عرض مشاركة واحدة
قديم 10-19-2010, 02:15 PM   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
أبو خالد

 
الصورة الرمزية حامد السالمي
 

 

 
إحصائية العضو






اخر مواضيعي
 

حامد السالمي غير متواجد حالياً


افتراضي رد: نقاد حسب الطلب ؟

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صاحب الظل الطويل مشاهدة المشاركة
الحقيقة أن مثل هذا الطرح دائما ما يتكرر من المنتمين للتيار المحافظ في الفن والأدب. وأنا هنا لا أتخذ موقفا ما، ولكن هناك نقاط أثارها الموضوع:

1. هل حقا تعجبك لوحات بيكاسو؟ حسنا إذا لم تكن تعجبك هل تجرؤ على القول أنها عبثية وساذجة (قرديّة). ما الذي أضفى عليها هذه الحماية من والمناعة ضد "النقد"
ببساطة لأنها ثورية.. الثورات تقدس أبناءها في الرسم والأدب وحتى في السياسة. لقد أظهروا الجرأة فاستحقوا التبجيل

سأضرب مثالا من بنات أفكاري

دعونا نتأمل كيف يمكن أن نكوّن فكرة أدبية عن شيء ما، لنقل "الطريق" مثلا:

الطريق طويل

الطريق أبدي

الطريق يبحث عن طريق

الطريق يولد كل لحظة

الطريق كـ ناي ٍ أسطوري

....

الخ

استمروا في الابتكار والدهشة والجرأة

هل تخافون تحفز أصحاب الطرح المحافظ ؟!

2.الكثير من محاولات الفضول وخلق الدهشة - لا أحب مسمى النقد - هي في الحقيقة أغزر خيالا من بعض الأعمال الفنية أو الأدبية التي تتناولها. كتاب "نمط صعب ونمط مخيف" للراحل العلم والعلامة التراثي محمود شاكر مثال قريب إلى ذهني
على هذه المحاولات. فلماذا نحاكم محاولات الفضول وخلق الدهشة

3. الأعمال الأسطورية تضيِّـق مساحات "النقد" لإنها بذاتها تجلب الفضول وتخلق الدهشة ولا تحتاج إلى "نقـّاد".

4. السؤال الجدلي المشروع هل كنت ستعبر عن انطباعاتك حيال العمل الفني أو الأدبي المنسوب إلى "القرد" أم أنك ستسأل من القائل ؟ إذا لم تملك الجرأة على محاولة إنشاء عمل فني على رصيف عمل آخر فلماذا تمنع الآخرين.

5.الشعر ليس من قدره أن يرتبط بخيوط واهية ضحلة المنشأ تسمى الجزالة / الرموز / الألغاز / الخ. الشعر الرائع هو ما ينتزع منك كلمات مثل "الله" و "يا سلام"


6. نقطة ممهة وليست هزلية، هل لدينا ما يثبت علميا أن "القرد" لا يملك ذائقة في تجانس الألوان وأنه هو أيظا يستطيع أن ينتج، طبعا الأدب مستبعد من هذه الفرضية !




موضوع شيق

شكرا أخي حامد السالمي

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ،

وشكرا جزيلا على المداخلة الرائعة التي وبحق أثرت الطرح وقد افترضتَ عدة افتراضات لم نوردها ثم أبديتَ وجهة نظرك حيالها ،ونحن لا نُسلم ببعضها ، ونقرك في بعضها، ونود إبداء رؤيتنا حيال البعض الآخر ، وقد اضطرِرتُ لبعض الإضافات ذات العلاقة بالموضوع لتعينني على إيصال ما أرمي إليه ؛ عبر عدة نقاط :


* : كلمة يا الله يا سلام ليست مقياسا فنيا : ) فقد تسمعها كثيرا ممن لا يمتلك ذائقة فنية ، ولا يفهم ماذا تقدم ، قد يكون مثلا من عامة الناس ويتفاعل بحماس مع طريقة الإلقاء وحركات اليدين والصوت ... فهل نجعله مقيما لهذا الفن ، إذا فعلنا ذلك فأننا نقيّم الفن والإبداع من خلال العامة والغوغاء .. العامة لا يرتضون مقيمين لأي فن لا يلمون به كالطب والهندسة والشريعة فكيف نرتضي بكل متطفل على مائدة الأدب والفن.
وهذا معول هدم من حيث ندري أو لا ندري للفن والذوق الرفيع ، أيضا لا أرى تسمية القواعد خيوطا واهية وضحلة المنشأ ، ولا أرى عدم الاعتداد بالمقاييس المرعية من جزالة ورموز ...

* : أعتقد أيضا أن من أسباب سقطة هؤلاء النقاد والفنانين في تقييم أعمال (للقرد أو للثور) هو تبنيهم للمدرسة الثورية والخروج عن القواعد والأطر التي تحكم تقييم العمل تقييما صحيحا وفقا للأصول المرعية في أي فن فأتوا بالعجب العجاب ، ولو عملوا بالأصول المرعية ، أو لو تبنوا نظرية موت الأديب ؛ رغم عجرها وبجرها ، لقدموا تقارير أصح وأقرب للصواب ، ولكن الفتنة بالاسم والشهرة كان له دور قوي بطبيعة الحال.

* :لا أرى اختزال الأسباب كلها في سبب واحد وهو "الثورية" ، فلا ندع جميع الأسباب والقواعد التي تنظم ذلك عند أهل التخصص ، ونحصرها في هذا السبب ، وليست كل رؤية ثورية تستحق التبجيل ، فقد تكون الثورة والجرأة على الثوابت الدينية ، كما في كتاب الثابت والمتحول لأدونيس على سبيل المثال.


* : أعتقد أن من ضمن الأسباب التي حمت لوحات بيكاسو وغيره من المشاهير : الشهرة ، ورضى السواد الأعظم من النقاد عنها. ولا أستطيع أن أنتقد العمل إلا إذا كنت ملما بضوابط التذوق الجمالي والنقد الفني حسب الأصول المتعارف عليها لدى أصحاب الأدب والفن شأنه شأن العلوم والمعارف الأخرى.


* : المثال الوارد "الطريق" نتفق معك فيه ونؤيدك فيه، وليعبر الأديب كما يشاء ، فلا يوجد تحجير على الإبداع ، فالتعبير مشرعةٌ أبوابه على مصراعيها، شريطة المحافظة على الثوابت الدينية، وفي نفس الوقت ليس من شيء فوق النقد ،إلا ما جاءت به الشريعة الغراء ، لكن يجب امتلاك أدوات النقد وبها نحكم ونحتكم ، وليست القضية قضية انطباعات ودهشة وثورة فقط ، فكيف يمكن تقنين الدهشة دون نظام وقانون وهل لو أتت الثورة والدهشة بشطحات دينية نسلم بها ، وإذا اختلفنا في شيء فإلى أي مرجعية نحتكم ، هل نعول على الثورية والدهشة ؟ وقد رأينا الدهشة من لوحة الثور ولوحة القرد ، وكيفية التعاطي معها.


* : محمود شاكر الاستشهاد به لا آراه يدعم رؤيتك المطروحة ، فهو مجدد نعم ومبدع نعم ، ولكنه لم يخالف القواعد ، فالعروض على سبيل المثال ليست قواعد قطعية ثابتة كالنصوص الشرعية بل هي قابلة لاختلاف وجهات النظر والتطوير ، ولم نسمع من يقول بثبوت قواعد العروض ، بل إنه هناك من أتى بعد الخليل وأضاف بحر المتدارك لبحور الشعر ، وأتت التفعيلة ، والقصيدة النثرية ؛ رغم كثرة الجدال حولها إلا أنه جدال أدبي مستساغ ، ويجوز الخلاف فيه ، لكن الثوابت يجب أن لا تمس مثل تغيير لغة القرآن أو معاني الكلمات أو سياقات معينة في النص القرآني فهذا لا يجوز ومخالف ، فقد يُكتشف بعد عدة أجيال أن الجيل الأخير قد انقطع عن الفهم الحقيقي للقرآن نظرا لاختلاف المعاني والسياقات ، أما العروض فهي قضية جزئية سائغ التجديد فيها.


* : القرد وذائقته في مزج الألوان ، وهل ننفيها عنه أم نثبتها له ، وهنا أسأل لماذا استبعدت القرد من التذوق الأدبي للشعر : ) فهل لو قال قائل شعرا أمام قرد فقهقه وحرك يديه طربا هل نحكم عليه بأن العمل ثوري ، وأنه القرد استطاع عبور النص ، لذا فإن لوحته الفنية بطبيعة الحال تستحق التبجيل ، المسألة جدلية في القرد أكثر من إسقاط حكم أو رؤية معينة ، أما سبر غوره ومعرفة ملكاته وامكاناته فلربما تحتاج لمن يتفرغ من علماء National Geographic ، أو المراكز البحثية المتخصص ، لدراسة سلوك القرد وهل من الممكن أن يكون وبناء على ما تسفر عليه نتيجة الدراسة ضمن لجنة تحكيم لمسابقة شعرية ؛ مثلاً : ) ، أذكر في الختام قول "حداثي" لا تلزمني بأن هذا اللون أحمر وهذا أخضر أريد أن أتعامل مع الألوان بحسب السياق فماذا نقول لهذا (الثوري).

صاحب الظل الطويل الحوار معك شيق وقد أفدت من ردك كثيرا فلك شكري الجزيل وتقديري الكبير.






آخر تعديل حامد السالمي يوم 10-19-2010 في 05:59 PM.
رد مع اقتباس