منذ أن وطأت قدما أمير منطقة مكة المكرمة صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل ارض عسير قبل 37 عاما ولهذا الأمير قصة نماء امتدت على مدى أكثر من ثلث قرن من الزمان.
وعلى ضوء ما شهدته المنطقة خلال توليه إمارتها وحتى تعيينه أميراً لمكة المكرمة الأسبوع الماضي ووفقا للغة الأرقام وواقعية الانجاز فقد تحولت تلك المنطقة في جنوب غرب المملكة إلى منطقة رائدة على مستوى المناطق .
وكان الأمير خالد محباً للمنطقة ولأهلها ولطبيعتها التي نظم من خلالها العديد من القصائد وتلونت لوحاته بريشة الفنان الهاوي المغرم بتضاريس عسير .
المراقب للوضع الذي تعيشه عسير حاليا وبمقارنه ترتد إلى عسير قبل أكثر من 30 عاما يلاحظ أن ما تم من تميز وإبداع يعد ضربا من المستحيل كيف لا وقد تحولت عسير إلى منطقة جذب سياحي على مستوى العالم بأسره وأصبحت موقعا تنظم فيه أعلى وأجود المؤتمرات الاقتصادية والثقافية والاجتماعية مرورا بالمحافظات التي شكلت كل واحدة فيها مدينة نموذجية في عمرانها وميادينها وكل مناحي التنمية فيها .
اكبر ما ميز هذا الأمير هو حرصه على تنمية الإنسان هناك وتكريس مفهوم الجماعة نحو مفهومها الإسلامي والاجتماعي السليم.
خالد الفيصل الأمير الإنسان وجه طاقته الفكرية لخدمة وطنه وخص عسير بالكثير من الإبداع الفكري الذي تحول إلى منظومة متميزة لسيرة أمير وقصة منطقة كانت ولا زالت أنموذجا رائعا لأفكار المتجددة والتطبيق السليم المدروس وها هي عسير تلبس حلة من النماء والتطور والانفراد في كافة جوانبها فخالد الفيصل والإبداع وجهان لعملة واحدة .
في مبنى الإمارة والذي يعد واجهة حضارية لمنطقة عسير يجلس سموه في مكتبه يتابع المنطقة بقيادة الأمير وبحكمة الخبير وبفكره المنير يضع الأسس والأفكار ويوجه بتطبيقها ويختار التنفيذ على طريقة الإبداع بلغة التميز والبعد عن التقليد والروتين وعادة ما تظهر النتائج مختلفة لان سموه كان يتابعها بعين المراقب ويفكر فيها بروح المسؤول وينتظر نتائجها بهم المنتج الناجح والذي جد واجتهد لكي ترى النور بنور أيضا .
من الصعب جدا أن تحصى انجازات الأمير في هذه المنطقة ولكن إنشاء مركز حضاري باسمه يوثق ما أنجزه هذا الأمير المبدع وأعلن عنه في ليلة توديعه يعد خطوة جيده وفكرة رائعة أعلن عنها أمير عسير الحالي الأمير فيصل بن خالد .
فرجل بمكانة وثقل خالد الفيصل كان لا بد أن يرد له جزءاً مما قدمه وكان حقاً أن توثق خططه وانجازاته وأعماله التي يستحق كل واحد منها مركزاً مختصاً بذاته.
منذ إعلان الثقة الملكية بتعيينه أميراً لمكة واكف الدعاء تتجه لله بان يوفقه في مهمته القادمة والتي كان أهلا لها .
وبعد ذلك الإعلان الذي اتخذه قائد حكيم يقود مسيرة شعب كريم كان حديث المجتمعات بمختلف شرائحها في منطقة عسير عن ذلك الأمير الذي ارتبط اسم عسير باسمه منذ أمد بعيد وكانت عسير وخالد الفيصل اسمان وكيانان لا يتفارقان في كل مناسبة وفي كل تتويج وعلى صعيد التنمية والتتويج .
كيف لا وفي كل شبر منها بصمة له ولدى كل ابن من أبنائها فضل عليه تعليميا وثقافيا واقتصاديا واجتماعيا .
ولكن لن ينسى الجميع ذلك اليوم التاريخي الذي زار فيه خادم الحرمين الشريفين منطقة عسير العام المنصرم ووقف الأمير بمسؤولية الأب وممثل المنطقة عندما قال كلمة لن يمحى من الذاكرة وستظل عالقة في ذهن كل من حضر ذلك الموقف وقال فيها باسم اهالي عسير كلمات تاريخية :ايها الملك الكبير هذه عسير هلت المزن على جبالها فسالت جحافل من رجالها .. تعادي من عاداك .. وتنصر من والاك .. اضرب بهم البحر والبر وازرع بهم الصحراء تخضر إنهم ابناؤك يعشقون التضحية فداءك ..ثابتون على العهد ثبات الجبال ..عازمون على الوفاء عزم الرجال لك يا خادم الحرمين الشريفين ولولي عهدك الشهم الامين القدير من كل اهل عسير الحب .. والولاء .. والفداء .. والتقدير»ها هو خالد الفيصل لا يرضى بغير النجاح ولا يعشق سوى التميز يأبى في كل موقف الا ان يسجل حدثا وبصمة وتاريخا بحد ذاته باسم عسير لقد اعطاها كل ما لديه عمل وسهر وتابع ووجه وناقش وجاهد وكان له ما اراد ابن فيصل انهى مهامه في عسير وكان له ما اراد من خطط التقدم والازدهار والتميز والنماء .
رغم استلامه مهام عمله الجديد كاميرا لمنطقة مكة المكرمة فانه قد سجل خططا مستقبلية للمنطقة ستظل تدرس بأساسيات فكره لعشرات السنين القادمة حيث كانت آخر خططه التنموية هو مشروع عسير 2030 الذي حمل رؤية استراتيجية تنموية جديدة في المنطقة لـ23 سنة قادمة بتركيز على تنمية الانسان واعتمد هذا المشروع على دراسة محاور أساسية وهي المحور الاقتصادي والسكاني والمحور الثقافي الاجتماعي والبيئي والتنمية المستدامة وربط هذه المحاور مع بعضها البعض وتحويلها إلى قيم رقمية يمكن قياسها واستهدافها . وكان قبلها قد ساهم في المخطط الإقليمي لمنطقة عسير حتى عام 1450 والذي تم إعداده من قبل وزارة الشؤون البلدية والقروية وبمشاركة جميع الجهات الحكومية والخاصة في المنطقة وبتنسيق كامل مع مجلس المنطقة الذي يرأسه سموه في رسم الصورة المأمولة للتنمية العمرانية في عسير خلال 25 عاما مقبلة .
ومن الأفكار المتميزة التي لا يضعها إلا أمير يسعى للتميز ويعايش الواقع الحياتي كابن للمنطقة ويضع أسسا شاملة للتقدم والتطور ومعايير ليست محددة بزمان ومكان بل هي حياتية دائمة لا تتقيد بوقت او موقع وكانت عسير منبع المشروع ومنها فكرته في مشروع التحدث باللغة العربية الفصحى ومشروع احترام النظام وملتقى ابها صيفا وما حمله من شعارات لا أبهى من ابها ولا عسير في عسير ارفع راسك أنت سعودي و إلا أنا أبها وغيرها إضافة إلى زيارته للمحافظات والالتقاء بمسؤوليها وأهلها ومنسوبي ومنسوبات التعليم فيها ووضع حجر الأساس لمشاريع تنموية هنالك شارك سموه أهلها فرحة البداية وهنأهم على استلام ثمرة الجهود وتلك اللقاءات الاقتصادية الهامة في المنطقة وكان أهمها ملتقى التواصل والذي تواصل في عسير للعام الثاني على التوالي واللقاءات والمؤتمرات العلمية والثقافية والطبية على مستوى المملكة والخليج والوطن العربي ناهيك عن جعل منطقة عسير أول منطقة سياحية وموقع جذب سياحي يقدم إليه السواح والزوار من كل بقاع العالم بفعل سياسات وخطط مدروسة ومنفذة على ارض الواقع بكل إتقان وحول من تضاريس عسير الجبلية إلى مواقع سياحية وترفيهية لا توجد في أي موقع في العالم إضافة إلى مجلسه الدائم في المنطقة والتقائه وقربة من المسؤولين في المنطقة وتوجيههم وقبلهم أهالي المنطقة وسماع شكاواهم ومشكلاتهم وحلها أولا بأول .
وعلى المستوى الإنساني فللأمير وقفات الخير فله الريادة في مشاريع مراكز النمو التي أتاحت لأهالي البداوة والفقراء العيش في مواقع نموذجية تحوي فللاً سكنية ومواقع ترفيه وتعليم وتوفير كافة مناشط الحياة لهم وقد أسهمت في تحويلهم إلى أعضاء صالحين في المجتمع وأزاحت من على صدورهم هم الحاجة والفقر إضافة إلى رعايته لكافة أنشطة وفعاليات الإدارات الحكومية ودعمها ماديا ومعنويا وتوجيهيا. وعلى الجوانب التنموية إنشاء جامعة في عسير وإنشاء صحيفة وكلية للسياحة والفندقة وجائزة ابها للتعليم العام والعالي وفي كافة مناحي الثقافة اضافة الى فعاليات الصيف التي قام بتطويرها وإضافة أفكار جديدة عليها من عام إلى آخر إضافة الى المهرجانات الشتوية في سهول تهامة والتي كان له السبق في بلورة فكرتها . إضافة إلى جهود سموه في كافة ميادين التنمية في كافة محافظات المنطقة وحلة للعديد من النزاعات القبلية وانهائة مئات قضايا الصلح القبلي ومساهمته في دعم مشاريع المياه والطرق والخدمات البلدية والتعليم والصحة وغيرها والتي كان لعطاء سموه الأثر الأول والأكبر في أن تحظى منطقة عسير بمنظومة متكاملة من الخدمات التنموية وصلت لكافة قرى وهجر المنطقة حتى أصبح أهالي القرى ينعمون بكل الخدمات الحيوية وكان في وسط المدينة مما أوقف الهجرة إلى المدن وباتت القرى تضاهي القرية وكان لسموه جهود جبارة في إرساء دعائم الأمن في المنطقة من خلال جهوده الجبارة في هذا المجال ناهيك عن شهادات موثقة من كل المسؤولين في الدولة الذين زاروا المنطقة وكانوا شهود عيان على جهود أمير منطقة مكة وعسير سابقا خالد الفيصل .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أخي الكريم طير هذيل..
موضوع يستحق المتابعة لحياة الأمير خالد الفيصل حفظه الله ...ومسيرته التنموية.
فعلا هو كذلك وسمهنا عنه الكثير..
ولكن الحقيقة أنه يحتاج وقت وجهد اكبر فالمنطقة الغربية مجملا تحتاج الكثير وعدد سكانها كُثر وتحتاج مجهود مضاعف أعانه الله وسدد خطاه....