ابن العلاف في رثاء هر
بسم الله الرحمن الرحيم
(( قصيدة ابن العلاف في رثاء هر))
هو الحسن بن عليّ بن أحمد النهرواني، أبو بكر، ابن العلاف.شاعر عاش في بغداد، ونادم بعض الخلفاء، وكف بصره.وهو صاحب قصيدة في رثاء هرّ عاش في بيته زمنا فجاد بقصيدة طويلة (من البحر المنسرح ) أنقل لكم بعضا منها لطرافتها :
يــــا هــــر فـارقـتـنــا ولـــــم تــعـــد وكــنـــت مــنـــا بـمــنــزل الـــولـــدِ
وكـيـف ننـفـك عــن هـــواك وقـــد كــنــت لــنــا عــــدة مــــن الــعــددِ
تـمـنــع عــنـــا الاذى وتـحـرسـنــا بالغـيـب مــن حـيـة ومـــن جـــرد
وتـخــرج الـفــأر مــــن مكـامـنـهـا مـا بـيـن مفتوحـهـا الــى الـسـدد
يلـقـاك فــي البـيـت منـهـم عــدد وانــــــت تـلـقــاهــم بــــــلا عـــــــدد
لا تـرهـب الصـيـف عـنـد هـاجـرة ولا تـهـاب الشـتـاء فــي الـجـمـد
وكـــان يـجــري ولا ســــداد لــهــم امـــرك فـــي بيـتـنـا عـلــى ســـدد
حـتـى اعـتـقـدت الاذى لجيـرتـنـا ولـــــم تــكـــن لـــــلاذى بـمـعـتـقــد
وحـمـت حــول الــردى بظلـمـهـم ومــن يـحـم حــول حـوضـه يــرد
وكــــان قـلـبــي عـلـيــك مـرتــعــدا وانــــت تـنـســاب غــيــر مـرتــعــد
تــدخـــل بـــــرج الـحــمــام مـتــئــد وتــخـــرج الــفـــرخ غــيـــر مـتــئــد
وتطرح الريش في الطريق لهـم وتـبــلــع الـلــحــم بــلـــع مــــــزدرد
كــادوك دهــرا فـمـا وقـعـت وكـــم افلـت مـن كيـدهـم كـيـد مجتـهـد
حــتــى اذا خـاتـلــوك واجـتــهــدوا وسـاعــد الـنـفـس كـيــد مجـتـهـد
صـادوك غيظـا علـيـك وانتقـمـوا مـنـك وزادوا ومــن يـصـد يُـصــد
لم يرحموا صوتك الضعيف كما لـم تــرث منـهـا لصوتـهـا الـغـرد
اذاقــك الـمــوت مـــن اذاق كـمــا اذقـــــــت اطـــيــــاره يـــــــدا بــــيــــد
كــأنـــهـــم يــقــتــلــون طــاغـــيـــة كــــان لـطـاغـوتــه مـــــن الـعــبُــد
يــامـــن لــذيـــذ الــفـــراخ اوقــعـــه ويــحـــك هـــــلا قـنــعــت بـالــقــدد
لا بــــارك الله فــــي الـطـعــام اذا كـان هـلاك النفـوس فـي المـعـد
كــم اكـلـة داخـلـت حـشـا شــره ٍٍفـأخـرجـت روحـــه مـــن الـجـسـد
كـــأن عـيـنــي تــــراك مـضـطـربـا فـيــه وفـــي فــيــك رغــــوة الــزبــد
وقـد طلبـت الخـلاص مـنـه فـلـم تـقــدر عـلــى حـيـلـة ولـــم تـجــد
عـشـنـا بـخـيــر وكــنــت تـكـلـؤنـا ومـــات جـيـرانـنـا مــــن الـحـســد
قـد كنـت فـي نعمـة وفــي سـعـة مــن الملـيـك الميهـمـن الـصـمـد
قــد كـنـت بــددت شملـهـم زمـنــا فاجـتـمـعـوا بــعـــد ذلـــــك الــبـــدد
وفتتـوا الخبـز فـي السـلال فـكـم تــفــتــت لـلـعــيــال مـــــــن كـــبــــد
ومــزقـــوا مـــــن ثـيـابــنــا جــــــددا فـكـلـنــا فـــــي مـصــائــب جــــــدد
فاذهـب مـن البيـت خيـر مفتقـد واذهـب مــن الـبـرج شــر مفتـقـد
الــم تـخـف وثـبـة الـزمــان وقـــد وثـبـت فــي الـبـرج وثـبـة الاســد
عـاقـبــة الـبــغــي لا تــســـأم وان تـــأخـــرت مــــــدة مــــــن الـــمـــدد
مـن لـم يمـت يومـه يمـت غــدها و من لم يمـت فــي غــد فبـعـد غــد
والــحــمـــد لله لا شـــريــــك لـــــــه فـكــل شــــيء يــــرى الــــى امــــد
سبحانك اللهم وبحمدك أستغفرك ربي وأتوب إليك
وصلى اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثير طيب مبارك فيه
|