نساء خالدات
أم المؤمنين خديجة بنت خويلد
--------------------------------------------------------------------------------
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أم المؤمنين خديجة بنت خويلد رضى الله عنها . كانت رضى الله عنها حكيمة راجحة العقل وليس أدل على ذلك من كونها قد اختارت النبي صلى الله علية وسلم زوجاً لها رغم كونه آن ذلك فقيراً وهى غنية ثرية يتطلع إليها أثرياء قومها وأشرافهم . وما ذاك إلا إنها قد عرفت بحكمتها أن كمال الرجولة وشرف المروءة وسلامة الطباع هى أساس اختيار شريك الحياة وليس المال والجاه والسلطان كانت رضى الله عنها تبحث عن نوع أخر من الغنى والثراء إنه غنى النفس وثراء الضمير ودمائة الخلق ، وأين تجد كل ذلك على الوجة الأكمل فى غير محمد صلى الله عليه وسلم , ومن الملفت للنظر حقاً أن زواج الطاهرة التى بلغت الأربعين من عمرها فهى إذا ليست بالفتاة الطائشة ولا العجوز الشمطاء بل هى فى سن اكتمال عقلها ورشدها وهى تتزوجج بشاب عمره خمس وعشرون عاماً عماذا كانت تبحث أمنا خديجة ؟؟ هى كانت تبحث عن الرجولة ... نعم الرجولة بكل معانيها من خلق و مروءة وفتوة وايثار وكرم خصال . وفى نفس الوقت ما كان محمد صلى الله علية وسلم ليقبل زواج خديجة ولو كانت تملك مال الأرض كله ولو كانت أبهى نساء الدنيا جمالاً لولا ما رأة فيها من رجاحة العقل و كياستها وما شهد به قومها لها من شريف خصال وحميد فعال وسلامة الجوهر وعراقة المنبت . لهذا وافقت رغبة خديجة رضى الله عنها رغبة محمد صلى الله علية وسلم فى الاقتران بها . وصدق ظن محمد صلى الله علية وسلم فى خديجة رضى الله عنها فكانت نعم الزوجة ونعم السند فلقد ساعدها رجاحة العقل والفطنة والفطرة السليمة فى الوصول إلى الإيمان بالله وتصديق محمد صلى الله علية وسلم واتباعة فى كل ما جاء به الهادى البشير صلى الله علية وسلم إنتهى إلى هذا الحد النص المنقول من كتاب صحابيات حول الرسول صلى الله علية وسلم للشيخ محمود المصرى حفظه الله ولكن النص يجب أن نتوقف عنده فعلاً نظراً لأهميته القصوى ولكى تكون الوقفة صحيحة واضحة تعالوا بنا نحن معشر الشباب أولاً . ايها الشباب أخى وحبيبى فى الله أحب فى البداية أن أقول لك أننى فعلاً أحبك فى الله كثيراً أخاً عزيزاً وكيف لا وقد أوصاني ربي ورسولي صلى الله علية وسلم بهذا أخى الحبيب هل الرسول صلى الله علية وسلم قدوتك ؟؟؟؟؟؟ رسول الله صلى الله علية وسلم كان محباً لربه كان محباً لدينه كان ذا خلق عظيم كما وصفة ربه عز وجل رسولنا صلى الله علية وسلم كان لا يرضى بالدنيا وكان يعف الرذيلة ولا يقربها فكان شهماً يهب لنصرة المظلوم يعطف على المحتاج كان يحب كل الناس وكان خالص مودته لكل الناس فها هو صلى الله علية وسلم لما علم بإحتضار غلام يهودي يذهب إليه ليلقنه الشهادة لعل الله يرحمه رسول الله صلى الله علية وسلم كان للعلم منارة وكان للاجتهاد فى العمل مثلاً أعلى يحتذى به رسولنا صلى الله علية وسلم كان مستمسكاً بالحق ولم يحيد عن الحق طرفة عين رسولنا صلى الله علية وسلم كان أميناً شجاعاً كريماً رسولنا الأعظم محمد بن عبدالله صلى الله علية وسلم لا يستطيع مثلى أن يصفه ويكفيه فخراً وشرفاً أن وصفة ربه بأنه صلى الله علية وسلم على خلق عظيم أخى وحبيبتى فى الله مازلت أسالك هل رسول الله صلى الله علية وسلم قدوتك ؟؟ أنت أخى يا من ترتدى البنطال النازل لأسفل وأنت يا من تغش فى الامتحانات وأنت من تعاكس الفتيات فى الطريق وأنت يا من لا ترحم الضعيف وأنت يا من تؤذى الجار ولا تصل الرحم وأنت يا من ....... القدوة والمثل الأعلى لشخص ماهى التى تؤثر فى شخصيته ويتأثر بها حتى يصير الشخص أقرب ما يكون بقدوته وبمثله الأعلى . هل تصرفاتنا اليوم تشبة تصرفات رسولنا الكريم صلى الله علية وسلم ؟ هل اتبعنا أوامر رسولنا الأعظم وانتهينا عن نواهية صلى الله علية وسلم ؟ أخى يا من تريد أن تتزوج ماذا اعدت لتقنع الفتاة بك هل اعددت لها بنطالاً نازلاً لأسفل؟ هل أعددت لها شعراً طويلاً بزبل الفرس لكى تؤثر فيها ؟؟ هل أعددت لها حذاءاً لامعاً ترتدية لسحر بحذائك اللامع عيونها ؟ هل اعددت سيجارة لتشربها أمامها لتقتنع فتاتك برجولتك ؟؟ هل ............. إن كنت قد فعلت هذا فسامحني لن تعجب بك إلا فتاة تافهة ونحن لا نريد لك زوجة تافهة . نريد لك زوجة وأم لأولادك متدينة عاقلة تعلم أولادك الدين . لا أريد أن أطيل عليك أخى فى الله وحبيبى الغالى لهذا سأتركك تفكر فى الأمر لتجيب عن سؤالى هل رسول الله صلى الله علية وسلم قدوتك ؟؟؟ أما أننى يا أختى فى الله الغالية يا أمل الأمة فى إنجاب جيل يحمل هم الدعوة يا من نحمل لها فى القلب مكانة غالية رفيعة عالية . هل تسمحى لى أختاة أن أسالك سؤال ولكن أختاه أرجوكي انا أسالك فقط لأننى فعلاً والله أعلى واعلم احب لكى الخير . أختاه هل أمك أم الؤمنين خديجة قدوتك ؟؟ أم المؤمنين خديجة رضى الله عنها كانت أمرأة ذكية نقية طاهرة عفيفة شريفة لا تحب إلا الطاهرة أمينة عاقلة رزينة كانت محبة لربها عز وجل محبة للرسول صلى الله علية وسلم كانت تضحى من أجل الدين ونشرة بكل ما تملك من مال وجهد وعرق رضى الله عنها وارضاها . كانت ودودة ولودة رحيمة شفيقة بزوجها كانت أخلاقها حميدة كانت تعف عن الرذيلة حتى أن العرب فى جاهليتهم أطلقوا عليها لقب الطاهرة أم المؤمنين كانت لطاعة أمر الله ورسوله مثلاً يحتذى به كانت مستمسكة بالحق . أختاة سأعيد عليكى سؤالي هل خديجة بنت خويلد رضى الله عنها قدوتك ؟؟؟؟ أنت يا أختاة التى ترتدى ملابس الرجال وهذة التى تخرج من بيتها متبرجة وهذة التى لا تصل الرحم ولا تعطف على جيرانها وهذة التى انفقت على المكياج كثيراً من المال واطفال المسلمون يتضورون جوعاً وهذة التى ..... أعود لأسالك أختاة هى أمك أم المؤمنين خديجة قدوتك ؟؟؟؟؟ ماذا تعرفين عن سيرتها ونبلها وطهرها وعفافها وحبها لربها وللرسول صلى الله علية وسلم وتضحياتها لنشر الدين القويم و ........ هل كان لأم المؤمنين خديجة تأثير على شخصيتك ؟؟؟ أختاة يا من تريدين أن تتزوجى ماذا اعددتى لتقنعى الشاب بك ؟؟؟ هل أعددت له ملابس الرجال ترتدينها أمام الناس وفى الجامعة ؟؟ هل أعددتى له ملابس له شعراً أصفراً وجزء منه أحمر اللون لكى تؤثرى فيه ؟ هل أعددتى له حذاءاً له كعب عالى جداً جداً ليقتنع الشاب بكعب حذائك ؟؟ هل اعددت له العدسات اللاصقة ذات الأوان المبهرة ليقتنع بأنوثتك ؟؟ هل .......................... إن كنتى قد فعلت هذا فسامحينى لن يعجب بك إلا شاب تافهة ونحن لا نريد لكى زوجهاً تافهاً نريد لكى زوج وأب لأولادك متدين عاقل رزين يسعدك ويصونك لا أريد أن أطيل عليكي أختى فى الله الغالية لهذا سأترككى تفكرين فى الأمر لتجيبى عن سؤالى هل أم المؤمنين خديجة رضى الله عنها قدوتك ؟؟؟ أيها الأحباب أرى أننى قد أطلت فعلاً ولكن فقط أردت أن أذكركم واذكر نفسي على أي أساس يجب أن يختار أحدنا شريك حياته . أهو الدين أهو الخلق أهو الأصل العريق تعالوا بنا يوضح كل منا للطرف الأخر عما يبحث فيخبرنا الشاب بما يبحث عنه فى فتاة أحلامة وتخبرنا الفتاة بما تبحث عنه فى فتى أحلامها وبهذا نقوم بتصحيح بعض المفاهيم ونطور خططنا المستقبلية فالإسلام دين حياة فعلاً ولا شك فى هذا الإسلام دين أنزلة الله عز وجل العباد ليس لينعموا بالجنة فقط بل الإسلام دين أنزله الله عز وجل ليس لينعموا بالجنة فقط بل الإسلام دين أنزلة الله عز وجل للعباد لينعموا بالحياة فى الدنيا تمهيداً لنعيم مقيم فى الأخرة إن شاء الله لأن بناء هذا المجتمع هو الأصل الأصيل للدين بعد التوحيد تعالوا نشعر أن هذا الدين ديننا وهذه الأمة أمتنا والله عز وجل ربنا أطلت عليكم أخوانى وأخواتى فى الله أرجو المعذرة والسماح استودعكم الله عز وجل الذى لا تضيع عنده الودائع
عائشة.. رضي الله عنها.
-------------------------------------------------------------------------------- .
ام المؤمنين، بنت الامام الصديق الاكبر، خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم ابي بكر عبد الله بن ابي قحافة، زوجة النبي صلى الله عليه وسلم، وافقه نساء الامة على الاطلاق. فلا يوجد في امة محمد بل ولا في النساء مطلقاً امرأة اعلم منها، وقد كان اكابر الصحابة يسألونها عن الفرائض. · روت عن الرسول الكريم علماً كثيراً، وقد بلغ مسند عائشة رضي الله عنها الفين ومئتين وعشرة احاديث. وكانت رضي الله عنها افصح اهل زمانها وأحفظهم للحديث روى عنها الرواة من الرجال والنساء. وكان مسروق اذا روى عنها يقول: حدثتني الصديقة بنت الصديق البريئة المبرأة. · قال عطاء بن أبي رباح: كانت عائشة من افقه الناس واحسن الناس راياُ. وقال عروة: ما رايت احداً أعلم بفقه ولا بطب ولا بشعر من عائشة، ولو لم يكن لعائشة من الفضائل إلا قصة الافك لكفى بها فضلاً وعلو مجد فانها نزل فيها من القرآن ما يتلى الى يوم القيامة. · وهي زوجة الرسول صلى الله عليه وسلم في الدنيا وفي الاخرة ايضاً، ولم يحب الرسول الكريم امرأة حُبها. وما تزوج صلى الله عليه وسلم بكراً سواها، واحبها حباً شديداً، بحيث ان عمرو بن العاص سأل النبي صلى الله عليه وسلم : اي الناس احب اليك يا رسول الله؟ قال: عائشة: قال: فمن الرجال؟ قال ابوها . وقال صلى الله عليه وسلم: لو كنت متخذاً خليلاً من هذه الامة، لاتخذت ابا بكر خليلاً، ولكن أخوة الاسلام افضل" . وهكذا احب افضل رجل من امته وافضل امرأة من أمته. · وقال صلى الله علية وسلم لام سلمة: يا ام سلمة، لا تؤذيني في عائشة، فانه والله ما نزل علي الوحي وانا في لحاف امأة منكن غيرها. · وحدثنا ابو سلمة، ان عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا عائشة، هذا جبريل وهو يقرأ عليك السلام، قالت: وعليه السلام ورحمة الله، ترى ما لا نرى يا رسول الله. · وعائشة رضي الله عنها ممن ولد في الاسلام. وكان مولدها سنة اربع من النبوة وامها ام رومان بنت عامر بن عويمر. وتوفيت سنة سبع وخمسين. وقيل: سنة ثمان وخمسين للهجرة ليلة الثلاثاء لسبع عشرة ليلة خلت من رمضان، وأمرت أن تدفن بالبقيع ليلاً، فدفنت وصلى عليها أبو هريرة ونزل قبرها خمسة: عبد الله وعروة ابناء الزبير والقاسم وعبد الله ابنا محمد بن ابي بكر وعبد الله بن عبد الرحمن. · تحدثت يوم الجمل فقالت: ايها الناس صه.. صه.. ان لي عليكم حق الامومة.. وحرمة الموعظة.. لا يتهمني الا من عصى ربه.. مات رسول الله صلى الله عليه وسلم بين سحري ونحري.. وانا احدى نسائه في الجنة له ادخرني ربي.. وسلمني من كل بضاعة.. وبي ميز بين منافقكم ومؤمنكم.. وبي رخص الله لكم في صعيد الابواء.. ثم ابي ثالث ثلاثة من المؤمنين وثاني اثنين الله ثالثهما.. واول من سمي صديقاُ.. مضى رسول الله صلى الله عليه راضياً عنه وطوقه طوق الامامة.. ثم اضطرب حبل الدين فمسك أبي بطرفيه ورتق لكم فتق النفاق.. واغاض نبع الردة. · واُعطيت عائشة رضي الله عنها تسعاً لم تعطها امرأة بعد مريم بنت عمران.. تقول رضي الله عنها: لقد نزل جبريل بصورتي في راحته، حتى امر رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يتزوجني، ولقد قبض، صلى الله عليه وسلم، ورأسه في حجري، ولقد قبرته في بيتي، ولقد حفت الملائكة ببيتي، وكان الوحي لينزل عليه واني لمعه في لحافه، واني لابنة خليفته وصديقه، ولقد نزل عذري من السماء، ولقد خلقت طيبة عند طيب، ولقد وعدت مغفرة ورزقاُ كريماً. وفي الختام.. نسائله.. سبحانه وتعالى.. ان يهدينا الى ما يحبه ويرضاه.. وان يغفر لي تقصيري الواضح في وصف مكانة.. امنا عائشة..وهي ام المؤمنين.. بنت ابي بكر الصديق وزوجة سيد الخلق صلى الله عليه وسلم. والله المستعان على امره
السيدة حفصة بنت عمر بن الخطاب رضى الله عنه
--------------------------------------------------------------------------------
هي بنت عمر بن الخطاب، أم المؤمنين زوج النبي صلى الله عليه وسلم من المهاجرات. لما مات زوجها خُنِس بن حذافة (وهو ممن شهد بدرًا ومات بالمدينة) عرضها عمر على أبي بكر، فسكت ؛ فعرضها على عثمان حين ماتت زوجته رُقية (بنت النبي). فقال: لعمر: ما أريد أن أتزوج اليوم. فغضب عمر وذهب يشكو إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال له النبي: "يتزوج حفصة من هو خير من عثمان، ويتزوج عثمان من هي خير من حفصة". فخطبها إلى عمر (أي طلب منه أن يتزوجها). وتزوجها صلى الله وعليه وسلم، وتزوج عثمان من أم كلثوم أخت رقية. فلما التقى أبو بكر بعمر قال الصديق. لا تجْد عليّ في نفسك (أي لا تغضب مني) ياعمر، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان ذكر حفصة فلم أكن لأفشي سر رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولو تركها لتزوجها. كانت حفصة صوامة قوامة. لكنها في بيت النبوة ومع الزوجات الأخريات كان لها مواقف. فنصحها أبوها ابن الخطاب: يا بنية، أين أنتِ من عائشة؟ وأبوك من أبيها؟ وفي مرة زجرها قائلًا: إني أحذرك عقوبة الله وغضب رسوله. لا يغرَّنك هذه (أي عائشة) التي أعجبها حسُنا وحب رسول الله صلى الله عليه وسلم لها. والله لقد علمْت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يحبك، ولولا أنا لطلَّقِك. وكانت تراجع النبي حتى يظل يومه غضبان ؛ ذكر صلى الله عليه وسلم عندها أصحابه الذين بايعوه بيعة الرضوان عند الشجرة (في الحدُيبَيْة) فقال: "لا يدخل النار إن شاء الله أصحاب الشجرة الذين بايعوا تحتها". فقالت حفصة: بلى (أي لا) يا رسول الله. فانتهرها. فقرأت الآية: ﴿وَإِن مِنكُمْ إِلاَّ وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَّقْضِيًّا ﴾- [سورة مريم: الآية 71]. - أي جهنم- فقال النبي: "قال الله: ﴿ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا ﴾[سور مريم: الآية 72]. فلما طلقها رسول الله صلى الله عليه وسلم- بسبب ما رواه المفسرون لسورة التحريم بالقرآن الكريم، فزع عمر، وأخذ يحثو التراب على رأسه ويقول: ما يعبأ الله بعمر وابنته بعدها. ونزل جبريل- عليه السلام - يقول للنبي: "راجع حفصة فإنها قوامة صوامة وإنها زوجتك في الجنة". كانت تحفظ القرآن كله، ومنعها أخوها عبد الله بن عمر من الخروج، إرضاء للسيدة عائشة - في فتنة موقعة الجمل، فأقامت بالمدينة المنورة عاكفة عابدة صيامًا وقيامًا، إلى أن توفيت في عهد معاوية ودفنت بالبقيع رضي الله عنها.[ اعمل لله بقدر حاجتك اليه واعمل للدنيا بقدر بقائك فيها واعمل للآخرة بقدر بقائك فيها ولا تسأل الا من لا يحتاج الى أحد واعمل من المعاصي بقدر ما تطيق من العقوبة واذا أردت أن تعصي الله.فاعصه.في مكان لا يراك فيه صفية بنت حيى نسبها و نشأتها هى صَفِيَّة بِنت حيَيِّ بنِ أَخطب بنِ سَعيةَ، أُم المُؤْمِنِيْنَ مِن سِبطِ اللاَّوِي بن نبى الله اسرائيل بن إسحاق بن ابراهيم عليهم السلام ثم من ذرية نبى الله هارون عليه السلام-. و حيي بن أخطب - كان يومئذ سيد اليهود، وهو من بني النضير - تروى صفية بنت حيي تقول: لم يكن أحد من أبي وعمي أحب إليهما مني، لم ألقهما في ولد لهما قط أهش إلا أخذاني دونه، فلما قدم رسول صلى الله عليه وسلم قباء - قرية بني عمرو بن عوف - غدا إليه أبي وعمي أبو ياسر بن أخطب مغلسين، فوالله ما جاآنا إلا مع مغيب الشمس. فجاآنا فاترين كسلانين ساقطين يمشيان الهوينا، فهششت إليهما كما كنت أصنع فوالله ما نظر إلي واحد منهما، فسمعت عمي أبا ياسر يقول لأبي: أهو هو؟ قال: نعم والله ! قال: تعرفه بنعته وصفته؟ قال نعم والله ! قال: فماذا في نفسك منه؟ قال: عداوته والله ما بقيت. و قد تزوجها قبل اسلامها : سَلاَمُ بنُ أَبِي الحقيقِ، ثم خلف عليها: كِنَانَة بن أَبِي الحقيقِ, وكانا من شعراء اليهود زواجها من رسول الله صلى الله عليه و سلم لما أجلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يهود بني النضير من المدينة ، فذهب عامتهم إلى خيبر، وفيهم حيي بن أخطب، وبنو أبي الحقيق، وكانوا ذوي أموال وشرف في قومهم، وكانت صفية إذ ذاك طفلة دون البلوغ. ثم لما تأهلت للتزويج تزوجها سلام بن أبى حقيق ثم خلف عليها كنانة بن أبى حقيق، فلما زفت إليه وأدخلت إليه بنى بها، ومضى على ذلك ليالي، رأت في منامها كأن قمر السماء قد سقط في حجرها، فقصت رؤياها على ابن عمها فلطم وجهها وقال: أتتمنين ملك يثرب أن يصير بعلك، فما كان إلا مجيء رسول الله صلى الله عليه وسلم وحصاره إياهم، فكانت صفية في جملة السبي وقد قتل زوجها وكانت عروساً عن أنس بن مالك قال: جمع السبي - يعني: بخيبر - فجاء دحية فقال: يا رسول الله أعطني جارية من السبي، قال: ((اذهب فخذ جارية)) فأخذ صفية بنت حيي، فجاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا نبي الله أعطيت دحية، قال يعقوب: صفية بنت حيي سيدة قريظة والنضير ما تصلح إلا لك. قال: ((ادعوا بها)) فلما نظر إليها النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((خذ جارية من السبي غيرها)) وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم أعتقها وتزوجها. فاشتراها رسول الله صلى الله عليه وسلم بسبعة أرؤس، ثم دفعها إلى أم سليم تصنعها وتهيئها. أقام رسول الله صلى الله عليه وسلم بين خيبر والمدينة ثلاث ليال يُبنى عليه بصفية، فدعوت المسلمين إلى وليمته، وما كان فيها من خبز ولحم، وما كان فيها إلا أن أمر بلالاً بالأنطاع فبسطت، فألقي عليها التمر والأقط والسمن، فقال المسلمون: إحدى أمهات المؤمنين أوما ملكت يمينه؟ فقالوا: إن حجبها فهي إحدى أمهات المؤمنين، وإن لم يحجبها فهي مما ملكت يمينه. فلما ارتحل وطأ لها خلفه، ومد الحجاب. يروى أنس يقول : ثم خرجنا إلى المدينة فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم يحوي لها وراءه بعباءة، ثم يجلس عند بعيره فيضع ركبته، وتضع صفية رجلها على ركبته حتى تركب. وأخرج بن سعد عن الواقدي بأسانيد له في قصة خيبر قال: لم يخرج الرسول صلى الله عليه و سلم من خيبر حتى طهرت صفية من حيضها فحملها وراءه فلما صار إلى منزل على ستة أميال من خيبر مال يريد أن يعرس بها فأبت عليه فوجد في نفسه فلما كان بالصهباء وهي على بريد من خيبر نزل بها هناك فمشطتها أم سليم وعطرتها قالت أم سنان الأسلمية وكانت من أضوأ ما يكون من النساء فدخل على أهله فلما أصبح سألتها عما قال لها فقالت قال لي ما حملك على الإمتناع من النزول أولا فقلت خشيت عليك من قرب اليهود فزادها ذلك عنده صفية فى بيت النبوة عن عطاء بن يسار قال لما قدمت صفية من خيبر أنزلت في بيت لحارثة بن النعمان فسمع نساء الأنصار فجئن ينظرن إلى جمالها وجاءت عائشة متنقبة فلما خرجت خرج النبي صلى الله عليه وسلم على أثرها فقال كيف رأيت يا عائشة قالت رأيت يهودية فقال لا تقولي ذلك فإنها أسلمت وحسن إسلامها عن كنانة مولى صفية أن صفية رضى الله عنها قالت : دخل على النبي صلى الله عليه وسلم وقد بلغني عن عائشة وحفصة كلام فذكرت له ذلك فقال ألا قلت وكيف تكونان خيرا مني وزوجي محمد وأبي هارون وعمي موسى وكان بلغها أنهما قالتا نحن أكرم على رسول الله صلى الله عليه وسلم منها نحن أزواجه وبنات عمه عن صفية بنت حيى : أن النبى صلى الله عليه و سلم- حج بنسائه، فبرك بصفية جملها؛ فبكتو جاء رسول الله صلى الله عليه و سلم لما أخبروه, فجعل يمسح دموعها بيده ، و هى تبكى , و هو ينهاها. فنزل رسول الله صلى الله عليه و سلم - بالناس؛ فلما كان عند الرَّوَاحِ، قال لزينب بنت جحش: (أَفْقِرِي أُخْتَكِ جَمَلاً) و كانت من أكثرهن ظهرا -. فقالت: أَنَا أُفْقِرُ يَهُوْدِيَّتَكَ! فغضب صلى الله عليه و سلم- فلم يكلمها حتى رجع الى المدينة، وَمُحَرَّمَ، وَصَفَرَ؛ فلم يأتها , و لم يقسم لها، و يئست منه. فلما كان ربيع الأول دخل عليها؛ فَلَمَّا رَأَتْهُ، قالت : يا رسول الله , ما أصنع؟ قال : و كانت لها جارية تَخْبَؤُهَا من رسول الله فقالت : هى لك. قَالَ: فَمَشَى النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِلَى سَرِيْرِهَا، وَكَانَ قَدْ رُفِعَ، فَوَضَعَهُ بِيَدِهِ، وَرَضِيَ عَنْ أَهْلِهِ. عن زيد بن أسلم قال اجتمع نساء النبي صلى الله عليه وسلم في مرضه الذي توفى فيه واجتمع إليه نساؤه فقالت صفية بنت حيي إني والله يا نبي الله لوددت أن الذي بك بي فغمزن أزواجه ببصرهن فقال مضمضن فقلن من أي شيء فقال من تغامزكن بها والله إنها لصادقة من مواقفها فى الاسلام كانت صفية عاقلة حليمة فاضلة روت أحاديث عن رسول الله صلى الله عليه و سلم و يروى أن جارية لها أتت عمر فقالت إن صفية تحب السبت وتصل اليهود فبعث إليها فسألها عن ذلك فقالت أما السبت فإني لم أحبه منذ أبدلني الله به الجمعة وأما اليهود فإن لي فيهم رحما فأنا أصلها ثم قالت للجارية ما حملك على هذا قالت الشيطان قالت اذهبي فأنت حرة عن كنانة مولى صفية قال قدمت بصفية بغلة لترد عن عثمان فلفينا الأشتر فضرب وجه البغلة فقالت ردوني لا يفضحني قال ثم وضعت خشبا بين منزلها ومنزل عثمان فكانت تنقل إليه الطعام والماء. وفاتها من حديث أمية بنت أبي قيس الغفارية قالت أنا إحدى النسوة اللاتي زففن صفية إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسمعتها تقول ما بلغت سبع عشرة يوم دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وتوفيت صفية سنة اثنتين وخمسين في خلافة معاوية و قبرها بالبقيع
ام المؤمنين زينب بنت جحش
--------------------------------------------------------------------------------
هي (زينب بنت جحش بن رئاب بن يعمر الأسدية) الشابة الشريفة الحسناء، سليلة بني أسد بن خزيمة المضري، وحفيدة عبد المطلب بن هاشم، أمها (أميمة بنت عبد المطلب) عمة النبي صلى الله عليه وسلم، كان اسمها (برّة) فلما تزوجها الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم سمّاها (زينب). زوّجها الرسول الكريم من مولاه زيد بن حارثة وكان عبداً رقيقاً، أحبّه الرسول الكريم حباً شديداً، ولما سمع به أبوه وعمه أتيا مكة قبل البعثة، وطلبا ابنهما زيداً من النبي صلى الله عليه وسلم، وعرضوا عليه المال لأخذه، فأشار عليهم النبي بأن يخيّروا زيداً، بين أن يذهب معهم، أو يبقى معه، فوافقوا على ذلك، فلما خيّروا زيداً، اختار زيد أن يبقى مع النبي صلى الله عليه وسلم، فغضب أبوه لأنه اختار العبودية على الحرية، وعندما سمع النبي محمد صلى الله عليه وسلم كلامهما، ذهب به إلى الكعبة وقال: - إني أشهدكم يا معشر قريش أن زيداً ابني، وصار اسمه من اليوم (زيد بن محمد). خطب النبي محمد صلى الله عليه وسلم لزيد ابنة عمته زينب، ولما سمعت زينب بالخطبة كرهتها كما كرهها أخوها من قبل، لأنه مولى فقير كانت قد اشترته خديجة (رضي الله عنها) من حكيم بن حزام وأهدته للنبي صلى الله عليه وسلم، وهي ذات حسب ونسب، ورأى أن في هذا الزواج عاراً عليها وعلى أسرتها، وقالت للرسول (عليه الصلاة والسلام): - لا أتزوج أبداً، وأنا سيدة عبد شمس. فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم: "بل فانكحيه، فإني قد رضيته لك". وقبل أن تجيب زينب على رسول الله صلى الله عليه وسلم نزل فيهما قول الله تعالى: ﴿وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم، ومن يعص الله ورسوله فقد ضلّ ضلالاً مبيناً﴾. (الأحزاب/36) عندما سمعت زينب وأخوها كلام الله قالا للرسول صلى الله عليه وسلم: "سمعاً وطاعة يا رسول الله".. وساق زيد إلى بني جحش عشرة دنانير وستين درهماً، ودرعاً، وخماراً، وملحفة، وأزراداً، وخمسين مداً من الطعام، وعشرة أمداد من التمر، أعطاه ذلك كله الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم. وتزوجت (زينب) زيداً امتثالاً لأمر الله ورسوله، والتزاماً بالمبدأ الإسلامي الذي يجعل الناس لا يتفاضلون إلا بالتقوى. وتبقى النفوس البشرية نفوساً بشرية، والضعف ضعفاً.. لم يكن زيد جميل الصورة والشكل، ولم ينشرح قلب (زينب) له، وأخذت تتعالى عليه بحسبها ونسبها.. فلم تصف لهذين الزوجين الحياة السعيدة، وقاسى زيد من صدها وتعاليها وكِبرها الشيء الكثير، فكانت تؤذيه بلسانها وترفُّعها، فاشتكى ذلك إلى الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، إلا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول له: "أمسك عليك زوجك". وكان النبي يريد من وراء ذلك كسر العادة عند العرب، بأن الأصيلة لا يتزوجها إلا أصيل، ولكن الخصام والخلاف اشتدّا بين الزوجين إلى أن كان الفراق وكان الطلاق.. كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلم في نفسه أن زينب ستكون زوجة له، ولكنه وجد في نفسه حرجاً من أن يبوح بالسرّ، فأنزل الله تعالى قوله: ﴿ما كان على النبي من حرج فيما فرض الله له، سنة الله في الذين خلوا من قبل، وكان أمر الله قدراً مقدوراً﴾ (الأحزاب/38). وكان زواج الرسول صلى الله عليه وسلم من زينب، لكي تتكسّر عادة أخرى وهي أنه يجوز للرجل أن يتزوّج زوجة ابنه في التبني، فيلغي بذلك نظام التبني الذي كان سائداً لديهم.. وذات يوم وبينما الرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم) جالس يتحدث عند عائشة أخذته غشية، فسرّي عنه وهو يبتسم ويقول: "من يذهب إلى زينب ويبشرها؟". وكافأ الله تعالى زينب على صبرها وامتثالها لأمره تعالى وأمر رسوله الكريم بأعظم شرف وهو الزواج من النبيّ الكريم منها. وعندما سمعت زينب بشرى زواجها من الرسول الكريم، تركت ما بيدها وقامت تصلي لربها شاكرة، وكانت وليمة العرس مشهودة، فقد ذبح المصطفى شاة وأمر (أنس بن مالك) أن يدعو الناس إلى الوليمة فتوافدوا أفواجاً، يأكل قوم فيخرجون، ثم يدخل فوج آخر وهكذا.. ودخل محمد (صلى الله عليه وسلم) ببنت عمته التي زوّجه الله منها حين أنزل في كتابه العزيز: ﴿فلما قضى زيد منها وطراً زوجناكها﴾ (الأحزاب/ 37). كانت زينب تفخر على أزواج النبي (صلى الله عليه وسلم) وتقول: (زوجكنّ أهاليكنّ وزوجني الله من فوق سبع سماوات). عندما سمع المنافقون بزواج الرسول من زوجة ابنه قالوا: - حرّم محمد نساء الولد، وهاهو يتزوّج امرأة ابنه. فأنزل الله تعالى قوله: ﴿ما كان محمد أبا أحد من رجالكم﴾ الأحزاب الآية: (40). وقال أيضاً في كتابه العزيز: ﴿ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله﴾ الأحزاب الآية: (5). فدعي من يومها (زيد بن حارثة) نسبة إلى أبيه حارثة. كانت زينب صالحة تقيّة، صادقة التديّن حتى قالت فيها عائشة رضي الله عنها: (لم أر امرأة قط خيراً في الدين من زينب، وأتقى لله، وأصدق حديثاً، وأوصل للرحم، وأعظم صدقة، وأشد ابتذالاً لنفسها في العمل الذي يتصدّق به ويتقرّب به إلى الله عزّ وجل). وفي الحديث الشريف أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعمر بن الخطاب: "إن زينب بنت جحش أوّاهة". فقال رجل: - يا رسول الله ما الأوّاه؟ قال: الخاشع المتضرع. ثم تلا عليه الصلاة والسلام: ﴿إن إبراهيم لحليم أوّاه منيب﴾.. وكانت إلى ذلك كلّه كريمة خيّرة، تصنع بيديها ما تُحسن صنعه ثم تتصدّق به على المساكين، عيال الله الذي أكرمها وأعزَّها وآثرها بما لم يؤثر به زوجة سواها. قالت عائشة: قال الرسول صلى الله عليه وسلم: "أسرعكنّ لحاقاً بي أطولكنّ يداً.. فكنا إذا اجتمعنا في بيت إحدانا بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم نمدّ أيدينا في الجدار نتطاول، فلم نزل نفعل ذلك حتى توفيت زينب بنت جحش، ولم تكن بأطولنا، فعرفنا حينئذ أنّ النبي صلى الله عليه وسلم إنما أراد طول اليد بالصدقة، وكانت زينب امرأة صناع اليد، تدبغ وتخرز، وتتصدّق في سبيل الله.." حين حضرت الوفاة السيدة زينب قالت: "إني قد أعددت كفني، وإن عمر أمير المؤمنين سيبعث إليَّ بكفن، فتصدقوا بإحداهما، وإن استطعتم أن تتصدقوا بإزاري فافعلوا." ذكرتها أم سلمة حين توفيت، فترحمت عليها ثم قالت: كانت زينب صالحة قوّامة، صوّامة، صناعاً وتتصدق بذلك كله على المساكين. وقالت عنها السيدة عائشة رضي الله عنها حين بلغها نعي زينب: - لقد ذهبت حميدة متعبدة، مفزع اليتامى والأرامل. صلى عليها أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه وشيعها أهل المدينة إلى البقيع، وكانت أول من مات من نساء النبي صلى الله عليه وسلم، وعمرها ثلاث وخمسون سنة، فكانت أسرع أمهات المؤمنين لحاقاً بالرسول عليه أفضل الصلاة والسلام.. رضي الله عنهم جميعاً وأرضاهم
فاطمة الزهراء
--------------------------------------------------------------------------------
هي فاطمة بنت محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم القرشية. أبوها رسول الله صلى الله عليه وسلم وخاتم الأنبياء والمرسلين , ووالدتها خديجة بنت خويلد بن أسد القرشية، ولقبها الزهراء والبتول، والصديقة والمباركة والطاهرة والراضية والمرضية وكنيتها أم الحسن وأم الحسين، وكان يطلق عليها أم النبي صلى الله عليه وسلم لحنانها عليه وحبها الدائم له، أو أم أبيها لأنها عاشت مع والدها الرسول عليه السلام بعد موت والدتها تراعي أمره وتشد من أزره. زوجها هو أمير المؤمنين وفارس الإسلام علي بن أبي طالب القرشي الهاشمي كرّم الله وجهه، وابناها هما الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة رضوان الله عليهم أجمعين. سميت الزهراء وضعتها السيدة خديجة ، رضي الله عنها ، حدث في السماء نور زاهر لم تره الملائكة قبل ذلك اليوم ، وبذلك لقبت بالزهراء ، وقل انها سميت الزهراء ، لانها كانت لا تحيض ، وكانت اذا ولدت طهرت من نفاسها بعد ساعة حتى لا تفوتها صلاة. ، واما القاب الصديقة والمباركة والطاهرة والزكية والراضية والمرضية ، فهي آيات على ما اتسمت به الزهراء ، رضي الله عنها ، من الصدق والبركة والطهارة والرضى والطمأنينة. وأما لقب « البتول » فذلك لانقطاعها عن نساء زمانها فضلاً وديناً وحسباً ، وقيل لانقطاعها عن الدنيا الى الله تعالى ، وفي تاج العروس للزبيدي ، لقبت فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم بالبتول تشبيهاً لها بمريم في المنزلة عند الله تعالى.. ولدت السيدة فاطمة في مكة المكرمة قبل البعثة النبوية بخمس سنوات، وكانت أصغر أخواتها بعد زينب ورقية وأم كلثوم، ولما بلغت الخامسة من عمرها بُعث والدها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فتفتحت عيناها على الإسلام، وشاهدت بداياته الأولى وانتشاره بين قومها رويداً رويداً، وكانت تتبع أباها أحياناً وهو يسعى إلى أندية قريش ومحافلها يبشر بالإسلام ويدعو له وترى ما يلقاه من ظلمهم وأذاهم الشيء الكثير. كانت فاطمة الزهراء المثل الاعلى في الخلق الكريم والطبع السليم ، وقد عني بها رسول الله صلى الله عليه وسلم عناية تامة ، فكان يثقفها ثقافة اسلامية ، ويروضها على الهدي النبوي ، والصراط المستقيم فنشأت الزهراء نشأة كانت المثل الاعلى في الكمال والجلال ، فهي انما تمثل اشرف ما في المرأة من انسانية وكرامة وعفة وقداسة ورعاية الى ما كانت عليه من ذكاء وقاد ، وفطنة حادة ، وعلم واسع ، وكفاها فخراً انها تربت في مدرسة النبوة ، وتخرجت في معهد الرسالة ، وتلقت عن ابيها الرسول الامين صلى الله عليه وسلم ما تلقاه عن رب العالمين . وشهدت مع أسرتها من بني هاشم الحصار الذي فرضته عليهم قريش في شعب أبي طالب ودام ثلاث سنين ولحقها فيه معهم من التعب والمشقة ما أثر على نفسيتها وطاقتها في مستقبل الأيام، كذلك كان لموت والدتها السيدة خديجة وقع بالغ عليها، وكان عمرها لا يتجاوز الخامسة عشرة. فاشتدت المصائب عليها وبلغت ذروتها، الأمر الذي صقلها وزادها نضجاً وتجربة.. وشهدت بعد وفاة والدتها رحمها الله، زواج والدها الرسول عليه السلام من السيدة سودة بنت زمعة، التي احتضنتها مع أخواتها بكل حب وحنان . ولما بلغت الثامنة عشر من عمرها، هاجرت مع أختها أم كلثوم والسيدة سودة إلى المدينة المنورة، وهناك استقر بها المقام في بيت النبوة الجديد، بجوار المسجد النبوي الشريف. وفي أواخر السنة الثانية للهجرة، وكان عمرها نحو عشرين عاماً خطبها أبو بكر الصديق، ثم عمر بن الخطاب، ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم ردّهما بلطف وقال لكل منهما : انتظر القضاء. ثم خطبها ابن عمها علي بن أبي طالب، فتهلل له وجه النبي صلى الله عليه وسلم ووافق على زواجهما، وكان مهرها أربعمائة وثمانين درهماً، فأوصى النبي علياً أن يجعل ثلثيهما في الطيب وثلثهما في المتاع، وخصص لهما الرسول حجرة خلف بيت السيدة عائشة من جهة الشمال مقابل باب جبريل، وكان فيه خوخة على بيت النبي عليه السلام يطل منها عليهما، فجهزها والدها عليه السلام وزوجها علي بجهاز متواضع... وكان لها رضي الله عنها مشاركات في أحداث المسلمين العامة مثل: حضور الحرب، وبيعة النساء، والمباهلة مع وفد نصارى نجران، وكانت تجاذب أباها وزوجها الشؤون الخارجية للمسلمين. وهي رضي الله عنها البضعة الطاهرة المباركة , والأبنة البارة والزوجة المخلصة المتفانية, والأم الرؤوم الحانية، والمجاهدة الصابرة , والنموذج العالي للمرأة المسلمة. وكانت صوّامة قوامة تكثر من قراءة القرآن الكريم وتديم الذكر، وتهتم بأمر المسلمين وأحوالهم. وقد ورد في فضلها عدّة أحاديث نبوية شريفة، منها ما رواه أبو هريرة وغيره من الصحابة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: خير نساء العالمين أربع : مريم ابنة عمران، وآسية امرأة فرعون، وخديجة وفاطمة، وعن أم المؤمنين عائشة أنها قالت: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبر فاطمة رضي الله عنها أنها سيدة نساء المؤمنين أو سيدة نساء هذه الأمة، وعنها أيضاً أنها قالت: ما رأيت أحداً أفضل من فاطمة غير أبيها، وفي صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إنما فاطمة بضعة مني) وكانت رضي الله عنها أشبه الناس به عليه السلام.. لم تعمر السيدة فاطمة بعد وفاة والدها عليه السلام طويلاً، حيث عاشت بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم ستة أشهر، وقد توفيت رحمها الله في شهر رمضان من السنة (11) للهجرة، وهي ابنة تسع وعشرين سنة، أو نحوها، ودفنت في البقيع رحمها الله ورضي عنها
مريم بنت عمران
--------------------------------------------------------------------------------
هي مريم بنت عمران من سلالة نبي الله داود عليه السلام. وأم عيسى عليها السلام... نشأت مريم عليها السلام نشأة طهر وعفاف وتربت على التقوى, تؤدي الواجبات وتكثر من نوافل الطاعات، وعاشت في جوار بيت المقدس، وقد وصفها الله تعالى في القرءان الكريم بالصديقة، وكانت الملائكة تأتي إلى مريم عليها السلام وتزورها، إلى أن جاءت إليها في وقت وبشرتها باصطفاء الله تعالى لها من بين سائر النساء وبتطهيرها من الأدناس والرذائل، وبشرتها كذلك بمولود كريم يكون له شان عظيم في الدنيا والاخره ويكلم الناس صغيرًا وفي المهد ويكون كهلا ومن الصالحين. آتاها الله من كرامة الدنيا والآخرة , واصطفاها على نساء العالمين من زماننا , وأثنى الله تعالى عليها بأنها أحصنت فرجها , وأنها صدقت بكلمة ربها وهى الصحف المنزلة على إدريس عليه السلام وغيره , وكتبه وهى التوراة والإنجيل والزبور , وأنها كانت من القانتين أي المواظبين على طاعة الله تعالى وعبادته . وهى من نسل هارون أخي موسى عليهما السلام , ولم تكن نبيه , لأنه لا نبي من الإناث وانما هي سيدة نساء زمنها ومن أكملهن , وروى الامام أحمد فى مسنده : ""سيدة نساء أهل الجنة مريم ,ثم فاطمة , ثم خديجة ,ثم آسيا بنت مزاحم امرأة فرعون " عندما نتحدث عن السيدة مريم أم المسيح عليهما السلام نجد أنفسنا أمام شخصية أم ليست كمثلها أخرى من الأمهات بمن فيهن أمهات الأنبياء عليهم السلام. فهى وإن كانت أماً بشخصيتها تظل أبداً ماثلة في سيرة ابنها ورسالته وهى تأخذ مكانتها مع أمهات الأنبياء أصحاب الرسالات الأربع الكبرى ويعلي من قدر أمومتها كونها سابقة على الإسلام. ومع كثرة الشخصيات النسوية في القرآن الكريم اختصت السيدة مريم أم المسيح بذكرها بصريح اسمها مع ابنها عليهما السلام دون سائر النساء وفيهن أمهات الأنبياء.. إن الله اصطفى آل عمران إذ جعل فيهم عيسى عليه السلام الذى اتاه البينات وأيده بروح القدس. والمراد بعمران والد مريم أم عيسى عليه السلام فهو عمران بن باشم بن ميشان حزقيا وينتهى نسبه إلى إبراهيم عليه السلام.إ ن في ذلك التسلسل لدليلاً على أن الله تعالى قد اقتضت حكمته أن يجعل في الإنسانية من يهديها إلى صراط مستقيم فبدأت بآدم وختمت بمحمد عليه الصلاة والسلام. وامرأة عمران هذه هى حنة بنت فاقوذا وهي أم مريم وجدة عيسى عليه السلام وزوجة عمران. ونرى في الدعاء الخاشع الذي دعته لربها «النذر» وهو من أسمى ألوان التقرب إلى الله قد توجهت إلى ربها بأعز ماتملك... وهو الجنين الذي فى بطنها ملتمسة منه سبحانه أن يقبل نذرها الذى وهبته لخدمة بيته وقيل إن هذا النذر يلزم صاحبه في شريعتهم في ذلك الوقت أى أن المحرر عندهم إذا حرر جعل فى الكنيسة يخدمها ولايبرحها مقيماً فيها حتى يبلغ الحلم ثم يتخير فإن أحب ذهب حيث شاء وإن اختار الإقامة لا يجوز له بعد ذلك الخروج. ولم يكن أحد من أبناء بني إسرائيل وعلمائها إلا ومن أولاده من حرر لخدمة بيت المقدس. ولم يكن يحرر إلا الغلمان ولا تصلح الجارية لما يصيبها من الحيض والأذى. وقد أجاب الله حنة لدعائها وحكى سبحانه ذلك فى قوله تعالى (فتقبلها ربها بقبول حسن وأنبتها نباتاً حسناً)(آل عمران: 37). والمعنى أن الله تقبل مريم قبولاً مباركاً وخرق بها عادة قومها فرضى أن تكون محررة فى بيته كالذكور مع أنها أنثى وفاء بنذر الأم التقية ورباها تربية حسنة وصانها من كل سوء فكان حالها كحال النبات الذى ينمو فى الأرض الصالحة حتى يؤتي ثماره الطيبة. وهكذا وفر الله تعالى لمريم كل الوان السعادة الحقيقية فقد قبلها لخدمة بيته مع أنها أنثى وأنشأها نشأة طيبة بعيدة عن كل نقص خلقى أو خلقى, وهيأ لها وسائل المعيشة الطيبة حيث لا تحتاج.. وهذه التهيئة السابقة لمريم كانت إعداداً لأن تستقبل نفخة الروح وكلمة الله وأن تلد عيسى عليه السلام على غير مثال من ولادة البشر. وقد جاءت قصة مريم في القرآن الكريم أنها فتاة عذراء وقديسة وهبتها أمها وهي فى بطنها لخدمة المعبد ولا يعرف عنها إلا الطهر والعفة حتى لتنتسب إلى هارون أبى سدنة المعبد الإسرائيلى المتطهرين ولا يعرف عن أسرتها إلا الطيبة والصلاح من قديم
سودة بنت زمعة رضي الله عنه
--------------------------------------------------------------------------------
سوده بنت زمعه ثانى زوجات الرسول وأول امرأة تزوجها الرسول بعد خديجة والتى بدأ بها سلسه زواجاته صلى الله عليه وسلم ليقدم للاسلام حالات الزواج المختلفه وبامر من الله ليكمل به الرسالة السماوية من رب العالمين . كانت مثال يحتذى به للزوجه الصالحة والتى بها نزلت آية الحجاب . " اسمها ونسبها: هي أم المؤمنين سوده بنت زمعة بن قيس بن عبد ود ابن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي القرشية العامرية، وأمها الشمّوس بنت قيس بن زيد بن عمر الأنصارية. " إسلامها: كانت سيدة جليلة نبيلة ضخمة، من فوا ضل نساء عصرها. كانت قبل أن يتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت ابن عم لها يقال له: السكران بن عمرو، أخ سهيل بن عمرو العامري. ولما أسلمت بايعت النبي صلى الله عليه وسلم وأسلم معها زوجها السكران وهاجرا جميعاً إلى أرض الحبشة، وذاقت الويل في الذهاب معه والإياب حتى مات عنها وتركها حزينة مقهورة لا عون لها ولا حرفة وأبوها شيخ كبير. " زواجها:في حديث لعائشة عن خولة بنت حكيم، أن خولة بنت حكيم السلمية رفيقة سودة في الهجرة إلى الحبشة وزوجها عثمان بن مظعون لما عرض على رسول الله صلى الله عليه وسلم بعائشة رضي الله عنها: أنها صغيرة ويريد من هي أكبر سناً لتدبير شؤون بيته ورعاية فاطمة الزهراء. فعرضت الزواج من سوده بنت زمعة، فهي امرأة كبيرة فى السن وواعية، رزان ومؤمنة، وأن جاوزت صباها وخلت ملامحها من الجمال. ولم تكد خولة تتم كلامها حتى أثنى عليها الرسول صلى الله عليه وسلم- فأتى فتزوجها. تزوج النبي صلى الله عليه وسلم- بسودة ولديها ستة أبناء وكان زواجها في رمضان في السنة العاشرة من النبوة، بعد وفاة خديجة بمكة، وقيل: سنة ثمانية للهجرة على صداق قدره أربعمائة درهم، وهاجر بها إلى المدينة. "فضلها : تعد سودة رضي الله عنها - من فواضل نساء عصرها، أسلمت وبايعت النبي صلى الله عليه وسلم ، وهاجرت إلى أرض الحبشة. تزوج بها الرسول صلى الله عليه وسلم وكانت إحدى أحب زوجاته إلى قلبه، عرفت بالصلاح والتقوى، روت عن النبي أحاديث كثيرة وروى عنها الكثير. ونزلت بها آية الحجاب، فسجد لها ابن عباس. وكانت تمتاز بطول اليد، لكثرة صدقتها حيث كانت امرأة تحب الصدقةوكانت ذات كريمه النفس والخلق والمال. " صفاتها: لما دخلت عائشة رضي الله عنها بيت الرسول صلى الله عليه وسلم زوجة محبوبة تملأ العين بصباها ومرحها وذكائها، شاءت سودة أن تتخلى عن مكانها في بيت محمد صلى الله عليه وسلم فهي لم تأخذ منه إلا الرحمة والمكرمة، وهذه عائشة يدنيها من الرسول المودة والإيثار والاعتزاز بأبيها، وملاحة يهواها الرجل. وقد أنس الرسول محمد صلى الله عليه وسلم بمرحها وصباها في بيته فانقبضت سودة وبدت في بيت زوجها كالسجين، ولما جاءها الرسول صلى الله عليه وسلم يوماً وسألها إن كانت تريد تسريحاً، وهو يعلم أن ليس لها في الزواج مأرب إلا الستر والعافية وهما في عصمة الرسول ونعمة الله، قالت سودة وقد هدأت بها غيرة الأنثى: يا رسول الله مالي من حرص على أن أكون لك زوجة مثل عائشة فأمسكني، وحسبي أن أعيش قريبة منك، أحب حبيبك وأرضى لرضاك. ووطدت سوده نفسها على أن تروض غيرتها بالتقوى، وأن تسقط يومها لعائشة وتؤثرها على نفسها، وبعد أن تزوج الرسول صلى الله عليه وسلم بحفصة بنت عمر جبراً لخاطرها المكسور بعد وفاة زوجها ، هانت لدى سودة الحياة مع ضرتين ندتين كلتاهما تعتز بأبيها، ولكنها كانت أقرب لعائشة ترضيها لمرضاة زوجها. وكانت سوده ذات أخلاق حميدة، امرأة صالحة تحب الصدقة كثيراً، فقالت عنها عائشة رضي الله عنها -: اجتمع أزواج النبي عنده ذات يوم فقلن: يا رسول الله أيّنا أسرع بك لحاقاً؟ قال: أطولكن يداً، فأخذنا قصبة وزرعناها؟ فكانت زمعة أطول ذراعاً فتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم فعرفنا بعد ذلك أن طول يدها كانت من الصدقة. عن هشام، عن ابن سيرين: أن عمر رضي الله عنه- بعث إلى سودة بفرارة دراهم، فقالت: في الغرارة مثل التمر، يا جارية: بلغيني الفتح، ففرقتها. " أعمالها: روت سودة رضي الله عنها- خمسة أحاديث، وروى عنها عبدالله بن عباس ويحيى بن عبدالله بن عبد الرحمن بن سعدين زاره الأنصاري. وروى لها أبو داود والنسائي وخرج لها البخاري. "وفاتها: توفيت سودة في آخر زمن عمر بن الخطاب، ويقال إنها توفيت بالمدينة المنورة في شوال سنة أربعة وخمسون، وفي خلافة معاوية. ولما توفيت سوده سجد ابن عباس فقيل له في ذلك؟ فقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" إذا رأيتم آية فاسجدوا" ، فأي آية أعظم من ذهاب أزواج النبي صلى الله عليه وسلم. وها أنذا اقدم لكم واحده اخرى من نساء النبى لتكن لنا قدوه حسنه,وتابعوا معى الزوجه الثالثه للرسول صلى الله عليه وسلم ,لتكن لنا العبر بهم ويكونوا قدوتنا أم المؤمنين التقية (أم حبيبة رملة بنت أبى سفيان) زارها أبوها، وهى في المدينة، فأبعدت عنه فراش النبي (، فقال لها: يا بنية أرغبتِ بهذا الفراش عنى أم بى عنه؟ قالت: بل هو فراش رسول اللَّه وأنت رجل مشرك نجس، فلم أحبَّ أن تجلس عليه. قال: يا بنية لقد أصابك بعدى شر. قالت: لا، بل هدانى اللَّه للإسلام، وأنت يا أبة سيد قريش وكبيرها، كيف يسقط عنك الدخول في الإسلام، وأنت تعبد حجرًا لا يسمع ولا يبصر؟! إنها أم المؤمنين أم حبيبة "رملة بنت أبى سفيان" ذات الحسب والنسب والمكانة؛ فأبوها هو "أبو سفيان صخر بن حرب بن أمية" وأمها "صفية بنت أبى العاص"، وأخوها "معاوية بن أبى سفيان" وقد تزوجها النبي ( فكانت سببًا للمودة بين النبي ( وآل أبى سفيان. وفى هذا نزل قوله تعاليعَسَى اللَّهُ أَن يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الَّذِينَ عَادَيْتُم مِّنْهُم مَّوَدَّةً) [الممتحنة: 7]. وعوضًا عن صبرها وإيمانها الكبير باللَّه تعالي. كانت زوجة لعبيد اللَّه بن جحش، وكان قد تنصر في الجاهلية، ورفض عبادة الأصنام، فلما جاء الإسلام، أسرع هو وزوجته إلى الدخول فيه، لكنهما أمام جبروت قريش وقسوتها على الذين آمنوا، اضطرا إلى الفرار من مكة إلى الحبشة، وهناك أنجبا ابنتهما حبيبة، وبها كانت تُكنَّي، فيقال لها: أم حبيبة. وفى الحبشة، ارتد عبيد اللَّه بن جحش عن الإسلام واعتنق النصرانية، وحاولت أم حبيبة وجميع من هاجروا إلى الحبشة إثناءه عن عزمه، فلم يفلحوا. وتقص السيدة أم حبيبة تلك الواقعة، فتقول: رأيت في النوم عبيد اللَّه زوجى في أسوأ صورة وأشوهها، ففزعتُ وقلت: تغيرتْ واللَّه حاله، فإذا هو يقول حين أصبح: يا أم حبيبة، إنى نظرت في الدين فلم أر دينًا خيرًا من النصرانية، وكنت قد دِنتُ بها ثم دخلت في دين محمد، وقد رجعتُ. فأخبرتُهُ بالرؤيا فلم يحفل (يهتم) بها، وأكب على الخمر حتى مات. وقد حاول عبيد اللَّه بن جحش أن يجر امرأته أم حبيبة إلى النصرانية، لكنها - رضوان اللَّه عليها - أبت عليه ذلك، واستمسكت بعقيدتها وظلت على دينها.. فنجاها اللَّه بصبرها على دينها، وأبدلها عن زوجها زوجًا خيرًا منه وهو رسول اللَّه (. دخلت أبرهة خادمة النجاشى ملك الحبشة عليها، وقالت: ياأم حبيبة إن الملك (تقصد النجاشي) يقول لك إن رسول اللّه كتب إليه ليزوجك منه (. قالت أم حبيبة: بشَّركِ اللّه بخير يا أبرهة، خذى هذه منى هدية. وأعطتها سوارين من فضة وخلخالين. فأرسلت أم حبيبة إلى خالد بن سعيد بن العاص ابن عمها لتوكله في أمر زواجها من رسول اللّه (. ولما دنا الليل أمر النجاشى "جعفر بن أبى طالب" ومَنْ هناك مِن المسلمين فحضروا فخطب النجاشي، فقال: الحمد للّه الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار، أشهد أن لاإله إلا اللّه وأن محمدًا عبده ورسوله، وأنه الذي بشّر به عيسى ابن مريم عليه السلام. أما بعد: فإن رسول اللّه ( كتب إلى أن أزوجه أم حبيبة رملة بنت أبى سفيان فأجابت إلى ما دعا إليه رسول اللّه ( وقد أصدقتها أربعمائة دينار. ثم سكب النجاشى الدنانير بين يدى القوم. وتكلم "خالد بن سعيد" وقال: "الحمد للّه، أحمده وأستعينه وأستنصره، وأشهد أن لا إله إلا اللّه وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولوكره المشركون. أما بعد: أجبت إلى ما دعا إليه رسول اللّه ( وزوَّجتُه أم حبيبة فبارك اللّه لرسول اللّه. ثم دفع خالد الدنانير إلى أم حبيبة فقبضَتها. ثم أرادوا الخروج لكن النجاشى استوقفهم وقال: "اجلسوا فإن سنة الأنبياء إذا تزوجوا أن يُؤْكل طعام على التزويج". ودعا بطعام فأكل الحاضرون ثم تفرقوا. تقول أم حبيبة: فلما وصل إلى المال أرسلت إلى أبرهة التي بشرتنى فقلت لها: يا أبرهة! إنى كنت أعطيتك ما أعطيتُ يومئذٍ ولا مال عندى بيدي. فهذه خمسون مثقالا فخذيها واستعينى بها. فأبت أبرهة، وأخرجتْ حُقّا فيه كلُّ ما كنتُ أعطيتُها فردّته علي، وقالتْ: عزم على الملك أن لا آخذ منكِ شيئًا وأن ا التي أقوم على ثيابه ودهنه، وقد اتبعتُ دين محمد رسول اللّه ( وأسلمت للّه -عز وجل-. وقد أمر الملك نساءه أن يبعثن إليكِ بكل ماعندهن من العطر. فلما كان الغد جاءتنى به. فقدمت بذلك على رسول اللّه ( فكان يراه على وعندى فلا ينكره. ثم قالت أبرهة: يا أم حبيبة حاجتى إليك أن تقرئى على رسول اللّه ( السلام منى وتُعلِميه أنى قد اتبعتُ دينه. ثم لطفت بى وكانت هي التي جَهَّزتني. وكانت كلما دخلت على تقول: لا تنسى حاجتى إليك. فلما قدمتُ على رسول اللّه ( أخبرته كيف كانت الخِطبة وما فعلت بى أبرهة، فتبسم وأقرأته منها السلام، فقال: "وعليها السلام ورحمة اللّه وبركاته" [ابن سعد]. وفى ليلة الزفاف أقام عثمان بن عفان -رضى اللَّه عنه- وليمة في عرس النبي ( وأم حبيبة -وهى ابنة عمة عثمان : صفية بنت أبى العاص- هذه الوليمة كانت غير تلك التي أقامها النجاشى في الحبشة عند عقد النكاح. ولما بلغ أبا سفيان بن حرب خبر زواج النبي ( من ابنته قال: ذلك الفحل لا يقرع أنفه (أى الرجل الصالح الذي لا يُرد نكاحه). وقد أحبت أُمُّ حبيبة رسول اللَّه ( حبّا شديدًا، وآثرت محبته على كل محبة أخري، حتى ولو كانت محبتها لأبيها أو أبنائها أو إخوانها أو عشيرتها. وكانت أم حبيبة - رضى اللَّه عنها - تحرص دائمًا على مراقبة اللَّه - عز وجل - وابتغاء مرضاته، فقد روى عن السيدة عائشة - رضى اللَّه عنها - أنها قالت: دعتنى أم حبيبة عند موتها، فقالت: قد كان يحدث بيننا ما يكون من الضرائر، فغفر اللَّه لى ولك ما كان من ذلك. فقلت: غفر الله لكِ ذلك كله وتجاوز وحلَّك من ذلك كله. فقالت: سررتِنى سركِ الله، وأرسلتْ إلى أم سلمة - رضى اللَّه عنها - فقالت لها مثل ذلك. هذا وقد أسلم أبوها أبو سفيان في فتح مكة، وأعطى رسول الله ( الأمان لمن دخل داره.. ففرحت أم حبيبة بإسلام أبيها فرحة كبيرة، وامتد بأم حبيبة العمر حتى عَهْدِ أخيها معاوية بن أبى سفيان وتوفيت في سنة أربع وأربعين للهجرة فرضى اللَّه عنها وأرضاها. وروت -رضى الله عنها- عن رسول الله ( خمسة وستين حديثًا، وروى عنها كثير من الصحابة والتابعين -رضى الله عنهم أجمعين هي امرأة ليست كغيرها من النساء ضربت أروع المثل في التضحية والفداء والمحبة لله.... ثبتت على دينها ثبات الجبال الرواسي ... صبرت على أشد أنواع العذاب تركت كل شيء , وكانت تنعم بكل شيء في ملك زوجها إنها امرأة فرعون، التي خلد الله ذكرها وأعلى من قدرها في كتابه العزيز وأنزل فيها قرآنا يتلى على مر العصور والدهور حتى يرث الله الأرض ومن عليها لتكون منارة يهتدي بها أصحاب الأرواح المتطلعة من الرجال والنساء إلى الجنة وقدوة يحتذي بها كل المسلمين والمسلمات في الثبات على الدين والتضحية من أجله. يقول الله عز وجل {وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً لِّلَّذِينَ آمَنُوا اِمْرَأَةَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِندَكَ بَيْتاً فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِن فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ}التحريم11 آسية بنت مزاحم فقد شهد النبي صلى الله عليه وسلم لهذه المرأة بالكمال بقوله" كمل من الرجال كثير ولم يكمل من النساء إلا آسية امرأة فرعون , ومريم ابنة عمران , وخديجة بنت خويلد , وإن فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام" رواه الشيخان في بيتها تربى كليم الله لقد أكرمها الله ومن عليها عندما ساق إليها تابوت موسى عليه السلام الذي ألقته أمه في اليم خوفا من فرعون وملئه فأحبته بكل جوارحها وأحاطته برعايتها وعنايتها ودافعت عنه ضد جبروت زوجها الذي ملأ الكفر قلبه فلم يعد فيه مكان للرحمة ولا الشفقة علي أي أحد خوفا على حياته وملكه. يقول الله عز وجل {وَقَالَتِ امْرَأَتُ فِرْعَوْنَ قُرَّتُ عَيْنٍ لِّي وَلَكَ لَا تَقْتُلُوهُ عَسَى أَن يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَداً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ }القصص 9 وافق فرعون على مضض وردَّ في غلظة وجلافة "بل قرة عين لك" ونجحت آسية في الحفاظ على حياة موسى عليه السلام وقامت على تربيته خير قيام ولم تأل جهدا في رعايته فكان بركة عليه وسببا لدخولها الجنة .. وأهلك الله علي يديه الطاغية وجنوده. بداية المعاناة جاء في تفسير القرطبي قال أبو العالية: اطلع فرعون على إيمان امرأته فخرج على الملأ فقال لهم: ما تعلمون من آسية بنت مزاحم؟ فأثنوا عليها. فقال لهم: إنها تعبد ربا غيري, فقالوا له: اقتلها! فأوتد لها أوتادا وشد يديها ورجليها.. فقالت: رب ابن لي عندك بيتا في الجنة ووافق ذلك حضور فرعون فضحكت حين رأت بيتها في الجنة فقال فرعون ألا تعجبون من جنونها إنا نعذبها وهي تضحك فقبض روحها وقال سلمان الفارسي فيما روى عنه عثمان النهدي: كانت تعذب بالشمس فإذا أذاها حر الشمس أظلتها الملائكة بأجنحتها وقيل: سمر يديها ورجليها في الشمس ووضع على ظهرها رحى فأطلعها الله حتى رأت مكانها في الجنة وقيل: لما قالت رب بن لي عندك بيتا في الجنة, أريت بيتها في الجنة يبنى وقيل إنه من درة ولما قالت ونجني نجاها الله أكرم نجاة فرفعها إلى الجنة فهي تأكل وتشرب وتتنعم. ما عند الله خير وأبقى نجحت آسية في الامتحان الصعب الذي يرسب فيه الكثير من الرجال الأشداء .. وآثرت ما عند الله من خير واستعلت بإيمانها على زخارف الدنيا وماذا تساوي كل هذه الدنيا بما فيها من مباهج وبهرج كاذب إذا خسر المرء نفسه في الآخرة؟! وهذا ما أشار إليه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله" يؤتى بأنعم الناس في الدنيا من الكفار فيقال : اغمسوه في النار غمسة ثم يقال له: هل رأيت نعيما قط....؟ فيقول: لا , ويؤتى بأشد الناس ضرا في الدنيا فيقال: اغمسوه في الجنة غمسة ثم يقال له: هل رأيت ضرا قط....؟ فيقول : لا" حقاً.... إن كل ما يلقاه المرء في هذه الدنيا من عنت ومشقة لا يساوي شيئا إذا كُتب له النجاة من النار والفوز بالجنة . أختي المسلمة حريٌ بك أن تعلمي أن هذه الدنيا لا تساوي عند الله شيئا وأن تسمي بروحك إلى الملأ الأعلى وأن تعملي لدين الله لا تخشي شيئا فإن أقصى ما يستطيع الطغاة فعله هو أخذ جسدك الفاني أما روحك المتطلعة إلى الجنان ورضا الرحمن فلن يستطيع أحد أن يسلبها منكِ ولتكن آسية بنت مزاحم قدوة لك في حبها لربها وثباتها على دينها ومهما تكن لديك من عوائق فلن يكون لديك فرعون كفرعونها
جويرية بنت الحارث
--------------------------------------------------------------------------------
نسبها هي برة بنت الحارث بن أبي ضرار بن حبيب بن عائذ بن مالك من خزاعة ، كان أبوها سيد وزعيم بني المصطلق . عاشت برة في بيت والدها معززة مكرمة في ترف وعز في بيت بنى المصطلق ، و تزوجت برة من ابن عمها مسافع بن صفوان بن أبى الشفر أحد فتيان خزاعة. و قد غُير اسمها الى جويرية زواجها من الرسول صلى الله عليه و سلم : بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم أن بني المصطلق يجمعون له وقائدهم الحارث بن أبي ضرار أبو جويرية بنت الحارث فلما سمع بهم خرج إليهم حتى لقيهم على ماء من مياههم يقال له المريسيع من ناحية قديد إلى الساحل، فتزاحم الناس واقتتلوا، فهزم الله بني المصطلق وقتل من قتل منهم، ونقل رسول الله صلى الله عليه وسلم أبناءهم ونساءهم وأموالهم غنيمة للمسلمين عن عائشة قالت: لما قسم رسول الله صلى الله عليه وسلم سبايا بني المصطلق وقعت جويرية بنت الحارث في السهم لثابت بن قيس بن شماس، أو لابن عم له، فكاتبته على نفسها، وكانت امرأة حلوة ملاحة، لا يراها أحد إلا أخذت بنفسه، فأتت رسول الله صلى الله عليه وسلم لتستعينه في كتابتها قالت: فوالله ما هو إلا أن رأيتها على باب حجرتي فكرهتها، وعرفت أنه سيرى منها ما رأيت. فدخلت عليه فقالت: يا رسول الله أنا جويرية بنت الحارث بن أبي ضرار سيد قومه، وقد أصابني من البلاء ما لم يخف عليك، فوقعت في السهم لثابت بن قيس بن شماس، أو لابن عم له، فكاتبته على نفسي فجئتك أستعينك على كتابتي. قال: ((فهل لك في خير من ذلك ؟)). قالت: وما هو يا رسول الله ؟ قال: ((أقضي عنك كتابك وأتزوجك)). قالت: نعم يا رسول الله قد فعلت. قالت: وخرج الخبر إلى الناس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد تزوج جويرية بنت الحارث. فقال الناس: أصهار رسول الله صلى الله عليه وسلم فأرسلوا ما بأيديهم. قالت: فلقد أعتق بتزويجه إياها مائة أهل بيت من بني المصطلق، فما أعلم امرأة أعظم بركة على قومها منها. رؤيتها عن هشام بن عروة، عن أبيه قال: قالت جويرية بنت الحارث: رأيت قبل قدوم النبي صلى الله عليه وسلم بثلاث ليال كأن القمر يسير من يثرب حتى وقع في حجري، فكرهت أن أخبر به أحداً من الناس، حتى قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما سبينا رجوت الرؤيا. قالت: فأعتقني رسول الله صلى الله عليه وسلم وتزوجني، والله ما كلمته في قومي حتى كان المسلمون هم الذي أرسلوهم، وما شعرت إلا بجارية من بنات عمي تخبرني الخبر، فحمدت الله تعالى اسلام أبوها قال ابن هشام : ويقال : لما انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم من غزوة بني المصطلق ومعه جويرية بنت الحارث ، وكان بذات الجيش ، دفع جويرية إلى رجل من الأنصار وديعة ، وأمره بالاحتفاظ بها ، وقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ؛ فأقبل أبوها الحارث بن أبي ضرار بفداء ابنته ؛ فلما كان بالعقيق نظر إلى الإبل التي جاء بها للفداء ، فرغب في بعيرين منها ، فغيَّبهما في شعب من شعاب العقيق ، ثم أتى إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقال : يا محمد ، أصبتم ابنتي ، وهذا فداؤها ؛ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فأين البعيران اللذان غيبتهما بالعقيق ، في شعب كذا وكذا ؟ فقال الحارث : أشهد أن لا إله إلا الله ، وأنك محمد رسول الله ، فوالله ما اطلع على ذلك إلا الله ، فأسلم الحارث ، وأسلم معه ابنان له ، وناس من قومه ، وأرسل إلى البعيرين ، فجاء بهما ، فدفع الإبل إلى النبي صلى الله عليه وسلم روايتها للحديث روت ام المؤمنين جويرية بنت الحارث عن رسول الله سبعة أحاديث ومن الأحاديث التي أخرجها الإمام البخاريُ رحمه الله عن قتادة عن أيوب عن جويرية بنت الحارث رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه و سلم دخل عليها يوم الجمعة، وهي صائمة فقال: " أصمت أمس" ؟ قالت : لا ، قال: "تريدين أن تصومي غدا"؟ قالت : لا قال: "فأفطري" ، وهذا يدل على كراهية تخصيص يوم الجمعة بالصوم والنهي عن صيامه. وفاتها توفيت أم المؤمنين سنة خمسين من الهجرة النبوية و قيل سنة ست و خمسين و دفنت في البقيع.
أم عمارة
--------------------------------------------------------------------------------
هي نسيبة بنت كعب بن عوف المازنية الأنصارية. من بني النجار... صحابية اشتهرت بالشجاعة، تزوجها في الجاهلية زيد بن عاصم المازني، ومات عنها ، فتزوجها غزية بن عمرو المازني. أسلمت حينما ظهر الإسلام. وشهدت بيعة العقبة ، وشهدت غزوة أحد، وأبلت بلاءً حسناً، ولما انكشف الناس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ثبتت تدافع عنه دفاع الأبطال ، وهي تقاتل دون ترس معها فرأى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلاً مولياً معه ترس، فقال له: ألق ترسك إلى من يقاتل، فأخذته، وظلت تقاتل في شجاعة ورسول الله صلى الله عليه وسلم يصيح: يا ابن أم عمارة أمك أمك.. وكانت تقاتل وتداوي الجرحى، وجرح ابنها فشغلت بالقتال عنه فنهاها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فربطت جرحه قائلةً له: بُنَيَّ انهض إلى القوم وقاتلهم، والنبي صلى الله عليه وسلم ينظر إليها، ويقول: ومن يطيق ماتطيق أم عمارة؟! ورأى النبي صلى الله عليه وسلم ضارب ابنها عبيد بن زيد، فقال لها: هذا ضارب ابنك فضربته بسيفها ورسول الله يبتسم حتى بدت نواجذه، ويقول: استقدت يا أم عمارة، الحمدالله الذي أظفرك ، وأقر عينك من عدوك، وأراك ثأرك بعينك. ويقول صلى الله عليه وسلم إذا ذكر يوم أحد: (ماالتفت يميناً ولا شمالاً إلا رأيت أم عمارة تقاتل دوني). شهدت الحديبية، وخيبر وعمرة القضاء، وحنيناً وحرب اليمامة ضد مسيلمة الكذاب. روي أنها أتت النبي صلى الله عليه وسلم، فقالت: ما أرى كل شيء إلا للرجال وما أرى النساء يذكرن، فنزل قوله تعالى: (إن المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات) الآية. وقد روت عدة أحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد رؤيت في وقعة أحد تقاتل أشد قتال وأمها تعصب جراحها. حضرت حرب اليمامة وقاتلت فيها قتال الأبطال وقطعت يدها وجرحت , فانصرفت إلى المدينة تداوي جراحها ,وكان أبو بكر - وهو خليفة - يعودها ويسأل عن حالها.
أم سلمة رضي الله عنها
--------------------------------------------------------------------------------
أم سلمة ، وما أدراك ما أم سلمة؟ أما أبوها فسيد من سادات مخزوم المرقومين ، وجواد من أجواد العرب المعدودين ، وأما زوجها فعبد الله بن عبد الأسد أحد العشرة السابقين إلى الإسلام. أسلمت (هند) أم سلمة مع زوجها فكانت هي الأخرى من السابقات إلى الإسلام أيضا ، وما إن شاع نبأ إسلام أم سلمة وزوجها حتى هاجت قريش وماجت ، وجعلت تصب عليهما من نكالها ، فلم يضعفا ولم يهنا .. ولما اشتد عليهما الأذى وأذن الرسول صلى الله عليه وسلم لأصحابه بالهجرة إلى الحبشة كانا في طليعة المهاجرين ، وعلى الرغم مما لقيته أم سلمة وصحبها من حماية النجاشي نضر الله في الجنة وجهه ، فقد كان الشوق إلى مكة مهبط الوحي ، والحنين إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يزيد أشواقها وزوجها لهبا. ثم تتباعت الأخبار على المهاجرين إلى أرض الحبشة بأن المسلمين في مكة قد كثر عددهم ، وأن إسلام حمزة بن عبد المطلب ن وعمر بن الخطاب رضي الله عنهم قد شد من أزرهم ، وكف شيئا من أذى قريش عنهم ، فعزم فريق منهم على العودة إلى مكة يحدوهم الشوق ويدعوهم الحنين ، فكانت أم سلمة وزوجها في طليعة العائدين ، لكن سرعان ما اكتشف العائدون أن ما نمي إليهم من أخبار كان مبالغا فيه ، ولقد تفنن المشركون في تعذيب المسلمين وترويعهم ، فأذاقوهم من بأسهم ما لاعهد لهم من قبل. عند ذلك أذن الرسول صلى الله عليه وسلم لأصحابه بالهجرة إلى المدينة ، فعزمت أم سلمة وزوجها على أن يكونا أول المهاجرين فراراً بدينهما وتخلصا من أذى قريش ، لكن هجرة أم سلمة وزوجها لم تكن سهلة ميسرة لهما ، وإنما كانت شاقة مرة خلفت وراءها مأساة تهون دونها كل مأساة. تقول أم سلمة : لما عزم أبو سلمة على الخروج إلى المدينة أعد لي بعيراً ، ثم حملني عليه ، وجعل طفلنا سلمة في حجري ، ومضى يقود بنا البعير وهو لا يلوي على شيء ، وقبل أن نفصل عن مكة رآنا رجال من قومي بني مخزوم فتصدوا لنا ، وقالوا لأبي سلمة : إن كنت قد غلبتنا على نفسك ، فما بال امرأتك هذه ؟ وهي بنتنا ، فعلام نتركك تأخذها منا وتسير بها في البلاد؟ ثم وثبوا عليه وانتزعوني منه انتزاعا ، وما إن رآهم قوم زوجي بنو عبدالأسد يأخذونني أنا وطفلي ، حتى غضبوا أشد الغضب ، وقالوا : لا والله لا نترك الولد عند صاحبتكم بعد أن انتزعتموها من صاحبنا انتزاعا .. فهو ابننا ونحن أولى به ، ثم طفقوا يتجاذبون طفلي سلمة بينهم على مشهد مني حتى خلعوا يده وأخذوه، وفي لحظات وجدت نفسي ممزقة الشمل وحيدة فريدة ، فزوجي اتجه إلى المدينة فرارا بدينه وبنفسه وولدي اختطفه بنو عبد الأسد من بين يدي ، أما أنا فقد استولى علي قومي بنو مخزوم ، وجعلوني عندهم ... ففرق بيني وبين زوجي وبين ابني في ساعة .. ومنذ ذلك اليوم جعلت أخرج كل غداة إلى الأبطح ، فأجلس في المكان الذي شهد مأساتي ، وأستعيد صورة اللحظات التي حيل فيها بيني وبين ولدي وزوجي ، وأظل أبكي حتي يخيم علي الليل .. وبقيت على ذلك سنة أو قريبا من سنة إلى أن مر بي رجل من بني عمي فرق لحالي ورحمني وقال لبني قومي : ألا تطلقون هذه المسكينة ؟ فرقتم بينها وبين زوجها وبين ولدها . وما زال بهم يستلين قلوبهم ويستدر عطفهم حتى قالوا لي : إلحقي بزوجك إن شئت .. ولكن كيف لي أن ألحق بزوجي في المدينة وأترك ولدي فلذة كبدي في مكة عند بني عبد الأسد؟ ورأى بعض الناس ما أعالج من أحزاني وأشجاني فرقت قلوبهم لحالي ، وكلموا بني عبد الأسد في شأني واستعطفوهم علي فردوا لي ولدي سلمة. لم أشأ أن أتريث في مكة حتى أجد من أسافر معه ، فقد كنت أخشى أن يحدث ما ليس بالحسبان فيعوقني عن اللحاق بزوجي عائق .. لذلك بادرت فأعددت بعيري ، ووضعت ولدي في حجري ، وخرجت متوجهة نحو المدينة أريد زوجي ، وما معي أحد من خلق الله .. وما أن بلغت (التنعيم) حتى لقيت عثمان بن طلحة (وكان حاجب بيت الله في الجاهلية ، أسلم مع خالد بن الوليد وشهد فتح مكة فدفع إليه الرسول صلى الله عليه وسلم مفتاح الكعبة وكان يوم رافق أم سلمة مشركاً فقال : إلى أين يا بنت زاد الركب (يقصد أبوها). فقلت : أريد زوجي في المدينة . قال: أوما معك أحد؟ قلت : لا والله إلا الله ثم بني هذا. قال : والله لا أتركك أبدا حتى تبلغي المدينة ، ثم أخذ بخطام بعيري وانطلق يهوي بي ... فوالله ما صحبت رجلا من العرب قط أكرم منه ولا أشرف : كان إذا بلغ منزلا من المنازل ينيخ بعيري ، ثم يستاخر عني ، حتى إذا بلغ منزلا من المنازل ينيخ بعيري ، ثم يستأخر عني ، حتى إذا نزلت عن ظهره واستويت على الأرض دنا إليه وحط عنه رحله ، واقتاده إلى شجرة وقيده فيها .. ثم يتنحى عني إلى شجرة أخرى فيضطجع في ظلها . فإن حان الرواح قام إلى بعيري فأعده ، وقدمه لي ، ثم يستأخر عني ويقول : اركبي ، فإذا ركبت ن واستويت على البعير ، أتى فأخذ بخطامه وقاده. وما زال يصنع بي مثل ذلك كل يوم حتى بلفنا المدينة ، فلما نظر إلى قرية بقباء لبني عمرو ابن عوف قال : زوجك في هذه القرية، فادخليها على بركة الله ، ثم انصرف راجعا إلى مكة. اجتمع الشمل الشتيت بعد طول افتراق ، وقرت عين أم سلمة بزوجها ، وسعد أبو سلمة بصاحبته وولده ثم طفقت الأحداث تمضي سراعا كلمح البصر ، فهذه بدر يشهدها أبو سلمة ويعود منها مع المسلمين ، وقد انتصروا نصرا مؤزرا .. وهذه أحد ، يخوض غمارها بعد بدر ويبلى فيها أحسن البلاء وأكرمه ، لكنه يخرج منها وقد جرح جرحا بليغا ، فما زال يعالجه حتى بدا له أنه قد اندمل ، لكن الجرح كان قد رم على فساد فما لبث أن انتكأ ولزم أبو سلمة الفراش .. وفيما كان ابو سلمة يعالج من جرحه قال لزوجه : يا أم سلمة ، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : لا يصيب أحدا مصيبة ، فيسترجع عند ذلك ويقول : اللهم عندك احتسبت مصيبتي هذه ، اللهم أخلفني خيرا منها إلا أعطاه الله عز وجل خيرا منها .. ظل أبو سلمة على فراش مرضه أياما ، وفي ذات صباح جاءه رسول الله صلى الله عليه وسلم ليعوده ، فلم يكد ينتهي من زياره ويجاوز باب داره ، حتى فارق ابو سلمة الحياة ، فأغمض النبي صلى الله عليه وسلم بيده الشريفتين عيني صاحبه ، ورفع طرفه إلى السماء وقال: اللهم اغفر لأبي سلمة ، وارفع درجته في المقربين .. واخلفه في عقبه في الغابرين ، واغفر لنا وله يارب العالمين ، وافسح له في قبره ونور له قبره ، أما أم سلمة فتذكرت ما رواه لها أبو سلمة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت : اللهم عندك احتسب مصيبتي هذه ... لكنها لم تطب نفسها أن تقول : اللهم أخلفني فيها خيرا منها ، لأنها كانت تتساءل ومن عساه أن يكون خيرا من أبي سلمة ؟ لكنها ما لبثت أن أتمت الدعاء .. حزن المسلمون لمصاب أم سلمة كما لم يحزنوا لمصاب أحد من قبل ، وأطلقوا عليها اسم (أيم العرب) أي المرأة التي فقدت زوجها ، إذ لم يكن لها في المدينة أحد من ذويها غير صبية صغار كزغب القطا. شعر المهاجرون والأنصار معا بحق أم سلمة عليهم ، فما كادت تنتهي من حدادها على أبي سلمة حتى تقدم منها أبو بكر الصديق رضي الله عنه يخطبها لنفسه فأبت أن تستجيب لطلبه ، ثم ثقدم منها عمر بن الخطاب رضي الله عنه فردته كما ردت صاحبه ، ثم تقدم منها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت له : يا رسول الله ، إن في خلالا ثلاثا : فأنا امرأة شديدة الغيرة ، فأخاف أن ترى مني شيئا يغضبك فيعذبني الله به , وأنا امرأة قد دخلت في السن (أي جاوزت سن الزواج) ، وانا امرأة ذات عيال .. فقال عليه الصلاة والسلام : أما ما ذكرت من غيرتك فإني أدعو الله عز وجل ان يذهبها عنك ، واما ما ذكرت من السن فقد أصابني مثل الذي أصابك .. وأما ما ذكرت من العيال ، فإنما عيالك عيالي !! ثم تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم من أم سلمة فاستجاب الله دعاءها ، وأخلفها خيرا من أبي سلمة .. ومنذ ذلك اليوم لم تبق هند المخزومية أما لسلمة وحده ، وإنما غدت أما لجميع المؤمنين .. نضر الله وجه أم سلمة في الجنة ورضي عنها وأرضاها ااضافة أام سلمة أنقذت المسلمين من الهلاك : ففي يوم الحديبية عصى الناس أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم وكاد المسلمون أن يهلكوا فأنقذهم الله برجاحة عقل أم سلمة ومشورتها المباركة، فقد روى البخاري : خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم زمن الحديبية .. فلما فرغ من قضية الكتاب (أي كتاب الصلح مع قريش) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه (قوموا فانحروا ثم احلقوا قال : فو الله ما قام منهم رجل حتى قال ذلك ثلاث مرات فلما ل يقم منهم أحد دخل على أم سلمة فذكر لها ما لقي من الناس فقالت أم سلمة : يا نبي الله أتحبب (أي تحب) ذلك ؟ أخرج ثم لا تكلم أحداً منهم كلمة حتى تنحر بدنك (البدنة أي الناقة )، وتدعو حالقك فيحلقك فخرج فلم يكلم أحداً منهم حتى فعل ذلك، نحر بدنه ودعا حالقه فحلقه فلما رأوا ذلك قاموا فنحروا وجعل بعضهم يحلق بعضها وهنا أخوة الإسلام أنقذت أم سلمة المسلمين من معصيتهم لنبيهم ولم يحقر رسول الله مشورتها كما يعمل رجال اليوم ولكن أخذها بمشورتها فهل يتعلم رجال اليوم من ذلك ؟ .
مارية القبطية هدية المقوقس
لما كانت سنة ست من مهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجع من الحديبية بعث إلى الملوك فبعث حاطب بن أبي بلتعة إلى المقوقس و ذكر أن المقوقس لما أتاه الكتاب ضمه إلى صدره وقال هذا زمان يخرج فيه النبي الذي نجد نعته في كتاب الله وإنا نجد من نعمته أنه لا يجمع بين أختين وأنه يقبل الهدية ولا يقبل الصدقة وأن جلساءه المساكين ثم دعا رجلا عاقلا فلم يجد بمصر أحسن ولا أجمل من مارية وأختها فبعث بهما إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعث بغلة شهباء وحمارا أشهب وثيابا من قباطى مصر وعسلا من عسل بنها وبعث إليه بمال وصدقة وبعث بذلك كله مع حاطب بن أبي بلتعة فعرض حاطب بن أبي بلتعة على مارية الإسلام ورغبها فيه فأسلمت وأسلمت أختها سيرين و لما وصل المدينة قدم الأختين والدابتين والعسل والثياب وأعلمه أن ذلك كله هدية فقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم الهدية ولما نظر إلى مارية وأختها أعجبتاه وكره أن يجمع بينهما فوهب أختها سيرين لحسان بن ثابت، فولدت له عبد الرحمن بن حسان وكانت مارية بيضاء جميلة فأنزلها رسول الله صلى الله عليه وسلم في العالية في المال الذي صار يقال له سرية أم إبراهيم وكان يختلف إليها هناك وكان يطؤها بملك اليمين وضرب عليها مع ذلك الحجاب فحملت منه ووضعت هناك في ذي الحجة سنة ثمان عن عائشة قالت ما عزت علي امرأة إلا دون ما عزت علي مارية وذلك أنها كانت جميلة جعدة فأعجب بها رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان أنزلها أول ما قدم بها في بيت لحارثة بن النعمان فكانت جارتنا فكان عامة الليل والنهار عندها حتى فزعنا لها فجزعت فحولها إلى العالية وكان يختلف إليها هناك فكان ذلك أشد علينا أم ابراهيم في السنة الثامنة من الهجرة فى شهر ذي الحجة ولد إبراهيم ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم من مارية القبطية، فاشتدت غيره أمهات المؤمنين منها حين رزقت ولداً ذكراً، وكانت قابلتها فيه سلمى مولاة رسول الله صلى الله عليه وسلم. و بولادة ابراهيم أصبحت مارية حرة عن ابن عبَّاس قال: لما ولدت مارية قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: ((أعتقها ولدها)) وعاش إبراهيم ابن الرسول صلى الله عليه و سلم سنة وبضع شهور يحظى برعاية رسول الله صلى الله عليه و سلم ولكنه مرض قبل أن يكمل عامه الثاني، وذات يوم اشتد مرضه، ومات إبراهيم وهو ابن ثمانية عشر شهراً، " وكانت وفاته يوم الثلاثاء لعشر ليال خلت من ربيع الأول سنة عشر من الهجرة النبوية المباركة"، وحزنت مارية حزناً شديداً على موت إبراهيم. وفاتها كان أبو بكر ينفق على مارية حتى مات ثم عمر حتى توفيت في خلافته ماتت في المحرم سنة ست عشرة فكان عمر يحشر الناس لشهودها وصلى عليها بالبقيع وقال بن منده ماتت مارية بعد النبي صلى الله عليه وسلم بخمس سنين ينب بنت خزيمة الحارث رضى الله عنها أم المساكين رضي الله عنها و أول من دفن من أمهات المؤمنين في المدينة اسمها ولقبها: هي زينب بنت خزيمة الحارث بن عبد الله بن عمرو بن عبد مناف بن هلال بن عامر بن صعصعة الهلالية، ولم يختلف المؤرخون في نسبها من جهة أبيها كما صرح ابن عبد البر في ترجمتها بالاستيعاب بعد سياق نسبها، وهو ما أجمعت عليه مصادرنا لترجمتها أو نسبها ، وأما من جهة أمها فأغفلته مصادرنا، ونقل ابن عبد البر فيها قول أبى الحسن الجرجاني النسابة ، وكانت زينب بنت خزيمة أخت ميمونة بنت الحارث أم المؤمنين لأمها ، وكانت تدعى في الجاهلية أم المساكين واجتمعت المصادر على وصفها بالطيبة والكرم والعطف على الفقراء والمساكين في الجاهلية والإسلام ، ولا يكاد اسمها يذكر في أي كتاب إلا مقرونا بلقبها الكريم -أم المساكين . زواجها من الرسول صلى الله عليه و سلم: زينب بنت خزيمة هي إحدى زوجات النبي e والتي لم يمض على دخول حفصة البيت المحمدي وقت قصير حين دخلته أرملة شهيد قرشي من المهاجرين الأولين فكانت بذلك رابعة أمهات المؤمنين. ويبدو أن قصر مقامها ببيت الرسول صلى الله عليه و سلم قد صرف عنها كتاب السيرة ومؤرخي عصر المبعث فلم يصل من أخبارها سوى بضع روايات لا تسلم من تناقض واختلاف ، وزينب بنت خزيمة أرملة شهيد قرشي من المهاجرين الأولين هو عبيدة بن الحارث بن عبد المطلب، قتل عنها في بدر فتزوجها النبي صلى الله عليه و سلم سنة 3 هجرية، ويقال إنه كان زواجا شكليا، حيث إن الرسول -صلى الله عليه وسلم تزوجها - بدافع الشفقة. واختلف فيمن تولى زواجها من النبيe ففي الإصابة عن ابن الكلبي: أن رسول الله صلى الله عليه و سلم خطبها إلى نفسها فجعلت أمرها إليه فتزوجها ، وقال ابن هشام في السيرة : زوَّجه إياها عمها قبيصة بن عمرو الهلالي، وأصدقها الرسول صلى الله عليه و سلم أربعمائة درهم . واختلفوا أيضا في المدة التي أقامتها ببيت النبي صلى الله عليه و سلم ، ففي الإصابة رواية تقول: كان دخوله صلى الله عليه و سلم بها بعد دخوله على حفصة بنت عمر،رضي الله عنها، ثم لم تلبث عنده شهرين أو ثلاثة وماتت " ، ورواية أخرى عن ابن كلبي تقول: ( فتزوجها في شهر رمضان سنة ثلاث، فأقامت عنده ثمانية أشهر وماتت في ربيع الآخر سنة أربع) . وفي شذرات الذهب: (وفيها- يعني السنة الثالثة- دخل بزينب بنت خزيمة العامرية، أم المساكين، وعاشت عنده ثلاثة أشهر ثم توفيت)، وكانت زينب بنت جحش- رضي الله عنها أجودهن ؛ يعني أزواج النبي صلى الله عليه و سلم وأبرهن باليتامى والمساكين ، حتى كانت تعرف بأم المساكين ) . وفاتها: الراجح أنها ماتت في الثلاثين من عمرها كما ذكر "الواقدي" ونقل "ابن حجر" في الإصابة.ورقدت في سلام كما عاشت في سلام. وصلى عليها النبي عليه الصلاة والسلام، ودفنها بالبقيع في شهر ربيع الآخر سنة أربع ، فكانت أول من دفن فيه من أمهات المؤمنين -رضي الله عنهن. وقد ماتت بعد زواجها بثمانية أشهر رضي الله عنها - ولم يمت منهن- أمهات المؤمنين - في حياته إلا غير السيدة خديجة أم المؤمنين الأولى- ومدفنها بالحجون في مكة- والسيدة زينب بنت خزيمة الهلالية، أم المؤمنين وأم المساكين
هند بنت عتبة
--------------------------------------------------------------------------------
هند بنت عتبة بن ربيعة بن عبد شمس العبشمية القرشية, إحدى نساء العرب اللاتي كان لهم شهر عالية قبل الإسلام وبعده ، وهي أم الخليفة معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما. كانت هند ذات صفات ترفع قدرها بين النساء من العرب ، ففيها فصاحة ، وجرأة ، وثقة ، وحزم ، ورأي.كانت تقول الشعروالحكمة، وكانت امرأة لها نفس وأنفة. زوجها أبوها من الفاكهة بن المغيرة المخزومي ، فولدت له أباناً ، ثم تركته. وتزوجت هند من أبي سفيان بن حرب ، وكانت تحرص دوماً على محامد الفعال ، كما كانت ذات طموح واسع ، ففي ذات يوم رآها بعض الناس ومعها ابنها معاوية ، فتوسموا فيه النبوغ ، فقالوا لها عنه : إن عاش ساد قومه. فلم يعجبها هذا المديح فقالت في إباء وتطلع واسع : ثكلته إن لم يسد إلا قومه. لما كانت موقعة بدر الكبرى قتل في هذه العركة والد هند وعمها شيبة ، وأخوها الوليد بن عتبة، فراحت ترثيهم مر الرثاء. وفي يوم أحد كان لهند بنت عتبة دورها العسكري البارز، فقد خرجت مع المشركين من قريش ، وكان يقودهم زوجها أبو سفيان ، وراحت هند تحرض القرشيين على القتال، وتزعمت فئة من النساء ، فرحن يضر بن الدفوف. وفي هذه المعركة كانت هند بنت عتبة قد حرضت وحشي بن حرب على قتل حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه ، حيث وعدته بالحرية وكان عبداً لها إن هو قتل حمزة ، فكانت تؤجج في صدره نيران العدوان ، وتقول له : إيه أبا دسمة ، اشف واشتف. ولما قتل وحشي حمزة رضي الله عنه جاءت هند إلى حمزة وقد فارق الحياة ، فشقت بطنه ونزعت كبده ، ومضغتها.. وبقيت هند على الشرك حتى شرح الله تعالى صدرها للإسلام يوم فتح مكة ، حيث شاءت إرادة الله تعالى أن تنقلب بطلة الجاهلية إلى بطلة في ظل الإسلام. وفي اليوم الثاني لفتح مكة قالت هند لزوجها أبي سفيان: إنما أريد أن أتابع محمداً فخذني إليه. منقول للفايده العامه واسف علي الاطاله
التوقيع |
|
آخر تعديل خالد الياسي يوم 02-20-2008 في 03:08 AM.
|