حاج يرتدي كمامة واقية ضد إنفلونزا الخنازير خلال تجوله في ساحة المسجد النبوي الشريف في المدينة المنورة أمس الأول. الفرنسية
«الاقتصادية» من الرياض
يتوقع وصول نحو 2.5 مليون حاج إلى الأماكن المقدسة في السعودية لأداء فريضة الحج للعام الجاري المتوقع أن تبدأ شعائرها في 25 تشرين الثاني (نوفمبر) الحالي. ومن أجل تجنب التهديد الذي يشكله مرض إنفلونزا الخنازير من (الدرجة أ)، أصدرت وزارة الصحة في السعودية توصيات تتضمن أن تؤجل المجموعات المعرضة لخطر شديد بالإصابة بمرض إنفلونزا الخنازير المعدي، الحج إلى عام مقبل، حتى يتراجع ذلك التهديد.
وتمت مناقشة هذه القضايا في ورقة عن الصحة العامة منشورة على الإنترنت على Online First، وكذلك في عدد مقبل من مجلة لانست، حيث كتبها الدكتور زياد ميمش، من وزارة الصحة السعودية في الرياض، بالتعاون مع عدد من زملائه.
الحج الذي يتوافد إليه حجيج المسلمين إلى أراضي السعودية سنوياً، هو واحد من أكثر التجمعات الكبرى المتنوعة ثقافياً، وجغرافياً على النطاق العالمي. وفرض الحج على المسلمين مرة واحدة في حياتهم، حيث إن التجمعات الكبرى لحجاج من أكثر من 160 دولة تزيد مخاطر الصحة العامة (كما يحدث في الأمراض المنقولة من خلال الأغذية، والأوبئة السحائية الدماغية، والإجهاد الناجم عن درجات الحرارة المرتفعة، والإصابات غير المقصودة، وأمراض الجهاز التنفسي).
في مايلي مزيد من التفاصيل:
يتوقع وصول نحو 2.5 مليون حاج إلى الأماكن المقدسة في السعودية لأداء فريضة الحج لعام 2009، المتوقع أن تبدأ شعائرها في 25 من تشرين الثاني (نوفمبر) الحالي. ومن أجل تجنب التهديد الذي يشكله مرض إنفلونزا الخنازير من (الدرجة أ)، أصدرت وزارة الصحة في السعودية توصيات تتضمن أن تؤجل المجموعات المعرضة لخطر شديد بالإصابة بمرض إنفلونزا الخنازير المعدي، الحج إلى عام مقبل، حتى يتراجع ذلك التهديد.
وتمت مناقشة هذه القضايا في ورقة عن الصحة العامة منشورة على الإنترنت على Online First، وكذلك في عدد مقبل من مجلة «لانست»، حيث كتبها الدكتور زياد ميمش، من وزارة الصحة السعودية في الرياض، بالتعاون مع عدد من زملائه. إن الحج الذي يوفد إليه حجيج المسلمين إلى أراضي السعودية سنوياً، هو واحد من أكثر التجمعات الكبرى المتنوعة ثقافياً، وجغرافياً على النطاق العالمي. وفرض الحج على المسلمين مرة واحدة في حياتهم، حيث إن التجمعات الكبرى لحجاج من أكثر من 160 دولة تزيد مخاطر الصحة العامة (كما يحدث في الأمراض المنقولة من خلال الأغذية، والأوبئة السحائية الدماغية، والإجهاد الناجم عن درجات الحرارة المرتفعة، والإصابات غير المقصودة، وأمراض الجهاز التنفسي). ويمكن أن تصل ازدحامات الناس إلى وجود سبعة أشخاص في المتر المربع أثناء الحج. وعلى الرغم من أن الأرقام المراجعة لعام 2009 بخصوص احتمالات الإصابة بفيروس إنفلونزا الخنازير تراوح بين 1.2 و1.7، فإن إعادة تقدير الأرقام، ومعدلات هجوم من الدرجة الثانية يمكن أن تكون أعلى بين الأفراد المعرضين في المواقع شديدة الاكتظاظ، مثل الحج.
في ظل وجود وباء إنفلونزا الخنازير في 2009، وقرب موعد أداء فريضة الحج، عقدت وزارة الصحة السعودية اجتماعات استشارية تحضيرية خلال حزيران (يونيو) من العام الحالي. واجتمع مستشارون من وكالات صحة عامة عالمية، بصفتهم الرسمية، مع نظرائهم السعوديين. واستهدفت وزارة الصحة جمع معلومات صحة عامة، ومراجعة خطط الاستعداد لذلك في البلاد، مع التركيز على الوقاية، والسيطرة على الإنفلونزا الوبائية.
ويقول معدو هذه الورقة «أدت هذه العملية إلى عدد من التوصيات العملية التي سوف يطبق كثير منها قبل بداية الحج، والبقية أثناء الحج. ويجب أن تضمن خطط الاستعداد هذه التقديم المثالي للخدمات الصحية للحجاج في السعودية، وأقل درجات انتشار المرض لدى عودة الحجاج إلى أوطانهم. ولن تؤدي مراجعة تنفيذ هذه التوصيات، وتأثيراتها، فقط إلى تنوير التجمعات الكبرى في المستقبل في المملكة العربية السعودية، ولكنها سوف تعزز كذلك جهود الاستعداد في أمور أخرى.
وكانت التوصية الأهم هي تشجيع الأشخاص المعرضين لخطر الأمراض الحادة على تأجيل أداء فريضة الحج إلى عام آخر. ويتضمن هؤلاء المسنين، والنساء الحوامل، والأشخاص الذين يعانون أمراضا مزمنة، أثناء الحج. وتتضمن توصيات أخرى تقديم التثقيف، والأكياس المعقمة لأشخاص يعانون أمراضا شبيهة بالإنفلونزا للحيلولة دون مزيد من انتشار الفيروسات، وكذلك هناك مرافق عزل إذا لم يكن هنالك انتشار مستدام على نطاق المجتمع.
ويختتم معدو الورقة بالقول « يجب أن تتم هنالك مراجعات لما بعد الإجراءات لتحسين الأداء المستقبلي استناداً إلى الخبرة الفعلية. ومما تجدر ملاحظته أن التوصيات التي تم التوصل إليها خلال هذا الاجتماع كانت قائمة على الوضع القائم للوباء، وبالتالي فإنها يمكن أن تحتاج إلى مراجعة، وفقاً لتغيرات خصائص الفيروس، والعدوى الوبائية الخاصة بالفئة أ من فيروس إنفلونزا الخنازير خلال عام 2009».
وهنالك تعليق افتتاحي حول هذا الأمر وارد في مجلة «لانست». ومما جاء فيه «نظراً لأن الحج واحد من الأركان الخمسة للإسلام، وأن على المسلم أن يؤدي هذه الفريضة مرة واحدة على الأقل أثناء حياته، فإن الناس قد لا يريدون تأجيل أداء الفريضة، بعد أن أمضوا فترة طويلة في ادخار الأموال، والتخطيط كذلك».
وإن من شأن بعض التوصيات الأخرى كتلك التي تدعو إلى عزل الحجاج المصابين بأمراض شبيهة بالإنفلونزا، العمل ليس فقط على جعل الأفراد يمتنعون عن الإفادة بمرضهم، بل إنه ما من شك في أن ذلك سوف يسبب لهم الإحباط، وصعوبة إعادة اندماجهم مع رفاقهم. وقد يكون تحسين تعقيم اليدين للسيطرة على العدوى أكثر قبولاً من التوصيات الأخرى لأن على الحجاج الوضوء قبل أداء صلواتهم».
ويختتم هذا التعليق الافتتاحي بالقول « إن هذه التوصيات نقطة بداية، ولكنها سوف تكون بحاجة إلى التقييم، حيث يمكن أن يتبين أن بعضها بحاجة إلى التعديل، أو عدم الأخذ به حسب تطورات الوباء. غير أن إنفلونزا الخنازير الوبائية من الفئة أ لعام 2009، لا يحتمل أن تكون كافية لوحدها لكي تجبر كثيراً من المسلمين على تأجيل فريضة الحج.