يشبه بعبد الله.
حدثني محمد بن سعد، ثنا محمد بن عبيد، ثنا الأعمش عن شقيق قال: سمعت حذيفة يقول إن أشبه الناس هديا ودلا وسمتا بمحمد صلى الله عليه وسلم عبد الله بن مسعود من حين يخرج إلى أن يرجع ما يدري ما يصنع في بيته.
حدثنا وهب بن بقية، ثنا يزيد بن هارون، أنبأ شعبة عن المغيرة عن ابراهيم عن علقمة عن أبي الدرداء سمعته يقول: ألم يكن فيكم صاحب السواد الوساد، يعني ابن مسعود.
حدثني عمرو بن محمد الناقد، ثنا حفص بن غياث، أنبأ الأعمش عن عمرو بن مرة عن أبي عبيدة قال: كان عبد الله إذا دخل الدار استأنس ورفع كلامه حتى يسمعوا.
حدثني محمد بن سعد، انبأ مالك بن اسماعيل النهدي، أنبأ اسرائيل عن ثوير عن أبيه قال: سمعت ابن مسعود يقول: ما نمت نومه الضحى منذ أسلمت.
حدثني عمرو بن محمد، ثنا أبو نعيم، ثنا زهير بن معاوية عن أبي إسحاق عن عبد الرحمن بن يزيد قال: ما رأيت فقيها أقل صوما من عبد الله فقيل له: لم لا تصوم ؟ قال: إني أختار الصلاة على الصوم واذا صمت ضعفت عن الصلاة.
حدثني أحمد بن إبراهيم الدورقي، ثنا وهيب بن جرير عن مرة عن النزال بن عمار عن أبي عثمان النهدي قال: صليت مع ابن مسعود صلاة فقرأ فيها: " قل هو الله أحد " فوددت أنه قرأ بنا سورة البقرة من حسن صوته وترتيله.
حدثني محمد بن سعد، ثنا يحيى بن عيسى الرملي عن سفيان عن الأعمش عن أبي الضحى عن مسروق قال: قال عبد الله بن مسعود: ما نزلت سورة إلا وأنا أعلم فيما نزلت ولو أعلم أن أحدا أعلم بكتاب مني تبلغه الإبل أو قال: المطي لأتيته.
حدثني بكر بن الهيثم، ثنا أبو نعيم عن قيس بن الربيع عن قاسم عن زر عن عبد الله أنه كان يصوم الإثنين والخميس.
حدثني الحسين بن الأسود، ثنا محمد بن الفضيل عن العلاء بن المسيب عن أبيه قال: قال ابن مسعود: إقتصاد في سنة، خير من اجتهاد في بدعة.
حدثنا أحمد بن هشام بن بهرام عن شعيب بن حرب عن عبد الرحمن بن عبد الله عن الحكم بن عتيبة قال: عبد الله: أنذركم فضول القول فبحسب الرجل من الكلام ما بلغ به حاجته.

حدثنا أحمد بن إبراهيم الدورقي، ثنا أبو داود، ثنا زهير عن أبي إسحاق عن علقمة والأسود ومسروق أن عبد الله كان يكبر في الفطر والنحر سبع تكبيرات، يكبر تكبيرة يفتتح بها الصلاة، ثم يكبر ثلاثا، ثم يقرأ ثم يكبر، فيركع بالخامسة ثم يقوم فيكبر أربعا يركع بالرابعة.
حدثنا عمرو بن محمد الناقد ومحمد بن سعد قالا: ثنا محمد بن الفضيل، ثنا المغيرة عن أم موسى قالت: سمعت علي بن أبي طالب يقول: أمر النبي صلى الله عليه وسلم ابن مسعود أن يصعد شجرة فيأتيه منها بشيء فنظر أصحابه إلى خموشة ساقيه فضحكوا فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ما تضحكون لرجل هو عند الله يوم القيامة في الميزان أثقل من أحد.
حدثنا عفان بن مسلم، ثنا حماد بن سلمة، أنبأ عاصم بن بهدلة عن زر بن حبيش عن عبد الله بن مسعود قال: كنت أجتني لرسول الله صلى الله عليه وسلم من الأراك فضحك القوم من دقة ساقي فقال النبي صلى الله عليه وسلم: مم تضحكون ؟ قالوا: من دقة ساقيه. فقال: لهي أثقل في الميزان من أحد.
حدثني أبو نصر التمار، ثنا شريك عن أبي حصين عن أبي عطية الهمذاني قال: سأل رجل أبا موسى عن مسألة فأجابه فيها، ثم أتى عبد الله بن مسعود فسأله عنها فخالف أبا موسى، فأتى الرجل أبا موسى فأخبره بقول ابن مسعود فقال أبو موسى: لا تسألوني عن شيء وهذا الحبر بين أظهركم.
حدثني عمرو بن محمد ومحمد بن سعد، قالا: ثنا وكيع عن اسماعيل بن أبي خالد عن أبي عمرو الشيباني قال: قال أبو موسى: لا تسألوني ما دام هذا الحبر فيكم، يعني ابن مسعود.
حدثني محمد بن حاتم المروزي وابراهيم بن مسلم الوكيعي قالا: ثنا وكيع بن الجراح، أنبأ اسماعيل بن أبي خالد عن أبي عمرو الشيباني عن أبي موسى بمثله.
حدثني عمرو بن محمد الناقد ومحمد بن حاتم قالا: حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن زيد وهب قال: أقبل عبد الله بن مسعود ذات يوم، وعمر جالس فلما رآه عمر، قال: كنيف مليء فقها، أو قال علما.
حدثني محمد بن سعد، ثنا ابن نمير، ثنا الأعمش عن حبة بن جوين قال: كنا عند علي بن أبي طالب فذكرنا بعض قول عبد الله فأثنى القوم عليه وقالوا: ما رأينا يا أمير المؤمنين رجلا كان أحسن خلقا، ولا أرفق تعليما، ولا أحسن مجالسة ولا أشد ورعا من عبد الله بن مسعود فقال علي: نشدتكم الله، أهو الصدق من قلوبكم ؟ قالوا: نعم. فقال: اللهم إني أشهدك أني أقول فيه مثل ما قالوا وأفضل.
حدثني الحسين بن علي بن الأسود، ثنا يحيى بن آدم، ثنا أبو خالد الأحمر عن المسعودي عن القاسم قال: كان عبد الله إذا حدث حديثا جاء بمصداقه من كتاب الله.
حدثني أبو بكر الأعين ومحمد بن سعد قالا: ثنا الفضل بن دكين عن المسعودي عن مسلم البطين عن عمرو بن ميمون قال: اختلفت إلى عبد الله بن مسعود سنة فما سمعته يحدث فيها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا أنه حدث ذات يوم فجرى على لسانه قال رسول الله، فعلاه كبت حتى رأيت العرق يتحدر عن جبهته، ثم قال: إن شاء الله إما فوق ذاك، وإما دون ذاك، وإما قريبا من ذاك.
حدثنا عفان، ثنا شعبة، أنبأ جامع بن شداد، ثنا عبد الله بن مرداس قال: كان عبد الله يخطبنا كل خميس فيتكلم بكلمات ونسكت نحن حين يسكت، ونحن نشتهي أن يزيدنا.
حدثني محمد بن سعد، ثنا محمد بن عبد الله الأسدي عن مسعر بن كدام عن محمد بن جحادة عن طلحة بن مصرف قال: كان عبد الله يعرف بالليل بريح الطيب.
حدثنا خلف بن هشام البزار، ثنا خالد بن عبد الله، ثنا اسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم قال رأيت عبد الله بن مسعود رجلا خفيف اللحم.
المدائني قال: يروى عن ابن مسعود أنه قال: إذا كره القلب عمي.
وروي عنه أنه قال: ليس الواعظ من جهل أقدار السامعين وإرادة المريدين. وروي ذلك عن بكر بن عبد الله المزني أيضا.
حدثني محمد بن سعد، ثنا أبو نعيم عن المسعودي عن القاسم بن عبد الرحمن قال: كان عطاء ابن مسعود ستة آلاف درهم.
وروي عن أبي الأحوص عن عبد الله أنه رأى عبد الله بن مسعود يخطب فرأى حية فنزل عن المنبر فقتلها.

حدثنا الحسين بن علي بن الأسود، ثنا عبيد الله بن موسى عن اسرائيل عن ابي اسحاق عن الحارث عن علي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لو كنت مؤثرا أحدا دون شورى المسلمين لأمرت ابن ام عبد.
حدثنا عبد الله بن محمد بن أبي شيبة، ثنا يحيى بن سعيد القطان، انبأ سفيان عن الأعمش عن عمارة بن عمير عن حارث بن ظهير قال: لما نعي ابن مسعود إلى أبي الدرداء قال: ما خلف بعده مثله.
حدثنا عمرو الناقد، ثنا أبو معاوية عن الأعمش عن عمرو بن مرة عن أبي البختري عن علي عليه السلام قلنا له: حدثنا ابن مسعود قال: علم القرآن والسنة، ثم انتهى وكفى بذلك علما.
حدثني أحمد بن هشام بن بهرام، ثنا وكيع عن الأعمش عن مالك بن الحارث عن أبي خالد رجل من أصحاب عمر رضي الله تعالى عنه قال: وفدنا على عمر فأجازنا ففضل أهل الشام علينا فقلنا: يا أمير المؤمنين أتفضل أهل الشام علينا ؟ فقال: يا أهل الكوفة، أجزعتم أن فضلت أهل الشام عليكم لبعد سفرهم وقد آثرتكم بابن ام عبد.
حدثني داود بن عبد الحميد، ثنا عيسى بن يونس عن الأعمش عن ابراهيم قال: قال عبد الله بن مسعود: إياكم وما يعتذر منه فإنه قلما اعتذر رجل إلا كذب.
حدثني محمد بن سعد عن الواقدي عن عبد الله بن جعفر عن عبد الرحمن بن محمد عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة قال: كان عبد الله بن مسعود رجلا نحيفا قصيرا شديد الأدمة وكان لا يغير شيبه.
حدثني محمد بن سعد، ثنا وكيع عن سفيان عن أبي إسحاق عن هبيرة بن يريم قال: كان لعبد الله شعر يرفعه على أذنيه كأنما جعل بعسل، قال وكيع: لا يغادر شعرة شعرة.
وحدثني محمد بن سعد، ثنا الفضل بن دكين، ثنا زهير عن أبي إسحاق عن هبيرة بن يريم قال: كان شعر عبد الله يبلغ ترقوته فإذا صلى جعله وراء أذنه.
حدثني علي بن شور المقرئ، ثنا عبد الوهاب بن عطاء الخفاف، ثنا سعيد بن أبي عروبة عن أبي معشر عن ابراهيم أنه كان خاتم ابن مسعود من حديد.
حدثنا شجاع بن مخلد، ثنا أبو معاوية عن الأعمش عن ابراهيم عن علقمة أن عبد الله مرض مرضا شديدا فجزع فقلنا له: ما رأيناك جزعت من مرض جزعك من مرضك هذا فقال: إنه أخذني واقرب بي من الغفلة.
وحدثني محمد بن سعد عن الواقدي عن سفيان الثوري: قال: ذكر الموت عن عبد الله فقال: ما أنا له اليوم بمتيسر.
حدثني محمد بن سعد عن يعلى بن عبيد عن اسماعيل عن رجل من بجيلة أن عبد الله بن مسعود قال: وددت أني إذا نمت لا أبعث.
حدثنا القاسم بن سلام أبو عبيد، ثنا اسماعيل بن جعفر عن عمرو بن أبي عمرو مولى المطلب عن سعيد بن أبي سعيد عن أبي هريرة أن زينب الثقفية امرأة عبد الله بن مسعود أخذت حليا لها فقال لها ابن مسعود إلي أين تذهبين بهذا ؟ قالت: أتقرب به إلى الله ورسوله، فقال: هلمي فتصدقي به علي وعلى ولدي فأنا له موضع. قالت: لا والله أو استأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاستأذنته فقال صلى الله عليه وسلم: تصدقي به عليه وعلى بنيه فإنهم له موضع.
حدثنا ابراهيم بن مسلم الخوارزمي، ثنا وكيع عن أبي العميس عن عامر بن عبد الله بن الزبير أن عبد الله بن مسعود أوصى إلى الزبير وكانت وصيته: بسم الله الرحمن الرحيم: ذكر ما أوصى به عبد الله بن مسعود إن حدث به حدث في مرضه.
هذا ما أوصى إن مرجع وصيته إلى الله وإلى الزبير بن العوام وابنه عبد الله بن الزبير وأنهما في حل وبل مما وليا وقضيا من ذلك، وأنه لا تزوج امرأة من بناته إلا باذنهما أو قال: بعلمهما ولا تحجز عن ذلك زينب بنت عبد الله الثقفية.
حدثنا ابراهيم بن مسلم، ثنا وكيع عن أبي العميس عن حبيب بن أبي ثابت عن خثيم بن عمرو أن ابن مسعود أوصى أن يكفن في حلة بمائتي درهم.
حدثني محمد بن سعد، ثنا مالك بن اسماعيل، ثنا شريك عن محمد بن عبد الله المرادي عن عمرو بن مرة عن أبي عبيدة بن عبد الله أن ابن مسعود قال: ادفنوني عند قبر عثمان بن مظعون.
حدثني هدبة بن خالد، ثنا همام عن قتادة أن ابن مسعود دفن ليلا.
حدثني بكر بن الهيثم ثنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري وقتادة والكلبي أنهم قالوا في قول الله عز وجل: " حتى إذا خرجوا من عندك قالوا للذين أوتوا العلم ماذا قال آنفا " كان منهم عبد الله بن مسعود.

وقال الواقدي، أنبأ عبد الله بن جعفر عن عبد الرحمن بن محمد القاري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة قال: مات عبد الله بن مسعود بالمدينة ودفن بالبقيع في سنة اثنتين وثلاثين وله دار بالكوفة ابتناها إلى جانب المسجد.
وقال الواقدي: توفي ابن مسعود وهو ابن بضع وستين سنة وصلى عليه عمار بن ياسر، ويقال عثمان بن عفان، واستغفر كل واحد منهما لصاحبه قبل موت عبد الله، قال: وصلاة عثمان عليه أثبت عندنا. وقد روى قوم أنه أوصى ألا يصلي عليه عثمان.
حدثني روح بن عبد المؤمن، حدثني وهب بن جرير بن خازم، أنبأ شعبة عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص قال: شهدت أبا موسى وأبا مسعود فقال أحدهما لصاحبه: أتراه ترك بعده مثله، قال: لئن قلت ذاك فقد كان يدخل إذا حجبنا ويشهد إذا غبنا.
حدثني محمد بن سعد عن الواقدي عن منصور بن أبي الأسود عن ادريس بن يزيد عن عاصم بن بهدلة عن زر بن حبيش قال: ترك ابن مسعود لتسعين ألف درهم.
حدثني عمرو بن محمد الناقد ووهب بن بقية قالا: ثنا يزيد بن هارون عن اسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم قال: دخل الزبير على عثمان بعد وفاة ابن مسعود فقال: أعطني عطاء عبد الله فأهل عبد الله أحق به من بيت المال، فأعطاه خمسة عشر ألف درهم.
حدثني عمرو الناقد، ثنا حفص بن غياث عن هشام بن عروة عن أبيه أن عبد الله بن مسعود أوصى إلى الزبير، وكان عثمان قد حرمه عطاءه سنتين، فأتاه الزبير فقال له: إن عيال عبد الله أحوج إلى عطائه من بيت المال فأعطاه عشرين ألف درهم أو خمسة وعشرين ألفا.
حدثنا زهير بن حرب أو خيثمة، حدثنا جرير عن الأعمش عن أبي الضحى عن عبد الرحمن بن يزيد قال: كنا يوما عند أبي موسى في المسجد فنظر إلى الشمس حين زالت فقال: أين عبد الله، هذا ميقات هذه الصلاة فما كان بأسرع أن جاء عبد الله مسرعا، قال: وكان عبد الله يصلي يومئذ بالناس.
حدثني بكر بن الهيثم ومحمد بن سعد، قالا: ثنا أبو نعيم، ثنا سفيان عن الأعمش، أنبأنا زيد بن وهب قال: كان عبد الله يؤمنا في شهر رمضان وينصرف بليل.
حدثني عباس بن هشام الكلبي عن أبيه في إسناده قال: بعث عمر عبد الله بن مسعود إلى الكوفة يعلم الناس القرآن والسنة، وولاه بيت المال، وكان أول الناس جاء ببيعة عثمان إلى الكوفة وأخذها على الناس، ثم إنه بلغ عثمان عنه بعض الأمر، فأشخصه إلى ما قبله وأسمعه، ولم يأذن له في الخروج من المدينة فأقام بها ثلاث سنين حتى مات، وكان موته قبل مقتل عثمان. ولما مرض مرضه الذي مات فيه مرضه أزواج النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، وأتاه عثمان يعوده فقال له: كيف تجدك يا أبا عبد الرحمن ؟ قال: بخير. قال: ما تشتكي ؟ قال: ذنوبي. قال: فما تتمنى ؟ قال: رحمة ربي. قال: ألا أدعو لك طبيبا ؟ قال: الطبيب أمرضني. قال: أفلا آمر لك بعطائك، وكان قد قطعه عنه لموجدته عليه، فقال: منعتنيه وأنا محتاج إليه وتعطينيه وأنا مستغن عنه. قال: يكون لولدك. قال: يرزقهم الله. فدفن بالبقيع وصلى عليه عمار بن ياسر، وكلم الزبير عثمان في عطائه فدفعه إليه لولده وعياله.
قال: وكان ابن مسعود يخطب بالكوفة فيقول: الشقي من شقي في بطن أمه والسعيد من وعظ بغيره، وكان يعلم الرجال القرآن ثم يتحول فيعلم النساء وكان يطرد النساء يوم الجمعة من المسجد ويقول: عليكن ببيوتكن فإن هذا ليس لكن بمجلس.
وروي عن ابن مسعود أنه قال: إياكم وفضول القول فبحسب المرء من الكلام ما بلغ من حاجته.
وقال أبو اليقظان: قتل ابن مسعود أبا جهل. وكان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة الجن وكان صاحب سواده أي أسراره، وصاحب وساده، وصاحب نعليه ورحلته، وصلى عليه الزبير، وإليه أوصى، وكان النبي آخى بينه وبينه.
ومن ولد عبد الله بن مسعود: أبو عبيدة بن عبد الله بن مسعود. والقاسم بن معن بن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود ولي قضاء الكوفة، وكان عالما بأمور العرب وأشعارهم فقهيا، وذكروا أنه فلج، والقاسم بن عبد الرحمن بن عبد الله مات في ولاية خالد بن عبد الله القسري.
ومنهم: عتبة بن مسعود أخو عبد الله بن مسعود لأبيه وأمه، يكنى أبا عون، أسلم وهاجر مع أخيه إلى أرض الحبشة في المرة الثانية، ومات بالمدينة في أيام عمر بن الخطاب، وكان ممن أقام مع جعفر بن أبي طالب بأرض الحبشة، ثم قدم مع جعفر حين قدم.

حدثنا عمرو بن محمد الناقد، ثنا إسماعيل بن ابراهيم يعني ابن علية عن يونس عن الحسن قال: لما توفي عتبة بن مسعود وجد عليه عبد الله بن مسعود وجدا شديدا، فقيل له في ذلك، فقال: أما والله ! إذ قضى الله فيه ما قضى فما أحب أني دعوته فأجابني.
حدثنا عبد الله بن صالح، أنبأ روح بن مسافر عن حماد عن ابراهيم عن ابن مسعود أنه لما نعي إليه أخوه عتبة قال: والله ما أحب أنه جالس فيكم الساعة وإن لم يكن أحد كان أحب إلي منه، قالوا: ولم تقول هذا يا أبا عبد الرحمن ؟ قال: لأني كنت أحب أن أؤجر فيه ولا يؤجر في.
وعبد الله بن عتبة بن مسعود، وقد ولي لعمر بن الخطاب. وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود صاحب عبد الله بن عباس. وعون بن عبد الله بن عتبة بن مسعود وهو الذي يقول فيه:
وقالوا مؤمن من أهل جور ... وليس المؤمنون بجائرينا
وقالوا مؤمن دمه حلال ... وقد حرمت دماء المؤمنينا
ثم إن عون بن عبد الله خرج مع ابن الأشعث فيما يقال، فلما هزم أصحابه هرب فأتى محمد بن مروان بن الحكم بنصيبين فأمنه، ثم إنه لزم عمر بن عبد العزيز وهو خليفة فكانت له منزلة منه حسنة، وإياه عنى جرير بن عطية في قوله:
يا أيها القارئ المرخي عمامته ... هذا زمانك إني قد مضى زمني
أبلغ خليفتنا إن كنت لاقيه ... إني لدى الباب كالمقرون في قرن
وقد ذكرنا هذا الخبر فيما تقدم من كتابنا.
ووعظ عون المفضل بن المهلب فقال: إياك والكبر فإنه أول ذنب عصي به الله ثم تلا: " إلا إبليس أبى واستكبر وكان من الكافرين " .
وكان عبد الملك ألزمه ابنه الوليد، فسأله عنه فقال: ألزمتني رجلا إن قعدت عنه عتب، وإن أتيته حجب، وإن عاتبته غضب. وقال بعضهم إن محمد بن مروان ألزمه ابنه فقال فيه هذا القول، ويقال إن سليمان بن عبد الملك ألزمه ابنه.
المدائني قال: قال عون بن عتبة: المؤمن أشد الناس لله خوفا وعلى نفسه زريا ولعمله احتقارا وأكثرهم حزنا وأشدهم فيما عند الله رغبة، وأحسنهم بالله ظنا.
حدثنا أحمد بن ابراهيم الدوقي، ثنا يحيى بن معين، ثنا حجاج بن محمد عن المسعودي عن عون بن عبد الله بن عتبة قال: الخير من الله كثير، ولن يبصره من الناس إلا اليسير، وهو للناس معروض، ولكن لا يعرفه من لا يراعيه، ولا يجده من لا يبتغيه، ولا يستوجبه من لا يعمل له، ألا ترون إلى كثرة نجوم السماء التي لا يهتدي بها إلا العلماء.
حدثنا أحمد بن ابراهيم، ثنا أبو عامر عبد الملك بن عمرو القيسي عن قرة عن عون بن عبد الله قال: بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أربع من الإيمان: الحياء، والعفاف، وعي اللسان لا عي القلب، والفقه، وهن يزدن في الآخرة وينقصن من الدنيا، وما يزدن في الآخرة أكثر مما ينقصن من من الدنيا. وثلاث من النفاق: الفحش والبذاء والشح، وهن يزدن في الدنيا وينقصن من الآخرة وما ينقصن من الآخرة أكثر مما يزدن في الدنيا قال: فحدثت بذلك عمر بن عبد العزيز فأعجبه.
المدائني عن يحيى بن اليمان عن سفيان قال: قال عون بن عبد الله: الدنيا غير مأمونة، من أكرمها أهانته، ومن رفضها أكرمته تخرج من يد من أطمأن إليها ووثق بدوامها وينالها من لم يكن يرجوها.
المدائني عن جويرية بن أسماء قال: حدث عون بن عبد الله عمر بن عبد العزيز عن ملك بنى مدينة له فأحسن بناءها، وهيأ طعاما للناس فجعل الرجل يأكل ويخرج فيسأله قوم قد وكلهم بمسألة الناس عن المدينة: هل تعرفون فيها عيبا ؟ فجعلوا ينعتون ويصفون، حتى خرج من المدينة رجل قد طعم فقالوا له: هل رأيت في المدينة عيبا ؟ فقال: نعم رأيت أنها تخرب بموت صاحبها، فأخبر الملك بذلك فقال: صدق، وترك ملكه وجعل يتعبد مع قوم كانوا يعرفونه وتركهم، وقال: إن هؤلاء قد رأوني ملكا فهم يجلوني، فاعتزلهم وأتى قوما لا يعرفونه فساح معهم، فهم عمر بن عبد العزيز أن يسيح ويخرج من الخلافة حتى رده مسلمة عن ذلك، وقال له: أتضيع أمر أمة محمد فسكن.
حدثنا محمد بن ابراهيم الدورقي عن حنظلة عن عون بن عبد الله قال: قلت لعمر بن عبد العزيز إن استطعت أن تكون عالما فكن عالما، فإن لم تستطيع فكن متعلما، فإن لم تكن متعلما فأحب العلماء فإن لم تحبهم فلا تبغضهم.

حدثنا أحمد بن ابراهيم، ثنا أبو نعيم الأحول، ثنا حنظلة قال: سمعت عون بن عبد الله بن عتبة يقول: كان عبد الله بن مسعود يعلم الناس أربعا: اللهم إني أعوذ بك من غنى يطغي، وفقر ينسي. وهوى يردي، وعمل يخزي. قال وزدت أنا عليها: ومن صاحب يغوي، وجار يؤذي.
حدثني الحسين بن علي بن الأسود، ثنا أبو أسامة عن مسعر عن معن بن عبد الرحمن عن عون قال: بينا رجل في بستان بمصر، وهو مهموم إذ وقف عليه رجل فقال له: مالي أراك مهموما أللدنيا، فإن الدنيا عرض حاضر يأكل منه البر والفاجر، أم للآخرة، فإن الآخرة وعد صادق يحكم فيها ملك عادل. فكانوا يرون أنه الخضر.
حدثنا الحسين بن علي، ثنا وكيع عن مسعر عن زيد العمي عن عون بن عبد الله قال: كان أهل الخير يقولون ويكتبون: من عمل لآخرته كفاه الله أمر دنياه، ومن أصلح ما بينه وبين الله أصلح الله ما بينه وبين الناس، ومن أصلح سريرته أصلح الله علانيته.
حدثني عبد الله بن صالح عن ابن يمان عن سفيان قال: قال عون بن عبد الله بن عتبة: الخير الذي لا شر فيه: الشكر مع العافية، فرب منعم عليه غير شاكر، ومتبلى غير صابر.
حدثنا أحمد بن ابراهيم الدورقي، ثنا يزيد بن هارون عن المسعودي عن عون أنه كتب إلى رجل: أما بعد فإني أوصيك بوصية الله التي حفظها سعادة لمن حفظها، وإضاعتها شقوة لمن ضيعها، واعلم أن رأس تقوى الله البصر وحقيقتها العمل، وكمالها الورع، وأن يفي لله بشرطه الذي شرط، وعهده الذي عهد، وفرضه الذي افترض، وأن ينقض كل عهد للوفاء بعهده ولا ينقض عهده للوفاء بعهد غيره، هذا جماع من القول يبصره البصير ولا يعرفه إلا اليسير.
حدثنا أحمد بن ابراهيم ثنا أبو النضر عن عبد الرحمن المسعودي عن عون قال: كان يقال: من كان في صورة حسنة، وموضع لا يشينه، ووسع عليه في رزقه ثم تواضع لله واتقاه كان من خلصان الله.
حدثنا أحمد بن ابراهيم، ثنا أبو النضر عن عبد الرحمن المسعودي عن عون قال: كان يقال أزهد الناس في عالم أهله ومثل ذلك مثل السراج بين أظهر القوم ليستصبح الناس به ويقول أهل البيت هو معنا وفينا، ويتكلون فلا يفجئهم إلا طفؤه.
حدثنا أحمد بن ابراهيم، ثنا حجاج بن محمد عن المسعودي عن عون بن عبد الله قال: قال رجل من الفقهاء: روأت في أمري فلم أجد خيرا لا شر معه إلا المعافاة والشكر.
المدائني عن عون بن عبد الله قال: ما أحسن الحسنة في أثر الحسنة، وأقبح منها السيئة في اثر السيئة.
حدثنا أحمد بن ابراهيم، ثنا أبو داود الطيالسي عن قرة عن عون بن عبد الله قال: كان يقال ان من البيان سحرا، ومن ذلك أن يكون بين الرجلين خصومة فيقول أحدهما لصاحبه إختر أي الخصومتين شئت فإنك لا تختار واحدة إلا خصمتك بالأخرى.
حدثنا أحمد بن ابراهيم، ثنا علي بن إسحاق المروزي عن ابن المبارك عن عبد الله بن الوليد عن عون بن عبد الله قال: أوصى رجل ابنه فقال يا بني عليك بتقوى الله وطاعته، وإن استطعت أن تكون اليوم خيرا منك أمس، وغدا خيرا منك اليوم فافعل، وإذا صليت فصل صلاة مودع. وإياك وكثرة تطلب الحاجات فإنه فقر حاضر، ودع ما يعتذر منه.
حدثنا أحمد بن ابراهيم، ثنا حجاج بن نصر عن قرة عن عون قال: مثل الذي يطلب العلم في الأحاديث ويترك القرآن مثل رجل أخذ باب زربه على غنمه فمرت به ظباء فاتبعها يطلبها فلم يدركها، ورجع فوجد غنمه قد خرجت وتفرقت فلا هذه أدرك ولا تلك حفظ.
حدثني عمرو بن محمد الناقد، ثنا يزيد بن هارون عن المسعودي قال: قال عون بن عبد الله: إن من قبلنا كانوا يجعلون للدنيا ما فضل عن آخرتهم وانكم اليوم تجعلون لآخرتكم ما فضل عن دنياكم.
المدائني قال: قال عون بن عبد الله: إن الله ليبتلي الرجل بما يكرهه عليه ليأجره، كما يكره أهل المريض مريضهم على الدواء لينفعه.
حدثنا أحمد بن ابراهيم، ثنا أبو داود صاحب الطيالسة، ثنا مطرف عن عون بن عبد الله أنه سمعه يقول: الدنيا والآخرة في قلب ابن آدم ككفتي الميزان إذا رجحت إحداهما خفت الأخرى. قال: وسمعته يقول ما تحاب رجلان في الله إلا كان أفضلهما أشدهما حبا لصاحبه.
حدثنا أحمد بن ابراهيم، ثنا أبو داود، ثنا مطرف قال: سمعت عون بن عبد الله يقول إذا سرك أن تنظر إلى الرجل أحسن ما يكون حالا فانظر إليه وهو قائم يصلي.

حدثنا أحمد بن ابراهيم، ثنا يزيد بن هارون عن المسعودي عبد الرحمن بن عبد الله عن عون قال: ما أحسب أحدا تفرغ لعيب الناس إلا من غفلة غفلها عن نفسه.
حدثنا أحمد بن ابراهيم عن يزيد بن هارون عن المسعودي عن عون أنه كان يقول: ما أنزل أحد الموت حق منزلته إلا وهو لا يعد عدة إلا من أجله. فكم من مستقبل يوما لا يستكمله وراج غدا لا يدركه، إنك لو أذكرت الأجل ومسيره أبغضت الأمل وغروره.
حدثنا أحمد، ثنا أبو النصر عن عبد الرحمن المسعودي عن عون بن عبد الله قال: الصيام من أربع: من المطعم، والمشرب، والمأثم، والمحرم.
حدثنا أحمد بن ابراهيم، ثنا قتيبة أبو رجاء البلخي، ثنا ليث بن سعد عن ابن عجلان عن عون أنه كان يقول: اليوم المضمار، وغدا السباق، والسبقة الجنة، وبالعفو تنجون.
حدثنا أحمد بن ابراهيم، ثنا قتيبة بن سعيد أبو رجاء عن ليث عن ابن عجلان عن عون أنه قال: من تمام التقوى أن تبتغي إلى ما علمت منها وما لم تعلم فإن لم تعلم فإن النقص مما علمت ترك ابتغاء الزيادة فيه، وإنما يحمل الرجل على ترك ابتغاء الزيادة منه قلة انتفاعه بما علم.
حدثنا أحمد بن ابراهيم، ثنا أبو السري سهل بن محمود عن الأشجعي عن موسى الجهني عن عون بن عبد الله أنه كان يقول: ويح نفسي كيف أغفل ولا يغفل عني أم كيف يهنئني عيشي واليوم الثقيل ورائي، أم كيف يشتد عجبي بدار في غيرها قراري وخلودي.
حدثنا أحمد بن ابراهيم، ثنا عبد الصمد بن عبد الوارث عن قرة عن عون أنه قال في قول الله عز وجل: " ولا تنس نصيبك من الدنيا " قال: نصيبه من الدنيا العمل الصالح فيها وليس كما تظنون.
حدثنا المدائني عن المسعودي عن عون بن عبد الله أنه قال: بحسبك من الكبر أن ترى لنفسك فضلا على غيرك.
حدثنا أحمد بن ابراهيم، ثنا الحجاج بن نصر عن قرة عن عون قال: إن الله ليأخذ بحجزة العبد أن يقع في النار.
حدثنا أحمد بن ابراهيم عن ميسرة بن اسماعيل الحلبي عن نوفل بن فرات عن عون أنه كان يقول: إن لكل إنسان سيدا من عمله، وأن سيد عملي الذكر.
حدثنا أحمد بن ابراهيم، ثنا أبو السري سهل بن محمود، ثنا سفيان عن أبي هارون قال: أتانا عون بن عبد الله في مجلس محمد بن كعب فجعل يبكي، وكان من موعظته أن قال: يا إخوتي لا تنسوا الفضل بينكم وإن أتى أحدكم سائل فلم يكن عنده ما يعطيه فليدع له بخير.
حدثنا أحمد، ثنا سهل بن محمود عن سفيان قال كان عون يقول: جالست الأغنياء فكنت كثير الهم أرى مركبا أفره من مركبي، وثوبا أحسن من ثوبي، ثم جالست الفقراء فاسترحت.
حدثنا أحمد بن ابراهيم، ثنا سهيل بن محمود عن سفيان قال: كان عون يقول الحمد لله الذي إذا شئت وضعت سري عنده أية ساعة شئت من ليل أو نهار بلا شفيع، فيقضي حاجتي، والحمد لله الذي إذا دعوته أجابني، وان كنت بطيئا حين يدعوني.
حدثنا أحمد بن ابراهيم، ثنا مبشر الحلبي عن تمام بن نجيح قال: رأيت على عون مطرف خز وجبة خز، وهو جالس بين المساكين، قال: وكنا نأتيه فيأمر جارية له فتقرأ القرآن بصوت حزين حتى تبكينا.
حدثنا أحمد بن ابراهيم، ثنا أبو النصر عن المسعودي عن عون بن عبد الله أنه مر برجل يسبح فقال: نعم ما تغرس.
حدثنا أحمد بن ابراهيم، ثنا عنبسة بن سعيد القرشي عن ابن المبارك عن المسعودي عن عون قال: الذاكر في الغافلين كالمقاتل خلف الفارين.
حدثنا أحمد بن ابراهيم، ثنا أبو معاوية الضرير، ثنا عاصم الأحول عن عون بن عبد الله قال: اجعلوا مسألة ربكم مهم حوائجكم في الصلاة المكتوبة، فإن فضل الدعاء فيها كفضلها على النافلة.
حدثنا أحمد بن ابراهيم، ثنا مبشر بن اسماعيل عن الأوزاعي عن عمر بن سعيد عن عون بن عبد الله قال: من قال هؤلاء الكلمات حين يصبح ويمسي لم يكتب يومئذ من الغافلين: اللهم أسلمت ديني إليك، ووجهت وجهي إليك، وفوضت أمري إليك، والجأت ظهري إليك، رهبة لك ورغبة إليك، لا ملجأ منك إلا إليك، آمنت بالرسول الذي أرسلت، والكتاب الذي أنزلت، وأنت مننت علي بذلك، وهديتني فلك الحمد كثيرا.

حدثني أحمد بن ابراهيم، حدثني يحيى بن معين، ثنا الحجاج بن محمد عن المسعودي عن عون أنه كان يقول في بكائه وذكر خطيئته: ويحي لأي شيء أعصى ربي إنما عصيته بنعمته عندي، ويحي من خطيئة ذهبت شهوتها عني وبقيت تبعتها علي في كتاب كتبه كتاب لم يغيبوا عني. وا سوءتي إذا لم استحيهم ولم أراقب ربي، ويحي نسيت ما لم ينس مني، ويحي طاوعت نفسا لا تطاوعني، طاوعتها فيما يضرها ويضرني ولم تطاوعني فيما ينفعها وينفعني. رب إني لم أرحم نفسي فارحمني، رب لا تكلني إليها فتهلكني، ويحي كيف أنسى ملك الموت الذي قد وكل بي، انساه ولا ينساني، يقص أثري فإن فررت أدركني، وإن ثبت وجدني، ويحي كيف ينام على مثل هذا الأمر ليلي، وكيف يقر على مثله مثلي، ويحي كيف لا يذهب ذكر خطيئتي كسلي في عبادة ربي، ولا يبعثني لما يذهبها عني، ويحي إن لم يرحمني ربي، ويحي أما تنهاني أولى خطيئتي عن الأخرى التي عمي عنها قلبي، ويحي إن حجبت يوم القيامة عن ربي فلم يزكني ولم ينظر إلي، ويحي كيف لا يشغلني ذكر خطيئتي عما يضرني ولا ينفعني. ويحك يا نفس تنسين ما لا ينسى، وقد أتيت ما لا يؤتى، وكل ذلك عليك محصى في كتاب لا يبيد ولا يبلى، أما تخافين أن تجزي به فيمن يجزى يوم تجزى نفس بما تسعى وقد آثرت ما يفنى على ما يبقى، يا نفس ويحك ألا تشفقين، وعلى ما أنت فيه تندمين، وبربك تأتمين، مالك إذا افتقرت تحزنين، وإذا استغنيت تبطرين، وإذا دعيت للخير تكسلين، ويحك لم تقولين في الدنيا قول الزاهدين، ولا تعملين للآخرة عمل الراغبين، يا نفس أترجين أن يرضى وانت لا ترضين، مالك إن سألت تكثرين، وإن أنفقت تقترين، ترجين الآخرة بغير عمل وتؤخرين التوبة بطول الأمل، وإن ابن آدم إذا سقم ندم، وإذا صح أمن، واذا افتقر حزن، واذا استغنى فتن ايرغب ولا ينصب فيما يرغب، ويرجو السلامة، ولم يحذر البلاء، ويح لنا ما أغرنا، ويح لنا ما أغفلنا، ويح لنا ما أجهلنا، ويح لنا ماذا يراد بنا، ويح لنا إن ختم على أفواهنا وتكلمت أيدينا وشهدت أرجلنا، ويح لنا حين تفشو أسرارنا وتستفتى جوارحنا، وتشهد علينا أجسادنا، فيومئذ لا براءة عندنا ولا عذر لنا، لنا الويل الطويل إن لم يرحمنا ربنا. رب ما أحكمك، وأمجدك، وأجودك، وأرأفك، وأرحمك، وأعلاك، وأقربك، وأقدرك، وأقهرك، وأوسعك، وأفضلك، وأبينك، وأنورك، وأنآك وأحضرك، وألطفك وأخبرك، وأحكمك، وأشكرك، وأحلمك، وأكرمك. رب ما أبلغ حجتك وأكثر مدحتك، رب ما أبين كتابك، وأشد عقابك، وأحسن مآبك وأجزل ثوابك، رب ما أسنى عطاءك، وأجل ثناءك رب ما أحسن بلاءك، وأسبغ نعماءك، رب ما أعظم سلطانك وأوضح برهانك، رب ما أمتن كيدك، وأغلب أيدك، رب ما أعز ملكك وأنفذ أمرك، رب ما أعظم عرشك، وأشد بطشك، رب ما أسرع فرجك وأحكم فعلك، رب ما أوفى عهدك، وأصدق وعدك، رب ما أحضر نفعك، وأتقن صنعك، عجبا كيف تعظم في الدنيا رغبتي، وقليل ما فيها يكفيني، أم كيف يشتد فيها حرصي ولا ينفعني ما تركت منها بعدي، وكيف أؤثرها وقد ضرت من آثرها قبلي، أم كيف لا أبادر بعملي قبل أن يغلق رهني، أم كيف تقر عيني مع ذكر ما سلف مني، فاغفر لي، واجعل طاعتك همي، وقو عليها عزمي، ولا تعرض عني يوم تعرضني بما سلف من ظلمي وجرمي، وآمني يوم الفزع الأكبر حين لا يهمني إلا نفسي.

وحدثنا أحمد بن ابراهيم، ثنا يحيى بن معين عن الحجاج بن محمد عن المسعودي عن عون بن عبد الله أنه قال: يا بني كن ممن نئي به عمن نئي عنه بغنى ونزاهة ودنوه ممن دنا منه بلين ورحمة، ليس نأيه بكبر وعظمة، ولا دنوه بخدع وخلابة، يقتدي بمن قبله وهو إمام من بعده، ولا يعجل فيما رابه، ويعفو إذا تبين، يغمض في الذي له ويزيد في الحق الذي عليه، ولا يعزب حلمه ولا يحضر جهله، الخير منه مأمول والشر مأمون، إن زكي خاف ما يقولون واستغفر لما لا يعلمون، يقول: ربي أعلم بي من نفسي، وأنا أعلم بنفسي من غيري، فهو لا يغره ثناء من جهل أمره ولا ينسى إحصاء شيء من عمله، يستبطيء نفسه في العمل ويأتي ما أتى من الصالحات على وجل، إن عصته نفسه فيما كرهت لم يتبعها فيما أحبت، يبيت حذرا ويصبح فرحا حذرا من الغفلة، وفرحا لما أصاب من الفضل، لا يحيف للأصدقاء ولا يجنف على الأعداء، ولا يعمل الخير رياء، ولا يدع شيئا منه حياء، يصمت ليسلم، ويخلو ليغنم وينظر ليفهم، ويخالط الناس ليعلم، مجالس الذكر مع الفقراء أحب إليه من مجالس اللغو مع الأغنياء، ولا تكن يا بني كمن تغلبه نفسه على ما نظر ولا يغلبها على ما يستيقن، يتمنى المغفرة، ويعمل بالمعصية، طال به الأمل ففتر وطال عليه الأمد فاغتر، وأعذر إليه فيما عمر، وليس هو فيما عمر بمعذر، إن أعطي لم يشكر ما أعطي ويبتغي الزيادة فيما بقي، يحب الصالحين ولا يعمل عملهم ويبغض المسيئين وهو أحدهم، يعوذ بالله ممن فوقه ولا يريد أن يعيذ الله منه من تحته، يبصر الغررة من غيره ويغفلها من نفسه، يتصنع لتحسب عنده أمانة وهو مرصد للخيانة، يخف عليه الشعر، ويقل عليه الذكر، يعجل النوم ويؤخر الصوم يبيت نائما ولا يصبح صائما، يتصبح بالنوم ولم يسهر ويمسي وهمه العشاء وهو مفطر، إن صلى اعترض، وإن ركع ربض، وإن سجد نقر، وإن جلس شغر، إن سأل ألحف، وإن سئل سوف، وإن وعد أخلف وإن حلف حنث، وإن وعظ كلح، وإن مدح فرح، ليس له في نفسه عن عيب الناس شغل، أهل الخيانة له بطانة، وأهل الأمانة عليه علاوة، يعجب من أن يفشو سره، ولا يشعر من أين جاء ضره. يسر من الناس ما لا يخفى على الله، فيستحييهم ولا يستحي ربه، ينظر نظر الحسود، ويعرض إعراض الحقود، ويرضي الشاهد ويسخط الغائب، يضحك من غير عجب، ويسعى إلى غير أرب، لا ينجو منه من جانبه ولا يسلم منه من صاحبه، إن حدثته ملك، وإن حدثك غمك، وإن فارقك أكلك، إن حاورته بهتك لا ينصت فيسلم، ولا يتكلم بما لا يتعلم، يغلب لسانه قلبه، ويضبط قلبه قوله، يتعلم المراء وينفقه للرياء ويكثر الكبرياء، يسعى للدنيا ويواكل في التقى.
المدائني قال: كان عون بن عبد الله بن عتبة يقول: لم يعذب أحد في الدنيا بمثل الظن السيء، والحسد الدائم، والجار البذيء، والزوجة السليطة.
قال: وكان يقول: عجبت لرجل يطلب ما لعله لا يدركه، ويدع ما يتيقن أنه مدركه.
كان يقول: عجبا لمن آثر ظنا على يقين، وغررا على ثقة.
وقال عمر لعون بن عبد الله بن عتبة: أما آن لك أن تترك الشعر ؟ فقال: يا أمير المؤمنين لا بد للمصدور من أن ينفث.
وكان هو يقول: ليس كلام أوجز من كلام العرب، قال امرؤ القيس:
قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل ... .....................
فوقف واستوقف، وبكى واستبكى، وذكر حبيبه، ومنزله في نصف بيت.
؟تم خبر عون
وقال أبو اليقظان: كان عبيد الله بن عبد الله بن عتبة صاحب ابن عباس فقيها من خيار أهل المدينة، وهو القائل لعمر بن عبد العزيز، وعبد الله بن عمرو بن عثمان ومرا فلم يسلما عليه:
لا تعجبا أن تؤتيا وتكلما ... فما حشي الأقوام شرا من الكبر
وهذا تراب الأرض منه خلقتما ... وفيها المعاد والمصير إلى الحشر
وقال أيضا:
أبا عمرو كن مثلي أو ابتغ صاحبا ... كمثلك إني مبتغ صاحبا مثلي
فما يلبث الأقوام أن يتفرقوا ... إذا لم يؤلف شكل قوم إلى شكل
ولا ترجون ود امريء ذي ملالة ... ولا يحبب الإخوان إلا ذوي عقل
قال: وقيل لعبيد الله بن عبد الله: كيف تقول الشعر مع فقهك وورعك ؟ فقال: إن المصدور لا يملك نفسه أن ينفث.

ومن ولد عون بن عبد الله بن عتبة بن مسعود القاري: عون بن عبد الله بن عون بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، ولي القضاء ببغداد والنظر في أمر الزنادقة.
ومن ولد عتبة: عبد الله بن عبيد الله بن عتبة، وكان شاعرا.
وقال غير الكلبي: هو عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة ومن شعره قوله:
أيها الشاتمي ليوهن عظمي ... أنت بي جاهل وفيك اغترار
ومتى أدع زهرة بن كلاب ... يستجيبوا أو تأتني أنصار
فيهم غلظة لمن خاشنوه ... ويسار إذا يراد يسار
وهو القائل:
تمكن حب عثمة في فؤادي ... فباديه مع الخافي كبير
صدعت القلب ثم ذرأت فيه ... هواك فليم فالتام القطور
تغلغل حيث لم يبلغ شراب ... ولا حزن ولم يدخل سرور
وقال أيضا:
أبادر بالمال سهمانه ... وقول المعوض والرائث
وأمنح نفسي الذي تشتهي ... وأؤثر نفسي على الوارث
ومنهم: عمرو بن عميس بن مسعود قتله الضحاك بن قيس الفهري بالقطقطانة، وقد كتبنا خبره في الغارات بين علي ومعاوية رضي الله تعالى عنهما.
وولد عمرو بن الحارث بن تميم: جشم بن عمرو. ومازن بن عمرو. وضبة بن عمرو. وخثيم بن عمرو. وعنزة بن عمرو.
وولد معاوية بن تميم: سهم بن معاوية، بطن. وقرد بن معاوية، بطن. ومازن بن معاوية، بطن. وعوف بن معاوية، بطن. وحي بن معاوية ويقال: حي: بطن وجعيل.
ومن هذيل ثم من خناعة: مالك بن خالد الشاعر.
ومن بني قريم: أبو أراكة الشاعر وأبو بثينة الشاعر أيضا.
ومن بني كعب بن كاهل بن الحارث بن تميم بن سعد بن هذيل.
صخر الغي الشاعر، وكان صخر الغي عمد إلى جار لبني خناعة فقتله، وكان المقتول مزنيا، فحرض أبو المثلم الهذلي الشاعر قومه عليه، فقال صخر قصيدة رد عليه فيها وهي التي أولها:
إني بدهماء عز ما أجد ... عاودني من حبابها الزؤد
وصخر الغي: صخر بن حبيب بن سويد بن رياح بن كليب بن كعب بن كاهل.
وأبو كبير بن ثابت بن عبد شمس بن خالد بن عمر بن عبد بن كعب بن مالك بن كاهل الشاعر، وأبو كبير القائل:
عجلت يداك لخيرهم بمرشة ... كالعط وسط مزادة المستخلف
وهو القائل:
يهدي العمود له الطريق إذا هم ... نهضوا وتعمد للطريق الأسهل
ولقد سريت على الظلام بمغشم ... جلد من الفتيان غير مهبل
مما حملن به وهن عواقد ... حبك النطاق فشب غير مثقل
حملت به في ليلة مزؤودة ... كرها وعقد نطاقها لم يحلل
فأتت به حوش الجنان مسهدا ... سهدا إذا ما نام ليل الهوجل
ومن بني كعب بن كاهل: ساعدة بن جؤية بن عبد ويقال إنه من بني كعب بن صبيح بن كاهل وهو القائل:
هجرت غضوب وحب من يتجنب ... وعدت عواد دون وليك تشعب
يقول: ما أحب إلينا من يتجنب يعني غضوب. وهو القائل:
فالطعن شغشغة والضرب هيقعة ... ضرب المعول تحت الديمة العضدا
والعاله: أن تقطع الشجر يستظل بها من المطر، والعضد ما عضدت من الشجر أي قطعت.
ومن هذيل: البريق وهو غياض بن خويلد الشاعر، أحد بني سهم بن معاوية بن تميم بن سعد بن هذيل.
وأسامة بن الحارث الشاعر، وهو أحد بني عمرو بن الحارث بن تميم بن سعد، وهو القائل لرجل مهاجر من قيس في أيام عمر بن الخطاب.
عصاني أنيس في الذهاب كما أبت ... عسوس صوى في ضرعها الغبر مانع
عسوس: سيئة الخلق من الإبل. وصوى: يبس. مانع: تمنع الحلب.
ومن هذيل: أبو خويلد الشاعر، وهو معقل بن خويلد بن واثلة بن عمرو بن عبد يا ليل بن مطحل بن مرمض بن حرب بن جداعة بن سهم بن معاوية بن تميم، وكان حليف أبي سفيان بن حرب، وكان وفد إلى النجاشي في أسراء قومه فوهبهم له، فقال في قصيدة له:
وسود جعاد غلاظ الرقاب ... مثلهم يرهب الراهب
أتيت لإنقاذهم منهم ... وليس معي منكم صاحب
يرى الشاهد الحاضر المطمئن ... من الأمر ما لا يرى الغائب[/align]






رد مع اقتباس
قديم 03-20-2007, 09:49 PM   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو

 
إحصائية العضو






اخر مواضيعي
 

الأمير المسعودي غير متواجد حالياً


افتراضي رد: نسب هذيل بن مدركة بن الياس بن مضر للبلاذري

[align=justify]
ومن بني قرد بن معاوية بن تميم بن سعد بن هذيل: أبو خراش واسمه خويلد بن مرة.
وإخوته: الأسود بن مرة. وعروة بن مرة. وأبو جندب بن مرة. وأبو الأسود. وعمرو. وزهير. وجناد. وسفيان، كانوا دهاة شعراء سراعا، وأمهم هذلية، ويقال ان أم سفيان وحده هذلية.
فأما الأسود بن مرة فكان على مالهم وهو غلام، فوردت عليه إبل لبعض القرديين يقال له رئاب، فرمى الأسود ضرع ناقة لرئاب فغضب الشيخ فضربه بالسياط فقتله، فغضب بنو مرة، وكان أبو جندب أشدهم غضبا فكلم حتى رضي بالعقل، فلما أتوه به سكت وقال احبسوه حتى أعتمر وأرجع، ومضى نحو الحرم وهو يقول:
فمن كان يرجو الصلح فيه فإنه ... كأحمر عاد أو كليب بن وائل
وهم بقتل رجال من هذيل فكفوا مؤونته بذبحة أصابته بجانب الحرم. وقتل زهير بن مرة قوم من ثمالة من الأزد، وهو متقلد لحاء من شجر الحرم، فقال أبو خراش:
قتلتم فتى لا يفجر الله عامدا ... ولا يحتويه جاره عام محل
وقتل عروة أخوه، قتلته خزاعة فقال أبو خراش:
تقول أراه بعد عروة لاهيا ... وذلك رزء لو علمت جليل
فلا تحسبي أني تناسيت عهده ... ولكن صبري يا أميم جميل
وقتل أبا الأسود بن مرة بنو فهم بن عمرو بياتا تحت الليل.
وكان أبو جندب بن مرة مرض وكان له جار من خزاعة، فقتله بنو لحيان في مرض أبي جندب وأخذوا ماله وقتلوا امرأته فخرج أبو جندب حين أفاق إلى مكة وقال:
إني امرؤ أبكي على جاريه ... أبكي على الكعبي والكعبيه
ولو هلكت بكيا عليه ... كانا مكان الثوب من حقويه
ثم استجاش على بني لحيان فقتل منهم وسبى وقال:
لقد أمسى بنو لحيان مني ... بحمد الله في خز مبين
في أبيات.
وكان الأبح بن مرة عمد في أصحاب له يريد حيا من الديل، وكان بين عدي بن الديل وبين بني يعمر من بني نفاثة بن عدي بن الديل شر وحرب، وبلغ ذلك سارية بن زنيم فطلبه ففاته وقال:
لعمرك ساري بن زنيم اعلم ... لأنت بعرعر الثأر المنيم
عليك بني معاوية بن صخر ... فأنت بمربع وهم بضيم
تساويهم على وصف وظن ... كدابغة وقد حلم الأديم
وأما أبو خراش فأسلم وحسن إسلامه، ورأى في خلافة عمر رضي الله عنه نفرا من حجاج اليمن فاستسقوا ماء، فأخذ قربه وسعى إلى ماء هناك، فلدغته حية فما برحوا حتى دفنوه.
وقال أبو خراش حين حضرته الوفاة:
لعمرك والمنايا غالبات ... على الإنسان تطلع كل نجد
لقد أهلكت حية بطن أنف ... على الإخوان ساقا ذات فقد
وقال أيضا:
لقد اهلكت حية بطن أنف ... على الإخوان ساقا ذات فضل
فما تركت عدوا بين بصرى ... إلى صنعاء يطلبه بذحل
وهاجر خراش ابنه فقال فيه:
ألا من مبلغ عني خراشا ... وقد يأتيك بالنبأ البعيد
ألا فاعلم خراش بأن خير ال.. ... مهاجر بعد هجرته زهيد
فإنك وابتغاء البر بعدي ... كمخضوب اللبان ولا يصيد
يعني كلبا يخضب صدره بالدم ولم يصد، ليري صاحبه الناس أنه قد صاد.
ومن هذيل: المتنخل الشاعر واسمه مالك بن عويمر، أحد بني لحيان بن هذيل، وهو الذي رثى أباه فقال:
لعمرك ما إن أبو مالك ... بوان ولا بضعيف قواه
ومنهم: الداخل واسمه زهير ويقال الأدخل أحد بني سهم بن معاوية بن تميم.
ومنهم: قيس بن عيزارة الشاعر أحد بني صاهلة.
ومنهم: حذيفة بن أنس الشاعر الذي غزا بعض بني كنانة وفيهم آدم بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب وهو صغير فقتل.
ومنهم: ربيعة بن جحدر الشاعر الطابخي، من ولد طابخة بن لحيان بن هذيل الذي يقول:
ألا إن خير الناس رسلا ونجدة ... بعجلان قد خفت إليه الأكادس
فوالله لا ألقى كيوم ابن مالك ... أثيلة حتى يعلو الرأس رامس
وذي إبل فجعته بخيارها ... فأصبح منها وهو أسوان بالس
ومن هذيل ثم من بني خناعة: بدر بن عامر الشاعر، وأخوه أبو العيال، وكان أبو العيال حصر ببلاد الروم في زمن معاوية، فيقال إنه كتب بشعر إلى معاوية يقول فيه:
أبلغ معاوية بن صخر آية ... يهوي إليه بها البريد الأعجل
والمرء عمرا فالقه بصحيفة ... مني يلوح بها كتاب مجمل
وهو القائل في ابن عم له استشهد يقال له عبد الله:
فتى ما غادر الأجنا ... د لا نكس ولا جنب
ولا زميلة رعدي ... دة رعش إذا ركبوا
ألا لله درك من ... فتى قوم إذا رهبوا
وقالوا من فتى للحرب ... ب يرقبها ويرتقب
وحمج للجبان المو ... ت حتى قلبه يجب
فكنت فتاهم فيها ... إذا تدعى لها تثب
ذكرت أخي فعاودني ... صداع الرأس والوصب
كما يعتاد أم الب ... و بعد سلوها الطرب
ومنهم: أبو المثلم الخناعي الذي يقول:
أصخر بن عبد الله إن تك شاعرا ... فانك لا تهدي القريض لمفحم
اصخر بن عبد الله قد طال ما ترى ... ومن لا يكرم نفسه لا يكرم
ومنهم: خويلد بن واثلة، وهو أبو معقل بن خويلد الذي يقول
إلى معشر لا يخنثون نساءهم ... وأكل الجراد فيهم غير أفند
ومن هذيل: الربيع بن الكودن الذي يقول في وصف قوس:
وصفراء تلتذ اليدان نشابها ... براها رجال وهي لما تذوق
نشرت لها ثوبي فبات يكنها ... تحلب معجاج من الماء ملتق
وأبيض يهديني وإن لم أناده ... كفرق العروس طوله غير مخرق
ومن هذيل: المعطل أحد بني رهم بن سعد بن هذيل، وهو الذي يقول في قصيدة له:
سؤال الغني عن أخيه كأنه ... بذكرته وسنان أو متواسن
فحدثني أبو محمد التوزي عن أبي زيد الأنصاري قال: قال أبو عمرو بن العلاء: هذا من أشعر بيت قالته العرب.
قال: وقال المفضل الضبي شبيها بذلك، وكان يتعجب منه.
ومن هذيل: أبو قلابة أحد بني طابخة بن لحيان.
ومنهم: عمرو ذو الكلب، كان له كلب نسب إليه ويقال عمرو الكلب، وهو من بني لحيان وكان شاعرا.
وكانت أخته جنوب شاعرة وهي التي تقول ترثي أخاها عمرو الكلب:
كل امرئ بطوال العيش مكذوب ... وكل من غالب الأيام مغلوب
وكل حي وإن طالت سلامتهم ... يوما طريقهم في الشر دعبوب
ومنهم: الأعلم بن عبد الله واسمه حبيب وكان شاعرا.
ومن هذيل: أمية بن أبي عائذ الذي يقول:
تمر كجندلة المنجنيق ... يرمى بها السور يوم القتال
ومن هذيل: ساعدة بن العجلان الشاعر.
ومنهم: أبو صخر واسمه عبد الله وهو عبد الله بن جشم بن عمرو بن الحارث بن تميم وهو الذي يقول:
إذا ذكرت يرتاح قلبي لذكرها ... كما انتفض العصفور بلله القطر
ومن هذيل: أبو ذؤيب الهذلي الشاعر، وهو خويلد بن خالد بن المحرث بن زبيد أحد بني مازن بن معاوية بن تميم، وابن عمه خالد بن زهير بن المحرث. وكان أبو ذؤيب غزا المغرب فمات هناك ودفن بإفريقية، وقام بأمره عبد الله بن الزبير بن العوام.
ومن هذيل: عمرو بن عائذ الذي يقول له زياد الأعجم:
ولولا هذيل أن اسوء سراتها ... لألجمت بالمقراض عمرو بن عائذ
ومن هذيل: صخر وهو المحبق بن عتبة بن صخر بن حضير بن الحارث بن عبد العزى بن وائلة بن دابغة بن لحيان بن هذيل.
ومن ولد المحبق: سلمة بن المحبق رحمه الله تعالى. وسنان بن سلمة بن المحبق. وكان لسلمة بن المحبق صحبة وشهد حنينا مع النبي صلى الله عليه وسلم، وحضر فتح المدائن أيام عمر، وولد له سنان بن سلمة أيام حنين، فلما بشر به قال: لسنان أطعن به في سبيل الله أحب إلي منه، وأتى به النبي صلى الله عليه وسلم فحنكه وسماه سنان لقول أبيه، وكان سنان يكنى أبا حبيب.
وقالوا: لما كان زياد بن أبي سفيان وثب أهل مكران بأميرهم عبد الله بن سوار العبدي فقتلوه، كتب معاوية إلى زياد في تولية سنان فظفر وكان أول من أحلف الجند بالطلاق فقال شاعرهم:
رأيت هذيلا أحدثت في يمينها ... طلاق نساء ما تسوق لها مهرا
لهانت علي حلفة ابن محبق ... إذا رفعت أعناقها حلقا صفرا
ثم عزله واستعمل راشد بن عمرو الجذيدي، فقال لسنان وكان صغير الرأس عظيم الكفل: والله ما أنت بعظيم الرأس فتكون سيدا، ولا بأرسح فتكون فارسا، ولم يلبث راشد أن مات فولي سنان الثانية.
وقال أبو اليقظان: ولد سلمة سنانا وأمه أمامة بنت التوأم ذات النحيين، وموسى، وحبيبا، وشبيبا.
قال: وذات النحيين من هذيل، وكان خوات بن جبير الأنصاري في الجاهلية رآها وهي تبيع سمنا، ففتح رأس نحي ونظر إلى السمن ثم دفعه إليها، وفتح رأس نحي آخر ودفعه إليها فشغل يديها، ووثب بها، فقالت العرب: أشغل من ذات النحيين.
وقال هشام ابن الكلبي: وولد لحيان بن هذيل: طابخة. ودابغة. ومعاوية.
فولد دابغة: وائلة.
فولد وائلة: عبد العزى.
فولد عبد العزى: الحارث. منهم صخر وهو المحبو بن عتبة بن صخر وقد ذكرناه.
وولد طابخة بن لحيان: هند بن طابخة. وكعب بن طابخة. وثور بن طابخة.
فولد هند: كبير بن هند.
فولد كبير: الحارث.
فولد الحارث: عمرو بن الحارث. وكعب بن الحارث.
منهم: أبو مليح عامر بن أسامة بن عمير بن عامر الأقيشر، وهو عمير بن عبد الله بن حبيب بن يسار بن ناجية بن عمرو بن الحارث بن كبير بن هند بن طابخة بن لحيان، وكان شريفا فقيها، ومات في سنة اثنتي عشرة ومائة، وكان الحجاج ولاه الأبلة وله عقب بالبصرة.
وولد كعب بن طابخة: صعصعة.
فولد صعصعة: عادية والحارث. فولد عادية: حبشي. وعنزة. وكلفة. وعامر.
منهم: زهير بن الأغر، واسم الأغر حبيب بن عمرو بن عبدة بن عامر بن عادية بن صعصعة الذي ذكره حسان بن ثابت، وكان أخذ خبيب بن عدي الأنصاري يوم الرجيع، ومعه رجل من بني لحيان يقال له مالك، ويقال جامع، فباعه من بني نوفل بن عبد مناف ليقتلوه بطعيمة بن عدي أبي الريان، الذي قتله رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر، قال حسان:
فليت خبيبا لم تخنه أمانة ... وليت خبيبا كان بالقوم عالما
أجرتم فلما أن أجرتم غدرتم ... وكنتم بأكناف الرجيع لهازما
شراه زهير بن الأغر ومالكا ... وكانا قديما يركبان المحارما
وقال أبو اليقظان: من بطون هذيل: بنو سعد بن هذيل، وبنو خناعة، وبنو قرد. وبنو سهم. وبنو تميم. وبنو مؤمل، فاغار صخر الغي على بعض العرب فتبعوه، فمر بهذه البطون فكلما مر ببطن منهم أغاثوه حتى جاوزهم فلحق فقتل فقال:
لو أن اصحابي بنو خناعة ... أهل الندى والمجد والبراعة
تحت جلود البقر القراعة ... لنهنهوا عني ذا اليراعة
وقال أيضا:
لو أن عندي من قريم رجلا ... بيض الوجوه يحملون النبلا
سفح الوجوه لم يكونوا عزلا ... لمنعوني نجدة أو رسلا
وقال أبو اليقظان: ومن هذيل: أبو تقاصف جاوره رجل من العرب فآذاه فقال:
يا رب كل آمن وخائف ... وسامعا هتفة كل هاتف
أخز الخناعي أبا تقاصف
وقد جاور بني المؤمل من هذيل رجل فآذوه إلا رجل منهم فقال:
لا هم زلها عن بني مؤمل ... وارم على أقفائهم بمنكل
إلا رياحا إنه لم يفعل
وقال أبو اليقظان: أتى أبو كبير النبي صلى الله عليه وسلم فقال له: أحل لي الزنا. فقال له: أترضى أن يؤتى إليك مثل ذلك ؟ قال: لا. قال: فادع الله أن يذهب عني الشبق، فدعا له، وكان قد أسلم فقال حسان بن ثابت:
سألت هذيل رسول الله فاحشة ... ضلت هذيل بما سألت ولم تصب
سألوا نبيهم ما ليس يعطيهم ... حتى المماة وكانوا غرة العرب
قالوا: ومن هذيل: مسلم بن جندب وكان قاص مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة وإمامه وقارئه، وكان يأخذ العطاء مع القراء والفقهاء والشعراء ومع المسجديين.
وقال عمر بن عبد العزيز: من سره أن يسمع القرآن غضا فليسمع قراءة مسلم بن جندب.
وقال محمد بن سعد: كان مسلم بن جندب يكنى أبا عبد الله، وسمع ابن عمر وأصحاب عمر، ومات في أول أيام هشام بن عبد الملك.
قالوا: ومن هذيل: أبو بكر الهذلي المحدث، واسمه سلمى بن عبد بن حبيب بن عويمر بن مالك بن كعب بن كاهل بن الحارث بن تميم بن سعد بن هذيل. ويقال عبد بن الحارث بن عويمر بن كعب، وولاه المنصور أبو جعفر أمير المؤمنين القضاء، وكان سميرا لأبي العباس أمير المؤمنين، ومات بالبصرة في خلافة أبي جعفر أمير المؤمنين، وصلى عليه عيسى بن شبيب خليفة عبد الملك بن أيوب النميري.
وقال هشام ابن الكلبي: ولد صبج بن كاهل بن الحارث بن تميم بن سعد بن هذيل: زليفة وربيعة.
وقالوا: من بني سعد بن هذيل: أبو سبرة سالم بن سلمة بن عمرو، وكان أبو سبرة من رجال أهل البصرة، وكان يروي عن ابن عباس أحاديث، واستعمله زياد بن أبي سفيان على قطائع البصرة، وكان يهاجي أبا الأسود الدولي وفيه يقول أبو الأسود:
أبلغ أبا الجارود عني رسالة ... يخب بها الواشي ليلقاك إذ تغدو
أإن نلت خيرا سرني أن تناله ... تنمرت لي ذا لبدة لونه ورد
فعيناك عيناه ولونك لونه ... تبدلته لي غير أنك لا تعدو
فولد أبو سبرة: الجارود بن أبي سبرة. وعبد الله، وكان عبد الله من أفتى أهل البصرة وأسخاهم في زمانه وكان خيرا، وكان الجارود صاحب علم وقرآن، وكان يكنى أبا نوفل، وناطقه الحجاج فقال: ما كنت أرى أن بالعراق مثل هذا.
وكان الجارود يقول: ما أمكنني وال من إذنه إلا غلبته على أمره، خلا هذا اليهودي، يعني بلال بن أبي بردة، وكان متحاملا عليه، فلما عذب بلال بن أبي بردة بلغه أنهم دقوا ساقه وجعلوا وترا في إحدى خصيتيه فقال:
أقر بعيني أن ساقيه دقتا ... وأن قوى الأوتار في الخصية اليسرى
بخلت وأظهرت الخيانة والخنا ... فيسرك الله المهيمن للعسرى
فما خدع سوء خرب السوس جوفه ... يقارعه النجار يبرى كما تبرى
وكان يتمثل:
أقول إذا ما الرمح أخطأ لبتي ... وأن كان في أصحابي الله أكبر
ومات الجارود بالبصرة، وله عقب بها.
وقال محمد بن سعد: من هذيل: نبيشة الخير.
وعبد الله بن عتبة أبو عبد الرحمن مات في خلافة عبد الملك في ولاية بشر بن مروان.
وعبد الله بن ساعدة أبو محمد، روى عن عمر ومات سنة مائة.
والحارث بن عمرو الهذلي ولد على عهد النبي صلى الله عليه وسلم ومات سنة سبعين وروى عن عمر رضي الله تعالى عنه.
ومنهم: عبد الله بن يزيد الهذلي، ويكنى أبا يزيد، مات في سنة سبع وأربعين ومائة، ويقال له ابن قنطس، وكان مسنا ذكر أنه قال: حضرت موت أنس بن مالك.
وأبو العميس عتبة بن عبد الله بن عتبة بن عبد الله بن مسعود. والمسعودي أخو عبد الرحمن بن عبد الله.
والقاسم بن معن بن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود، يكنى أبا عبد الله.
وقال أبو اليقظان: أعانت هذيل على قتل عثمان، فقال عبد الرحمن بن أم الحكم الثقفي: أما هذيل أهل سلع فإنهم أعانوا علينا بالحجارة والنبل.
قال: وكانت امرأة من هذيل يقال لها صفراء عند رجل من بني ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة يقال له عبد الرحمن، ويلقب جان، وكان رآها بالعقيق فأعجبته لجمالها فقال فيها:
دار لصفراء التي لا أنتهي ... عن ذكرها أبدا ولا أنساها
لو يستطيع ضجيعها لأجنها ... في الجوف منه لحبها وهواها
وكانت قبله عند رجل فلم يفض إليها، فسمعت امرأة تقول: أما والله لو كانت عند عبد الرحمن لثقبها ثقب اللؤلؤة، فوقع في قلبها فلم ترد غيره.
تم نسب هذيل ونسب بني مدركة.

هذا ما كتبه العالم الجليل الامام احمد بن يحيى بن جابر البلاذري رحمه الله تعالى في أنساب الأشراف[/align]






رد مع اقتباس
قديم 03-21-2007, 05:09 AM   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو

 
الصورة الرمزية مشهور الطلحي
 

 

 
إحصائية العضو






اخر مواضيعي
 

مشهور الطلحي غير متواجد حالياً


افتراضي رد: نسب هذيل بن مدركة بن الياس بن مضر للبلاذري

السلام عليك يبن العم الامير المسعودي ارجو منك مراجعت مانقلت وان ترى فية من اخبار ابو يقظان هذا لانة اذا هو يقظان حنا هذيل ذياب الليل ماتمشي علينا






رد مع اقتباس
قديم 03-21-2007, 05:27 AM   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو

 
الصورة الرمزية مشهور الطلحي
 

 

 
إحصائية العضو






اخر مواضيعي
 

مشهور الطلحي غير متواجد حالياً


افتراضي رد: نسب هذيل بن مدركة بن الياس بن مضر للبلاذري

السلام عليك يبن العم الامير المسعودي ارجو منك مراجعت مانقلت وان ترى فية من اخبار ابو يقظان هذا لانة اذا هو يقظان حنا هذيل ذياب الليل ماتمشي علينا ومالها مطار توقع فية


الله يرحم عطابن ابي نافع الهذلي كان يريد للعرب والمسلمين الخيروالعز لكن حسدهم لة وجبنهم عن ظرب هامة العدوا جعلهم يلصقون فيةاشياء كثيرةحتى بعد مماتة وايضا ظهر لنا نحن الاجيال المتاخرة اشاعاتهم التي يلصقونها في هذة القبيلة العربية وهاهي تأتي الاشاعات بواسطة راوي سؤاء كان يعرف مايروي اولا يعرف يكفي انني اعرف انا الهذلي العارف لتاريخ قبيلتة ورجالاتها العظماء وهذة الاشاعات معروف عندي مصدرها واذا اردت التواصل فهذا ايميلي [email protected]






رد مع اقتباس
قديم 10-11-2007, 05:17 AM   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو

 
إحصائية العضو






اخر مواضيعي
 

هذلي الحجاز غير متواجد حالياً


افتراضي رد: نسب هذيل بن مدركة بن الياس بن مضر للبلاذري

جهد مميز تشكر عليه يا أميرنا المسعودي






رد مع اقتباس
إضافة رد

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:22 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
الحقوق محفوظة لشبكة هذيل